في حلقة هذا الأسبوع من برنامج عين ثالثة، تقع عيننا على رجلين، احدهما شاب في بغداد يبدع في العزف على آلة القانون، والآخر موظف في السماوة له قصة طويلة مع السجلات الخاصة بالولادات والوفيات.
انها دعوة لحفظ هذا الاسم، عمر زياد، عازف رائع على آلة القانون الذي يحكي قصته مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد عماد جاسم:
"هذا شاب لم يتجاوز العشرين من العمر اسمه عمر زياد، وهو المتميزين الموهوبين في معهد الدراسات الموسيقية وقد تخصص في العزف على آلة القانون التراثية وأبدع فيها بل ولفت الانتباه إلى قدراته الأدائية ومهاراته في العزف حتى أصبح واحدا من أهم العازفين المنفردين عراقيا وعربيا حسب رأي المختصين الذي يجدون فيه موهبة نادرة بل وذهب البعض أبعد من ذلك بالقول إنه يمثل انعطافة في عالم العزف المنفرد ويجمع بين المدرسة الشرقية والغربية.
درس عمر زياد في مدرسة الموسيقى والباليه في بغداد وتخرج منها بتفوق ليكون واحدا من أهم طلبة معهد الدراسات الموسيقية بعد أن اختار آلة القانون التي أبدع في العزف عليها وتقدم بخطوات سريعة حازت على استغراب وإعجاب أساتذته.
سافر عمر زياد إلى تركيا حيث شارك في دورات وتدريبات مكثفة على أيدي أهم العازفين في اسطنبول التي يعرف عنها أنها من المدن التي تضم أهم عازفي القانون في العالم.
ويقول الشاب عمر إن رحلته القصيرة نسبيا إلى تركيا شكلت في حياته نقلة نوعية مهمة ومكنته من الاطلاع على التجربة التركية في الموسيقى الشرقية وآلة القانون تحديدا حيث استلهم منها طريقة العزف الجمالي المنفرد وإبداعات التوزيع ومهارة التنفيذ في محاولة للتقريب بين المدارس الشرقية والغربية وتقديم اللحن والمقطوعات القديمة بقالب جديد مضيفا انه يتدرب الآن ما يقرب من أربع إلى سبع ساعات يوميا وباقي الوقت يقضيه في الاستماع إلى الموسيقى من شتى أنحاء العالم والتعرف على تجارب المبدعين في العزف المنفرد وتطويع الآلات لتكون بديلة عن الغناء مشيرا انه يقضي ساعات طويلة في القراءة ومتابعة آخر البحوث الموسيقية معتبرا إن ثقافة الموسيقي هي الطريق الحقيقي لانجاز أحلام التميز والتطور.
الفنان زيد أياد قاسم أستاذ مادة آلة القانون في معهد الدراسات الموسيقية يقول إن عمر يعتبر من بوادر تشكيل مدرسة عراقية تجديدية متفردة تجمع بين الأصالة التراثية والسعي نحو التحديث الأكاديمي المدروس لآلة القانون وهناك نشاط ملحوظ باتجاه بلورة وتأسيس تلك المدرسة العراقية ذات النفس التطويري المعتمد على ثقافة وإحساس العازف وقدرته على تطويع الآلة لتكون جامعة لصفات التطريب الموسيقي والشعرية التأملية.
أياد يعتقد أن عمر بدأ خطواته بشجاعة وثقة عالية بالنفس وبموهبته الخلاقة ووسع من خطوات التقدم والتميز ليكون الآن من أشهر واهم العازفين عراقيا وعربيا ونتوقع أن يحظى باهتمام الموسيقيين عالميا قريبا جدا بما له من ثقة عالية وحراك مدروس وثقافة جيدة مكنته من المشاركة في الكثير من الأنشطة الموسيقية في داخل العراق وخارجه كما انه يقدم الآن أماسي موسيقية منفردا أو برفقة عازفين محترفين على آلات العود والكمان والجوزة أحيانا ورغم لوم البعض له بأنه اخذ يكثر من المشاركة وهو لا زال طالبا إلا إن ذلك من وجهة نظرنا سيضيف له حافزا للعطاء والمنافسة المستقبلية وستمكنه هذه الخبرة من تحقيق ما كنا نحلم به نحن أساتذة وعازفي آلة القانون
سابقا بان تأخذ هذه الآلة حقها بالشهرة والتفرد بعيدا عن بقائها تحت عباءة المطرب لتكون خلفية ضمن عشرات الآلات التي تضيع تحت صخب أصوات المطربين الذين للأسف لا يقدرون قدراتها الجمالية وتنوعات موسيقاها".
****
يتساءل عبد الحمزة عن سبب سعي البعض إلى تخريب أوراق ووثائق رسمية لها علاقة بالبسطاء من الناس، ويروي قصته مع الوثائق ومحاولاته الحفاظ عليها رغم كل شئ.
قصة حسين عبد الحمزة مع تلك الوثائق والسجلات، يرويها مراسل إذاعة العراق الحر في السماوة هادي ماهود:
"حسين عبدالحمزة حسن موظف حكومي أمضى ستة وثلاثين عاما من حياته في بناية صغيرة تحمل اسم (مكتب الولادات والوفيات) وهي تابعة للمديرية العامة لصحة المثنى. شغل حسين الشاغل هو تسجيل من يتوفى ومن يولد من أهالي السماوة وقد أمضى حياته وسط أوراق وسجلات تمزق بعضها بفعل الزمن أو كثرة الاستخدام.
روى لنا حسين عبد الحمزة أحداثا رافقت انتفاضة 1991 في جنوب العراق حيث قام البعض بإلقاء السجلات في الشارع وتمزيق بعضها غير انه قال إنه هرع بجمعها وترميمها وتجليدها ما أن سمع بما حدث.
أما في عام 2003، وقبل الحرب قال حمزة إنه خشي على الأوراق والسجلات من التلف والتخريب وعبر لمديره عن مخاوفه غير أن المدير استبعد حدوث ذلك ثم ما لبث وان تراجع عن تردده وطلب من حمزة بذل كل الجهود للحفاظ على السجلات.
يقول حمزة إن المدير لم يوفر له أي واسطة نقل مما اضطره إلى نقلها شيئا فشيئا بواسطة الزوارق والدواب حاملا معه هويات أحوال مدنية لمراجعين لم يأتوا لتسلمها ثم ما لبث أن أعادها إلى مكانها ما أن استتبت الأوضاع من جديد.
عبد الحسين حمزة لاحظ أن الانفلات الأمني يجعل الناس ينقضون على الدوائر الحكومية رغم أن هذه الدوائر ليست سياسية ولا علاقة لها بالنظام وتهم حياة الناس وسجلاتهم ووثائقهم وفيها معلومات مهمة جدا للمواطنين وأضاف بأن الذين حاولوا إحراقها عادوا ليسألوا عن معلومات تهمهم فيها.
حمزة حكى لإذاعة العراق الحر كيف انه أمن رجلا ملتحيا وكلفه بحراسة بعض السجلات ريثما يعود من نقل مجموعة منها وعند عودته للمكتب لم يجد ذلك الشخص إذ اختفى واختفى معه المكيف من الغرفة.
يشعر حسين بالفرح في اليوم الذي يتكاثر فيه تسجيل الولادات والعكس عندما تحدث الكثير من الوفيات وهو غالباً ما يستنجد بالوزارة ودائرته لإنقاذ سجلاته بإدخال معلوماتها بالكومبيوتر لكنه عادة ما يصطدم بآذان غير صاغية.
سجلاته تحوي معلومات بالغة الأهمية للناس وهو يحافظ عليها كأولاده وهو أب لولدين وست بنات حصل إبنه البكر على فرصة عمل في مكتب أبيه الذي لا يخفي قلقه إذا ما ترك العمل بفعل الإحالة على التقاعد وهو يشعر في الوقت نفسه بسعادة بالغة لأنه كسب حب الناس بفعل خدماته لهم وأسلوبه الطيب في التعامل معهم وهذا ما دعا البعض إلى اقتراح فكرة أن يرشح لعضوية مجلس المحافظة، حسب قوله".
القانون وعمر زياد، سلم إلى السماء
شاب اسمه عمر زياد يعزف على آلة القانون ويحلم أن يكون من المتميزين، وهو حقا منهم، لأن الاستماع إلى عزفه ينقل السامع إلى عوالم أخرى لا علاقة لها لا بالحروب والجوع والمشاكل المنتشرة في كل مكان، فهو عازف يأخذ السامع ويجذبه من يده ليرتقي به ومعه سلماً نحو الأعالي، نحو الأحلام والسحابات السائبة والطيور المهاجرة.انها دعوة لحفظ هذا الاسم، عمر زياد، عازف رائع على آلة القانون الذي يحكي قصته مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد عماد جاسم:
"هذا شاب لم يتجاوز العشرين من العمر اسمه عمر زياد، وهو المتميزين الموهوبين في معهد الدراسات الموسيقية وقد تخصص في العزف على آلة القانون التراثية وأبدع فيها بل ولفت الانتباه إلى قدراته الأدائية ومهاراته في العزف حتى أصبح واحدا من أهم العازفين المنفردين عراقيا وعربيا حسب رأي المختصين الذي يجدون فيه موهبة نادرة بل وذهب البعض أبعد من ذلك بالقول إنه يمثل انعطافة في عالم العزف المنفرد ويجمع بين المدرسة الشرقية والغربية.
درس عمر زياد في مدرسة الموسيقى والباليه في بغداد وتخرج منها بتفوق ليكون واحدا من أهم طلبة معهد الدراسات الموسيقية بعد أن اختار آلة القانون التي أبدع في العزف عليها وتقدم بخطوات سريعة حازت على استغراب وإعجاب أساتذته.
سافر عمر زياد إلى تركيا حيث شارك في دورات وتدريبات مكثفة على أيدي أهم العازفين في اسطنبول التي يعرف عنها أنها من المدن التي تضم أهم عازفي القانون في العالم.
ويقول الشاب عمر إن رحلته القصيرة نسبيا إلى تركيا شكلت في حياته نقلة نوعية مهمة ومكنته من الاطلاع على التجربة التركية في الموسيقى الشرقية وآلة القانون تحديدا حيث استلهم منها طريقة العزف الجمالي المنفرد وإبداعات التوزيع ومهارة التنفيذ في محاولة للتقريب بين المدارس الشرقية والغربية وتقديم اللحن والمقطوعات القديمة بقالب جديد مضيفا انه يتدرب الآن ما يقرب من أربع إلى سبع ساعات يوميا وباقي الوقت يقضيه في الاستماع إلى الموسيقى من شتى أنحاء العالم والتعرف على تجارب المبدعين في العزف المنفرد وتطويع الآلات لتكون بديلة عن الغناء مشيرا انه يقضي ساعات طويلة في القراءة ومتابعة آخر البحوث الموسيقية معتبرا إن ثقافة الموسيقي هي الطريق الحقيقي لانجاز أحلام التميز والتطور.
الفنان زيد أياد قاسم أستاذ مادة آلة القانون في معهد الدراسات الموسيقية يقول إن عمر يعتبر من بوادر تشكيل مدرسة عراقية تجديدية متفردة تجمع بين الأصالة التراثية والسعي نحو التحديث الأكاديمي المدروس لآلة القانون وهناك نشاط ملحوظ باتجاه بلورة وتأسيس تلك المدرسة العراقية ذات النفس التطويري المعتمد على ثقافة وإحساس العازف وقدرته على تطويع الآلة لتكون جامعة لصفات التطريب الموسيقي والشعرية التأملية.
أياد يعتقد أن عمر بدأ خطواته بشجاعة وثقة عالية بالنفس وبموهبته الخلاقة ووسع من خطوات التقدم والتميز ليكون الآن من أشهر واهم العازفين عراقيا وعربيا ونتوقع أن يحظى باهتمام الموسيقيين عالميا قريبا جدا بما له من ثقة عالية وحراك مدروس وثقافة جيدة مكنته من المشاركة في الكثير من الأنشطة الموسيقية في داخل العراق وخارجه كما انه يقدم الآن أماسي موسيقية منفردا أو برفقة عازفين محترفين على آلات العود والكمان والجوزة أحيانا ورغم لوم البعض له بأنه اخذ يكثر من المشاركة وهو لا زال طالبا إلا إن ذلك من وجهة نظرنا سيضيف له حافزا للعطاء والمنافسة المستقبلية وستمكنه هذه الخبرة من تحقيق ما كنا نحلم به نحن أساتذة وعازفي آلة القانون
سابقا بان تأخذ هذه الآلة حقها بالشهرة والتفرد بعيدا عن بقائها تحت عباءة المطرب لتكون خلفية ضمن عشرات الآلات التي تضيع تحت صخب أصوات المطربين الذين للأسف لا يقدرون قدراتها الجمالية وتنوعات موسيقاها".
****
رجل وسجّلات
في السماوة رجل يبدع بطريقة مختلفة تماماً، فهو يحرس سجلات الناس ووثائقهم في ما يتعلق بالولادات والوفيات.. اسم هذا الحارس المخلص حسين عبد الحمزة الذي يعمل منذ أكثر من 30 عاما في نفس المهنة، وهي سنوات شهدت العديد من الأحداث وتعرضت خلالها المباني الحكومية إلى محاولات تخريب وحرق عديدة.يتساءل عبد الحمزة عن سبب سعي البعض إلى تخريب أوراق ووثائق رسمية لها علاقة بالبسطاء من الناس، ويروي قصته مع الوثائق ومحاولاته الحفاظ عليها رغم كل شئ.
قصة حسين عبد الحمزة مع تلك الوثائق والسجلات، يرويها مراسل إذاعة العراق الحر في السماوة هادي ماهود:
"حسين عبدالحمزة حسن موظف حكومي أمضى ستة وثلاثين عاما من حياته في بناية صغيرة تحمل اسم (مكتب الولادات والوفيات) وهي تابعة للمديرية العامة لصحة المثنى. شغل حسين الشاغل هو تسجيل من يتوفى ومن يولد من أهالي السماوة وقد أمضى حياته وسط أوراق وسجلات تمزق بعضها بفعل الزمن أو كثرة الاستخدام.
روى لنا حسين عبد الحمزة أحداثا رافقت انتفاضة 1991 في جنوب العراق حيث قام البعض بإلقاء السجلات في الشارع وتمزيق بعضها غير انه قال إنه هرع بجمعها وترميمها وتجليدها ما أن سمع بما حدث.
أما في عام 2003، وقبل الحرب قال حمزة إنه خشي على الأوراق والسجلات من التلف والتخريب وعبر لمديره عن مخاوفه غير أن المدير استبعد حدوث ذلك ثم ما لبث وان تراجع عن تردده وطلب من حمزة بذل كل الجهود للحفاظ على السجلات.
يقول حمزة إن المدير لم يوفر له أي واسطة نقل مما اضطره إلى نقلها شيئا فشيئا بواسطة الزوارق والدواب حاملا معه هويات أحوال مدنية لمراجعين لم يأتوا لتسلمها ثم ما لبث أن أعادها إلى مكانها ما أن استتبت الأوضاع من جديد.
عبد الحسين حمزة لاحظ أن الانفلات الأمني يجعل الناس ينقضون على الدوائر الحكومية رغم أن هذه الدوائر ليست سياسية ولا علاقة لها بالنظام وتهم حياة الناس وسجلاتهم ووثائقهم وفيها معلومات مهمة جدا للمواطنين وأضاف بأن الذين حاولوا إحراقها عادوا ليسألوا عن معلومات تهمهم فيها.
حمزة حكى لإذاعة العراق الحر كيف انه أمن رجلا ملتحيا وكلفه بحراسة بعض السجلات ريثما يعود من نقل مجموعة منها وعند عودته للمكتب لم يجد ذلك الشخص إذ اختفى واختفى معه المكيف من الغرفة.
يشعر حسين بالفرح في اليوم الذي يتكاثر فيه تسجيل الولادات والعكس عندما تحدث الكثير من الوفيات وهو غالباً ما يستنجد بالوزارة ودائرته لإنقاذ سجلاته بإدخال معلوماتها بالكومبيوتر لكنه عادة ما يصطدم بآذان غير صاغية.
سجلاته تحوي معلومات بالغة الأهمية للناس وهو يحافظ عليها كأولاده وهو أب لولدين وست بنات حصل إبنه البكر على فرصة عمل في مكتب أبيه الذي لا يخفي قلقه إذا ما ترك العمل بفعل الإحالة على التقاعد وهو يشعر في الوقت نفسه بسعادة بالغة لأنه كسب حب الناس بفعل خدماته لهم وأسلوبه الطيب في التعامل معهم وهذا ما دعا البعض إلى اقتراح فكرة أن يرشح لعضوية مجلس المحافظة، حسب قوله".