فيما اعتبرَ رئيسُ البنتاغون أن القوات العراقية جاهزة لتولّي الأمن دون وجود أميركي عسكري كبير أعرب رئيس هيئة الأركان المشتركة لقوات الولايات المتحدة عن القلق إزاء مستقبل العراق بعد استكمال انسحاب جنود بلاده نهاية الشهر المقبل.
تصريحاتُ وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا والجنرال مارتن ديمبسي الجديدة ورَدت خلال جلسة استماع عقدتها لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء وأجابا خلالها عن أسئلة تركزت على أمن العراق والخليج والتهديدات الإرهابية بالإضافة إلى المخاطر الماثلة أمام الاستقرار الإقليمي.
وفي عرضها لهذه الإجابات، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن ديمبسي قوله لأعضاء الكونغرس إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تفكر في زيادة وجودها العسكري في الكويت للتصدي لما اعتبره نفوذاً إيرانياً متزايداً في العراق ومنطقة الخليج. كما أعرب عن اعتقاده بضرورة وضع نظام لتناوب القوات البرية والبحرية والجوية الأميركية في الكويت بشكل دوري. لكنه أوضح أن المسألة لم تُبحث مع الحكومة الكويتية بعد.
من جهته، ذكر بانيتا أن لدى الولايات المتحدة نحو 29 ألف جندي في الكويت بالإضافة إلى نحو 7000 آخرين في البحرين ومثلهم في قطر و3000 جندي في دولة الإمارات العربية المتحدة و258 جنديا في السعودية. هذا فيما يُستَكمَلُ سحب نحو 24 ألف جندي أميركي موجودين حالياً في العراق بموجب اتفاقية وضع القوات (صوفا) الموقّعة بين بغداد وواشنطن عام 2008. ويُجرى سحبُ هذا العدد المتبقي من القوات إثر عدم توصل المحادثات بين إدارة الرئيس باراك أوباما والحكومة العراقية إلى اتفاق يسمح بوجود عسكري أميركي محدود بعد نهاية العام.
وفي تعبيره عن القلق إزاء إخفاق الطرفين في التوصل لاتفاق يقضي بإبقاء مدربين عسكريين أميركيين للقوات العراقية بسبب رفض بغداد منحهم الحصانة من الملاحقة القانونية، وصف العضو البارز في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري جون ماكين ذلك بأنه "خطأ"، بحسب ما نقلت عنه فرانس برس.
ونسَبت هذه الوكالة لبانيتا قوله حلال جلسة الاستماع التي وصَفتها بأنها كانت "منفعلة" إن "العراق جاهز لتسلّم أمنه بيده دون حضور عسكري أميركي كبير." وأضاف أن علاقات بلاده مع العراق ستكون من الآن فصاعداً "طبيعية وشبيهة بالعلاقات مع دول أخرى في المنطقة، قائمة على المصالح والاحترام المتبادلين". كما أبلغ الكونغرس أن جنوداً أميركيين سيبقون في العراق تحت إشراف السفارة لتطوير التعاون مع الجيش العراقي، على غرار عدد كبير من الدول كالسعودية ومصر أو تركيا.
ومع ذلك، ترك بانيتا الباب مفتوحاً أمام وجود عسكري أميركي في المستقبل إذا طلبت بغداد. وفي هذا الصدد، نُقل عنه القول "نحن مستعدون لمواصلة التفاوض مع العراقيين، ومستعدون لمحاولة تلبية كل ما لديهم من احتياجات"، بحسب تعبيره.
أما صحيفة (واشنطن بوست) فقد أبـرَزَت في عرضِها لوقائع جلسة الاستماع ما عـبّر عنه أعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ من قلق مشترك بأن يؤدي انسحاب جميع القوات الأميركية من العراق إلى زيادة التوترات الطائفية والنفوذ الإيراني هناك. وأفادت بأن بعض المشرّعين تساءلوا في مداخلاتهم عما إذا كانت الإدارة بذلت ما يكفي من جهود لتوسيع الدور العسكري الأميركي بعد نهاية العام.
وفي هذا الصدد، نقلت عن ماكين قوله "الحقيقة هي أن هذه الإدارة كانت ملتزمة بالانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق، وهذا ما فَعلَت على تحقيقه."
