توقع سفير جمهورية التشيك السابق لدى سوريا، المبعوث الحالي للاتحاد الأوربي الى السودان توماش أوليتشني سفك المزيد من الدماء في سوريا في حال رفض النظام الحاكم في دمشق مبادرة جامعة الدول العربية الأخيرة.
وقال أوليتشني في حديث خاص باذاعة العراق الحر إن هناك تشابها بين ربيع العرب عام 2011 وربيع براغ في بلاده عام 1968 الا ان هناك ايضا اختلافات، وان ربيع العرب موجه ضد الاستبداد والفساد.
وأكد السفير التشيكي الذي مثل بلاده في دمشق خلال الأعوام من 2005 ولغاية عام 2010 ان من الصعب التكهن بمستقبل سورية وان هناك خصوصيات فيها تختلف عن باقي الدول العربية، واستبعد تدخل حلف شمال الأطلسي –الناتو- في سورية في ظل غياب تفويض واضح من مجلس الامن.
وحول مستقبل العراق عقب انسحاب كامل القوات القتالية الاميركية منه قال السفير التشيكي الذي قضى ردحا من الزمن في العراق في عهد النظام السابق عضوا في بعثة الاتحاد الأوربي ان مستقبل العراق يبشر بأكثر من الخير شريطة ان تعمل المؤسسات الديمقراطية كما يجب.
كما تحدث السفير التشيكي اوليتشني عن مهامه في السودان التي سيبدأ بها بداية العام المقبل كرئيس لبعثة الاتحاد الأوربي واليكم تفاصيل اللقاء:
اذاعة العراق الحر: غادرتم سوريا مع بداية اندلاع الثورة الشعبية فيها بعد نحو ستة أعوام عملتم فيها سفيرا لبلادكم –التشيك- لدى سوريا، كيف تقيمون الأوضاع هناك حاليا، ولماذا لم نشهد او نسمع موقفا قويا من بلادكم تجاه "الربيع العربي" الذي يقال إنه أستقى روحه من ربيع براغ الذي شهدته بلادكم عام 1968.
السفير أوليتشني: أعتقد أنه من الصعب التكهن حول كيفية تطور الوضع في سورية. لقد وصِف الوضع بأنه جزء من الربيع العربي، إلا أن الربيع العربي قد انتهى في الخريف، ونحن الآن على أبواب الشتاء وما زلنا لم نرى نتائج إيجابية في سورية، مع استمرار النظام وقوى القمع في سورية في القضاء على الاحتجاجات والمظاهرات.
يبدو أن خطة الجامعة العربية لم تطبق بعد من قبل الحكومة، ولقد شاهدنا اندلاع أعمال العنف في حمص وغيرها من المدن. أعتقد أنه من المهم جدا أن تجتمع جميع الأطراف على طاولة المباحثات من أجل السعي إلى إيجاد حل مقبول وتوافقي يرضي الجميع.
ويبدو لي أن الحكومة الحالية ما زالت تسعى إلى كسب الوقت، أملا منها بأن يتم القضاء على الثورة بقوة السلاح، ولكننا لا نعيش في زمن الماضي الذي مر عليه ثلاثة عقود. فكان قد حدث الشيء ذاته في الثمانينات، ويمكننا أن نتوقع المزيد من سفك الدماء ما لم تنفذ خطة الجامعة العربية، أو ما لم يتبن َ المجتمع الدولي تدابير أكثر صرامة في اتجاه حل أو تهدئة الوضع في سورية.
