"عين ثالثة" زارت معسكرا للجيش العراقي السابق في البصرة هجرته القوات المسلحة لتسكن فيه أُسر شردتها ظروف الحياة، فلجأت الى هذا المكان لعدم قدرتها على توفير المال اللازم لاستئجار مسكن مناسب.
علمت "عين ثالثة" بهذا المكان بفضل رسائل عديدة بعث بها أحد القاطنين في المعسكر واسمه عبد الرزاق عبد الله.
هذا الرجل ليس أديبا أوشاعرا ولا كاتبا بل مجرد رجل بسيط يتوجه كل يوم إلى مسطرة العمال عله يجد من يحتاج إلى خدماته، غير أن رسائله كانت مفعمة بأحاسيس الألم والضنى والتعب من ضغط الحياة.
عبد الرزاق قال في إحدى رسائله: "الفقر آفة خطيرة يخلي البشر يتحول إلى وحش مفترس. والله العظيم تباوعين على جهالنه حفاي ووصخين ويصيرون أحسن فلم وثائقي...أمزون العراق".
هذا المستمع عبر ببساطة شديدة، وأحسن التعبير عن مأساة يومية يعيشها المئات إن لم نقل الآلاف في العراق.
يقول عبد الرزاق عن المعسكر الذي يقيم فيه: "كانت القوات البعثية تتدرب فيه يس يم، يس يم" وعندما سقط النظام استولى من وصفهم بسادة الفرهود على هذه المنشآت وراحوا يبيعون أمتارها وقاعاتها للناس، الذين دفعتهم الأيام إلى مغادرة منازلهم الأصلية ليتحولوا بذلك إلى شريحة المتجاوزين الذين لا حقوق ولا وجود شرعيا لهم.
تقيم في هذا المعسكر حوالى خمسين أسرة وكلهم يشكون العوز والجوع والقهر وشحة الماء والطعام. أطفالهم لا يتحممون ونساؤهم لا يغتسلن، ولا يمكن الحصول على ماء الشرب إلا بسحبه من أنبوب رئيسي مكسور في الشارع.
واضاف عبد الرزاق "إنه أمزون العراق.. نحن لا نعرف إن كنا من الحشر أم من البشر...إن أردتم زيارتنا فتعالوا بعد مغيب الشمس، كل القاطنين هنا، بنسائهم ورجالهم وأطفالهم وشيوخهم، يتجمعون حول نار يهتدون بنورها ويتدفأون بها ويتحدثون ثم ما يلبثوا أن يتشاحنوا ليختلفوا لأنهم جميعهم يشعرون بالقهر وبالغبن ولا يجدون من يفرغون فيه غضبهم غير الجالس إلى جانبهم".
هكذا تحدث عبد الرزاق إلى عين ثالثة وأقسم بأغلظ الأيمان أن المنطقة لم تشهد زيارة أي مسؤول، عدا أولئك الذين يأتون مع مقاولين يقولون إنهم يريدون تحويل المنطقة إلى شئ آخر.
وعند اعتراض السكان يقول المسؤولون "نريد أن نعمر البلاد، هل تريدون الوقوف في وجه تعمير البلاد؟ هيا، اذهبوا إلى....".
ويقول عبد الرزاق إنه وآخرون حاولوا الاستنجاد بالسلطات لإيجاد فرص عمل أو لتحسين أوضاعهم غير أن رد السلطات كان جافا وقاسيا وقال "مرة ذهبت إلى الحكومة المحلية فطردوني وقالوا اذهب إلى... ست وحدك من تعاني، كل العراقيين متبهذلين وانتم أساسا متجاوزين".
"نحن لا نعيش حياة البشر على الإطلاق" كما قال عبد الرزاق لبرنامج عين ثالثة.
وها نحن نطلب من السلطات المحلية في البصرة الرد على هذا الكلام، إذ لا بد للتجاوز من أسباب، وإذا كان الشباب عاطلين وبلا عمل فكيف يمكنهم تأمين حياة كريمة لأسرهم؟ وكيف يمكنهم دفع بدلات الإيجار؟ هذه أسئلة نطرحها على سلطات واحدة من أغنى محافظات العراق، ثغر العراق الباسم: البصرة..بانتظار الجواب.
