العين الثالثة تلتقي هذا الاسبوع رجلين، أحدهما قاوم الموت ومرضا خبيثا اعتمادا على حمية غذائية خاصة ترافقه منذ عشرين عاما،والثاني رسام فطري لم يتعلم كيف يستخدم الألوان والفرشاة، لكنه يرسم.
الدكتور صباح ياقو توماس، عراقي يعيش في السويد، يبلغ حاليا حوالى 70 عاما، تعرض قبل حوالي عشرين عاما، إلى إصابات خطيرة جدا بالأسلحة الكيمياوية في شمال العراق، فقد بسببها عينه اليسرى، وأُصيب بمرض خبيث وبالتهابات حادة جدا في الجهاز التنفسي والهضمي وبحروق في الجلد.
طبعا توقع الأطباء ألاّ يعيش توماس غير بضعة أشهر، غير انه شد العزم وقرر أن يقهر المرض من خلال تغيير نمط حياته وغذائه. ونجح في ذلك إلى حد انه مصر على العيش حتى سن المائة. قصة هذا الرجل، يرويها لنا مراسل إذاعة العراق الحر في السويد نزار عسكر:
((من يزور بيت الدكتور صباح في العاصمة ستوكهولم، يشعرُ كأنه في غابة وليس في بيت. فالنباتات والأزهار في كل مكان. وهو لا يسمح لشخص مدخن على سبيل المثال أن يدخل بيته، لأنه أصبح منذ حوالي عشرين عاما، يعيش حياة طبيعية، تشبه إلى حد بعيد حياة البشر القديمة.
بطلنا لا يتناول اللحوم الحمراء ولا حتى اللحوم البيضاء والأسماء ولا يأكل حتى البصل والثوم. أما وجبات طعامه التي لا تشبه وجبات الطعام المعتادة فبسيطة لكنها غنية كما يقول بالمواد المفيدة التي يحتاجها الجسم. هو لا يتناول مثلا حبة واحدة دخلت مواد كيمياوية في زراعتها وصديقه المفضل هو التمر، يأخذه معه أينما رحل. وهو يمشي مسافات طويلة كل يوم ولا يشعر بتعب شديد أو إرهاق ويشعر انه بكامل صحته حتى انه يفكر في الزواج للمرة الثالثة.
لكن ما الأثر الذي تركته الأسلحة الكيمياوية على جسده كي يتحول إلى هذا النمط من الحياة؟
يقول الدكتور صباح الذي يسميه أصدقاؤه أبو ليلى، انه أصيب بالأسلحة الكيماوية في شمال العراق مما افقده بصره وجعل كل أسنانه تهتز وتتساقط لوحدها كما تأثر كبده وأمعاؤه ومعدته بالكيمياوي.
ويقول توماس إن الأطباء ساعدوه، لكنه رفض تناول الدواء الذي وصفوه له ورفض الخضوع للعلاج بمواد كيميائية ثم ابتدع طريقته الخاصة في علاج نفسه ونجح.
يقول توماس إن الأطباء توقعوا ألا يعيش أكثر من ستة أشهر بعد إصابته بالأسلحة الكيمياوية وبأمراض خبيثة غير أن نظامه الغذائي الخاص جعله يعيش وينتصر على المرض.
يقول توماس أيضا إنه يتناول الفاكهة وعصائرها في الصباح ثم يتناول الكاربوهيدرات في وجبة الغداء ويقصر عشاءه على المكسرات فقط.
ناصر الغرباوي من مدينة الحي أحب الرسم منذ ان كان في الابتدائية غير أن الظروف منعته من مواصلة تعليمه، إذ ترك المدرسة عندما كان في المرحلة المتوسطة.
حبه للرسم منذ الصغر جعله يطور موهبته بنفسه، مع الاستفادة من تجارب الآخرين وخبراتهم.
أهم ما رسمه الفنان الفطري ناصر الغرباوي لوحة سماها "الدربونة" ويقول انها تحكي قصة العراق بأكمله. سيف عبد الرحمن في الكوت يروي لنا قصة الغرباوي:
((بدأ كريم ناصر الغرباوي وهو من أهالي مدينة الحي (40 كلم) جنوب مدينة الكوت رساما بالفطرة، إذ رسم الكوخ والشط والشجرة وتتلمذ على أيدي رسامين كبار أيام دراسته الابتدائية.
الغرباوي يقول إنه استفاد من معلميه وأساتذته إلى حد بعيد خاصة وأنه اضطر إلى التخلي عن مقاعد الدراسة، ولم يكمل تعليمه.
الغرباوي فنان فطري بمعنى الكلمة، يجيد الرسم بالزيت، ونجح في إقامة العديد من المعارض الشخصية كما نال جوائز تقديرية.
أهم لوحاته، "الدربونة" وهي لوحة تحكي كما يقول، معاناة شعب كامل، إذ فقدت الدربونة عددا من أولادها في كل عصر.
يقول الغرباوي إنه تمكن من صقل موهبته بعد أن بدأ يرسم صورا شخصية، ومناظر طبيعية، ثم انتقل إلى الرسم بالزيت وهو الأصعب بالنسبة لأي فنان.
الغرباوي حاليا مختار إحدى محلات مدينة الحي، وما يزال يمارس الرسم التي يعتبرها هواية فوق كل الهوايات على الإطلاق.
تحدى المرض الخبيث ويصر على العيش حتى المائة
الدكتور صباح ياقو توماس، عراقي يعيش في السويد، يبلغ حاليا حوالى 70 عاما، تعرض قبل حوالي عشرين عاما، إلى إصابات خطيرة جدا بالأسلحة الكيمياوية في شمال العراق، فقد بسببها عينه اليسرى، وأُصيب بمرض خبيث وبالتهابات حادة جدا في الجهاز التنفسي والهضمي وبحروق في الجلد.
طبعا توقع الأطباء ألاّ يعيش توماس غير بضعة أشهر، غير انه شد العزم وقرر أن يقهر المرض من خلال تغيير نمط حياته وغذائه. ونجح في ذلك إلى حد انه مصر على العيش حتى سن المائة. قصة هذا الرجل، يرويها لنا مراسل إذاعة العراق الحر في السويد نزار عسكر:
((من يزور بيت الدكتور صباح في العاصمة ستوكهولم، يشعرُ كأنه في غابة وليس في بيت. فالنباتات والأزهار في كل مكان. وهو لا يسمح لشخص مدخن على سبيل المثال أن يدخل بيته، لأنه أصبح منذ حوالي عشرين عاما، يعيش حياة طبيعية، تشبه إلى حد بعيد حياة البشر القديمة.
بطلنا لا يتناول اللحوم الحمراء ولا حتى اللحوم البيضاء والأسماء ولا يأكل حتى البصل والثوم. أما وجبات طعامه التي لا تشبه وجبات الطعام المعتادة فبسيطة لكنها غنية كما يقول بالمواد المفيدة التي يحتاجها الجسم. هو لا يتناول مثلا حبة واحدة دخلت مواد كيمياوية في زراعتها وصديقه المفضل هو التمر، يأخذه معه أينما رحل. وهو يمشي مسافات طويلة كل يوم ولا يشعر بتعب شديد أو إرهاق ويشعر انه بكامل صحته حتى انه يفكر في الزواج للمرة الثالثة.
لكن ما الأثر الذي تركته الأسلحة الكيمياوية على جسده كي يتحول إلى هذا النمط من الحياة؟
يقول الدكتور صباح الذي يسميه أصدقاؤه أبو ليلى، انه أصيب بالأسلحة الكيماوية في شمال العراق مما افقده بصره وجعل كل أسنانه تهتز وتتساقط لوحدها كما تأثر كبده وأمعاؤه ومعدته بالكيمياوي.
ويقول توماس إن الأطباء ساعدوه، لكنه رفض تناول الدواء الذي وصفوه له ورفض الخضوع للعلاج بمواد كيميائية ثم ابتدع طريقته الخاصة في علاج نفسه ونجح.
يقول توماس إن الأطباء توقعوا ألا يعيش أكثر من ستة أشهر بعد إصابته بالأسلحة الكيمياوية وبأمراض خبيثة غير أن نظامه الغذائي الخاص جعله يعيش وينتصر على المرض.
يقول توماس أيضا إنه يتناول الفاكهة وعصائرها في الصباح ثم يتناول الكاربوهيدرات في وجبة الغداء ويقصر عشاءه على المكسرات فقط.
معاناة شعب في دربونة الغرباوي
ناصر الغرباوي من مدينة الحي أحب الرسم منذ ان كان في الابتدائية غير أن الظروف منعته من مواصلة تعليمه، إذ ترك المدرسة عندما كان في المرحلة المتوسطة.
حبه للرسم منذ الصغر جعله يطور موهبته بنفسه، مع الاستفادة من تجارب الآخرين وخبراتهم.
أهم ما رسمه الفنان الفطري ناصر الغرباوي لوحة سماها "الدربونة" ويقول انها تحكي قصة العراق بأكمله. سيف عبد الرحمن في الكوت يروي لنا قصة الغرباوي:
((بدأ كريم ناصر الغرباوي وهو من أهالي مدينة الحي (40 كلم) جنوب مدينة الكوت رساما بالفطرة، إذ رسم الكوخ والشط والشجرة وتتلمذ على أيدي رسامين كبار أيام دراسته الابتدائية.
الغرباوي يقول إنه استفاد من معلميه وأساتذته إلى حد بعيد خاصة وأنه اضطر إلى التخلي عن مقاعد الدراسة، ولم يكمل تعليمه.
الغرباوي فنان فطري بمعنى الكلمة، يجيد الرسم بالزيت، ونجح في إقامة العديد من المعارض الشخصية كما نال جوائز تقديرية.
أهم لوحاته، "الدربونة" وهي لوحة تحكي كما يقول، معاناة شعب كامل، إذ فقدت الدربونة عددا من أولادها في كل عصر.
يقول الغرباوي إنه تمكن من صقل موهبته بعد أن بدأ يرسم صورا شخصية، ومناظر طبيعية، ثم انتقل إلى الرسم بالزيت وهو الأصعب بالنسبة لأي فنان.
الغرباوي حاليا مختار إحدى محلات مدينة الحي، وما يزال يمارس الرسم التي يعتبرها هواية فوق كل الهوايات على الإطلاق.