كما نَسبت الصحيفة إلى بانيتا وديمبسي قولهما إنه ما تزال ثمة حاجة لتدريب القوات العراقية في مجال مكافحة الإرهاب، مشيريْن إلى أن المحادثات سوف تتواصل بشأن الدور المستقبلي للولايات المتحدة في العراق.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق الذي قال لإذاعة العراق الحر أولاً
"مما لاشك فيه أن عدم وجود قوات عسكرية ووحدات مدرّعة وطائرات وكل ما يشبه الحرب يجب أن ينتهي في العراق بعد أن دخلت البلاد في العملية الديمقراطية وأثبتت التجربة الديمقراطية أن كل الفصائل والأطياف والتي كانت تحمل السلاح في السابق اتخذت قراراً بالمشاركة في العملية السياسية....وأن الصراع العسكري الذي كان موجوداً لاستئصال مجموعات البعث وفلول القاعدة قد انتهَت مبرراتـُهُ..............".
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف الأربعاء، تحدث الباحث رزق من بيروت أيضاً عن أهمية التصريحات الأميركية الرسمية المتجددة التي أكد فيها بانيتا وديمبسي حرص إدارة أوباما على ترسيخ الاستقرار ونجاح الديمقراطية في العراق رغم استكمالها سحب كل القوات المتبقية من هناك وذلك من خلال تعزيز الشراكة في المرحلة المقبلة بموجب ما نصّت عليه اتفاقية التعاون الإستراتيجي طويل الأمد بين الدولتين.
كما علّق على الجوانب الأخرى مما نُشِر عن فحوى إجابات المسؤوليْن الأميركيين الكبيرين خلال جلسة الاستماع الأخيرة في الكونغرس الثلاثاء وخاصةً فيما يتعلق بأعداد القوات التي أعلن بانيتا أنها متواجدة في بعض دول الخليج وتصريح ديمبسي بشأن الحاجة لزيادة قوات بلاده في الكويت من أجل التصدي لما اعتبرَه نفوذاً متزايداً لإيران في المنطقة إضافةً إلى تأكيدِهما ضرورةَ استمرار تدريب القوات العراقية في مجال مكافحة الإرهاب.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق.
تصريحاتُ وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا والجنرال مارتن ديمبسي الجديدة ورَدت خلال جلسة استماع عقدتها لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي الثلاثاء وأجابا خلالها عن أسئلة تركزت على أمن العراق والخليج والتهديدات الإرهابية بالإضافة إلى المخاطر الماثلة أمام الاستقرار الإقليمي.
وفي عرضها لهذه الإجابات، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن ديمبسي قوله لأعضاء الكونغرس إنه يتعين على الولايات المتحدة أن تفكر في زيادة وجودها العسكري في الكويت للتصدي لما اعتبره نفوذاً إيرانياً متزايداً في العراق ومنطقة الخليج. كما أعرب عن اعتقاده بضرورة وضع نظام لتناوب القوات البرية والبحرية والجوية الأميركية في الكويت بشكل دوري. لكنه أوضح أن المسألة لم تُبحث مع الحكومة الكويتية بعد.
من جهته، ذكر بانيتا أن لدى الولايات المتحدة نحو 29 ألف جندي في الكويت بالإضافة إلى نحو 7000 آخرين في البحرين ومثلهم في قطر و3000 جندي في دولة الإمارات العربية المتحدة و258 جنديا في السعودية. هذا فيما يُستَكمَلُ سحب نحو 24 ألف جندي أميركي موجودين حالياً في العراق بموجب اتفاقية وضع القوات (صوفا) الموقّعة بين بغداد وواشنطن عام 2008. ويُجرى سحبُ هذا العدد المتبقي من القوات إثر عدم توصل المحادثات بين إدارة الرئيس باراك أوباما والحكومة العراقية إلى اتفاق يسمح بوجود عسكري أميركي محدود بعد نهاية العام.
وفي تعبيره عن القلق إزاء إخفاق الطرفين في التوصل لاتفاق يقضي بإبقاء مدربين عسكريين أميركيين للقوات العراقية بسبب رفض بغداد منحهم الحصانة من الملاحقة القانونية، وصف العضو البارز في لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري جون ماكين ذلك بأنه "خطأ"، بحسب ما نقلت عنه فرانس برس.
