مع كل أزمة جديدة في العراق يدلي سياسيون ومسؤولون بتصريحات يرى مراقبون أنها خارج السياق أحيانا مما يؤدي إلى تأزيم الأوضاع بدلا من تحسينها. ويعزو المراقبون ذلك إلى الجهل وقلة المعرفة والرغبة في الشهرة وفي التصريح، أيا كانت النتائج التي تترتب عن ذلك.
لاحظ تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي تسود حاليا في العراق، بعد انسحاب القوات الأميركية، وذلك جراء تفاقم الأزمة بين الأطراف السياسية وهو ما قد يقضي، حسب الصحيفة، على حالة الاستقرار التي سمحت للقوات الأميركية أساسا بالانسحاب.
الصحيفة أضافت أن هذه الأزمات تحدث في وقت كان العراقيون يأملون أن يتمكن قادتهم من العمل على حل مختلف أنواع المشاكل التي يعانون منها بعد استرجاع كامل السيادة علما أن بعض هذه المشاكل كان يعزى إلى وجود القوات الأميركية نفسها.
غير أن العكس هو ما حدث، حسب الصحيفة التي لاحظت أن العراق لا يشبه على الإطلاق "البلد ذا السيادة والمستقر والمعتمد على نفسه" الذي وصفه الرئيس الأميركي باراك اوباما الشهر الماضي.
نيويورك تايمز نقلت عن المحلل السياسي وليم وردة قوله "طوال كل هذه الأعوام كانت الولايات المتحدة تحاول تحسين وجه العملية السياسية كي تجد مبررا للانسحاب انسحاب المنتصر من العراق ، غير أن الحقيقة هي أنهم تركوا وراءهم هيكلا سياسيا مهتزا يقوم على أساس ضعيف جدا. وما حدث منذ الانسحاب يؤكد هذا بشكل اكبر"، حسب الصحيفة التي تطرقت إلى شؤون أخرى تتعلق بالعراق.
على أية حال، ما حدث منذ الانسحاب هو اندلاع الأزمة المقترنة بنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، وهي أزمة دفعت العديد من المسؤولين والسياسيين وحتى المعنيين بالسياسة إلى الإدلاء بتصريحات يعتقد بعض المراقبين أنها خارجة عن السياق تماما وما انزل الله بها من سلطان.
إحدى التصريحات نسبت إلى قائمقام الخالص في محافظة ديالى الذي هدد بقطع الطريق البري بين بغداد وإقليم كردستان إن لم تسلم سلطات الإقليم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي إلى السلطات المختصة في بغداد.
طرحت إذاعة العراق الحر مسألة قيام مسؤولين أو غير مسؤولين بمنح أنفسهم الحق في الإدلاء بتصريحات قد تخرج أحيانا عن المألوف وحتى عن توزيع السلطات والصلاحيات طرحتها على عدد من المراقبين الذين نبهوا إلى خطورة مثل هذه التصرفات.
عميد كلية العلوم السياسية في جامعة النهرين عامر حسن فياض عزا ذلك إلى ما وصفه بالسلوك الانفعالي الذي يعتمده سياسيو العراق بشكل عام مقابل السلوك الصحيح وهو السلوك التفاعلي حسب قوله.
فياض قال أيضا إن هناك عمليتين يجب التمييز بينهما وهما الربط والتفكيك ولاحظ أن ما يحتاج إلى الربط يمارس إزاءه التفكيك والعكس صحيح وأعطى مثلا على ذلك قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي مؤكدا على ضرورة أن يتم فكها من مجمل القضايا الخلافية بين الكتل باعتبار أنها قضية لها طابع قضائي بحت.
فياض أعطى مثلا آخر ولكن على مبدأ التفكيك هذه المرة ويتعلق بتنظيم سير عمل مجلس الوزراء وفقا للدستور مشيرا إلى غياب هذا النظام حتى هذه اللحظة منبها الى أثره السيئ على صعيد خلق الخلافات واتهام رئيس الوزراء بالتفرد بالسلطة، حسب قوله.
عامر حسن فياض تحدث أيضا عن تغليب السياسيين المصالح الفئوية على المصالح الوطنية غير انه أشار إلى نقطة أخرى تتعلق بمدى إدراك السياسيين للأولويات، حسب تعبيره إذ قال إن علينا ألا نتوقع اكتمال النضج أو الوعي السياسي في العراق كما قال إن السياسي الناجح هو الذي يحدد الأولويات ويفصلها عن الثانويات ولاحظ أن هذا التمييز والتصنيف غير موجود باعتبار أن الكثيرين يغلبون الأمور الفئوية والجهوية على الأولويات الوطنية، حسب تعبيره.
أستاذة الإعلام في جامعة بغداد سهام الشجيري استخدمت تعبيرات شديدة وقاسية بعض الشئ في وصف الأوساط السياسية وتصريحاتها وتحدثت عن جهل المعنيين بأصول السياسة مما يضع الكتل التي يمثلونها وحتى العراق وسمعته في وضع محرج، حسب قولها.
الشجيري لاحظت وجود فوضى في مجال التصريحات وتحدثت عن جهل سياسي أدت إلى مواقف محرجة لاسيما في ما يتعلق بسياسة العراق الخارجية.
الشجيري لاحظت أن كل من هب ودب في الوسط السياسي يسمح لنفسه بالإدلاء بتصريحات تؤذي ولا تنفع وعزت ذلك إلى استغلال هؤلاء المجال المفتوح أمامهم لقول ما يريدون بشكل غير مسؤول، حسب وصفها مع رغبتهم في تحقيق شهرة مجانية لأنفسهم ولاحظت أنهم بلا مشاريع أو برامج حقيقية في الواقع.
الكاتب والمحلل السياسي ضياء الشكرجي لم يستغرب تصريحات السياسيين وقال إنه سيستغرب لو فعلوا العكس وطرحوا خطابا منطقيا.
الشكرجي قال إن كل موقع في الدولة له طريقته في الكلام وفي الخطاب وقال إن ما نلاحظه من غياب المنطق يعكس عدم معرفة كاملة بأبسط مبادئ صياغة الخطاب السياسي، حسب تعبيره.
الشكرجي لاحظ مثلا غياب موقف عراقي واضح إزاء ما تفعله دول الجوار مشيرا إلى أن المواقف التي نسمع بها تنطلق من الطائفة لتكون إما مواقف شيعية أو سنية. أما الموقف الوطني فهو غائب حسب قوله مما يعني أن الخطاب المطروح غير منطقي.
الشكرجي لاحظ أن المنصب الذي يشغله أي مسؤول حاليا ليس ملكه على الإطلاق ولن يكون ولذا فعلى كل سياسي، حسب قوله، احترام هذا المنصب والرمزية التي يمثلها وإذا ما أساء إليه فيجب أن يخضع للمساءلة والحساب، حسب تعبيره.
المزيد في الملف الصوتي المرفق وساهم فيه مراسل إذاعة العراق الحر محمد كريم.
لاحظ تقرير لصحيفة نيويورك تايمز أن حالة من عدم الاستقرار الأمني والسياسي تسود حاليا في العراق، بعد انسحاب القوات الأميركية، وذلك جراء تفاقم الأزمة بين الأطراف السياسية وهو ما قد يقضي، حسب الصحيفة، على حالة الاستقرار التي سمحت للقوات الأميركية أساسا بالانسحاب.
الصحيفة أضافت أن هذه الأزمات تحدث في وقت كان العراقيون يأملون أن يتمكن قادتهم من العمل على حل مختلف أنواع المشاكل التي يعانون منها بعد استرجاع كامل السيادة علما أن بعض هذه المشاكل كان يعزى إلى وجود القوات الأميركية نفسها.
غير أن العكس هو ما حدث، حسب الصحيفة التي لاحظت أن العراق لا يشبه على الإطلاق "البلد ذا السيادة والمستقر والمعتمد على نفسه" الذي وصفه الرئيس الأميركي باراك اوباما الشهر الماضي.
نيويورك تايمز نقلت عن المحلل السياسي وليم وردة قوله "طوال كل هذه الأعوام كانت الولايات المتحدة تحاول تحسين وجه العملية السياسية كي تجد مبررا للانسحاب انسحاب المنتصر من العراق ، غير أن الحقيقة هي أنهم تركوا وراءهم هيكلا سياسيا مهتزا يقوم على أساس ضعيف جدا. وما حدث منذ الانسحاب يؤكد هذا بشكل اكبر"، حسب الصحيفة التي تطرقت إلى شؤون أخرى تتعلق بالعراق.
على أية حال، ما حدث منذ الانسحاب هو اندلاع الأزمة المقترنة بنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، وهي أزمة دفعت العديد من المسؤولين والسياسيين وحتى المعنيين بالسياسة إلى الإدلاء بتصريحات يعتقد بعض المراقبين أنها خارجة عن السياق تماما وما انزل الله بها من سلطان.
إحدى التصريحات نسبت إلى قائمقام الخالص في محافظة ديالى الذي هدد بقطع الطريق البري بين بغداد وإقليم كردستان إن لم تسلم سلطات الإقليم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي إلى السلطات المختصة في بغداد.
طرحت إذاعة العراق الحر مسألة قيام مسؤولين أو غير مسؤولين بمنح أنفسهم الحق في الإدلاء بتصريحات قد تخرج أحيانا عن المألوف وحتى عن توزيع السلطات والصلاحيات طرحتها على عدد من المراقبين الذين نبهوا إلى خطورة مثل هذه التصرفات.
عميد كلية العلوم السياسية في جامعة النهرين عامر حسن فياض عزا ذلك إلى ما وصفه بالسلوك الانفعالي الذي يعتمده سياسيو العراق بشكل عام مقابل السلوك الصحيح وهو السلوك التفاعلي حسب قوله.
فياض قال أيضا إن هناك عمليتين يجب التمييز بينهما وهما الربط والتفكيك ولاحظ أن ما يحتاج إلى الربط يمارس إزاءه التفكيك والعكس صحيح وأعطى مثلا على ذلك قضية نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي مؤكدا على ضرورة أن يتم فكها من مجمل القضايا الخلافية بين الكتل باعتبار أنها قضية لها طابع قضائي بحت.
فياض أعطى مثلا آخر ولكن على مبدأ التفكيك هذه المرة ويتعلق بتنظيم سير عمل مجلس الوزراء وفقا للدستور مشيرا إلى غياب هذا النظام حتى هذه اللحظة منبها الى أثره السيئ على صعيد خلق الخلافات واتهام رئيس الوزراء بالتفرد بالسلطة، حسب قوله.
عامر حسن فياض تحدث أيضا عن تغليب السياسيين المصالح الفئوية على المصالح الوطنية غير انه أشار إلى نقطة أخرى تتعلق بمدى إدراك السياسيين للأولويات، حسب تعبيره إذ قال إن علينا ألا نتوقع اكتمال النضج أو الوعي السياسي في العراق كما قال إن السياسي الناجح هو الذي يحدد الأولويات ويفصلها عن الثانويات ولاحظ أن هذا التمييز والتصنيف غير موجود باعتبار أن الكثيرين يغلبون الأمور الفئوية والجهوية على الأولويات الوطنية، حسب تعبيره.
أستاذة الإعلام في جامعة بغداد سهام الشجيري استخدمت تعبيرات شديدة وقاسية بعض الشئ في وصف الأوساط السياسية وتصريحاتها وتحدثت عن جهل المعنيين بأصول السياسة مما يضع الكتل التي يمثلونها وحتى العراق وسمعته في وضع محرج، حسب قولها.
الشجيري لاحظت وجود فوضى في مجال التصريحات وتحدثت عن جهل سياسي أدت إلى مواقف محرجة لاسيما في ما يتعلق بسياسة العراق الخارجية.
الشجيري لاحظت أن كل من هب ودب في الوسط السياسي يسمح لنفسه بالإدلاء بتصريحات تؤذي ولا تنفع وعزت ذلك إلى استغلال هؤلاء المجال المفتوح أمامهم لقول ما يريدون بشكل غير مسؤول، حسب وصفها مع رغبتهم في تحقيق شهرة مجانية لأنفسهم ولاحظت أنهم بلا مشاريع أو برامج حقيقية في الواقع.
الكاتب والمحلل السياسي ضياء الشكرجي لم يستغرب تصريحات السياسيين وقال إنه سيستغرب لو فعلوا العكس وطرحوا خطابا منطقيا.
الشكرجي قال إن كل موقع في الدولة له طريقته في الكلام وفي الخطاب وقال إن ما نلاحظه من غياب المنطق يعكس عدم معرفة كاملة بأبسط مبادئ صياغة الخطاب السياسي، حسب تعبيره.
الشكرجي لاحظ مثلا غياب موقف عراقي واضح إزاء ما تفعله دول الجوار مشيرا إلى أن المواقف التي نسمع بها تنطلق من الطائفة لتكون إما مواقف شيعية أو سنية. أما الموقف الوطني فهو غائب حسب قوله مما يعني أن الخطاب المطروح غير منطقي.
الشكرجي لاحظ أن المنصب الذي يشغله أي مسؤول حاليا ليس ملكه على الإطلاق ولن يكون ولذا فعلى كل سياسي، حسب قوله، احترام هذا المنصب والرمزية التي يمثلها وإذا ما أساء إليه فيجب أن يخضع للمساءلة والحساب، حسب تعبيره.
المزيد في الملف الصوتي المرفق وساهم فيه مراسل إذاعة العراق الحر محمد كريم.