اجتمع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق الثلاثاء وسط استمرار العنف بين القوات الحكومية والمعارضين للنظام. وفيما لم يُكشَف فحوى الرسالة التي نُقلت من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف خلال الاجتماع، نَسبت تقارير إعلامية إلى لافروف قوله للأسد إن من مصلحة الدول العربية العيش معاً "في سلام ووئام"، مضيفاً أنه ينبغي على كل زعيم أن يتحمّل "نصيبه من المسؤولية."
وفي تصريحاتٍ أدلى بها إثر اللقاء، قال لافروف إن الأسد عرَض ضمانات بالتزامه إنهاء العنف وأكد استعداده لإجراء محادثات مع جميع القوى السياسية في سوريا. وأضاف أن الأسد أبدى أيضاً اهتماماً بمواصلة مهمة بعثة المراقبين العرب في سوريا وزيادة عدد أعضائها، بحسب ما نقلت عنه وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء.
تَـكهناتٌ سَرت خلال اليومين الماضيين بأن لافروف الذي يرافقه مدير المخابرات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف قد يضغط على الرئيس السوري لتسريع الإصلاحات السياسية التي وعد بها منذ اندلاع الأزمة عند بداية الاحتجاجات الشعبية المطالِبة بالتغيير قبل 11 شهراً.
وأعربت الصين التي شاركَت في نقض مشروع القرار الدولي عن أملها بأن تتكلل زيارة لافروف بالنجاح، قائلةًَ على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية ليو ويمين "نأمل في أن تكون جهود الوساطة التي تقوم بها روسيا مثمرة". وأضاف أن بلاده تعتزم إرسال موفد إلى دول المنطقة مع رغبتها "في الاضطلاع بدور بنّاء من أجل حل سياسي للأزمة السورية"، بحسب ما نقلت عنه وكالة فرانس برس للأنباء.
مراقبون توقّعوا أيضاً بأن تذهب موسكو إلى حد إقناع الأسد بالتنحي. وفي طرح هذا الرأي، ذكروا أن حق النقض (الفيتو) الذي مارسَته روسيا عـزّز بالواقع موقفَـها إزاء الحليف السوري في الوقت الذي أفـقَدها الكثير من شعبيتها في الشارع العربي.
لكن رئيس الوزراء الروسي الأسبق يفغيني بريماكوف، وهو من أهم خبراء روسيا في شؤون الشرق الأوسط، استبعدَ أن تنطوي مهمة لافروف على مطالبة الرئيس السوري بالتنحي. وقال في مقابلةٍ نشرتها صحيفة
(الشرق الأوسط) اللندنية الثلاثاء إنه "إذا كان هناك من المسؤولين الغربيين من يطرح ضرورة رحيل الأسد، فإنني أطرح عليه السؤال: هل سيوفر ذلك الاستقرار في سوريا؟ أما السؤال الثاني: هل هناك في الغرب من الخبراء من يدرك ماهية القوى المعادية للنظام؟"
وذكرت الصحيفة أن بريماكوف حرص في تصريحاته لها على تأكيد عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية، وهو ما صرّح به لافروف أيضاً بالقول إنه "ليس من مهام موسكو تحديد أي الأنظمة تبقى وأيها ترحل". وفي إشارتها إلى ذلك، لاحَظَت الصحيفة أن "موسكو تنسى أو تتناسى أن الكرملين سبق أن أوفد بريماكوف إلى الرئيس العراقي صدام حسين يطالبه بالتنحي قبيل الغزو الأميركي للعراق في عام 2003"، بحسب تعبيرها. يُشار إلى الوساطة التي أعلنتها روسيا قبل ساعاتٍ من نقض مشروع القرار الدولي السبت لجمع طرفيْ الأزمة في موسكو. وفي حديثه عن هذا الموضوع، قال بريماكوف "من الممكن إتاحة الفرصة إذا ما التقت معه المعارضة وتيسر التوصل إلى اتفاق حول أسس انتقالية. وقد طرحت موسكو، ولا تزال تطرح، استضافة اللقاء".
وفي تحليلها للاجتماع الروسي- السوري رفيع المستوى في دمشق الثلاثاء، قالت الدكتورة ييلينا سوبونينا Yelena Suponina مديرة (مركز آسيا والشرق الأوسط في معهد الدراسات الإستراتيجية) في موسكو لإذاعة العراق الحر "إن هذا الاجتماع مهم للغاية لأنه يقدم فرصة لإيجاد الحل السلمي للأزمة السورية....ولكن التوصل إلى مثل هذا الحل هو أمر في غاية الصعوبة لأن الحوار بين المعارضة وحكومة بشار الأسد أصبح شبه مستحيل في ظل استمرار العنف."
وأضافت الخبيرة الروسية في شؤون الشرق الأوسط خلال المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ظهر الثلاثاء "أن موسكو ترفض فكرة تنحّي الرئيس السوري من منطلق معارضتها للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لأي دولة رغم أنها أوفدت في السابق بريماكوف مبعوثاً إلى بغداد قبل الحرب في عام 2003 لمحاولة إقناع الرئيس السابق صدام حسين بالتخلي عن السلطة ولكن هذه المبادرة فشلت."
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق الذي علّق أولاً على تصريح بريماكوف بأن موسكو نقَضت مشروع القرار الدولي الأخير بشأن سوريا لأنها خُدعت من قبل الغرب في قرار ليبيا حينما امتنعت والصين عن استخدام الفيتو باعتبار أن الهدف آنذاك كان حماية سكان مدينة بنغازي وليس إطاحة نظام معمر القذافي. وفي هذا الصدد، اعتَبر أن التصريح "يجيء في سياق التفاوض إذ لا يعقل أن تكون روسيا التي تدرك خبايا أمور المنطقة العربية قد خدعت بهذه السهولة عند إصدار قرار دولي يتعلق بحماية المدنيين في بنغازي...".
وخلص رزق في تحليله إلى القول "إن إمكانية التفاوض والوصول إلى تسوية تبدو بعيدة"، معرباً عن اعتقاده باحتمال أن "تتعقّد الأزمة السورية في المستقبل نتيجة دخول أطراف عليها وتغذيتها لمصالح ولتوازنات جديدة".
وفي تصريحاتٍ أدلى بها إثر اللقاء، قال لافروف إن الأسد عرَض ضمانات بالتزامه إنهاء العنف وأكد استعداده لإجراء محادثات مع جميع القوى السياسية في سوريا. وأضاف أن الأسد أبدى أيضاً اهتماماً بمواصلة مهمة بعثة المراقبين العرب في سوريا وزيادة عدد أعضائها، بحسب ما نقلت عنه وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء.
تَـكهناتٌ سَرت خلال اليومين الماضيين بأن لافروف الذي يرافقه مدير المخابرات الخارجية الروسية ميخائيل فرادكوف قد يضغط على الرئيس السوري لتسريع الإصلاحات السياسية التي وعد بها منذ اندلاع الأزمة عند بداية الاحتجاجات الشعبية المطالِبة بالتغيير قبل 11 شهراً.
وأعربت الصين التي شاركَت في نقض مشروع القرار الدولي عن أملها بأن تتكلل زيارة لافروف بالنجاح، قائلةًَ على لسان الناطق باسم وزارة الخارجية ليو ويمين "نأمل في أن تكون جهود الوساطة التي تقوم بها روسيا مثمرة". وأضاف أن بلاده تعتزم إرسال موفد إلى دول المنطقة مع رغبتها "في الاضطلاع بدور بنّاء من أجل حل سياسي للأزمة السورية"، بحسب ما نقلت عنه وكالة فرانس برس للأنباء.
مراقبون توقّعوا أيضاً بأن تذهب موسكو إلى حد إقناع الأسد بالتنحي. وفي طرح هذا الرأي، ذكروا أن حق النقض (الفيتو) الذي مارسَته روسيا عـزّز بالواقع موقفَـها إزاء الحليف السوري في الوقت الذي أفـقَدها الكثير من شعبيتها في الشارع العربي.
