رحّبَ الرئيس باراك أوباما مجدداً بقواتِ بلادِه العائدة إلى الوطن والتي أنجزت انسحابها مع عبور آخر قافلة من الجنود الأميركيين الحدودَ من العراق إلى الكويت يوم الأحد.
وفي إبراز هذا الحدث، أفادت وكالات أنباء عالمية بأن عبور هذه القافلة الأخيرة يؤشر النهاية الرسمية لانسحاب قوات الولايات المتحدة بعد نحو تسع سنوات من الحرب التي أطاحت نظام صدام حسين وقتل خلالها نحو 4500 جندي أميركي بالإضافة إلى عشرات آلاف الجرحى.
أوباما استَهلّ كلمته الأسبوعية عبر الإذاعة والإنترنت السبت بالحديث عما وصفه بالحدث التاريخي المتمثل بإنجاز آخر مراحل عملية سحب القوات الأميركية من العراق قائلاً:
"لقد شهد هذا الأسبوع لحظة تاريخية في حياة بلادنا وجيشنا."
وقبل ساعاتٍ من المسيرة الأخيرة لأفراد قوات الولايات المتحدة المتبقية عبر حدود العراق، أشادَ أوباما بالجنود قائلاً "إنهم لا يرون أنفسهم أو بعضهم بعضاً ديمقراطيين أولاً أو جمهوريين أولاً بل ينظرون لأنفسهم كأميركيين بالدرجة الأولى."
وفي إشارته إلى الاستعدادات النهائية التي كانت تُجرى لرحيل آخر قافلة من الآليات العسكرية عبر الحدود العراقية وذلك في اللحظة التي كان يوجّهُ فيها كلمتَه الأسبوعية، قال الرئيس الأميركي:
"قواتنا الآن تستعد لمسيرتها النهائية عبر الحدود وخارج البلاد. وسيكون مستقبل العراق بأيدي شعبه."
واعتبر أوباما عملية الانسحاب العسكري "إنجازاً رائعاً"، مضيفاً القول:
"يُعد هذا إنجازاً رائعاً، وهو إنجاز تحقّق بفضل العمل الشاق وتضحية الرجال والنساء الذين كانت لديهم الشجاعة للخدمة. وهناك درس نتعلمه من ذلك، وهو درس عن شخصيتنا كأمة."
وكان الرئيس الأميركي وعقيلته توجّها الأربعاء الماضي إلى قاعدة فورت براغ العسكرية بولاية نورث كارولاينا ليكونا شخصياً في استقبال عدد من الجنود العائدين. وفي الاحتفال الرمزي الذي أقيم لهذه المناسبة، خاطبَهم قائلاً "بصفتي قائدكم الأعلى، ونيابةً عن أمة ممتـنّة، أنا فخور بأن أقول أخيراً هاتين الكلمتين، وأنا أعرف أن عائلاتكم تتفق معي: مرحباً بكم في الوطن." وذكر أن 4500 أميركي بالإضافة إلى 60 ألف عراقي قتلوا خلال الحرب التي تكلفت ما يزيد عن تريليون دولار. وبالنسبة إليه، يُعد الانسحاب العسكري تنفيذاً للوعد الذي قطعه خلال حملة الانتخابات الرئاسية في عام 2008 بإنهاء حرب العراق وإعادة الجنود الأميركيين إلى الوطن.
وفي أوج الحرب بذلك العام، بلغ عديد القوات الأميركية 170 ألفاً في أكثر من 500 قاعدة. لكن العدد كان بحلول السبت السابع عشر من كانون الأول الحالي أقل من ثلاثة آلاف جندي وقاعدة واحدة.
ونقلت رويترز عن أحد العسكريين الذين كانوا ضمن موكب الآليات الأخيرة التي أقلّت 500 فرد من العراق إلى الكويت فجر الأحد قوله بينما لاحت الحدود على الأفق "لا يمكنني انتظار الاتصال بزوجتي وأبنائي لأبلغهم أنني بخير." وبعد ذلك قال "إن المهمة انتهت"، مضيفاً "يا رفاقي.. لقد نجحتم."
وجاء في التقرير أنه بالنسبة للعراقيين فإن انسحاب القوات الأميركية يُضفي شعوراً بالسيادة لكنه يُذكي المخاوف من احتمال انزلاق البلاد مرة أخرى إلى العنف الطائفي الذي أسفر عن مقتل الآلاف في ذروته خلال 2006-2007.
وأضافت هذه الوكالة العالمية للأنباء أنه بالرغم من انحسار كثافة العنف والتفجيرات الانتحارية إلا أن مسلّحين وميليشيات ما زالوا يشكّلون تهديداً وينفّذون هجمات شبه يومية. وفيما تقول بغداد إن بإمكانها احتواء العنف إلا أن القوات الحكومية تفتقر إلى القدرات في مجالاتٍ مثل الدفاع الجوي وجمع المعلومات. وبالنسبة للعديد من العراقيين "ما زال الوضع الأمني مبعث قلق لكن ليس أكثر من الوظائف وتوفير الكهرباء في بلدٍ لا توفّر شبكة الكهرباء فيه سوى ساعات محدودة يومياً رغم إنتاج العراق المبشر من النفط"، بحسب تعبيرها.
ولتحليلِ عملية الانسحاب العسكري التي تـَمكّنت الولايات المتحدة من إنجازها الأحد قبل الموعد الذي حددته اتفاقية (صوفا) بحلول
نهاية الشهر الحالي، أجريت مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق الذي قال لإذاعة العراق الحر أن
"هناك ثلاثة مستويات من قراءة الحدث، الأول أن عملية الانسحاب هي من الناحية اللوجستية الأكبر من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية وقد أنجزتها القوات الأميركية بنجاح وهدوء فضلاً عن أنها اتّسمت بدقة التوقيت والتنسيق بين مختلف الجهات المنفّذة...وفي المنحى الثاني من القراءة أن هذا التنسيق لن يشكّل فراغاً كبيراً بالنسبة للسلطتين السياسية والعسكرية في العراق رغم كل التوقعات التي أشارت إلى احتمال تكثيف نشاط مجموعات الجريمة المنظّمة لا سيما وأن الانسحاب ترك انطباعات إيجابية لدى العراقيين والحكومة العراقية وأثبت أن التنسيق بين بغداد وواشنطن كان له الأثر الإيجابي على أجواء الهدوء التي تسود العراق رغم بعض الخروقات...أما على المستوى الثالث وهو المستوى الإقليمي تجدر الإشارة إلى أنه في ظل الربيع العربي الذي يعيشه الجانب السوري ودول أخرى في المنطقة نرى أن الجبهة الإيرانية-العراقية ما زالت مستقرة رغم كل الضغوط والتوترات التي حدثت بين واشنطن وطهران...........".
وفي المقابلة التي أجريتُها ظهر الأحد، تحدث الباحث في الشؤون الإستراتيجية لإذاعة العراق الحر عبر الهاتف من بيروت عن موضوعات أخرى ذات صلة بانسحاب آخر الجنود الأميركيين والذي تزامن مع إعلان حلف شمال الأطلسي (ناتو) رسمياً انتهاء مهمته التدريبية في العراق خلالَ حفلٍ في بغداد السبت. كما أجاب عن سؤالين يتعلق أحدهما بالمرحلة المقبلة التي ستتولى فيها وزارة الخارجية الأميركية عبر سفارة واشنطن في بغداد التنسيق والإشراف على جوانب من تفعيل اتفاقية الإطار الإستراتيجي للتعاون طويل الأمد بين الدولتين في جميع المجالات غير العسكرية، والثاني بالتحديات التي يُتوقَع أن تواجه البلاد على المستويين السياسي والأمني خلال مرحلة ما بعد انسحاب قوات الولايات المتحدة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق.
وفي إبراز هذا الحدث، أفادت وكالات أنباء عالمية بأن عبور هذه القافلة الأخيرة يؤشر النهاية الرسمية لانسحاب قوات الولايات المتحدة بعد نحو تسع سنوات من الحرب التي أطاحت نظام صدام حسين وقتل خلالها نحو 4500 جندي أميركي بالإضافة إلى عشرات آلاف الجرحى.
أوباما استَهلّ كلمته الأسبوعية عبر الإذاعة والإنترنت السبت بالحديث عما وصفه بالحدث التاريخي المتمثل بإنجاز آخر مراحل عملية سحب القوات الأميركية من العراق قائلاً:
"لقد شهد هذا الأسبوع لحظة تاريخية في حياة بلادنا وجيشنا."
وقبل ساعاتٍ من المسيرة الأخيرة لأفراد قوات الولايات المتحدة المتبقية عبر حدود العراق، أشادَ أوباما بالجنود قائلاً "إنهم لا يرون أنفسهم أو بعضهم بعضاً ديمقراطيين أولاً أو جمهوريين أولاً بل ينظرون لأنفسهم كأميركيين بالدرجة الأولى."
وفي إشارته إلى الاستعدادات النهائية التي كانت تُجرى لرحيل آخر قافلة من الآليات العسكرية عبر الحدود العراقية وذلك في اللحظة التي كان يوجّهُ فيها كلمتَه الأسبوعية، قال الرئيس الأميركي:
"قواتنا الآن تستعد لمسيرتها النهائية عبر الحدود وخارج البلاد. وسيكون مستقبل العراق بأيدي شعبه."
واعتبر أوباما عملية الانسحاب العسكري "إنجازاً رائعاً"، مضيفاً القول:
"يُعد هذا إنجازاً رائعاً، وهو إنجاز تحقّق بفضل العمل الشاق وتضحية الرجال والنساء الذين كانت لديهم الشجاعة للخدمة. وهناك درس نتعلمه من ذلك، وهو درس عن شخصيتنا كأمة."
وكان الرئيس الأميركي وعقيلته توجّها الأربعاء الماضي إلى قاعدة فورت براغ العسكرية بولاية نورث كارولاينا ليكونا شخصياً في استقبال عدد من الجنود العائدين. وفي الاحتفال الرمزي الذي أقيم لهذه المناسبة، خاطبَهم قائلاً "بصفتي قائدكم الأعلى، ونيابةً عن أمة ممتـنّة، أنا فخور بأن أقول أخيراً هاتين الكلمتين، وأنا أعرف أن عائلاتكم تتفق معي: مرحباً بكم في الوطن." وذكر أن 4500 أميركي بالإضافة إلى 60 ألف عراقي قتلوا خلال الحرب التي تكلفت ما يزيد عن تريليون دولار. وبالنسبة إليه، يُعد الانسحاب العسكري تنفيذاً للوعد الذي قطعه خلال حملة الانتخابات الرئاسية في عام 2008 بإنهاء حرب العراق وإعادة الجنود الأميركيين إلى الوطن.
وفي أوج الحرب بذلك العام، بلغ عديد القوات الأميركية 170 ألفاً في أكثر من 500 قاعدة. لكن العدد كان بحلول السبت السابع عشر من كانون الأول الحالي أقل من ثلاثة آلاف جندي وقاعدة واحدة.
ونقلت رويترز عن أحد العسكريين الذين كانوا ضمن موكب الآليات الأخيرة التي أقلّت 500 فرد من العراق إلى الكويت فجر الأحد قوله بينما لاحت الحدود على الأفق "لا يمكنني انتظار الاتصال بزوجتي وأبنائي لأبلغهم أنني بخير." وبعد ذلك قال "إن المهمة انتهت"، مضيفاً "يا رفاقي.. لقد نجحتم."
وجاء في التقرير أنه بالنسبة للعراقيين فإن انسحاب القوات الأميركية يُضفي شعوراً بالسيادة لكنه يُذكي المخاوف من احتمال انزلاق البلاد مرة أخرى إلى العنف الطائفي الذي أسفر عن مقتل الآلاف في ذروته خلال 2006-2007.
وأضافت هذه الوكالة العالمية للأنباء أنه بالرغم من انحسار كثافة العنف والتفجيرات الانتحارية إلا أن مسلّحين وميليشيات ما زالوا يشكّلون تهديداً وينفّذون هجمات شبه يومية. وفيما تقول بغداد إن بإمكانها احتواء العنف إلا أن القوات الحكومية تفتقر إلى القدرات في مجالاتٍ مثل الدفاع الجوي وجمع المعلومات. وبالنسبة للعديد من العراقيين "ما زال الوضع الأمني مبعث قلق لكن ليس أكثر من الوظائف وتوفير الكهرباء في بلدٍ لا توفّر شبكة الكهرباء فيه سوى ساعات محدودة يومياً رغم إنتاج العراق المبشر من النفط"، بحسب تعبيرها.
ولتحليلِ عملية الانسحاب العسكري التي تـَمكّنت الولايات المتحدة من إنجازها الأحد قبل الموعد الذي حددته اتفاقية (صوفا) بحلول
نهاية الشهر الحالي، أجريت مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق الذي قال لإذاعة العراق الحر أن
"هناك ثلاثة مستويات من قراءة الحدث، الأول أن عملية الانسحاب هي من الناحية اللوجستية الأكبر من نوعها منذ الحرب العالمية الثانية وقد أنجزتها القوات الأميركية بنجاح وهدوء فضلاً عن أنها اتّسمت بدقة التوقيت والتنسيق بين مختلف الجهات المنفّذة...وفي المنحى الثاني من القراءة أن هذا التنسيق لن يشكّل فراغاً كبيراً بالنسبة للسلطتين السياسية والعسكرية في العراق رغم كل التوقعات التي أشارت إلى احتمال تكثيف نشاط مجموعات الجريمة المنظّمة لا سيما وأن الانسحاب ترك انطباعات إيجابية لدى العراقيين والحكومة العراقية وأثبت أن التنسيق بين بغداد وواشنطن كان له الأثر الإيجابي على أجواء الهدوء التي تسود العراق رغم بعض الخروقات...أما على المستوى الثالث وهو المستوى الإقليمي تجدر الإشارة إلى أنه في ظل الربيع العربي الذي يعيشه الجانب السوري ودول أخرى في المنطقة نرى أن الجبهة الإيرانية-العراقية ما زالت مستقرة رغم كل الضغوط والتوترات التي حدثت بين واشنطن وطهران...........".
وفي المقابلة التي أجريتُها ظهر الأحد، تحدث الباحث في الشؤون الإستراتيجية لإذاعة العراق الحر عبر الهاتف من بيروت عن موضوعات أخرى ذات صلة بانسحاب آخر الجنود الأميركيين والذي تزامن مع إعلان حلف شمال الأطلسي (ناتو) رسمياً انتهاء مهمته التدريبية في العراق خلالَ حفلٍ في بغداد السبت. كما أجاب عن سؤالين يتعلق أحدهما بالمرحلة المقبلة التي ستتولى فيها وزارة الخارجية الأميركية عبر سفارة واشنطن في بغداد التنسيق والإشراف على جوانب من تفعيل اتفاقية الإطار الإستراتيجي للتعاون طويل الأمد بين الدولتين في جميع المجالات غير العسكرية، والثاني بالتحديات التي يُتوقَع أن تواجه البلاد على المستويين السياسي والأمني خلال مرحلة ما بعد انسحاب قوات الولايات المتحدة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق.