يمثّل الإعلام أحدَ أهم أبطال المشهد السياسي والأمني في العراق. ومع انقضاء عام 2011شخّص مراقبون لجوء أن بعض السياسيين العراقيينمع كل أزمة سياسية الى استخدام خطاب ينطوي على مفردات وتعابير ذات دلالات طائفية وفئوية بهدف تأجيج المواقف، وكسب نتائج الأزمة لصالحه.
الإعلامية عالية طالب اتهمت بعض وسائل الإعلام بتعمدها في إشعال الأزمات، وذلك من خلال اذاعة وتغذية تصريحات مستفِزة من بعض السياسيين، مبررة ًذلك بغياب ميثاق شرف مهني ينظم الأداء الصحفي ويحكمه، ما أتاح المجال لساعين الى الإثارة الإعلامية، منتقدةً في الوقت نفسه ضعف قدرات هيئة الاعلام والاتصالات على المراقبة والرصد.
وعلى الرغم من توسع عدد وحجم وسائل الإعلام بعد2003مقارنة بالإعلام المركزي الشمولي في عهد نظام حكم البعث، إلاّ أن رئيسَ مرصد الحريات الصحفية هادي جلو مرعي، لم يُبرئ العديد من وسائل من تسويقها برامج وخطابات لغايات حزبية او طائفية وحتى مادية.
ولفت مرعي خلال حديث اجرته معه اذاعة العراق الحر الى أن الحرية َالمتاحة لوسائل الإعلام والفضائيات غالبا ما تكون مقيدة من خلال الرقيب الذاتي للكاتب أو الصحفي، فضلا عن دور إدارة التحرير، وصاحب الامتياز للمؤسسة الإعلامية، وخلص مرعي الى انه لا توجد هناك وسيلة إعلام حرة بالمطلق بل صحفيون أحرار.
على الرغم من أن حريةَ التعبير والرأي مكفولةُ في القوانين والمواثيق الدولية، لكن هذه المواثيق تلزم في الوقت نفسه عدم الإساءة للأمن الاجتماعي ووحدة البلاد، أو ما يثير الفرقة والأحقاد، كما يقول عميد كلية الإعلام بجامعة بغداد الدكتور هاشم حسن، الذي تمنى أن تلتزم جميعُ وسائل الإعلام بمواثيق الشرف المهني، التي تمنع الإساءة وإلحاق الضرر بالمجتمع والبلاد.
وكان اتحاد الصحفيين العرب دعا الحكومات العربية إلى رفع القيود عن حرية الصحافة، وإسقاط عقوبات التوقيف والحبس في قضايا النشر، وتعديل البنية القانونية لمهنة الصحافة, "التي لم تعد تواكب إصرار الشعوب العربية على حقها في ممارسة حرية التعبير" كما جاء في البيان الختامي للاتحاد الصادر عن مؤتمر الاتحاد العام للصحفيين العرب الذي عقد في بغداد اواسط كانون الاول الجاري.
ودعا البيان الختامي للاتحاد الحكومات العربية الى الإسراع في إصدار قوانين تتيح للصحفيين الحصول على المعلومات من مصادرها الأساسية بيسرٍ ودون تعقيدات تهدف إلى إخفاء الحقائق, وتعاقب كل الذين يمتنعون عن تقديم المعلومات التي لاتمس الأمن القومي.
وقال تحسين العطار مدير مركز (المرآة لمراقبة الأداء الإعلامي) خلال حديث اجرته معه إذاعة العراق الحر، ان دراسة صدرت مؤخرا حول "الأداء الإعلامي العراقي" شخصت انحساراً ملموسا في استخدام مفردات العنف والتحريض في وسائل الإعلام العراقية مقارنة ًبفترات سابقة.
وثنّى قاسم حسين الباحث في مركز (المرآة لمراقبة الأداء الإعلامي) على الرأي القائل بأن تحسنا ملموسا حصل في أداء وسائل الإعلام العراقية، لجهة التعامل مع الملف الأمني خلال عام2011، موضحا خلال حديثه لاذاعة العراق الحر أن السمة الغالبة كانت الموضوعية، لكن ذلك لا يعني غياب التحزب والتطرف في أداء بعض وسائل الإعلام.