علمت "عين ثالثة" بهذا المكان بفضل رسائل عديدة بعث بها أحد القاطنين في المعسكر واسمه عبد الرزاق عبد الله.
هذا الرجل ليس أديبا أوشاعرا ولا كاتبا بل مجرد رجل بسيط يتوجه كل يوم إلى مسطرة العمال عله يجد من يحتاج إلى خدماته، غير أن رسائله كانت مفعمة بأحاسيس الألم والضنى والتعب من ضغط الحياة.
عبد الرزاق قال في إحدى رسائله: "الفقر آفة خطيرة يخلي البشر يتحول إلى وحش مفترس. والله العظيم تباوعين على جهالنه حفاي ووصخين ويصيرون أحسن فلم وثائقي...أمزون العراق".
هذا المستمع عبر ببساطة شديدة، وأحسن التعبير عن مأساة يومية يعيشها المئات إن لم نقل الآلاف في العراق.
يقول عبد الرزاق عن المعسكر الذي يقيم فيه: "كانت القوات البعثية تتدرب فيه يس يم، يس يم" وعندما سقط النظام استولى من وصفهم بسادة الفرهود على هذه المنشآت وراحوا يبيعون أمتارها وقاعاتها للناس، الذين دفعتهم الأيام إلى مغادرة منازلهم الأصلية ليتحولوا بذلك إلى شريحة المتجاوزين الذين لا حقوق ولا وجود شرعيا لهم.
تقيم في هذا المعسكر حوالى خمسين أسرة وكلهم يشكون العوز والجوع والقهر وشحة الماء والطعام. أطفالهم لا يتحممون ونساؤهم لا يغتسلن، ولا يمكن الحصول على ماء الشرب إلا بسحبه من أنبوب رئيسي مكسور في الشارع.
واضاف عبد الرزاق "إنه أمزون العراق.. نحن لا نعرف إن كنا من الحشر أم من البشر...إن أردتم زيارتنا فتعالوا بعد مغيب الشمس، كل القاطنين هنا، بنسائهم ورجالهم وأطفالهم وشيوخهم، يتجمعون حول نار يهتدون بنورها ويتدفأون بها ويتحدثون ثم ما يلبثوا أن يتشاحنوا ليختلفوا لأنهم جميعهم يشعرون بالقهر وبالغبن ولا يجدون من يفرغون فيه غضبهم غير الجالس إلى جانبهم".
هكذا تحدث عبد الرزاق إلى عين ثالثة وأقسم بأغلظ الأيمان أن المنطقة لم تشهد زيارة أي مسؤول، عدا أولئك الذين يأتون مع مقاولين يقولون إنهم يريدون تحويل المنطقة إلى شئ آخر.
وعند اعتراض السكان يقول المسؤولون "نريد أن نعمر البلاد، هل تريدون الوقوف في وجه تعمير البلاد؟ هيا، اذهبوا إلى....".
ويقول عبد الرزاق إنه وآخرون حاولوا الاستنجاد بالسلطات لإيجاد فرص عمل أو لتحسين أوضاعهم غير أن رد السلطات كان جافا وقاسيا وقال "مرة ذهبت إلى الحكومة المحلية فطردوني وقالوا اذهب إلى... ست وحدك من تعاني، كل العراقيين متبهذلين وانتم أساسا متجاوزين".
"نحن لا نعيش حياة البشر على الإطلاق" كما قال عبد الرزاق لبرنامج عين ثالثة.
وها نحن نطلب من السلطات المحلية في البصرة الرد على هذا الكلام، إذ لا بد للتجاوز من أسباب، وإذا كان الشباب عاطلين وبلا عمل فكيف يمكنهم تأمين حياة كريمة لأسرهم؟ وكيف يمكنهم دفع بدلات الإيجار؟ هذه أسئلة نطرحها على سلطات واحدة من أغنى محافظات العراق، ثغر العراق الباسم: البصرة..بانتظار الجواب.