ارتفعت نسبة العراقيين الذين يرون أن نوعية حياتهم من التردي الى حد يشعرون معه بأنهم "معذبون" من 14 % في تشرين الأول عام 2010 الى 25 % في أيلول الماضي ، كما أفاد تقرير نشرته مؤسسة غالوب الأميركية لاستطلاعات الرأي.
التقرير ذكر أن نسبة الـ7 في المائة من العراقيين الذين يعتبرون حياتهم "مزدهرة" هي أدنى نسبة سجلتها مؤسسة غالوب منذ عام 2008.
وصنفت مؤسسة غالوب حياة العراقيين الذين شاركوا في الاستطلاع على مقياس من ثلاث درجات هي "مزدهرة" و"شاقة" و"معذبة".
وكانت نسبة العراقيين الذين يحسون بأنهم يعيشون حياة ًمن المعاناة أعلى نسبة بين بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في عام 2011. ومن جهة أخرى فان نسبة الذين يشعرون بأنهم يعيشون حياة "مزدهرة" هي الأدنى في المنطقة.
كما تدهورت حالة العراقيين النفسية بالتزامن مع تراجع أوضاعهم الحياتية. إذ تضاعفت نسبة العراقيين الذين يعانون ضغطا نفسيا أو توترا عصبيا من 34 في المائة عام 2008 الى 70 في المائة في أيلول عام 2011. وارتفعت نسبة الغاضبين والساخطين من 38 في المائة الى 60 في المائة خلال الفترة نفسها.
وكانت نسبة العراقيين ذوي المشاعر السلبية مثل الحزن والتوتر والغضب أعلى من نسبة ذوي المشاعر الايجابية مثل المتعة والسعادة في أيلول العام الماضي. واستمر هذا الاتجاه منذ بداية الاستطلاع في عام 2008 الذي سجل بوادر اتجاه ايجابي استمر حتى عام 2010.
إذاعة العراق الحر التقت الدكتور محمد جبر معاون المدير العام لدائرة الصحة العامة في وزارة الصحة الذي أكد هو أيضا أن مسوحات الجهات الرسمية العراقية بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية أظهرت أن نسبة الاضطرابات النفسية بين العراقيين بلغت في عام 2010 نحو 17 في المائة ، وهي نسبة لا تختلف عن المتوسط العالمي برأيه.
وتحدث مواطنون لإذاعة العراق الحر عن همومهم الحياتية التي يمكن تلخيصها في تراجع الوضع الأمني وانعدام فرص العمل وتردي الخدمات وتفشي الفساد. وهي قضايا تتصدر مطالب المواطنين في كل احتجاجاتهم وتظاهراتهم فضلا عن تدني الراتب التقاعدي الذي تعتمد عليه شريحة واسعة ، كما أوضحت المواطنة أم ايمن.
وشكا المواطن دريد من البطالة التي حرمته من بنت الحلال بسبب انعدام فرص العمل والعيش الكريم لتكوين عائلة.
وعزت المواطنة رشا سبب بقائها بدون عمل الى الفساد الذي ارتدى في حالتها شكل َالواسطة التي لم تتمكن من توفيرها لكي تتمتع بحق أساسي من حقوق الإنسان هو حق العمل.
وحمَّل المواطن "سعيد" الذي يفكر في تغيير اسمه خلافات السياسيين مسؤولية انعدام الاستقرار وتردي الوضع الأمني وانقطاع الكهرباء وحتى ازدحام الشوارع.
الباحث الاجتماعي مفيد سليمان شدد على العلاقة المترابطة بين الأمن والعمل ومساهمتهما في شعور الانسان بالسعادة وبخلافه تزايد المشاكل الاجتماعية في غياب هذين الركنين من اركان الاستقرار النفسي.
واعتبرت الناشطة في مجال حقوق الإنسان باسكال وردة أن الأمن وتوفير فرص العمل وتحسين الخدمات قضية سياسية من حيث الأساس ترتبط برسم الاستراتيجيات التنموية وتنفيذها في ظل إدارة مسؤولة تحمي أمن المواطن.
قالت مؤسسة غالوب لاستطلاع الرأي في تقريرها أن نسبة الـ 25 في المائة من العراقيين الذين يشعرون بالمعاناة تبقى اقلَ من نسبتهم التي بلغت 30 في المائة في حزيران عام 2008 قبيل انحسار موجة العنف الطائفي وقتذاك.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي ساهمت في إعداده مراسلة إذاعة العراق الحر نجلاء داري.