اذاعة العراق الحر: ربيع براغ سحقتها الدبابات الروسية "السوفيتية" في حينها، وربيع سوريا تسحقها ايضا دبابات روسية هل ترى هناك أي تشابها، وهل تنظر حكومتكم بعين النقد الى مواقف روسيا تجاه ما يجري في سوريا؟
السفير أوليتشني: أعنقد أنه ربما هناك بعض التشابه، ولكن كل واحدة من هذه الحركات الشعبية لها وجهها وهيكلها الخاص بها. ربما نجد بعض الخصائص التي تذكرنا بالحركة الثورية في تشيكوسلوفاكيا أو في الاتحاد السوفيتي السابق، ولكننا سنجد في حركة الربيع العربي الحالية خصائص محاربة الفساد والاستبداد، كما هناك الخاصية المهمة المتمثلة في العودة إلى القيم الإسلامية، الأمر الذي يجب ألا نتغاضى عنه حين نتحدث عن المقارنة بين الثورات قبل عشرين عاما في أوروبا الوسطى والاتحاد السوفيتي السابق أو في العالم العربي آن ذاك، في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات لم تسلط الأضواء على الجانب الديني. من جهة أخرى، فإن تقاليد المجتمع الإسلامي في الشرق الأوسط تعوّل الكثير على العودة إلى تلك القيم.
اذاعة العراق الحر: على صعيد آخر في الفترة التي عملتهم فيها في سوريا كانت هناك عمليات تسلل لمسلحين عرب من سوريا الى العراق لتنفيذ أعمال عنف، هل تؤكدون ذلك من خلال مراقبتكم للأوضاع، وكيف ترون مستقبل هذا الأمر بعد التغير المتوقع في نظام الحكم في سوريا؟
السفير أوليتشني: فيما يتعلق بمستقبل سورية، من الصعب جدا أن يتنبأ المرء في شأنه. أما توقعاتي الشخصية فهي أن الحكومة ما زالت متمسكة بالسلطة وسيستمر ذلك لمدة شهر بشكل مؤكد، الاقتصاد يلعب دورا مهما جدا في ذلك، فالاقتصاد يعاني من النزيف خصوصا فيما يتعلق باحتياطي العملات الأجنبية.
من جهة أخرى لا بد لنا من الإقرار بأن نخبة رجال الأعمال وأجهزة الأمن تدين بالولاء الشديد في دعم النظام. ولا بد لي من الحذر الشديد لدى القول إن هذه الثورة تشبه غيرها في البلدان العربية، إذ يمكننا مشاهدة العديد من الأقليات الدينية على الأرض السورية، ولا بد من الإشارة إلى أن الأقلية المسيحية تؤيد النظام الحالي بقوة، ولقد أعادت إلى الأذهان بكل مهارة رحيل المسيحيين من العراق في أعقاب سقوط النظام هناك، حين اضطر مئات الآلاف من المسيحيين إلى ترك العراق إبان فترة الفوضى الأمنية بين عامي 2003 و2006. أما النظام السوري فيصف نفسه بأنه واحة استقرار في الشرق الأوسط، ويركزون عبر وسائل الإعلام الرسمية على مشاهد من العراق أو من لبنان واصفا تلك المشاهد بأنها تمثل درب الديمقراطية، فعليك أن تقارن بين الديمقراطية والاستقرار.
اذاعة العراق الحر: النظام السوري يهدد باستمرار بحرق المنطقة في حال تعرضه الى ضغوط خارجية او اعتداء خارجي هل لديها فعلا قدرات على فعل ذلك، ما هي أوراقها في ذلك ؟
السفير أوليتشني: أعتقد أن سورية قادرة على الكثير من التأثير في المنطقة، ولكنني لا أتوقع في الوقت الراهن وجود أي تأثير إيجابي أو سلبي. الجوار السوري يختلف عن مثيله التونسي أو الليبي، فهو يمتد في اتجاه العراق وإيران والأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يتيح لسورية العديد من السيناريوهات والتأثيرات الإيجابية منها والسلبية. هناك العديد من المحللين الذين يقيمون الوضع هناك، ولكنه من المستحيل أن يتكهن المرء بكيفية تأثير سورية على المنطقة المجاورة لها. ولكن لا بد وأن أدخلت الأطراف الضالعة في السعي إلى إنجاح الثورة في حساباتها جميع تلك الاحتمالات.
