نفتتح عدد هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" وهو العدد الأخير لهذا العام بباقة من اخبار النشاط الثقافي نبدؤها بالناصرية، حيث اقيم مهرجان المسرح العراقي الأول الذي اطلق عليه (دورة الفنان عزيز عبد الصاحب)، بمشاركة سبع فرق مسرحية. وافتتحت فعاليات المهرجان بمسرحية الفرقة القوميّة للتمثيل (حبّ في زمن الطاعون) تأليف عبد الخالق كريم وإخراج أسامة سلطان، وشارك في التمثيل كل من أميرة جواد، وطه المشهداني، واحمد محمد صالح. وكان من بين فعاليات المهرجان الاخرى عرض فلم (الملائكة) الوثائقي للمخرج علي الشيال، الذي تناول نشأة وتاريخ المسرح في الناصرية .بينما تضمنت فعاليات اليوم الثاني عرضين مسرحيين الأول (خارج قوس) لفرقة (تايكر سكوب)، والثاني(الإصلاح) لفرقة الجبايش للتمثيل، تأليف اكرم وليم وإخراج مصطفى الاسدي .هذا وتضمنت فعاليات المهرجان عرض اربع مسرحيات اخرى هي(مطر صيف) لفرقة البيت الثقافي البصرية و(ربيع الدبس) لفرقة لكش للتمثيل في الشطرة، و(الطريق) لفرقة الديوانية للتمثيل الصامت و(نادي الخجل) لكلية الفنون الجميلة في جامعة بابل.
واقيمت ايضا ضمن فعاليات المهرجان ندوة عن راهن الحركة المسرحية في ذي قار. أما حفل اختتام المهرجان فتضمن عرض فيلم وثائقي عن حياة الفنان الراحل عزيز عبد الصاحب.
**اعلنت وزارة الثقافة العراقية عن اعداد خطة طموحة للتعريف بمشروع النجف عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2012، وقال مدير دائرة العلاقات العامة في الوزارة عقيل المندلاوي ان هناك حملة لاقامة العديد من الندوات للتعريف بالمشروع بالتنسيق مع البيوت الثقافية التابعة للدائرة.
**دعا المجلس المحلي في قضاء الزبير مفتشية الاثار والتراث والحكومة المحلية الى حماية موقع مدينة البصرة القديمة من التجاوزات والاسراع بالتنقيب فيه. وقال رئيس لجنة السياحة والاثار في مجلس قضاء الزبير مسلم محسن ان موقع مدينة البصرة القديمة يتعرض باستمرار الى تجاوزات عشوائية تتمثل برمي القمامة ومخلفات البناء في الموقع.
** لجأ احد اكبر المتاحف العراقية في السليمانية الى دفع اموال الى مهربي الاثار مقابل استرجاع ما سرق من المتحف خلال السنوات الاخيرة. وقال مدير مشروع متحف السليمانية التابع لليونسكو ستيوارات غيسون في تصريح صحفي ان موقف اليونسكو وجميع المتاحف الدولية يتركز على ضرورة عدم الدفع مقابل استرداد القطع المسروقة لان هذا الامر سيشجع على السرقة، مضيفا ان السلطات الكردية اتخذت موقفا صعبا وشجاعا بشراء هذه القطع الاثرية.
في الوقت الذي شهدت فيه الشؤون السياسية والامنية تطورات وتغيرات جلية خلال العام 2011، لم تشهد الثقافة العراقية احداثا وتحولات وانعطافات كبيرة. فباستثناء عودة العراق الى عضوية اتحاد الادباء والكتاب العرب، التي تمت اثر تحول موقف اتحاد الكتاب العرب بعد احداث الربيع العربي وتداعياتها في المجالات المختلفة، لم يشهد العراق حدثا ثقافيا بارزا، إلاّ اذا اعتبرنا معرض الكتاب الذي اقيم في بغداد في هذا العام حدثا، أو تداعيات مشروع النجف عاصمة للثقافة الاسلامية وما رافقه ويرافقه من اشكالات ومستجدات.
في عدد هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" نستطلع اراء عدد من المعنيين بالشان الثقافي حول اهم الاحداث الثقافية في 2011 الذي يشرف على الانتهاء.
الناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم يرى ان مهرجان الافلام القصيرة الذي اقيم في بغداد خلال تشرين الثاني هو الحدث الابرز. اما القاص كاظم حسوني فيعتقد ان ابرز احداث العام كان رحيل عدد من الشخصيات الثقافية والفنية المهمة منهم: النحات المعروف محمد غني حكمت، والقاص المعروف محمود عبد الوهاب.
اما الشاعر احمد هاشم فيقول ان المفروض ان يكون مهرجان الجواهري هو الحدث الثقافي الابرز لما لهذا الشاعر من مكانة، وان لا يقتصر المهرجان على قراءات شعرية وفعاليات محدودة بل ان يكون مهرجان متنوعا وشاملا.
"يوم أمس، في جمعة المتنبي، كان انعكاس العمليات الإرهابية في الخميس الدامي واضحاً جداً على وجوه المثقفين. رأيت في وجوههم ذلك الطفل المشوي، وسمعت اصوات نشيج أمهات ثكلى، وصراخ أب عجوز فقد معيله الوحيد الطامح لكسب عيشه بعمل شريف.
واهم من يتصور بأن الحروب تقع على الأرض، فآثارها الباقية على سطح القلب أكثر دماراً مما يتبقى منها على المعمورة، التي ربما تخفيها بعض ألوان وترميمات لتكون بعدها فعلأ ماضياً فحسب".
ويواصل الكاتب تصوير الاجواء التي شهدها شارع المتنبي، وهو عصب الحياة الثقافية في العاصمة العراقية، بعد الاحداث الدامية الاخيرة فيقول:
"في شارع المتنبي لم نناقش موضوعاً ثقافياً، كنا جميعاً كمن يجلس في مجلس عزاء مفتوح، نحاول ترميم ارواحنا، نعانق الجميع، نقبل بعضنا بعضاً، نبارك بالسلامة التي اختطفت حلم العيش بأمان، متسائلين عن جدوى هذه الجرائم التي كشفت ما كنا نصرخ به، بأن ما يجري في العراق من أعمال تستهدف الأبرياء، مقاولة وليست (مقاومة) وإلا كيف يمكن تبرير جرائم يوم أمس الأول، وهل تستطيع أبواق البعث البائد، المتخفون بأزيائنا، نحن ضحاياه، أن يشرعنوا لنا هذه الجرائم بحجة (المقاومة)؟!".
وبعد ان يعرض الكاتب شيئا من آرائه في الدور الذي على المثقف والمعني بالثقافة ان يلعبه في الظروف الحالية، يخلص في مقاله الى القول:
"في شارع المتنبي يوم أمس، غاب الكثير من رواده، ربما احتجاجا على ما حدث، أو ربما محاولة إعادة ترميم ما تهشم في الذات بفعل هذه الإبادة المنتقاة، لكن وفي الوقت نفسه، عليهم، وأعني المثقفين الحقيقيين جميعاً، التصدي بقوة لمشروعهم التنويري، سلاحنا الوحيد للوقوف بوجه هذا الظلام أن نقوم بمحاولة أولى لتبديده، باشعال الشموع في هذه الليلة تخليداً لذكرى من رحل بلا ذنب في خميسنا الدامي. لنشعل شموع محبتنا الليلة أصدقائي، هلا فعلتموها من أجل ما بقي لنا من أحلام؟!".
واقيمت ايضا ضمن فعاليات المهرجان ندوة عن راهن الحركة المسرحية في ذي قار. أما حفل اختتام المهرجان فتضمن عرض فيلم وثائقي عن حياة الفنان الراحل عزيز عبد الصاحب.
**اعلنت وزارة الثقافة العراقية عن اعداد خطة طموحة للتعريف بمشروع النجف عاصمة للثقافة الاسلامية لعام 2012، وقال مدير دائرة العلاقات العامة في الوزارة عقيل المندلاوي ان هناك حملة لاقامة العديد من الندوات للتعريف بالمشروع بالتنسيق مع البيوت الثقافية التابعة للدائرة.
**دعا المجلس المحلي في قضاء الزبير مفتشية الاثار والتراث والحكومة المحلية الى حماية موقع مدينة البصرة القديمة من التجاوزات والاسراع بالتنقيب فيه. وقال رئيس لجنة السياحة والاثار في مجلس قضاء الزبير مسلم محسن ان موقع مدينة البصرة القديمة يتعرض باستمرار الى تجاوزات عشوائية تتمثل برمي القمامة ومخلفات البناء في الموقع.
** لجأ احد اكبر المتاحف العراقية في السليمانية الى دفع اموال الى مهربي الاثار مقابل استرجاع ما سرق من المتحف خلال السنوات الاخيرة. وقال مدير مشروع متحف السليمانية التابع لليونسكو ستيوارات غيسون في تصريح صحفي ان موقف اليونسكو وجميع المتاحف الدولية يتركز على ضرورة عدم الدفع مقابل استرداد القطع المسروقة لان هذا الامر سيشجع على السرقة، مضيفا ان السلطات الكردية اتخذت موقفا صعبا وشجاعا بشراء هذه القطع الاثرية.
وقـــــــــــفة:
في الوقت الذي شهدت فيه الشؤون السياسية والامنية تطورات وتغيرات جلية خلال العام 2011، لم تشهد الثقافة العراقية احداثا وتحولات وانعطافات كبيرة. فباستثناء عودة العراق الى عضوية اتحاد الادباء والكتاب العرب، التي تمت اثر تحول موقف اتحاد الكتاب العرب بعد احداث الربيع العربي وتداعياتها في المجالات المختلفة، لم يشهد العراق حدثا ثقافيا بارزا، إلاّ اذا اعتبرنا معرض الكتاب الذي اقيم في بغداد في هذا العام حدثا، أو تداعيات مشروع النجف عاصمة للثقافة الاسلامية وما رافقه ويرافقه من اشكالات ومستجدات.
في عدد هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" نستطلع اراء عدد من المعنيين بالشان الثقافي حول اهم الاحداث الثقافية في 2011 الذي يشرف على الانتهاء.
الناقد السينمائي كاظم مرشد السلوم يرى ان مهرجان الافلام القصيرة الذي اقيم في بغداد خلال تشرين الثاني هو الحدث الابرز. اما القاص كاظم حسوني فيعتقد ان ابرز احداث العام كان رحيل عدد من الشخصيات الثقافية والفنية المهمة منهم: النحات المعروف محمد غني حكمت، والقاص المعروف محمود عبد الوهاب.
اما الشاعر احمد هاشم فيقول ان المفروض ان يكون مهرجان الجواهري هو الحدث الثقافي الابرز لما لهذا الشاعر من مكانة، وان لا يقتصر المهرجان على قراءات شعرية وفعاليات محدودة بل ان يكون مهرجان متنوعا وشاملا.
محطات ثقافية:
في هذا العدد من "المجلة الثقافية" نستعرض مقالا للكاتب على السومري نشرته جريدة الصباح العراقية الحكومية يحمل عنوان(شموع احلامنا) يصف فيه تداعيات الانفجارات الاخيرة في بغداد على الثقافة والمثقفين، ويستهله بهذه الفقرة:"يوم أمس، في جمعة المتنبي، كان انعكاس العمليات الإرهابية في الخميس الدامي واضحاً جداً على وجوه المثقفين. رأيت في وجوههم ذلك الطفل المشوي، وسمعت اصوات نشيج أمهات ثكلى، وصراخ أب عجوز فقد معيله الوحيد الطامح لكسب عيشه بعمل شريف.
واهم من يتصور بأن الحروب تقع على الأرض، فآثارها الباقية على سطح القلب أكثر دماراً مما يتبقى منها على المعمورة، التي ربما تخفيها بعض ألوان وترميمات لتكون بعدها فعلأ ماضياً فحسب".
ويواصل الكاتب تصوير الاجواء التي شهدها شارع المتنبي، وهو عصب الحياة الثقافية في العاصمة العراقية، بعد الاحداث الدامية الاخيرة فيقول:
"في شارع المتنبي لم نناقش موضوعاً ثقافياً، كنا جميعاً كمن يجلس في مجلس عزاء مفتوح، نحاول ترميم ارواحنا، نعانق الجميع، نقبل بعضنا بعضاً، نبارك بالسلامة التي اختطفت حلم العيش بأمان، متسائلين عن جدوى هذه الجرائم التي كشفت ما كنا نصرخ به، بأن ما يجري في العراق من أعمال تستهدف الأبرياء، مقاولة وليست (مقاومة) وإلا كيف يمكن تبرير جرائم يوم أمس الأول، وهل تستطيع أبواق البعث البائد، المتخفون بأزيائنا، نحن ضحاياه، أن يشرعنوا لنا هذه الجرائم بحجة (المقاومة)؟!".
وبعد ان يعرض الكاتب شيئا من آرائه في الدور الذي على المثقف والمعني بالثقافة ان يلعبه في الظروف الحالية، يخلص في مقاله الى القول:
"في شارع المتنبي يوم أمس، غاب الكثير من رواده، ربما احتجاجا على ما حدث، أو ربما محاولة إعادة ترميم ما تهشم في الذات بفعل هذه الإبادة المنتقاة، لكن وفي الوقت نفسه، عليهم، وأعني المثقفين الحقيقيين جميعاً، التصدي بقوة لمشروعهم التنويري، سلاحنا الوحيد للوقوف بوجه هذا الظلام أن نقوم بمحاولة أولى لتبديده، باشعال الشموع في هذه الليلة تخليداً لذكرى من رحل بلا ذنب في خميسنا الدامي. لنشعل شموع محبتنا الليلة أصدقائي، هلا فعلتموها من أجل ما بقي لنا من أحلام؟!".