بث برنامج "عين ثالثة" في الأسبوع الماضي قصة امرأة من محافظة ميسان باعت اثنتين من بناتها بسبب الفقر ولحاجتها إلى بناء غرفة تعيش تحت سقفها هي وأطفالها الآخرون. بعد بث القصة توالت الرسائل والعروض والمقترحات لإعانة هذه العائلة المعدمة وتقدم محافظ ميسان بمبادرة جميلة ومشكورة لمساعدتها وبناء بيت صغير لها.
مراسل إذاعة العراق الحر في ميسان سلام ظافر تابع التطورات:
"استجابة لما عرضته إذاعة العراق الحر في برنامج عين ثالثة عن معاناة إحدى العوائل والظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها في مدينة العمارة، قررت الحكومة المحلية في محافظة ميسان وبشكل عاجل تشكيل لجنة خاصة تعنى بتأمين جميع احتياجات هذه العائلة المادية والمعنوية واستخراج بطاقات الأحوال المدنية لأفرادها.
هذا ما صرح به محافظ ميسان علي دواي لإذاعة العراق الحر إذ قال: "تم الاتصال بهذه المرأة التي عرضتم قضيتها حيث استقبلتها شخصيا وتحدثت إليها وسألتها عما تحتاج إليه فقالت إن بعض أفراد أسرتها بلا هوية للأحوال المدنية وقد قمت بتشكيل لجنة خاصة بهذه العائلة فقط لغرض العمل على تزويد العائلة وأفرادها بهويات شخصية كما قمت بتخصيص مبلغ خاص لهذه العائلة. من خلال هذه اللجنة ستتبنى المحافظة تلبية كافة احتياجات هذه الأسرة"، حسب قوله.
المحافظ علي دواي أثنى أيضا على دور الإعلام في التعامل مع مثل هذه الحالات الإنسانية وإبرازها من اجل تسهيل وصول الجهات المسؤولة إليها واصفا ذلك بالعمل الايجابي.
في هذه الأثناء وصلت نسب الانجاز مراحل متقدمة في بناء بيت صغير يجمع العائلة بفضل المساعدات التي تلقتها الأسرة من الجهات الرسمية والشعبية وقررت الأم التي كان حالها قبل أيام لا يسر الناظرين العزوف عن بيع بنتها الثالثة بعد تحسن الحال ورفعت اكفها بالدعاء لكل من بادر إلى تقديم المساعدة لها.
وما يبعث على السرور أن الاتصالات مازالت تتوالى على إذاعة العراق الحر من قبل المواطنين من مختلف المحافظات العراقية والكل يتسابق لتقديم المساعدة لهذه العائلة في صورة تعجز الكلمات عن وصفها إلا أن هناك عبارة كثيرا ما يطلقها العراقيون تقول "الدنيا بعدها بخير".
من تقاليد العشائر والقبائل في العراق أن يكون لها ناطق باسمها عادة ما يكون شاعرها ومؤلف أهازيجها. هذا الناطق يسمى "المهوال" أو "الهوال" وعادة ما يؤلف ما يدعى بالهوسة ويجمع الآخرين حوله ليرددوا معه ما يقول.
وتختلف الهوسات أو الأهازيج حسب المناسبات وقد تكون بالفصحى أو بالعامية كما تختلف أساليبها حسب المناطق. والاختلاف يتعلق أحيانا بطول الأهزوجة وعدد كلماتها كما يتعلق بطريقة مناداة المهوال في بداية التجمع لتنبيه من حوله إلى انه يريد إلقاء شعر. وطبعا هناك اختلافات أخرى باختلاف العشائر نفسها.
مراسل إذاعة العراق الحر في الديوانية جمع معلومات عن هذا التقليد وتحدث إلى معنيين كما تحدث إلى مهوال والى أستاذ في التاريخ. يروي قصة المهوال، احمد الصباغ من القادسية:
"المهوال هو احد الشخصيات المميزة لدى العشائر العراقية في مناطق الجنوب وهو الشخص الذي يمثل العشيرة أو ينطق بلسانها وعادة ما يكون شاعرا من أبناء العشيرة يردد الأهازيج الشعبية، بحسب ما ذكره الشيخ محمد آل حجام.
أما الشيخ كريم آل حمود فأشار إلى أن المهوال عادة ما يتصف بصفات عديدة أهمها سرعة البديهة والجرأة كما يجب أن يكون مطلعا وذا معرفة واسعة بنوع العلاقات بين العشائر إضافة إلى معرفته العميقة جدا بتاريخ عشيرته نفسها كي يستطيع إبراز أفضل ما فيها والتعريف بها على أفضل وجه، هذا إضافة بالطبع إلى الدور الحماسي الذي يؤديه على صعيد تعبئة أبناء العشيرة من خلال الأهازيج التي يرددها.
المهوال محمد آل ياسين تحدث عن تميز العشائر من خلال تميز المهوال الخاص بها وقال إن لكل مهوال شخصيته وأشعاره المتفردة حتى أن بعضهم يشتهرون خارج نطاق عشائرهم من خلال انتشار قصائدهم أو أهازيجهم الخاصة. آل ياسين أكد أن نجاح المهوال في مهمته يتطلب أن تكون له هوية خاصة به يعرف بها في كل مكان.
تاريخ حافل تميز به وجود المهوال كتراث عربي أصيل امتد لفترات بالغة في القدم تعود لما قبل الإسلام فهو شاعر القبيلة والمتغني بأمجادها وأمجاد رؤسائها وأبنائها كما هو حال الشعراء امرؤ القيس وعمر ابن كلثوم التغلبي بحسب ما أوضح ذلك الباحث التاريخي الدكتور محمد كر يم الشمري.
التعبير عن أصالة العشائر العراقية وتراثها العريق الذي امتد عبر التاريخ كان هذه المرة من خلال موروثها الشعبي الذي تمثل بوجود شاعرها والناطق الإعلامي باسمها ألا وهو المهوال الذي كان ولا زال لسان حالها ومستنهض همم أبنائها".
مراسل إذاعة العراق الحر في ميسان سلام ظافر تابع التطورات:
"استجابة لما عرضته إذاعة العراق الحر في برنامج عين ثالثة عن معاناة إحدى العوائل والظروف المعيشية الصعبة التي تمر بها في مدينة العمارة، قررت الحكومة المحلية في محافظة ميسان وبشكل عاجل تشكيل لجنة خاصة تعنى بتأمين جميع احتياجات هذه العائلة المادية والمعنوية واستخراج بطاقات الأحوال المدنية لأفرادها.
هذا ما صرح به محافظ ميسان علي دواي لإذاعة العراق الحر إذ قال: "تم الاتصال بهذه المرأة التي عرضتم قضيتها حيث استقبلتها شخصيا وتحدثت إليها وسألتها عما تحتاج إليه فقالت إن بعض أفراد أسرتها بلا هوية للأحوال المدنية وقد قمت بتشكيل لجنة خاصة بهذه العائلة فقط لغرض العمل على تزويد العائلة وأفرادها بهويات شخصية كما قمت بتخصيص مبلغ خاص لهذه العائلة. من خلال هذه اللجنة ستتبنى المحافظة تلبية كافة احتياجات هذه الأسرة"، حسب قوله.
المحافظ علي دواي أثنى أيضا على دور الإعلام في التعامل مع مثل هذه الحالات الإنسانية وإبرازها من اجل تسهيل وصول الجهات المسؤولة إليها واصفا ذلك بالعمل الايجابي.
في هذه الأثناء وصلت نسب الانجاز مراحل متقدمة في بناء بيت صغير يجمع العائلة بفضل المساعدات التي تلقتها الأسرة من الجهات الرسمية والشعبية وقررت الأم التي كان حالها قبل أيام لا يسر الناظرين العزوف عن بيع بنتها الثالثة بعد تحسن الحال ورفعت اكفها بالدعاء لكل من بادر إلى تقديم المساعدة لها.
وما يبعث على السرور أن الاتصالات مازالت تتوالى على إذاعة العراق الحر من قبل المواطنين من مختلف المحافظات العراقية والكل يتسابق لتقديم المساعدة لهذه العائلة في صورة تعجز الكلمات عن وصفها إلا أن هناك عبارة كثيرا ما يطلقها العراقيون تقول "الدنيا بعدها بخير".
المهوال أو الهوال
من تقاليد العشائر والقبائل في العراق أن يكون لها ناطق باسمها عادة ما يكون شاعرها ومؤلف أهازيجها. هذا الناطق يسمى "المهوال" أو "الهوال" وعادة ما يؤلف ما يدعى بالهوسة ويجمع الآخرين حوله ليرددوا معه ما يقول.وتختلف الهوسات أو الأهازيج حسب المناسبات وقد تكون بالفصحى أو بالعامية كما تختلف أساليبها حسب المناطق. والاختلاف يتعلق أحيانا بطول الأهزوجة وعدد كلماتها كما يتعلق بطريقة مناداة المهوال في بداية التجمع لتنبيه من حوله إلى انه يريد إلقاء شعر. وطبعا هناك اختلافات أخرى باختلاف العشائر نفسها.
مراسل إذاعة العراق الحر في الديوانية جمع معلومات عن هذا التقليد وتحدث إلى معنيين كما تحدث إلى مهوال والى أستاذ في التاريخ. يروي قصة المهوال، احمد الصباغ من القادسية:
"المهوال هو احد الشخصيات المميزة لدى العشائر العراقية في مناطق الجنوب وهو الشخص الذي يمثل العشيرة أو ينطق بلسانها وعادة ما يكون شاعرا من أبناء العشيرة يردد الأهازيج الشعبية، بحسب ما ذكره الشيخ محمد آل حجام.
أما الشيخ كريم آل حمود فأشار إلى أن المهوال عادة ما يتصف بصفات عديدة أهمها سرعة البديهة والجرأة كما يجب أن يكون مطلعا وذا معرفة واسعة بنوع العلاقات بين العشائر إضافة إلى معرفته العميقة جدا بتاريخ عشيرته نفسها كي يستطيع إبراز أفضل ما فيها والتعريف بها على أفضل وجه، هذا إضافة بالطبع إلى الدور الحماسي الذي يؤديه على صعيد تعبئة أبناء العشيرة من خلال الأهازيج التي يرددها.
المهوال محمد آل ياسين تحدث عن تميز العشائر من خلال تميز المهوال الخاص بها وقال إن لكل مهوال شخصيته وأشعاره المتفردة حتى أن بعضهم يشتهرون خارج نطاق عشائرهم من خلال انتشار قصائدهم أو أهازيجهم الخاصة. آل ياسين أكد أن نجاح المهوال في مهمته يتطلب أن تكون له هوية خاصة به يعرف بها في كل مكان.
تاريخ حافل تميز به وجود المهوال كتراث عربي أصيل امتد لفترات بالغة في القدم تعود لما قبل الإسلام فهو شاعر القبيلة والمتغني بأمجادها وأمجاد رؤسائها وأبنائها كما هو حال الشعراء امرؤ القيس وعمر ابن كلثوم التغلبي بحسب ما أوضح ذلك الباحث التاريخي الدكتور محمد كر يم الشمري.
التعبير عن أصالة العشائر العراقية وتراثها العريق الذي امتد عبر التاريخ كان هذه المرة من خلال موروثها الشعبي الذي تمثل بوجود شاعرها والناطق الإعلامي باسمها ألا وهو المهوال الذي كان ولا زال لسان حالها ومستنهض همم أبنائها".