لكن رئيس الوزراء الروسي الأسبق يفغيني بريماكوف، وهو من أهم خبراء روسيا في شؤون الشرق الأوسط، استبعدَ أن تنطوي مهمة لافروف على مطالبة الرئيس السوري بالتنحي. وقال في مقابلةٍ نشرتها صحيفة
(الشرق الأوسط) اللندنية الثلاثاء إنه "إذا كان هناك من المسؤولين الغربيين من يطرح ضرورة رحيل الأسد، فإنني أطرح عليه السؤال: هل سيوفر ذلك الاستقرار في سوريا؟ أما السؤال الثاني: هل هناك في الغرب من الخبراء من يدرك ماهية القوى المعادية للنظام؟"
وذكرت الصحيفة أن بريماكوف حرص في تصريحاته لها على تأكيد عدم جواز التدخل في الشؤون الداخلية، وهو ما صرّح به لافروف أيضاً بالقول إنه "ليس من مهام موسكو تحديد أي الأنظمة تبقى وأيها ترحل". وفي إشارتها إلى ذلك، لاحَظَت الصحيفة أن "موسكو تنسى أو تتناسى أن الكرملين سبق أن أوفد بريماكوف إلى الرئيس العراقي صدام حسين يطالبه بالتنحي قبيل الغزو الأميركي للعراق في عام 2003"، بحسب تعبيرها. يُشار إلى الوساطة التي أعلنتها روسيا قبل ساعاتٍ من نقض مشروع القرار الدولي السبت لجمع طرفيْ الأزمة في موسكو. وفي حديثه عن هذا الموضوع، قال بريماكوف "من الممكن إتاحة الفرصة إذا ما التقت معه المعارضة وتيسر التوصل إلى اتفاق حول أسس انتقالية. وقد طرحت موسكو، ولا تزال تطرح، استضافة اللقاء".
وفي تحليلها للاجتماع الروسي- السوري رفيع المستوى في دمشق الثلاثاء، قالت الدكتورة ييلينا سوبونينا Yelena Suponina مديرة (مركز آسيا والشرق الأوسط في معهد الدراسات الإستراتيجية) في موسكو لإذاعة العراق الحر "إن هذا الاجتماع مهم للغاية لأنه يقدم فرصة لإيجاد الحل السلمي للأزمة السورية....ولكن التوصل إلى مثل هذا الحل هو أمر في غاية الصعوبة لأن الحوار بين المعارضة وحكومة بشار الأسد أصبح شبه مستحيل في ظل استمرار العنف."
وأضافت الخبيرة الروسية في شؤون الشرق الأوسط خلال المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ظهر الثلاثاء "أن موسكو ترفض فكرة تنحّي الرئيس السوري من منطلق معارضتها للتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لأي دولة رغم أنها أوفدت في السابق بريماكوف مبعوثاً إلى بغداد قبل الحرب في عام 2003 لمحاولة إقناع الرئيس السابق صدام حسين بالتخلي عن السلطة ولكن هذه المبادرة فشلت."
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريت مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق الذي علّق أولاً على تصريح بريماكوف بأن موسكو نقَضت مشروع القرار الدولي الأخير بشأن سوريا لأنها خُدعت من قبل الغرب في قرار ليبيا حينما امتنعت والصين عن استخدام الفيتو باعتبار أن الهدف آنذاك كان حماية سكان مدينة بنغازي وليس إطاحة نظام معمر القذافي. وفي هذا الصدد، اعتَبر أن التصريح "يجيء في سياق التفاوض إذ لا يعقل أن تكون روسيا التي تدرك خبايا أمور المنطقة العربية قد خدعت بهذه السهولة عند إصدار قرار دولي يتعلق بحماية المدنيين في بنغازي...".
وخلص رزق في تحليله إلى القول "إن إمكانية التفاوض والوصول إلى تسوية تبدو بعيدة"، معرباً عن اعتقاده باحتمال أن "تتعقّد الأزمة السورية في المستقبل نتيجة دخول أطراف عليها وتغذيتها لمصالح ولتوازنات جديدة".