اذاعة العراق الحر:منذ انطلاق مبادرة جامعة الدول العربية لم يتوقف حمام الدم في سوريا، هل تعتقد في حال استمر الوضع على ما هو عليه الان ان يتدخل حلف الناتو ويوجه ضربة لسوريا؟
السفير أوليتشني: لحد الآن، لا بد لي من استبعاد أي تدخل لحلف الناتو في سورية. والمهم هو أن الشعب السوري لا بد له من اتخاذ القرار الخاص به، فيما يتعلق بكيفية معالجة شئونه. لحد الآن وهم ينادون بفرض منطقة حظر للطيران، الأمر الذي يمكن تلبيته ولكن القرار لا بد من اتخاذه في مكان آخر. لا أعتقد أن الناتو شديد التطلع إلى تنفيذ مثل تلك الخطوة في غياب تفويض واضح من مجلس الأمن، كما كان الحال في ليبيا، ولكننا لا نجد لحد الآن ذلك الإجماع في مجلس الأمن، ولا بد من ترك الأمر إلى السياسيين.
اذاعة العراق الحر: سبق وان عملتم في العراق كيف ترون مستقبل هذه البلاد بعد انسحاب القوات الاميركية منها في غضون اقل من شهرين؟
السفير أوليجني: أعتقد أن مستقبل العراق يبشر بأكثر من الخير، إذ باتت تعمل المؤسسات الديمقراطية. لقد أمضيت ثلاث أو أربع سنوات في العراق إبان عهد صدام القمعي، وحين أعقد مقارنة مع ما كان يحدث في تلك الفترة، أجد أن الشعب العراقي قد تسلم تقرير مصيره بنفسه، وهو السبيل الأمثل للمضي إلى الأمام في جميع أنحاء العالم، وأعتبر أن الحركة الديمقراطية في العراق بما تحققه من حرية للصحافة وغيرها من الحريات تمثل نموذجا لباقي المنطقة العربية.
أعتقد أن العراق وضع نموذجا جيدا للمنطقة، ومن صالح العرب أن يحددوا مصيرهم بأنفسهم. وربما عليهم تعزيز نفوذ الجامعة العربية التي يمكن لها أن تلعب دورا قويا في معالجة المشكلات العربية، ما سيتيح تعاونا مثمرا مع الجهات الدولية الأخرى. أما الاتحاد الأوروبي فهو ناشط جدا في الشرق الأوسط وهو أكبر المانحين لمساعدات التنمية، ليس فقط للعراق بل للسودان ولدول أخرى أيضا.
اذاعة العراق الحر: انتم في طريقكم الى السودان مع بداية العام المقبل للعمل كرئيس لبعثة الاتحاد الأوربي هناك، كيف تنظرون الى الاوضاع هناك في ظل الصراع المسلح الذي اندلع على الحدود مع جنوب السودان وفي بعض الأقاليم؟
السفير أوليتشني: إنه سؤال معقد جدا، ولكني أريد التأكيد على كون الحكومة السودانية قد التزمت ببنود اتفاق السلام الشامل الذي تم التوقيع عليه في 2005، ولقد أبصرت النور دولة جديدة في التاسع من تموز، وعلينا الآن أن نتمسك بالصبر والهدوء في مواجهة القضيتين العالقتين المتبقيتين في الجنوب وفي منطقة النيل الأزرق. أعتقد أنه ستعقد مفاوضات جديدة بقيادة رئيس جنوب أفريقيا السابق، المسئول حاليا عن الاتحاد الإفريقي. وبلعب الاتحاد الأوروبي دورا مساندا، خصوصا في مسألة إعادة هيكلة ديون الحكومة السودانية وكيفية إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية في مجمل الأراضي السودانية.
ولا بد لنا بالطبع من ضمانات بلوغ جميع تلك المناطق وسكانها، كما يترتب علينا العمل مع قطر وغيرها من الجهات العربية فيشأن استقرار دارفور التي تمثل أحد أكبر التحديات الإنسانية لدينا. هكذا هناك أمامي العديد من التحديات، وأتمنى لنفسي النجاح في معالجتها.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي
وقال أوليتشني في حديث خاص باذاعة العراق الحر إن هناك تشابها بين ربيع العرب عام 2011 وربيع براغ في بلاده عام 1968 الا ان هناك ايضا اختلافات، وان ربيع العرب موجه ضد الاستبداد والفساد.
وأكد السفير التشيكي الذي مثل بلاده في دمشق خلال الأعوام من 2005 ولغاية عام 2010 ان من الصعب التكهن بمستقبل سورية وان هناك خصوصيات فيها تختلف عن باقي الدول العربية، واستبعد تدخل حلف شمال الأطلسي –الناتو- في سورية في ظل غياب تفويض واضح من مجلس الامن.
وحول مستقبل العراق عقب انسحاب كامل القوات القتالية الاميركية منه قال السفير التشيكي الذي قضى ردحا من الزمن في العراق في عهد النظام السابق عضوا في بعثة الاتحاد الأوربي ان مستقبل العراق يبشر بأكثر من الخير شريطة ان تعمل المؤسسات الديمقراطية كما يجب.
كما تحدث السفير التشيكي اوليتشني عن مهامه في السودان التي سيبدأ بها بداية العام المقبل كرئيس لبعثة الاتحاد الأوربي واليكم تفاصيل اللقاء:
اذاعة العراق الحر: غادرتم سوريا مع بداية اندلاع الثورة الشعبية فيها بعد نحو ستة أعوام عملتم فيها سفيرا لبلادكم –التشيك- لدى سوريا، كيف تقيمون الأوضاع هناك حاليا، ولماذا لم نشهد او نسمع موقفا قويا من بلادكم تجاه "الربيع العربي" الذي يقال إنه أستقى روحه من ربيع براغ الذي شهدته بلادكم عام 1968.
السفير أوليتشني: أعتقد أنه من الصعب التكهن حول كيفية تطور الوضع في سورية. لقد وصِف الوضع بأنه جزء من الربيع العربي، إلا أن الربيع العربي قد انتهى في الخريف، ونحن الآن على أبواب الشتاء وما زلنا لم نرى نتائج إيجابية في سورية، مع استمرار النظام وقوى القمع في سورية في القضاء على الاحتجاجات والمظاهرات.
يبدو أن خطة الجامعة العربية لم تطبق بعد من قبل الحكومة، ولقد شاهدنا اندلاع أعمال العنف في حمص وغيرها من المدن. أعتقد أنه من المهم جدا أن تجتمع جميع الأطراف على طاولة المباحثات من أجل السعي إلى إيجاد حل مقبول وتوافقي يرضي الجميع.
ويبدو لي أن الحكومة الحالية ما زالت تسعى إلى كسب الوقت، أملا منها بأن يتم القضاء على الثورة بقوة السلاح، ولكننا لا نعيش في زمن الماضي الذي مر عليه ثلاثة عقود. فكان قد حدث الشيء ذاته في الثمانينات، ويمكننا أن نتوقع المزيد من سفك الدماء ما لم تنفذ خطة الجامعة العربية، أو ما لم يتبن َ المجتمع الدولي تدابير أكثر صرامة في اتجاه حل أو تهدئة الوضع في سورية.
اذاعة العراق الحر: ربيع براغ سحقتها الدبابات الروسية "السوفيتية" في حينها، وربيع سوريا تسحقها ايضا دبابات روسية هل ترى هناك أي تشابها، وهل تنظر حكومتكم بعين النقد الى مواقف روسيا تجاه ما يجري في سوريا؟
السفير أوليتشني: أعنقد أنه ربما هناك بعض التشابه، ولكن كل واحدة من هذه الحركات الشعبية لها وجهها وهيكلها الخاص بها. ربما نجد بعض الخصائص التي تذكرنا بالحركة الثورية في تشيكوسلوفاكيا أو في الاتحاد السوفيتي السابق، ولكننا سنجد في حركة الربيع العربي الحالية خصائص محاربة الفساد والاستبداد، كما هناك الخاصية المهمة المتمثلة في العودة إلى القيم الإسلامية، الأمر الذي يجب ألا نتغاضى عنه حين نتحدث عن المقارنة بين الثورات قبل عشرين عاما في أوروبا الوسطى والاتحاد السوفيتي السابق أو في العالم العربي آن ذاك، في أواخر الثمانينات وبداية التسعينات لم تسلط الأضواء على الجانب الديني. من جهة أخرى، فإن تقاليد المجتمع الإسلامي في الشرق الأوسط تعوّل الكثير على العودة إلى تلك القيم.
اذاعة العراق الحر: على صعيد آخر في الفترة التي عملتهم فيها في سوريا كانت هناك عمليات تسلل لمسلحين عرب من سوريا الى العراق لتنفيذ أعمال عنف، هل تؤكدون ذلك من خلال مراقبتكم للأوضاع، وكيف ترون مستقبل هذا الأمر بعد التغير المتوقع في نظام الحكم في سوريا؟
السفير أوليتشني: فيما يتعلق بمستقبل سورية، من الصعب جدا أن يتنبأ المرء في شأنه. أما توقعاتي الشخصية فهي أن الحكومة ما زالت متمسكة بالسلطة وسيستمر ذلك لمدة شهر بشكل مؤكد، الاقتصاد يلعب دورا مهما جدا في ذلك، فالاقتصاد يعاني من النزيف خصوصا فيما يتعلق باحتياطي العملات الأجنبية.
من جهة أخرى لا بد لنا من الإقرار بأن نخبة رجال الأعمال وأجهزة الأمن تدين بالولاء الشديد في دعم النظام. ولا بد لي من الحذر الشديد لدى القول إن هذه الثورة تشبه غيرها في البلدان العربية، إذ يمكننا مشاهدة العديد من الأقليات الدينية على الأرض السورية، ولا بد من الإشارة إلى أن الأقلية المسيحية تؤيد النظام الحالي بقوة، ولقد أعادت إلى الأذهان بكل مهارة رحيل المسيحيين من العراق في أعقاب سقوط النظام هناك، حين اضطر مئات الآلاف من المسيحيين إلى ترك العراق إبان فترة الفوضى الأمنية بين عامي 2003 و2006. أما النظام السوري فيصف نفسه بأنه واحة استقرار في الشرق الأوسط، ويركزون عبر وسائل الإعلام الرسمية على مشاهد من العراق أو من لبنان واصفا تلك المشاهد بأنها تمثل درب الديمقراطية، فعليك أن تقارن بين الديمقراطية والاستقرار.
اذاعة العراق الحر: النظام السوري يهدد باستمرار بحرق المنطقة في حال تعرضه الى ضغوط خارجية او اعتداء خارجي هل لديها فعلا قدرات على فعل ذلك، ما هي أوراقها في ذلك ؟
السفير أوليتشني: أعتقد أن سورية قادرة على الكثير من التأثير في المنطقة، ولكنني لا أتوقع في الوقت الراهن وجود أي تأثير إيجابي أو سلبي. الجوار السوري يختلف عن مثيله التونسي أو الليبي، فهو يمتد في اتجاه العراق وإيران والأراضي الفلسطينية المحتلة، ما يتيح لسورية العديد من السيناريوهات والتأثيرات الإيجابية منها والسلبية. هناك العديد من المحللين الذين يقيمون الوضع هناك، ولكنه من المستحيل أن يتكهن المرء بكيفية تأثير سورية على المنطقة المجاورة لها. ولكن لا بد وأن أدخلت الأطراف الضالعة في السعي إلى إنجاح الثورة في حساباتها جميع تلك الاحتمالات.
اذاعة العراق الحر:منذ انطلاق مبادرة جامعة الدول العربية لم يتوقف حمام الدم في سوريا، هل تعتقد في حال استمر الوضع على ما هو عليه الان ان يتدخل حلف الناتو ويوجه ضربة لسوريا؟
السفير أوليتشني: لحد الآن، لا بد لي من استبعاد أي تدخل لحلف الناتو في سورية. والمهم هو أن الشعب السوري لا بد له من اتخاذ القرار الخاص به، فيما يتعلق بكيفية معالجة شئونه. لحد الآن وهم ينادون بفرض منطقة حظر للطيران، الأمر الذي يمكن تلبيته ولكن القرار لا بد من اتخاذه في مكان آخر. لا أعتقد أن الناتو شديد التطلع إلى تنفيذ مثل تلك الخطوة في غياب تفويض واضح من مجلس الأمن، كما كان الحال في ليبيا، ولكننا لا نجد لحد الآن ذلك الإجماع في مجلس الأمن، ولا بد من ترك الأمر إلى السياسيين.
اذاعة العراق الحر: سبق وان عملتم في العراق كيف ترون مستقبل هذه البلاد بعد انسحاب القوات الاميركية منها في غضون اقل من شهرين؟
السفير أوليجني: أعتقد أن مستقبل العراق يبشر بأكثر من الخير، إذ باتت تعمل المؤسسات الديمقراطية. لقد أمضيت ثلاث أو أربع سنوات في العراق إبان عهد صدام القمعي، وحين أعقد مقارنة مع ما كان يحدث في تلك الفترة، أجد أن الشعب العراقي قد تسلم تقرير مصيره بنفسه، وهو السبيل الأمثل للمضي إلى الأمام في جميع أنحاء العالم، وأعتبر أن الحركة الديمقراطية في العراق بما تحققه من حرية للصحافة وغيرها من الحريات تمثل نموذجا لباقي المنطقة العربية.
أعتقد أن العراق وضع نموذجا جيدا للمنطقة، ومن صالح العرب أن يحددوا مصيرهم بأنفسهم. وربما عليهم تعزيز نفوذ الجامعة العربية التي يمكن لها أن تلعب دورا قويا في معالجة المشكلات العربية، ما سيتيح تعاونا مثمرا مع الجهات الدولية الأخرى. أما الاتحاد الأوروبي فهو ناشط جدا في الشرق الأوسط وهو أكبر المانحين لمساعدات التنمية، ليس فقط للعراق بل للسودان ولدول أخرى أيضا.
اذاعة العراق الحر: انتم في طريقكم الى السودان مع بداية العام المقبل للعمل كرئيس لبعثة الاتحاد الأوربي هناك، كيف تنظرون الى الاوضاع هناك في ظل الصراع المسلح الذي اندلع على الحدود مع جنوب السودان وفي بعض الأقاليم؟
السفير أوليتشني: إنه سؤال معقد جدا، ولكني أريد التأكيد على كون الحكومة السودانية قد التزمت ببنود اتفاق السلام الشامل الذي تم التوقيع عليه في 2005، ولقد أبصرت النور دولة جديدة في التاسع من تموز، وعلينا الآن أن نتمسك بالصبر والهدوء في مواجهة القضيتين العالقتين المتبقيتين في الجنوب وفي منطقة النيل الأزرق. أعتقد أنه ستعقد مفاوضات جديدة بقيادة رئيس جنوب أفريقيا السابق، المسئول حاليا عن الاتحاد الإفريقي. وبلعب الاتحاد الأوروبي دورا مساندا، خصوصا في مسألة إعادة هيكلة ديون الحكومة السودانية وكيفية إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية في مجمل الأراضي السودانية.
ولا بد لنا بالطبع من ضمانات بلوغ جميع تلك المناطق وسكانها، كما يترتب علينا العمل مع قطر وغيرها من الجهات العربية فيشأن استقرار دارفور التي تمثل أحد أكبر التحديات الإنسانية لدينا. هكذا هناك أمامي العديد من التحديات، وأتمنى لنفسي النجاح في معالجتها.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي