جاء ذلك في التقرير الأخير الذي صدر عن الدار الأسبوع الجاري والذي أكد في الوقت نفسه أن هناك تراجعا ملحوظا في الحريات في عدد كبير من البلدان وذلك للسنة السادسة على التوالي.
وأشار التقرير الذي يصدر سنويا من نيويورك منذ عام 1972 بشكل منتظم الى ان التغيرات التي شهدتها البلدان العربية العام الماضي كانت مشابهة لتلك التي وقعت في أوربا الشرقية قبل نحو 20 عاما عندما أطاحت شعوبها بالأنظمة الشيوعية فيها.
وقد أشار نائب رئيس الدار ارخ بودينغتون في حديث خاص بإذاعة أوربا الحرة / إذاعة الحرية قائلا إن الشرارة التي انطلقت من تونس وامتدت الى مصر وغيرها من البلدان العربية تدل على أن الديمقراطية ممكنة حتى في أشد المجتمعات قمعا.
وأضاف أن منطقة الشرق الأوسط ظلت في منأى عن موجات الديمقراطية التي اجتاحت العالم في عقود الـسبعينات والثمانينيات والتسعينيات لكنها تشهد الآن الديمقراطية. وأوضح أن أحداثاً حصلت فيها ولا تزال مستمرة تؤكد أن الناس لم يعودوا راغبين في قبول الأساليب القديمة الاستبدادية في الحكم، لذا نرى أن عام 2011 بعث على الأمل والتفاؤل وليس اليأس كما يرى البعض.
ويتناول التقرير أوضاع الحريات في 195 بلدا و 14 إقليما. ويصنفها على ثلاث درجات حرة، حرة جزئيا وليست حرة ويندرج العراق في المجموعة الاخيرة أي غير الحرة.
وقد تم تصنيف 87 دولة في العالم في هذا التقرير كدول حرة تحترم جميع حقوق الإنسان في التعبير والفكر أي ضعف عددها قبل عام.
ولوحظ ان ميانمار قد تحسن وضعها بعد ان كانت تقف الى جانب كوريا الشمالية الأكثر انغلاقا على الحريات في العالم، ويأتي هذا التطور بعد تحرير زعيمة المعارضة اونج سين سوو كي وإجراء إصلاحات سياسية وإعلامية.
في حين تراجعت دول مثل أذربيجان في مجال الحريات بسبب استخدام رئيسها الهام علييف للقوة لتفريق المظاهرات، وسجن نشطاء المعارضة، وتحييد الصحافة الدولية وعمليات تهجير لأسباب عرقية.
كما ان كازاخستان تراجعت الى مرتبة أدنى بسبب قانون جديد يقيد المعتقدات الدينية كما جرى قمع عمال النفط في احتجاجهم الشهر الماضي، بأوامر مباشرة من الرئيس نور سلطان نزار باييف. وسجل دار الحرية حدوث عمليات ردة في الحريات في دول اخرى ابرزها ثلاثة هي جنوب أفريقيا والمجر وأوكرانيا.
ويصف التقرير الدولي كلا من تركمانستان وأوزبكستان بالأسوء بين بلدان العالم بسب تصرفات رئيسيهما وهما قربان قولي بردي محمدوف وإسلام كريموف للجوئهما الى وسائل العنف في تثبيت اركان حكمهما ووسائل التأليه التي يمارسانهما.
وأخيرا بيلاروس او روسيا البيضاء التي يحكمها ألكسندر لوكاشينكو الذي وصفه التقرير بأنه آخر ديكتاتور باق ٍ في أوربا.