ونسَبت هذه الوكالة لبانيتا قوله حلال جلسة الاستماع التي وصَفتها بأنها كانت "منفعلة" إن "العراق جاهز لتسلّم أمنه بيده دون حضور عسكري أميركي كبير." وأضاف أن علاقات بلاده مع العراق ستكون من الآن فصاعداً "طبيعية وشبيهة بالعلاقات مع دول أخرى في المنطقة، قائمة على المصالح والاحترام المتبادلين". كما أبلغ الكونغرس أن جنوداً أميركيين سيبقون في العراق تحت إشراف السفارة لتطوير التعاون مع الجيش العراقي، على غرار عدد كبير من الدول كالسعودية ومصر أو تركيا.
ومع ذلك، ترك بانيتا الباب مفتوحاً أمام وجود عسكري أميركي في المستقبل إذا طلبت بغداد. وفي هذا الصدد، نُقل عنه القول "نحن مستعدون لمواصلة التفاوض مع العراقيين، ومستعدون لمحاولة تلبية كل ما لديهم من احتياجات"، بحسب تعبيره.
أما صحيفة (واشنطن بوست) فقد أبـرَزَت في عرضِها لوقائع جلسة الاستماع ما عـبّر عنه أعضاء لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ من قلق مشترك بأن يؤدي انسحاب جميع القوات الأميركية من العراق إلى زيادة التوترات الطائفية والنفوذ الإيراني هناك. وأفادت بأن بعض المشرّعين تساءلوا في مداخلاتهم عما إذا كانت الإدارة بذلت ما يكفي من جهود لتوسيع الدور العسكري الأميركي بعد نهاية العام.
وفي هذا الصدد، نقلت عن ماكين قوله "الحقيقة هي أن هذه الإدارة كانت ملتزمة بالانسحاب الكامل للقوات الأميركية من العراق، وهذا ما فَعلَت على تحقيقه."
كما نَسبت الصحيفة إلى بانيتا وديمبسي قولهما إنه ما تزال ثمة حاجة لتدريب القوات العراقية في مجال مكافحة الإرهاب، مشيريْن إلى أن المحادثات سوف تتواصل بشأن الدور المستقبلي للولايات المتحدة في العراق.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق الذي قال لإذاعة العراق الحر أولاً
"مما لاشك فيه أن عدم وجود قوات عسكرية ووحدات مدرّعة وطائرات وكل ما يشبه الحرب يجب أن ينتهي في العراق بعد أن دخلت البلاد في العملية الديمقراطية وأثبتت التجربة الديمقراطية أن كل الفصائل والأطياف والتي كانت تحمل السلاح في السابق اتخذت قراراً بالمشاركة في العملية السياسية....وأن الصراع العسكري الذي كان موجوداً لاستئصال مجموعات البعث وفلول القاعدة قد انتهَت مبرراتـُهُ..............".
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف الأربعاء، تحدث الباحث رزق من بيروت أيضاً عن أهمية التصريحات الأميركية الرسمية المتجددة التي أكد فيها بانيتا وديمبسي حرص إدارة أوباما على ترسيخ الاستقرار ونجاح الديمقراطية في العراق رغم استكمالها سحب كل القوات المتبقية من هناك وذلك من خلال تعزيز الشراكة في المرحلة المقبلة بموجب ما نصّت عليه اتفاقية التعاون الإستراتيجي طويل الأمد بين الدولتين.
كما علّق على الجوانب الأخرى مما نُشِر عن فحوى إجابات المسؤوليْن الأميركيين الكبيرين خلال جلسة الاستماع الأخيرة في الكونغرس الثلاثاء وخاصةً فيما يتعلق بأعداد القوات التي أعلن بانيتا أنها متواجدة في بعض دول الخليج وتصريح ديمبسي بشأن الحاجة لزيادة قوات بلاده في الكويت من أجل التصدي لما اعتبرَه نفوذاً متزايداً لإيران في المنطقة إضافةً إلى تأكيدِهما ضرورةَ استمرار تدريب القوات العراقية في مجال مكافحة الإرهاب.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق.