تتضمن حلقة هذا الأسبوع من برنامج " المجلة الثقافية" أخباراً، ولقاءاً مع الفنان التشكيليا ابراهيم ربيع حسين، ووقفة مع مقال للباحث ابراهيم السامرائي يتناول فيه جانباً مهماً من الثقافة السريانية يتعلّق باللغة الآرامية.
**أقيم على قاعة منتدى شباب ناحية العباسي في قضاء الحويجة في كركوك، معرض فني يعتبر الأول من نوعه، إذ شارك فيه شباب من سكان الناحية نفسها. المعرض الذي طغت على اعماله افكار تتعلق بوحدة العراق، تضمن بالاضافة الى الاعمال الفنية لرسامين من مختلف الاعمار والمستويات، لوحات من الخط العربي والزخرفة.
**توفي المخرج السينمائي اليوناني الشهير تيودوروس انجيلوبولوس متاثرا بجروحه نتيجة حادث مروري. وتوفي المخرج البالغ من العمر 76 عاما في المستشفى نتيجة اصابات بالراس بعدما صدمته دراجة نارية قرب ميناء برايوس. انجيلوبولوس الذي فاز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1998 عن فيلمه يوم وابدية، اشتهر بالافلام الروائية الطويلة التي تتناول في اغلبها قضايا سياسية وتاريخية معاصرة في اليونان.
من المواقف الطريفة التي مرت بالفنان في احد المعارض العالمية، هو انه رسم ذات مرة لوحة عن السجن، وعبر عنه الفنان بصورة مؤلمة وعنيفة، وكانت احدى المشاهدات الواقفات امام اللوحة تشتم الفنان الذي رسم اللوحة دون ان تعرف ان الشخص الواقف بجانبها هو الفنان نفسه، ولكنه شعر بسرور لذلك لانه استنتج ان اللوحة اوصلت الاحساس بالالم والمعاناة التي اراد التعبير عنها.
"كان للسريان تأثير كبير في الثقافة العربية، فهم نقلة الفكر عن اليونانية، ومن ثمّ فان لغتهم الارامية كانت مصدراً من مصادر المعرفة التي تزوّد بها المسلمون و عرفوا منها فلاسفة الاغريق. إذاً ما هذه اللغة؟ اللغة الآرامية هي إحدى اللغات السامية، التي تشتمل على اللهجات التالية: "الفينيقية، الرهاوية، الفلسطينية، الماندية، التدمرية، النبطية، أماّ أشهرها فهي لهجة الرها أو حرّان". وقد كتب بها الكتّاب الأوائل، أمثال: برديصان المتوفي عام 222م، ويعقوب فرهاد أو أفراهاط المتوفي عام 345 م، وأفرام السرياني المتوفي عام 373 م، ورابولا الرهاوى المتوفي عام 430 م، وكثيرون غيرهم".
ويمضي السامرائي في استعراض جوانب مختلفة من تاريخ هذه اللغة ومن كتب عنها قائلاً:
"يقول المستشرق الفرنسي رينان في كتابه التاريخ العام للغات السامية: "إن الآرامية في القرن السادس قبل الميلاد طمست كل اللغات التي سبقتها، وأصبحت اللغة الأولى خلال أحدَ عشرَ قرناً، والمعبر الأول للعقلية السامية".
ويقول الأب هنرى لامنس اليسوعي في مقال له في مجلة المشرق 1903 "ان من عجيب الأمور أن انتشار لغة الآراميين بلغ على عهد السلوقيين مبلغاً عظيماً، فأصبحت اللغة السائدة في كل آسيا السامية، أعني في سوريا وما بين النهرين و بلاد الكلدان والعِراق وشبه جزيرة العرب، و كان المسلمون يدرسونها لكثرة فوائدها، و قد كتب بها الأرمن مدّة قبل استنباط الحروف الأرمنية... وبلغ امتداد هذه اللغة الى أقاصي الشرق، في الصين شمالاً، والأقطار الهندية جنوباً، كما انّها بلغت بلاد النيل، فلا نظنن أن لغة أخرى حتى اليونانية جارت السريانية في اتساعها، اللهمّ إلاّ اللغة الانكليزية في عهدنا".
ثم يعرج السامرائي على المراحل المختلفة التي مرت بها هذا اللغة لا سيما التحول الذي حدث فيها بعد بدء الحقبة الاسلامية فيضيف:
"وظلت الآرامية نشيطة حتى جاء الفتح العربي، فأخذ يسرى اليها الضعف نظرًا لاتصال أهلها بالعرب، وهكذا تغلبت عليها العربية في القرن العاشر، وبقيت الآرامية لغة دينية مقرها الكنيسة تُقام بها الصلوات وتُلقى بها الخطب والمواعظ، وصار علماء الدين يشرحون الكتاب المقدّس للناس بالعربية، وما زالت اللغة الارامية مستعملة في كنائس السريان والكلدان والموارنة حتى اليوم.
"وقد تغلبت العربية على الآرامية في المدن وما جاورها بسبب كثرة العرب ومخالطة أهلها لهم، أمّا الأماكن التي لم ينزلها العرب فما زالت تتكلم بالآرامية الى اليوم ومنها قرى: معلولا و جبعدين و بخعا، في شرقي دمشق، و جبال طور عبدين وقرى آثور و جبال كردستان و زاخو، حتى أنّ لبنان مع قربه من عاصمة الخلافة العربية على عهد الآمويين، فقد ظلت فيه الآرامية اللغة العامة زماناً طويلاً بعد القرن العاشر، واستمرّ أهله في بعض جهاته العالية يستعملون الآرامية حتى بعد القرن الثامن عشر، كما يظهر ممّا كتبه العلامة جورجيوس الماروني في كتابه " المنار" الذي ألفه عام 1916".
ومن الشذرات التي لا تخلو من طرافة مما يرويه كاتب المقال عن هذه اللغة الفقرة التالية:
"ويقال ان العلامة السمعاني الشهير المتوفي عام 1768 م لمّا عاد من روما الى قريته حصرون خاطب والدته باللغة السريانية، وفضلا عن ذلك فان عددا لا يُحصى من الألفاظ الكنسية المنقولة عن الآرامية، ما زال يستعملها الخاصة و العامة من نصارى لبنان و سوريا وفلسطين و العراق، مثل: "الشماس، القس، الكاهن، الهيكل، القداس، القربان، الطبليث، الزياح، الناقوس، الفصح، و الملكوت...الخ" ومئات من أسماء المدن و القرى و الأعلام و غيرها باقية على أصلها الآرامي، فمن أسماء المدن والقرى: صيدا "الصيد"، عانا "الغنم" عين طورا "عين الجبل"، برمانا "محل الرمان"، بكفيا "محل الحجارة" وغير ذلك".
أخبار ثقافية
**افتتح البيت الثقافي في اربيل التابع لوزارة الثقافة معرضا للصور الفوتوغرافية بعنوان (الحياة في عين الحقيقة) للفنان الكردي سروت محمد، تضمن لوحات مختلفة الاساليب والاحجام، وحضر المعرض الملحق الثقافي الفرنسي ستيفان تيليه وجمع من المثقفين والمهتمين بالشأن الفني.**أقيم على قاعة منتدى شباب ناحية العباسي في قضاء الحويجة في كركوك، معرض فني يعتبر الأول من نوعه، إذ شارك فيه شباب من سكان الناحية نفسها. المعرض الذي طغت على اعماله افكار تتعلق بوحدة العراق، تضمن بالاضافة الى الاعمال الفنية لرسامين من مختلف الاعمار والمستويات، لوحات من الخط العربي والزخرفة.
**توفي المخرج السينمائي اليوناني الشهير تيودوروس انجيلوبولوس متاثرا بجروحه نتيجة حادث مروري. وتوفي المخرج البالغ من العمر 76 عاما في المستشفى نتيجة اصابات بالراس بعدما صدمته دراجة نارية قرب ميناء برايوس. انجيلوبولوس الذي فاز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1998 عن فيلمه يوم وابدية، اشتهر بالافلام الروائية الطويلة التي تتناول في اغلبها قضايا سياسية وتاريخية معاصرة في اليونان.
ضيف الاسبوع
تستضيف حلقة هذا الاسبوع الفنان التشكيلي ابراهيم ربيع حسين ليتحدث عن جوانب مختلفة من اسلوبه الفني والفن العراقي بصورة عامة، لا سيما اثر البيئة المحلية في الفن التشكيلي. يقول حسن انه ينتمي، كما يرى، الى مدرسة بغداد للفن الحديث، ولكن برؤية حديثة، مشيراً الى ان المدارس الفنية في زمن الفنانين الرواد مثل جواد سليم وفائق حسن كانت مدارس محدودة الاتجاهات مثل المدرسة الانطباعية والسريالية، ولكنها تنوعت بعد ذلك وظهرت مدارس جديدة في الفن التشكيلي العالمي تركت تاثيرها على الفن العراقي. بيد ان الفنانين العراقيين استفادوا من التقنيات الحديثة ووظفوها في البيئة المحلية، فرغم وجود الرواد منهم في عواصم أوروبية، الا انهم ظلوا مشدودين الى التعبير عن بيئتهم الاصلية. البيئة البغدادية المحلية فيها تضاد حاد في الضوء والظل وهو امر غير موجود عادة بهذه الحدة في اوروبا، كما ان الفنان الشرقي بصورة عامة يتعامل مع موضوعه بحسية وانفعالية عالية.من المواقف الطريفة التي مرت بالفنان في احد المعارض العالمية، هو انه رسم ذات مرة لوحة عن السجن، وعبر عنه الفنان بصورة مؤلمة وعنيفة، وكانت احدى المشاهدات الواقفات امام اللوحة تشتم الفنان الذي رسم اللوحة دون ان تعرف ان الشخص الواقف بجانبها هو الفنان نفسه، ولكنه شعر بسرور لذلك لانه استنتج ان اللوحة اوصلت الاحساس بالالم والمعاناة التي اراد التعبير عنها.
