نفتتح عدد هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" وكالعادة بباقة من الاخبار نبدؤها من بغداد حيث اقيم برعاية السفارة الفرنسية في العراق معرض للكتابة المسمارية، وطرق فك رموزها في المتحف الوطني العراقي. ويضم المعرض 15 لوحة بالمسمارية ورموزها، وتم اعداد اللوحات من قبل مختصين فرنسيين في علم الكتابات المنقوشة في بلاد الرافدين.
**افتتح في بغداد معرض للصور الفوتوغرافية لمصورين فوتوغرافيين برتغاليين. وحمل المعرض الذي افتتحه وزير الثقافة سعدون الدليمي عنوان (رسالة حب من البرتغال الى العراق)، ويقام المعرض في اطار السعي لتعزيز التواصل الثقافي مع البلدان الاخرى.
**دعت وزارة الثقافة الى الإهتمام بالموسيقار محمد جواد أموري وتشريع قانون لرعاية الرواد من المثقفين والفنانين العراقيين. وفي بيان صدر عن وزارة الثقافة إن المستشار الثقافي للوزارة حامد الراوي اكد خلال زيارته الفنان محمد جواد أموري الذي يرقد في احد مستشفيات بغداد حاليا أن "الكلمات تموت أمام مشهد الألم وانتكاسات المرض التي يعاني منها كبار مبدعي ومثقفي العراق". ونقل عن الراوي تأكيده أن الثقافة العراقية "أمام انتكاسة عملاق مثل الفنان الملحن محمد جواد اموري، ولا يسعنا الا أن ندعو له بالشفاء العاجل"، داعيا الى تشريع "قانون لرعاية مثل هذه الأسماء التي حُفرت في الوجدان العراقي". وكان الفنان محمد جواد اموري نقل في 16 تشرين الثاني الجاري الى مستشفى ابن البيطار بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بجلطة في الدماغ.
بدأ الخفاجي دراسة الموسيقى في سن مبكرة، إذ التحق بمدرسة الموسيقى والباليه، لكنه لم يستمر فيها، ثم عاد لدراسة آلة العود على يد الفنان سمير شاكر، ليتابع بعدها دراسة الموسيقى بصورة اكثر انتظاما بالتحاقة باكاديمية الفنون الجميلة.
ويقول الفنان انه جرب العزف في البداية على آلة الكمان، ثم تحول الى البيانو قبل ان يستقر على آلة العود، التي يرى انها آلة مهمة جدا في التاليف الموسيقي الشرقي، ويتوجب على أي عازف حتى لو لم يكن مختصا بها ان يأخذ فكرة عنها.
بدأ الفنان دريد الخفاجي التاليف الموسيقي عام 1993 وألف منذ ذلك التاريخ والى يومنا العديد من المقطوعات الموسيقية، وتنقل بين فرق موسيقية مختلفة قبل ان يستقر أخيرا ضمن (جماعة دجلة) للموسيقى التي يقودها بنفسه حاليا.
يستهل الكاتب مقاله بهذه الفقرة:"درس الناقد العراقي عادل الهاشمي الفن الموسيقي في القاهرة، وعاد إلى بغداد أوائل سبعينات القرن العشرين، ليقدم بحوثه ودراساته التي قوبلت بفتور في البداية، لرصانتها وابتعادها عن المداهنة إضافة إلى جِدّتها، غير أن إلاصرار على هذه المعرفة وخطابها حفظ للهاشمي حضوره في تدعيم الذائقة والنقد وتقويم العاملين في حقل الموسيقى والغناء".
ويعرج الكاتب على وفاة الهاشمي ليذكر انه مات في المدينة نفسها التي درس فيها، ويقول: "عاد الهاشمي إلى القاهرة قبل أيام (من وفاته)، مشاركاً في مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في دار الأوبرا المصرية، لكنه توفي قبيل افتتاح المهرجان وخلال إقامته والوفود في (فندق أم كلثوم)، بعد جولة قام بها فور وصوله إلى القاهرة التي أحب فيها أماكن عزيزة على نفسه: شقة محمد عبد الوهاب، وبناية فريد الأطرش، وصلّى في مسجد جمال عبد الناصر وزار مرقده".
ويضيف الكاتب "إنه رسول الموسيقى العربية والشرقية في عصرها «الذهبي»، أي ستينات القرن الماضي، وتجربته غنية بملامح مختلفة نوعاً ما عن سواه من النقّاد: نقد الموسيقى والغناء في العراق، بروح نقدية تعتمد التبصر والمعرفة من دون الانغلاق على جمهرة الموسيقيين والمحترفين المتخصصين، بل الانفتاح على جمهرة المتلقين ومدّهم، ما أمكن، بثقافة التمييز بين غثّ الغناء وثمينه".
يمضي الكاتب في عرض بعض تنبؤات الناقد الراحل عن الموسيقى والغناء العراقي والعربي فيقول: "الهاشمي (مواليد 1942) تحدث باكراً عن مؤشر هو في حقيقته يمثل وعياً اجتماعياً لقيمة الموسيقى وتأثيرها، فهو لاحظ منذ أوائل تسعينات القرن الماضي، علامات الانحطاط الفني في النتاج الموسيقي والغنائي العراقي والعربي على حد سواء، معتبراً تلك العلامات مؤشراً لتحولات اجتماعية تمضي إلى تراجع القيم المدنية المعاصرة لمصلحة عصبيات متخلفة من كل نوع".
وينهي الكاتب مقاله بهذه العبارات:"لا تخلو تبصّرات الناقد الهاشمي من حدّة، لكنها مقامة على آلية منهجية، إذ انهمك بالمراجعة الدؤوبة والمعرفة العميقة، ليس بأساسيات الموسيقى فحسب، بل باتصال الأنغام ببيئاتها ومناخاتها الاجتماعية والثقافية أيضا. من هنا، فهو أحد أعمدة النقد الموسيقي والغنائي في العالم العربي، الذين لا يوقفون بحثهم وتدقيقهم في الجوهر المقامي واللحني".
**افتتح في بغداد معرض للصور الفوتوغرافية لمصورين فوتوغرافيين برتغاليين. وحمل المعرض الذي افتتحه وزير الثقافة سعدون الدليمي عنوان (رسالة حب من البرتغال الى العراق)، ويقام المعرض في اطار السعي لتعزيز التواصل الثقافي مع البلدان الاخرى.
**دعت وزارة الثقافة الى الإهتمام بالموسيقار محمد جواد أموري وتشريع قانون لرعاية الرواد من المثقفين والفنانين العراقيين. وفي بيان صدر عن وزارة الثقافة إن المستشار الثقافي للوزارة حامد الراوي اكد خلال زيارته الفنان محمد جواد أموري الذي يرقد في احد مستشفيات بغداد حاليا أن "الكلمات تموت أمام مشهد الألم وانتكاسات المرض التي يعاني منها كبار مبدعي ومثقفي العراق". ونقل عن الراوي تأكيده أن الثقافة العراقية "أمام انتكاسة عملاق مثل الفنان الملحن محمد جواد اموري، ولا يسعنا الا أن ندعو له بالشفاء العاجل"، داعيا الى تشريع "قانون لرعاية مثل هذه الأسماء التي حُفرت في الوجدان العراقي". وكان الفنان محمد جواد اموري نقل في 16 تشرين الثاني الجاري الى مستشفى ابن البيطار بعد تدهور حالته الصحية إثر إصابته بجلطة في الدماغ.
ضيــــف العـــــــدد:
نستضيف في عدد هذا الاسبوع من المجلة الفنان دريد الخفاجي الذي يمارس العزف والتاليف الموسيقى معا، وألف العديد من المقطوعات الموسيقية لآلة العود التي يتقن العزف عليها الى حد كبير.بدأ الخفاجي دراسة الموسيقى في سن مبكرة، إذ التحق بمدرسة الموسيقى والباليه، لكنه لم يستمر فيها، ثم عاد لدراسة آلة العود على يد الفنان سمير شاكر، ليتابع بعدها دراسة الموسيقى بصورة اكثر انتظاما بالتحاقة باكاديمية الفنون الجميلة.
ويقول الفنان انه جرب العزف في البداية على آلة الكمان، ثم تحول الى البيانو قبل ان يستقر على آلة العود، التي يرى انها آلة مهمة جدا في التاليف الموسيقي الشرقي، ويتوجب على أي عازف حتى لو لم يكن مختصا بها ان يأخذ فكرة عنها.
بدأ الفنان دريد الخفاجي التاليف الموسيقي عام 1993 وألف منذ ذلك التاريخ والى يومنا العديد من المقطوعات الموسيقية، وتنقل بين فرق موسيقية مختلفة قبل ان يستقر أخيرا ضمن (جماعة دجلة) للموسيقى التي يقودها بنفسه حاليا.
وقـــفــــــة
نتوقف في عدد هذا الاسبوع من المجلة مع اصداء وفاة الناقد الموسيقي المعروف عادل الهاشمي. ونقرأ مقالا لعلي عبد الامير في جريدة الحياة السعودية الصادرة في لندن حمل عنوان (رحيل عادل الهاشمي الذي هاله اغتراب الموسيقى عن بيئتها).يستهل الكاتب مقاله بهذه الفقرة:"درس الناقد العراقي عادل الهاشمي الفن الموسيقي في القاهرة، وعاد إلى بغداد أوائل سبعينات القرن العشرين، ليقدم بحوثه ودراساته التي قوبلت بفتور في البداية، لرصانتها وابتعادها عن المداهنة إضافة إلى جِدّتها، غير أن إلاصرار على هذه المعرفة وخطابها حفظ للهاشمي حضوره في تدعيم الذائقة والنقد وتقويم العاملين في حقل الموسيقى والغناء".
ويعرج الكاتب على وفاة الهاشمي ليذكر انه مات في المدينة نفسها التي درس فيها، ويقول: "عاد الهاشمي إلى القاهرة قبل أيام (من وفاته)، مشاركاً في مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية في دار الأوبرا المصرية، لكنه توفي قبيل افتتاح المهرجان وخلال إقامته والوفود في (فندق أم كلثوم)، بعد جولة قام بها فور وصوله إلى القاهرة التي أحب فيها أماكن عزيزة على نفسه: شقة محمد عبد الوهاب، وبناية فريد الأطرش، وصلّى في مسجد جمال عبد الناصر وزار مرقده".
ويضيف الكاتب "إنه رسول الموسيقى العربية والشرقية في عصرها «الذهبي»، أي ستينات القرن الماضي، وتجربته غنية بملامح مختلفة نوعاً ما عن سواه من النقّاد: نقد الموسيقى والغناء في العراق، بروح نقدية تعتمد التبصر والمعرفة من دون الانغلاق على جمهرة الموسيقيين والمحترفين المتخصصين، بل الانفتاح على جمهرة المتلقين ومدّهم، ما أمكن، بثقافة التمييز بين غثّ الغناء وثمينه".
يمضي الكاتب في عرض بعض تنبؤات الناقد الراحل عن الموسيقى والغناء العراقي والعربي فيقول: "الهاشمي (مواليد 1942) تحدث باكراً عن مؤشر هو في حقيقته يمثل وعياً اجتماعياً لقيمة الموسيقى وتأثيرها، فهو لاحظ منذ أوائل تسعينات القرن الماضي، علامات الانحطاط الفني في النتاج الموسيقي والغنائي العراقي والعربي على حد سواء، معتبراً تلك العلامات مؤشراً لتحولات اجتماعية تمضي إلى تراجع القيم المدنية المعاصرة لمصلحة عصبيات متخلفة من كل نوع".
وينهي الكاتب مقاله بهذه العبارات:"لا تخلو تبصّرات الناقد الهاشمي من حدّة، لكنها مقامة على آلية منهجية، إذ انهمك بالمراجعة الدؤوبة والمعرفة العميقة، ليس بأساسيات الموسيقى فحسب، بل باتصال الأنغام ببيئاتها ومناخاتها الاجتماعية والثقافية أيضا. من هنا، فهو أحد أعمدة النقد الموسيقي والغنائي في العالم العربي، الذين لا يوقفون بحثهم وتدقيقهم في الجوهر المقامي واللحني".