ومع الاعتراف بان الإعلام العراقي تمتع خلال السنوات الأخيرة بمساحة واسعة من الحرية التعبير والتصدي لمواضيع مثيرة على الصعيد السياسي والأمني، إلاّ أن رئيس مرصد الحريات الصحفية هادي جلو مرعي يعتقد بان ضبابية مفهوم الحرية الصحفية سمح لبعض وسائل الإعلام بنشر الأخبار بصيغ وتوقيتات كثيرا ما تنطوي على تحريض وتأجيج المشاعر سلبا وايجابا.
وإذا ما كان الإعلام هو احد أبطال المشهد السياسي والأمني في العراق، فأن مراقبين لاحظوا أن العديد من وسائل الإعلام تستضيف شخصيات غير مؤهلة وتسبغ عليهم ألقابا كبيرة مثل: محلل سياسي أو خبير أمني أو اقتصادي للاستنارة بآرائهم، والتعليق على الأحداث، كما يقول عضو هيئة الإعلام والاتصالات سالم مشكور، الذي نبه الى أن أمثال هؤلاء تسببوا أحيانا بإرباكات مختلفة على الصعيد السياسي والأمني.
وبخصوص الضوابط التي تعتمدها هيئة الإعلام والاتصالات اوضح سالم مشكور في حديثه لإذاعة العراق الحر، أن الهيئة تعتمد ضوابط َدولية بعدم التحريض على العنف، وإثارة الفرقة والنعرات العنصرية والطائفية وغيرها، مؤكدا أن جميع وسائل الإعلام العراقية على علم بهذه التعليمات، موضحا وجود إجراءات قد تطال المخالفين تبدأ بإلفات النظر وقد تنتهي بسحب رخصة العمل.
لكن البعض يرى أن معاييرََ الضوابط المهنية في الإعلام منطقة مرنةٌ يصعب تحديدها، إذ يشكك رئيس مرصد الحريات الصحفية هادي جلو مرعي في إمكانية تحديد ضوابط ومعايير في ظل ظروف العراق غير المستقرة، التي تحتمل الاجتهاد والانتقائية على صعد مختلفة وليس الإعلام ببعيد عنها.
ويتوقع نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي ان يشهد اوائل 2012إطلاق ميثاق شرف للعمل الصحفي في العراق، إستُند إعداده الى مراجعة مواثيق، وتجارب بلدان أخرى.
وافترض اللامي أن يمثل التوقيع على الميثاق تعهدا وطنيا من قبل أعضاء الأسرة الصحفية التي تهتم بمستقبل بلادها.
ساهمت في الملف مراسلة إذاعة العراق الحر في بغداد ليلى احمد
الإعلامية عالية طالب اتهمت بعض وسائل الإعلام بتعمدها في إشعال الأزمات، وذلك من خلال اذاعة وتغذية تصريحات مستفِزة من بعض السياسيين، مبررة ًذلك بغياب ميثاق شرف مهني ينظم الأداء الصحفي ويحكمه، ما أتاح المجال لساعين الى الإثارة الإعلامية، منتقدةً في الوقت نفسه ضعف قدرات هيئة الاعلام والاتصالات على المراقبة والرصد.
وعلى الرغم من توسع عدد وحجم وسائل الإعلام بعد2003مقارنة بالإعلام المركزي الشمولي في عهد نظام حكم البعث، إلاّ أن رئيسَ مرصد الحريات الصحفية هادي جلو مرعي، لم يُبرئ العديد من وسائل من تسويقها برامج وخطابات لغايات حزبية او طائفية وحتى مادية.
ولفت مرعي خلال حديث اجرته معه اذاعة العراق الحر الى أن الحرية َالمتاحة لوسائل الإعلام والفضائيات غالبا ما تكون مقيدة من خلال الرقيب الذاتي للكاتب أو الصحفي، فضلا عن دور إدارة التحرير، وصاحب الامتياز للمؤسسة الإعلامية، وخلص مرعي الى انه لا توجد هناك وسيلة إعلام حرة بالمطلق بل صحفيون أحرار.
على الرغم من أن حريةَ التعبير والرأي مكفولةُ في القوانين والمواثيق الدولية، لكن هذه المواثيق تلزم في الوقت نفسه عدم الإساءة للأمن الاجتماعي ووحدة البلاد، أو ما يثير الفرقة والأحقاد، كما يقول عميد كلية الإعلام بجامعة بغداد الدكتور هاشم حسن، الذي تمنى أن تلتزم جميعُ وسائل الإعلام بمواثيق الشرف المهني، التي تمنع الإساءة وإلحاق الضرر بالمجتمع والبلاد.
وكان اتحاد الصحفيين العرب دعا الحكومات العربية إلى رفع القيود عن حرية الصحافة، وإسقاط عقوبات التوقيف والحبس في قضايا النشر، وتعديل البنية القانونية لمهنة الصحافة, "التي لم تعد تواكب إصرار الشعوب العربية على حقها في ممارسة حرية التعبير" كما جاء في البيان الختامي للاتحاد الصادر عن مؤتمر الاتحاد العام للصحفيين العرب الذي عقد في بغداد اواسط كانون الاول الجاري.
ودعا البيان الختامي للاتحاد الحكومات العربية الى الإسراع في إصدار قوانين تتيح للصحفيين الحصول على المعلومات من مصادرها الأساسية بيسرٍ ودون تعقيدات تهدف إلى إخفاء الحقائق, وتعاقب كل الذين يمتنعون عن تقديم المعلومات التي لاتمس الأمن القومي.
وقال تحسين العطار مدير مركز (المرآة لمراقبة الأداء الإعلامي) خلال حديث اجرته معه إذاعة العراق الحر، ان دراسة صدرت مؤخرا حول "الأداء الإعلامي العراقي" شخصت انحساراً ملموسا في استخدام مفردات العنف والتحريض في وسائل الإعلام العراقية مقارنة ًبفترات سابقة.
وثنّى قاسم حسين الباحث في مركز (المرآة لمراقبة الأداء الإعلامي) على الرأي القائل بأن تحسنا ملموسا حصل في أداء وسائل الإعلام العراقية، لجهة التعامل مع الملف الأمني خلال عام2011، موضحا خلال حديثه لاذاعة العراق الحر أن السمة الغالبة كانت الموضوعية، لكن ذلك لا يعني غياب التحزب والتطرف في أداء بعض وسائل الإعلام.
ومع الاعتراف بان الإعلام العراقي تمتع خلال السنوات الأخيرة بمساحة واسعة من الحرية التعبير والتصدي لمواضيع مثيرة على الصعيد السياسي والأمني، إلاّ أن رئيس مرصد الحريات الصحفية هادي جلو مرعي يعتقد بان ضبابية مفهوم الحرية الصحفية سمح لبعض وسائل الإعلام بنشر الأخبار بصيغ وتوقيتات كثيرا ما تنطوي على تحريض وتأجيج المشاعر سلبا وايجابا.
وإذا ما كان الإعلام هو احد أبطال المشهد السياسي والأمني في العراق، فأن مراقبين لاحظوا أن العديد من وسائل الإعلام تستضيف شخصيات غير مؤهلة وتسبغ عليهم ألقابا كبيرة مثل: محلل سياسي أو خبير أمني أو اقتصادي للاستنارة بآرائهم، والتعليق على الأحداث، كما يقول عضو هيئة الإعلام والاتصالات سالم مشكور، الذي نبه الى أن أمثال هؤلاء تسببوا أحيانا بإرباكات مختلفة على الصعيد السياسي والأمني.
وبخصوص الضوابط التي تعتمدها هيئة الإعلام والاتصالات اوضح سالم مشكور في حديثه لإذاعة العراق الحر، أن الهيئة تعتمد ضوابط َدولية بعدم التحريض على العنف، وإثارة الفرقة والنعرات العنصرية والطائفية وغيرها، مؤكدا أن جميع وسائل الإعلام العراقية على علم بهذه التعليمات، موضحا وجود إجراءات قد تطال المخالفين تبدأ بإلفات النظر وقد تنتهي بسحب رخصة العمل.
لكن البعض يرى أن معاييرََ الضوابط المهنية في الإعلام منطقة مرنةٌ يصعب تحديدها، إذ يشكك رئيس مرصد الحريات الصحفية هادي جلو مرعي في إمكانية تحديد ضوابط ومعايير في ظل ظروف العراق غير المستقرة، التي تحتمل الاجتهاد والانتقائية على صعد مختلفة وليس الإعلام ببعيد عنها.
ويتوقع نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي ان يشهد اوائل 2012إطلاق ميثاق شرف للعمل الصحفي في العراق، إستُند إعداده الى مراجعة مواثيق، وتجارب بلدان أخرى.
وافترض اللامي أن يمثل التوقيع على الميثاق تعهدا وطنيا من قبل أعضاء الأسرة الصحفية التي تهتم بمستقبل بلادها.
ساهمت في الملف مراسلة إذاعة العراق الحر في بغداد ليلى احمد