نفتتح عدد هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" وكالعادة بباقة من الاخبار نبدؤها من مدينة السليمانية حيث انتهى مهرجان كلاويز الخامس عشر، الذي استمر اربعة ايام بتوزيع جوائز على المشاركين في مسابقات الشعر والقصة والابحاث.
** ونبقى في السليمانية حيث كرمت شاعرها محمد عمر عثمان الشهير بـ"جنرال الخريف" نسبة الى إحدى قصائده المعروفة، باقامة تمثال له وسط اهم حديقة عامة في المدينة. وقال الفنان بختيار حلبجي الذي نحت التمثال، ان التمثال مصنوع من مادة الفايبركلاس واستغرق انجازه اكثر من شهرين.
** في النجف اكد وزير خارجية العراق هوشيار زيباري خلال زيارة للمحافظة ان مشروع النجف عاصمة للثقافة الاسلامية هو مشروع وطني وبالتالي لا بد ان يحظى بدعم المؤسسات الحكومية منها وغير الحكومية. فيما اكد محافظ النجف ان الفعاليات ستنطلق في موعدها المقرر وهو الخامس عشر من اذار من العام المقبل.
ضيف العدد:
تستضيف "المجبة الثقافية" في هذا العدد الكاتب، الروائي، المخرج الدرامي اسعد الهلالي، الذي يحدثنا عن نشاطه االروائي والاخراج الدرامي ومدى تأثيرهما على بعضهما الآخر في مخيلته وعمله.
وقد اصدر الهلالي حتى الان مجموعة من الروايات والقصص القصيرة، منها (لميتة الثالثة والاخيرة لعبد شويخ البدوي)، ورواية (يوميات غياب الندى)، والمجموعة القصصية (صفحات من ذاكرة محتضرة)، و(قلوب بيضاء) عن الصحافة الثقافية.
وتصور رواية (الميتة الثالثة والاخيرة لعبد شويخ البدوي) التي تدور احداثها في قرية من قرى الفرات الاوسط في اواسط القرن الماضي، تصور الاضطهاد الذي يعاني منه الانسان العراقي هناك من جوانب متعددة في حياته. أما رواية (يوميات غياب الندى) فهي اقرب الى الرواية التسجيلية، وان احداثها تدور بين بغداد وصنعاء، وقد وظف فيها الهلالي احداث الحرب العراقية الايرانية و احداث عام 1991 التي عاشها.
في مجال العمل الدرامي اخرج الهلالي خمسة اعمال درامية في صنعاء حصل البعض منها على جوائز عربية، اما عن اخراجه للبرامج الثقافية، فان له اكثر من برنامج ثقافي في اكثر من قناة عراقية، تتناول الجوانب المختلفة من النشاط الثقافي.
ويقول الهلالي ان الكتابة الروائية والاخراج التلفزيوني يؤثران على بعضهما في نفسه، فاحيانا يشعر انه يرى العمل اثناء الكتابة برؤية تلفزيونية اخراجية، كما ان اعماله الاخراجية تتناول جوانب سردية ملحوظة.
وقــــفة:
في عدد هذا الأسبوع من المجلة نستعرض مقالا للكاتبة ازهار بامرني عن الشاعرة الكردية الراحلة باكزة امين خاكي الذي نشرته جريدة التاخي، وحمل عنوان (باكزة أمين خاكي..تميزت قصائدها بالسرد الشعري العميق الدلالة).
تستهل الكاتبة مقالها بالفقرة الأتية:
((مما لاشك فيه ان للمرأة كبير الاثر في مجالات الأدب كافة وعلى مر العصور، فتارة نشطت في مجال الشعر وآخرى في مجال النثر واصبحت تنافس الرجال للوصول الى درجة عالية من الابداع والرقي. ولا نغفل دور الكورديات من النساء اللاتي ابدعن واسهمن في الكتابة باللغة العربية، فجاءت آثارهن الادبية مثالا للروعة والابداع ولا سيما نتيجة للاختلاط والعيش في المناطق التي يقطنها العرب، فظهر تأثير لغة الضاد جليا في كتاباتهن، غير ان ذلك لا يعني انهن نسين اصولهن الكوردية، فالدم الكوردي كان يجري في عروقهن الامر الذي دفع بهن الى الاعتراف بذلك صراحة وفي اكثر من مناسبة، ومنهن عائشة التيمورية، وباكزة أمين خاكي ودُريّة علي عوني وآخريات)).
بعد هذا الاستهلال تنتقل الكاتبة الى سرد معلومات اساسية عن الشاعرة باكزة امين خاكي فتقول:
((هي شاعرة عراقية، كوردية الاصل تنتمي جذورها الى مدينة كركوك، ولدت عام 1932، تلقت تعليمها في مدينة كركوك، والدها كان عقيدا عسكريا في العهد الملكي الامر الذي دفعها الى الانتقال مع العائلة الى بغداد بسبب ظروف عمل ابيها. وعاشت في بغداد، فالتحقت بكلية الاداب قسم اللغة العربية عام 1950، كما حصلت على الدبلوم العالي في البحث الاجتماعي - جامعة بغداد، أجادت اللغة العربية والكوردية والتركية فاشتغلت بالتدريس في المدارس الثانوية في بغداد بالاضافة الى حصولها على الدبلوم العالي في تنمية المجتمع ـ مصر، كما عملت في مجال الخدمة الطوعية. تزوجت في مصر واكتسبت الجنسية المصرية هناك، وتوفيت في بغداد سنة 2003)).
وتستعرض أزهار بامرني ابداعات الشاعرة الراحلة فتقول:
((لها مجموعات شعرية عديدة منها :(الساقية)و(غداً نلقي) و(الف ليلة وليلة). كما لها قصائد متفرقة نشرت في صحف ومجلات عراقية منها مجلة(اليقظة) و(الوميض) و(الانقاذ) و(الاسبوع البغدادية) و(الرسالة الجديدة). ومن قصائدها المنشورة: (حدثيني: عام 1953، حياتي: عام 1953، احاديث الصيف: عام1954، اسطورة الدير: عام 1954، يا قلب: عام 1954، حذر:عام 1956). وهناك قصائد آخرى نشرت في صحف ومجلات تصدر في القاهرة والكويت، ومن تلك الصحف والمجلات: النيابة العامة، والاهرام، والطبيب.
هذا بالاضافة الى قصائد لها في كتاب (معجم الشعراء من العصر الجاهلي حتى سنة 2000، بغداد- 2002) للكاتب كامل سلمان الجبوري وكتاب (شاعرات العراق المعاصرات، النجف - 1995) لسلمان هادي طعمة وكتاب (شعراء بغداد، بغداد - 1962 للأديب علي الخاقاني). كما ان لها بعض الكتابات باللغة الكوردية ايضا. والقت عدة قصائد في الإذاعة العراقية في مناسبات عديدة، واشتركت في عدد من المؤتمرات في بلدان مختلفة)).
وتقول ازهار بامرني عن سمات شعر الشاعرة الراحلة:
((تميزت قصائدها بالسرد الشعري العميق الدلالة الذي ينم عن وجدانية رقيقة، وحس مرهف، يختلج حزنا دفينا، بالاضافة الى وحدة الوزن والقافية وقوة الاسلوب وجمال السبك مع جزالة في الالفاظ)).
وتورد الكاتبة مقتطفات مما قيل في الشاعرة الراحلة:
((يقول الدكتور احمد العزاوي في دراسة لديوان باكزة أمين خاكي: "ان اول ما يطالعنا في شعر الشاعرة باكزة البساطة، وذلك يعني انها لا تتكلف كثيرا في تقصي مفردات تراكيب قصائدها الشعرية، ولا تبحث عن المفردات الفخمة، التي يكتنفها الغموض، وانما تنساق المفردات لديها على سجيتها وعلى ما تمليه احاسيسها الشخصية.))
وتختتم الكانبة ازهار بامرني مقالها عن الشاعرة الراحلة باكزة أمين خاكي بمقتطفات من بعض اشعارها.