نفتتح عدد هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" وهو الاول في العام 2012 بباقة من الاخبار نبدؤها بكركوك حيث اقام فرع نقابة صحفيي كوردستان معرضا لاعمال رسام الكاريكاتور علي درويش ضم (50) لوحة تناولت موضوع الفساد المالي والاداري في العراق.
رسام الكاريكاتير علي درويش ولد عام 1966 في كركوك وسبق أن أقام عدداً من المعارض، كان أولها عام 1985 في كركوك نفسها، ثم في زاخو ودهوك سنة 1988 وفي أربيل سنة 1991 وفي بغداد 1996.
**اقامت محافظة بغداد بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة معرضا في المركز الثقافي البغدادي كرسته لاعياد الميلاد ورأس السنة تحت شعار (السلام والمحبة في ارض الرافدين).
واعلن محمود عبد الجبار عاشور مدير المركز، "ان هذا المعرض يعبر عن وحدة النسيج السكاني لمدينة بغداد والتعددية في المدينة. ويضم صورا فوتوغرافية للكنائس القديمة في بغداد، ولاديرة مسيحية في الشمال، ولوحات تشكيلية مستنسخة مشهورة مثل:(العشاء الاخير) لليوناردو دافنشي، فضلا عن نماذج من ازياء رجال الدين المسيحي بحسب الطوائف، واثار وتحف مسيحية".
وتضمن المعرض كذلك جناحا خاصا يصور ما تعرضت له كنيسة سيدة النجاة نتيجة العمل الارهابي، واحتوى المعرض على رموز مسيحية من بينها شجرة الميلاد، ومغارة السيد المسيح، ونماذج لدمى بابانوئيل. وتزامن كل ذلك مع افتتاح مكتبة العلامة ميخائيل عواد التي خصصت لها غرفة في المركز الثقافي البغدادي. وتحتوي المكتبة الى جانب الكتب بعض مقتنياته الشخصية. وقد تبرعت اسرة الفقيد بخزائن كتبه والمكتب والكرسي الذي كان يجلس عليه إضافة الى مقعدين ومنضدة صغيرة للضيافة ومجموعة من التماثيل والاشياء الشخصية.
وقفتنا في عدد هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" هي مع تمنيات عدد من الكتاب والفنانين المعنيين بالشان الثقافي بمناسبة العام الجديد.
الدكتور اسماعيل ابراهيم سعيد رئيس قسم اللغة الكردية في كلية اللغات بجامعة بغداد، تمنى ان يتفعل دور المثقف العراقي، وان يكون له تاثير على الجانب السياسي، وان يحتل الفن والادب العراقيين مكانهما الملائم، وان يكون الكاتب العراقي سواء أكان عربيا أم كرديا في وضع افضل.
اما الباحث رفعت عبد الرزاق محمد، فلخص أمنياته في ان يخرج المثقف من منطقة الهامش، وان يتم اعادة النظر في تكريم الثقافة العراقية، ورموز الثقافة، وان يتم الاهتمام بنشر الكتاب وتوزيعه داخل العراق وخارجه.
الناقد علي الفواز تمنى ان يجد المثقفون العراقيون فرصا اوسع للتعبير عن انفسهم، وان تمتد المزيد من الجسور مع الثقافات الاخرى، وان تكون هناك مؤسسة ديمقراطية حقيقية تتعامل مع الثقافة وتنظر باتجاه المستقبل، ولا تبقى اسيرة الماضي الثقافي.
الممثلة المسرحية الرائدة ازادوهي صاموئيل تمنت ان تعود اساليب العمل المسرحي الجاد في سبعينات وثمانيات القرن الماضي، بما يسهم في انتاج اعمال مسرحية ذات مستوى راق.
تضم المجموعة 8 قصص، توزعت على تسعين صفحة من القطع المتوسط. وحملت عناوين: "النواقيس لا تدق"، و"حياة رديئة"، و"نبع جذل"، و"الرحيل واحمر الشفاه"، و"السقوط في الهاوية"، و"المقبرة"، و"شاطيء الضباب"، و"اصداء الخيبة".
لنقرأ معا هذه السطور من قصة "النواقيس لا تدق" التي يستهل بها الكاتب مجموعته:
((كان يتحرق شوقا لزيارة القرية الوديعة التي غادرها منذ اكثر من ثلاثين عاما، انه يتذكر جيدا ذلك الفضاء المفتوح، حيث تتجول النسائم والاصداء بحرية. ويتذكر ايضا البيوت الطينية المتناثرة هنا وهناك رابضة على بساط اخضر، وكأنها اطار لكل بيت. وقد استخدمت في بنائها الاحجار والطين، وسقفت بسيقان الاشجار الطويلة، التي كانت تقطع لتصبح دعائم او اعمدة تمتد افقيا، وتتحمل الحصران، التي اتخذت غطاء محملا بالطين لحماية القاطنين في تلك البيوت من الامطار، وغزوات الثلوج، والرياح في موسم الشتاء. وهنالك مكان للاغنام والماعز، ومواقع للدجاج السائب، الذي يتجول بحرية دون رقيب، وكذلك تلك الكلاب التي تحمي البيوت والحيوانات. وقد عقدت بينها وبين السكان وبقية الحيوانات علاقات وطيدة. وكانت الفتيات وبعض الصبيان ينقلون الماء من العين، التي لا تبتعد كثيرا عن معالم القرية الاساسية، كما كانت الفوانيس المتنوعة الاشكال والاحجام هي التي تمنح الضياء للبيت، والطرقات ويحملها العائدون في الليل الى منازلهم.))
رسام الكاريكاتير علي درويش ولد عام 1966 في كركوك وسبق أن أقام عدداً من المعارض، كان أولها عام 1985 في كركوك نفسها، ثم في زاخو ودهوك سنة 1988 وفي أربيل سنة 1991 وفي بغداد 1996.
**اقامت محافظة بغداد بمناسبة رأس السنة الميلادية الجديدة معرضا في المركز الثقافي البغدادي كرسته لاعياد الميلاد ورأس السنة تحت شعار (السلام والمحبة في ارض الرافدين).
واعلن محمود عبد الجبار عاشور مدير المركز، "ان هذا المعرض يعبر عن وحدة النسيج السكاني لمدينة بغداد والتعددية في المدينة. ويضم صورا فوتوغرافية للكنائس القديمة في بغداد، ولاديرة مسيحية في الشمال، ولوحات تشكيلية مستنسخة مشهورة مثل:(العشاء الاخير) لليوناردو دافنشي، فضلا عن نماذج من ازياء رجال الدين المسيحي بحسب الطوائف، واثار وتحف مسيحية".
وتضمن المعرض كذلك جناحا خاصا يصور ما تعرضت له كنيسة سيدة النجاة نتيجة العمل الارهابي، واحتوى المعرض على رموز مسيحية من بينها شجرة الميلاد، ومغارة السيد المسيح، ونماذج لدمى بابانوئيل. وتزامن كل ذلك مع افتتاح مكتبة العلامة ميخائيل عواد التي خصصت لها غرفة في المركز الثقافي البغدادي. وتحتوي المكتبة الى جانب الكتب بعض مقتنياته الشخصية. وقد تبرعت اسرة الفقيد بخزائن كتبه والمكتب والكرسي الذي كان يجلس عليه إضافة الى مقعدين ومنضدة صغيرة للضيافة ومجموعة من التماثيل والاشياء الشخصية.
وقـــفة العــــدد:
وقفتنا في عدد هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" هي مع تمنيات عدد من الكتاب والفنانين المعنيين بالشان الثقافي بمناسبة العام الجديد.
الدكتور اسماعيل ابراهيم سعيد رئيس قسم اللغة الكردية في كلية اللغات بجامعة بغداد، تمنى ان يتفعل دور المثقف العراقي، وان يكون له تاثير على الجانب السياسي، وان يحتل الفن والادب العراقيين مكانهما الملائم، وان يكون الكاتب العراقي سواء أكان عربيا أم كرديا في وضع افضل.
اما الباحث رفعت عبد الرزاق محمد، فلخص أمنياته في ان يخرج المثقف من منطقة الهامش، وان يتم اعادة النظر في تكريم الثقافة العراقية، ورموز الثقافة، وان يتم الاهتمام بنشر الكتاب وتوزيعه داخل العراق وخارجه.
الناقد علي الفواز تمنى ان يجد المثقفون العراقيون فرصا اوسع للتعبير عن انفسهم، وان تمتد المزيد من الجسور مع الثقافات الاخرى، وان تكون هناك مؤسسة ديمقراطية حقيقية تتعامل مع الثقافة وتنظر باتجاه المستقبل، ولا تبقى اسيرة الماضي الثقافي.
الممثلة المسرحية الرائدة ازادوهي صاموئيل تمنت ان تعود اساليب العمل المسرحي الجاد في سبعينات وثمانيات القرن الماضي، بما يسهم في انتاج اعمال مسرحية ذات مستوى راق.
قراءة في كتاب:
نستعرض في هذا العدد من "المجلة الثقافية" كتابا صدر مؤخرا للشاعر المعروف الفريد سمعان، أمين سر اتحاد الادباء والكتاب العراقيين، والكتاب الموسوم (النواقيس لاتدق) ليس مجموعة شعرية بل مجموعة قصص قصيرة.تضم المجموعة 8 قصص، توزعت على تسعين صفحة من القطع المتوسط. وحملت عناوين: "النواقيس لا تدق"، و"حياة رديئة"، و"نبع جذل"، و"الرحيل واحمر الشفاه"، و"السقوط في الهاوية"، و"المقبرة"، و"شاطيء الضباب"، و"اصداء الخيبة".
لنقرأ معا هذه السطور من قصة "النواقيس لا تدق" التي يستهل بها الكاتب مجموعته:
((كان يتحرق شوقا لزيارة القرية الوديعة التي غادرها منذ اكثر من ثلاثين عاما، انه يتذكر جيدا ذلك الفضاء المفتوح، حيث تتجول النسائم والاصداء بحرية. ويتذكر ايضا البيوت الطينية المتناثرة هنا وهناك رابضة على بساط اخضر، وكأنها اطار لكل بيت. وقد استخدمت في بنائها الاحجار والطين، وسقفت بسيقان الاشجار الطويلة، التي كانت تقطع لتصبح دعائم او اعمدة تمتد افقيا، وتتحمل الحصران، التي اتخذت غطاء محملا بالطين لحماية القاطنين في تلك البيوت من الامطار، وغزوات الثلوج، والرياح في موسم الشتاء. وهنالك مكان للاغنام والماعز، ومواقع للدجاج السائب، الذي يتجول بحرية دون رقيب، وكذلك تلك الكلاب التي تحمي البيوت والحيوانات. وقد عقدت بينها وبين السكان وبقية الحيوانات علاقات وطيدة. وكانت الفتيات وبعض الصبيان ينقلون الماء من العين، التي لا تبتعد كثيرا عن معالم القرية الاساسية، كما كانت الفوانيس المتنوعة الاشكال والاحجام هي التي تمنح الضياء للبيت، والطرقات ويحملها العائدون في الليل الى منازلهم.))