وقفة
في حلقة الاسبوع الحالي مقال منشور على شبكة الانترنيت للباحث الدكتور ابراهيم السامرائي يتناول فيه جانبا مهما من الثقافة السريانية متعلق باللغة الارامية. عنوان المقال "في الثقافة السريانية" ويستهله الكاتب بالفقرة التالية:"كان للسريان تأثير كبير في الثقافة العربية، فهم نقلة الفكر عن اليونانية، ومن ثمّ فان لغتهم الارامية كانت مصدراً من مصادر المعرفة التي تزوّد بها المسلمون و عرفوا منها فلاسفة الاغريق. إذاً ما هذه اللغة؟ اللغة الآرامية هي إحدى اللغات السامية، التي تشتمل على اللهجات التالية: "الفينيقية، الرهاوية، الفلسطينية، الماندية، التدمرية، النبطية، أماّ أشهرها فهي لهجة الرها أو حرّان". وقد كتب بها الكتّاب الأوائل، أمثال: برديصان المتوفي عام 222م، ويعقوب فرهاد أو أفراهاط المتوفي عام 345 م، وأفرام السرياني المتوفي عام 373 م، ورابولا الرهاوى المتوفي عام 430 م، وكثيرون غيرهم".
ويمضي السامرائي في استعراض جوانب مختلفة من تاريخ هذه اللغة ومن كتب عنها قائلاً:
"يقول المستشرق الفرنسي رينان في كتابه التاريخ العام للغات السامية: "إن الآرامية في القرن السادس قبل الميلاد طمست كل اللغات التي سبقتها، وأصبحت اللغة الأولى خلال أحدَ عشرَ قرناً، والمعبر الأول للعقلية السامية".
ويقول الأب هنرى لامنس اليسوعي في مقال له في مجلة المشرق 1903 "ان من عجيب الأمور أن انتشار لغة الآراميين بلغ على عهد السلوقيين مبلغاً عظيماً، فأصبحت اللغة السائدة في كل آسيا السامية، أعني في سوريا وما بين النهرين و بلاد الكلدان والعِراق وشبه جزيرة العرب، و كان المسلمون يدرسونها لكثرة فوائدها، و قد كتب بها الأرمن مدّة قبل استنباط الحروف الأرمنية... وبلغ امتداد هذه اللغة الى أقاصي الشرق، في الصين شمالاً، والأقطار الهندية جنوباً، كما انّها بلغت بلاد النيل، فلا نظنن أن لغة أخرى حتى اليونانية جارت السريانية في اتساعها، اللهمّ إلاّ اللغة الانكليزية في عهدنا".
ثم يعرج السامرائي على المراحل المختلفة التي مرت بها هذا اللغة لا سيما التحول الذي حدث فيها بعد بدء الحقبة الاسلامية فيضيف:
"وظلت الآرامية نشيطة حتى جاء الفتح العربي، فأخذ يسرى اليها الضعف نظرًا لاتصال أهلها بالعرب، وهكذا تغلبت عليها العربية في القرن العاشر، وبقيت الآرامية لغة دينية مقرها الكنيسة تُقام بها الصلوات وتُلقى بها الخطب والمواعظ، وصار علماء الدين يشرحون الكتاب المقدّس للناس بالعربية، وما زالت اللغة الارامية مستعملة في كنائس السريان والكلدان والموارنة حتى اليوم.
"وقد تغلبت العربية على الآرامية في المدن وما جاورها بسبب كثرة العرب ومخالطة أهلها لهم، أمّا الأماكن التي لم ينزلها العرب فما زالت تتكلم بالآرامية الى اليوم ومنها قرى: معلولا و جبعدين و بخعا، في شرقي دمشق، و جبال طور عبدين وقرى آثور و جبال كردستان و زاخو، حتى أنّ لبنان مع قربه من عاصمة الخلافة العربية على عهد الآمويين، فقد ظلت فيه الآرامية اللغة العامة زماناً طويلاً بعد القرن العاشر، واستمرّ أهله في بعض جهاته العالية يستعملون الآرامية حتى بعد القرن الثامن عشر، كما يظهر ممّا كتبه العلامة جورجيوس الماروني في كتابه " المنار" الذي ألفه عام 1916".
ومن الشذرات التي لا تخلو من طرافة مما يرويه كاتب المقال عن هذه اللغة الفقرة التالية:
"ويقال ان العلامة السمعاني الشهير المتوفي عام 1768 م لمّا عاد من روما الى قريته حصرون خاطب والدته باللغة السريانية، وفضلا عن ذلك فان عددا لا يُحصى من الألفاظ الكنسية المنقولة عن الآرامية، ما زال يستعملها الخاصة و العامة من نصارى لبنان و سوريا وفلسطين و العراق، مثل: "الشماس، القس، الكاهن، الهيكل، القداس، القربان، الطبليث، الزياح، الناقوس، الفصح، و الملكوت...الخ" ومئات من أسماء المدن و القرى و الأعلام و غيرها باقية على أصلها الآرامي، فمن أسماء المدن والقرى: صيدا "الصيد"، عانا "الغنم" عين طورا "عين الجبل"، برمانا "محل الرمان"، بكفيا "محل الحجارة" وغير ذلك".