حَظيَ الشأنُ العراقي بحيـّزٍ مهم في أحدث محادثات أميركية-تركية رفيعة المستوى مع تَـعبيرِ كلٍ من واشنطن وأنقرة عن اهتمامهما المشترك باستقرار العراق وعدم تصعيد التوترات السياسية التي من شأنها أن تؤثرَ في تجربته الديمقراطية.
وزيرةُ الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرُها التركي أحمد داود أوغلو "بحثا ملفات سوريا وإيران والعراق على التوالي"، بحسب ما أفاد الموقع الرسمي لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (TRT). وجاء في النبأ أن الوزيرين أعربا "عن تقاسمهما القلق بشأن التوتر المذهبي في العراق." فيما أوضح داود أوغلو أن بلاده "تقف على مسافة متساوية من جميع العراقيين بلا تمييز بين المذاهب والأصول الإثنية"، مضيفاً "أن إعرابنا عن رأينا بشأن العراق لا يعتبر تدخلاً في الشؤون الداخلية لهذا البلد. وغايتنا هي دعم الديمقراطية"، بحسب تعبيره.
وفي تصريحاتٍ أدلى بها خلال المؤتمر الصحفي المشترك إثر محادثاته مع كلينتون، أضاف وزير الخارجية التركي قائلاً:
"إنْ لم يكن هناك استقرار في العراق فلا يمكن أن يكون هناك استقرار في منطقتنا. لقد كنا نقول دائماً إن العراق هو أشبه ما يكون بشرق أوسط صغير. لدينا فيه كل الطوائف والأعراق والمذاهب للمجتمعات الموجودة في الشرق الأوسط. وبالنسبة لتركيا يُشكّل استقرار العراق أهمية كبيرة للغاية. كما أن رفاهية جميع العراقيين، بصرف النظر عن خلفياتهم العرقية أو الطائفية، هي المطلب الوحيد لتركيا. وعندما نرى عراقياً، لا ننظر إلى هويته، إذ أننا نعتبر جميع العراقيين جيرانَنا وإخوتَنا وأخَواتِنا إلى الأبد. ورفاهيتُهم هي رفاهيتنا."
وفي تحليلٍ نَشرته مجلة (ناشونال إنترست National Interest) الأميركية على موقعها الإلكتروني تحت عنوان "العراق على شفا الهاوية"، أشار الكاتبان مورتن أبرامويتز Morton Abramowitz وجيسيكا سمز Jessica Sims إلى التوترات الأخيرة بين بغداد وأنقرة إثر التصريحات العلنية المتبادلة بين رئيسيْ الوزراء العراقي نوري المالكي والتركي رجب طيب أردوغان على خلفية الأزمة السياسية التي نجمت عن توجيه اتهامات لنائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي. ولفَت التحليل إلى "التنافس بين تركيا وإيران على النفوذ والحصول على عقود تجارية مع العراق." وفي هذا الصدد، قال الكاتبان إنه على الرغم من "التعهدات الأخوية بين الدولتين فإن حقيقة التنافس بينهما هي أكبر مما يعلنه الطرفان. أما رغبة تركيا غير المتناهية في المشاركة الدبلوماسية بالمحادثات حول البرنامج النووي الإيراني فهي لا تعكس الثقة بين أنقرة وطهران بل تعبّر عن الوسيلة التركية لتحقيق التوازن بين ثلاثة اهتمامات هي: تأثير عقوبات إيران على اقتصاد تركيا، ومخاوفها من حيازة إيران للسلاح النووي إضافةً إلى الإمكانية الحقيقية لنشوب حرب."
التحليل يتناول "تصاعد حدة المنافسة الاقتصادية بين تركيا وإيران في العراق"، معتبراً أن نجاح أنقرة في توسيع علاقاتها التجارية مع بغداد قد يكون من الأسباب المحتملة للاستياء من "التدخل التركي" في الشؤون الداخلية العراقية.
وأضاف الكاتبان أنه على الرغم من قلة تأثير أنقرة على المالكي فإن لكل من تركيا والولايات المتحدة علاقات قوية مع إقليم كردستان مثلما أن لكليهما مصلحة في ضرورة المساعدة بإيجاد سُبل للحفاظ على حكومة العراق ووحدة أراضيه.
ولمزيد من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري الذي يدرّس مادة (النظام السياسي في تركيا وإيران) والذي علّق أولاً على تصريحات وزير الخارجية التركي إثر محادثاته مع نظيرته الأميركية بالقول إن ما أعلنه داود أغلو في واشنطن أمام كلينتون والإعلام العالمي بشأن أهمية استقرار العراق وتأكيده بأن أنقرة تعتبر جميع العراقيين "أخوة إلى الأبد" يُعيد إلى تركيا "الموقف المنطقي والتواصل مع مواقفها السابقة تجاه العراق والتي بدأت منذ بداية عملية التغيير السياسي في التاسع من نيسان 2003 ولكنه خُرق قبل بضعة أسابيع عندما تحدث رئيس الوزراء التركي مرتين بشكلٍ اعتبَرته أوساط دبلوماسية، وحتى الشعبية، بأنه غير ودي وغير لائق فضلاً عن كونه يشكّل تدخلاً صارخاً في الشؤون الداخلية...".
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف الأربعاء، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن موضوعات أخرى ذات صلة وعقّبَ على ما أوردَه التحليل المنشور في مجلة (ناشونال إنترست). كما أجاب عن سؤالين آخريْن يتعلق أحدهما بطبيعة ما يوصف بدور أنقرة المساند للسياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط والثاني بأهمية العلاقات الاقتصادية المتنامية بين العراق وتركيا في ضوء الإحصاءات التي تشير إلى بلوغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 13 مليار دولار أميركي خلال العام المنصرم.
وزيرةُ الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ونظيرُها التركي أحمد داود أوغلو "بحثا ملفات سوريا وإيران والعراق على التوالي"، بحسب ما أفاد الموقع الرسمي لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (TRT). وجاء في النبأ أن الوزيرين أعربا "عن تقاسمهما القلق بشأن التوتر المذهبي في العراق." فيما أوضح داود أوغلو أن بلاده "تقف على مسافة متساوية من جميع العراقيين بلا تمييز بين المذاهب والأصول الإثنية"، مضيفاً "أن إعرابنا عن رأينا بشأن العراق لا يعتبر تدخلاً في الشؤون الداخلية لهذا البلد. وغايتنا هي دعم الديمقراطية"، بحسب تعبيره.
وفي تصريحاتٍ أدلى بها خلال المؤتمر الصحفي المشترك إثر محادثاته مع كلينتون، أضاف وزير الخارجية التركي قائلاً:
"إنْ لم يكن هناك استقرار في العراق فلا يمكن أن يكون هناك استقرار في منطقتنا. لقد كنا نقول دائماً إن العراق هو أشبه ما يكون بشرق أوسط صغير. لدينا فيه كل الطوائف والأعراق والمذاهب للمجتمعات الموجودة في الشرق الأوسط. وبالنسبة لتركيا يُشكّل استقرار العراق أهمية كبيرة للغاية. كما أن رفاهية جميع العراقيين، بصرف النظر عن خلفياتهم العرقية أو الطائفية، هي المطلب الوحيد لتركيا. وعندما نرى عراقياً، لا ننظر إلى هويته، إذ أننا نعتبر جميع العراقيين جيرانَنا وإخوتَنا وأخَواتِنا إلى الأبد. ورفاهيتُهم هي رفاهيتنا."
وفي تحليلٍ نَشرته مجلة (ناشونال إنترست National Interest) الأميركية على موقعها الإلكتروني تحت عنوان "العراق على شفا الهاوية"، أشار الكاتبان مورتن أبرامويتز Morton Abramowitz وجيسيكا سمز Jessica Sims إلى التوترات الأخيرة بين بغداد وأنقرة إثر التصريحات العلنية المتبادلة بين رئيسيْ الوزراء العراقي نوري المالكي والتركي رجب طيب أردوغان على خلفية الأزمة السياسية التي نجمت عن توجيه اتهامات لنائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي. ولفَت التحليل إلى "التنافس بين تركيا وإيران على النفوذ والحصول على عقود تجارية مع العراق." وفي هذا الصدد، قال الكاتبان إنه على الرغم من "التعهدات الأخوية بين الدولتين فإن حقيقة التنافس بينهما هي أكبر مما يعلنه الطرفان. أما رغبة تركيا غير المتناهية في المشاركة الدبلوماسية بالمحادثات حول البرنامج النووي الإيراني فهي لا تعكس الثقة بين أنقرة وطهران بل تعبّر عن الوسيلة التركية لتحقيق التوازن بين ثلاثة اهتمامات هي: تأثير عقوبات إيران على اقتصاد تركيا، ومخاوفها من حيازة إيران للسلاح النووي إضافةً إلى الإمكانية الحقيقية لنشوب حرب."
التحليل يتناول "تصاعد حدة المنافسة الاقتصادية بين تركيا وإيران في العراق"، معتبراً أن نجاح أنقرة في توسيع علاقاتها التجارية مع بغداد قد يكون من الأسباب المحتملة للاستياء من "التدخل التركي" في الشؤون الداخلية العراقية.
وأضاف الكاتبان أنه على الرغم من قلة تأثير أنقرة على المالكي فإن لكل من تركيا والولايات المتحدة علاقات قوية مع إقليم كردستان مثلما أن لكليهما مصلحة في ضرورة المساعدة بإيجاد سُبل للحفاظ على حكومة العراق ووحدة أراضيه.
ولمزيد من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري الذي يدرّس مادة (النظام السياسي في تركيا وإيران) والذي علّق أولاً على تصريحات وزير الخارجية التركي إثر محادثاته مع نظيرته الأميركية بالقول إن ما أعلنه داود أغلو في واشنطن أمام كلينتون والإعلام العالمي بشأن أهمية استقرار العراق وتأكيده بأن أنقرة تعتبر جميع العراقيين "أخوة إلى الأبد" يُعيد إلى تركيا "الموقف المنطقي والتواصل مع مواقفها السابقة تجاه العراق والتي بدأت منذ بداية عملية التغيير السياسي في التاسع من نيسان 2003 ولكنه خُرق قبل بضعة أسابيع عندما تحدث رئيس الوزراء التركي مرتين بشكلٍ اعتبَرته أوساط دبلوماسية، وحتى الشعبية، بأنه غير ودي وغير لائق فضلاً عن كونه يشكّل تدخلاً صارخاً في الشؤون الداخلية...".
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف الأربعاء، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن موضوعات أخرى ذات صلة وعقّبَ على ما أوردَه التحليل المنشور في مجلة (ناشونال إنترست). كما أجاب عن سؤالين آخريْن يتعلق أحدهما بطبيعة ما يوصف بدور أنقرة المساند للسياسة الخارجية الأميركية في الشرق الأوسط والثاني بأهمية العلاقات الاقتصادية المتنامية بين العراق وتركيا في ضوء الإحصاءات التي تشير إلى بلوغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 13 مليار دولار أميركي خلال العام المنصرم.