نفتتح عدد هذا الاسبوع من المجلة الثقافية وكالعادة بباقة من الاخبار نبدؤها من النجف حيث اعلن محافظها عدنان الزرفي أن فعاليات النجف عاصمة للثقافة الإسلامية ستنطلق في اواسط آذار المقبل، وستستمر حتى نهاية العام 2012، مشيرا إلى أن الفعاليات تتضمن إقامة العديد من المؤتمرات وان الدعوات ستوجه ايضا لسبعة زعماء دول إسلامية.
**أعلنت وزارة الثقافة العراقية تشكيل لجنة لتقييم البرامج والطلبات الخاصة بمشروع النجف عاصمة للثقافة الإسلامية، مؤكدة أنه سيتم إضافة عناصر ذات اختصاص وكفاءة إلى بعض اللجان العاملة في المشروع، بعد إعفاء آخرين. وقال وكيل وزير الثقافة والمشرف على المشروع طاهر الحمود في بيان له إن اجتماعا عقد في النجف مع رؤساء لجان المشروع لبحث الإعمال المناطة بها والمشاكل التي تعترضها، مضيفا أنه "تقرر تشكيل لجنة فنية متخصصة لتقييم البرامج والطلبات المقدمة من قبل اللجان للبت فيها(...) وأن الاجتماع خرج أيضا بعدة مقررات بينها إعادة تشكيل بعض اللجان وتطعيمها بعناصر ذات اختصاص وكفاءة إلى جانب صدور قرار بإعفاء آخرين ".
وقد انبثقت عن مشروع النجف تسع لجان هي: المهرجانات، والترجمة والتأليف والنشر، والمرأة والطفل، والمنظمات غير الحكومية والإعلامية والأمنية والإدارية . وكانت وزارة الثقافة قد اتخذت سلسلة من الإجراءات منذ تولي وكيل الوزارة طاهر الحمود مهمة الإشراف على مشروع النجف عاصمة للثقافة الإسلامية اواخر الشهر الماضي، لتصويب العمل وتجاوز حالات التلكؤ، إضافة إلى عودة الأطراف المنسحبة لاسيما كتلة الأحرار إلى مزاولة عملها في المشروع بعد إعلان انسحابها في وقت سابق.
**نظمت الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية وجامعة صلاح الدين باربيل أول مؤتمر دولي عن الآثار بمشاركة مختصين عراقيين وأجانب وممثلين عن المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الادنى.
**افتتحت وزارة التربية مهرجان الأوبريت المدرسي في محافظة الديوانية بمشاركة سبع مديريات للتربية، فيما أكدت تربية الديوانية أن المهرجان الذي ينظم للمرة الأولى في المحافظة سيساهم في صقل المواهب الأدبية والفنية للطلبة وتشجيعهم على الإبداع والعمل الجماعي.
تستضيف "المجلة الثقافية" في عدد هذا الاسبوع الفنان التشكيلي علاء الماجد الذي تنوعت اهتماماته لتشمل مجالات اخرى منها المسرح والفنون التطبيقية، لكنه ظل يرى نفسه فنانا تشكيليا قبل كل شيء.
وكان الفنان اضطر في عهد نظام صدام الى التخلي عن دراسة الفن التشكيلي لان اكاديمية الفنون الجميلة كانت كحال الكليات التربوية الاخرى مغلقة على البعثيين، إلاّ انه استطاع مباشرة دراسته للفن التشكيلي، وانهاء كلية الفنون الجميلة بعد سقوط نظام حكم حزب البعث.
ولم ينقطع الفنان خلال الاعوام التي سبقت دراسته للفن عن ممارسته للفن، اذ انه صمم عددا من الاغلفة لبعض الكتب والمجاميع الشعرية لعدد من اصدقائه، فيما ظل يمارس الرسم بشكل محدود، دون التفكير باقامة معرض فني، إذ كان بعض اصدقائه يقتني بعض لوحاته.
ويقول الفنان ان انشغاله بالعمل الاعلامي خلال الاعوام الاخيرة كان ايضا على حساب انتاجه الفني.
عن سمات اسلوبه في الرسم يقول الفنان انه يفضل الاسلوب الواقعي، الذي يمكن ان يصل بسهولة الى الناس، ولا يرى مسوغا لممارسة التعقيد والتجريد، لا سيما وانه يعتقد ان العراق يمتلك موروثا حضاريا وثقافيا يمكن ان يمثل مادة خصبة للفنان التشكيلي.
في عدد هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" نستعرض مقالا لباقر صاحب في جريدة الصباح حمل عنوان (من يستذكر عبد الامير جرص).
وكما هو واضح من عنوان المقال ان الكاتب يحاول الكاتب تسليط الضوء على واحد ممن غيبهم المنفى ثم الموت عن المشهد الثقافي العراقي.
يستهل الكاتب مقاله بهذه العبارات:" آفة إهمال الأمم ونكوصها وإهمال مبدعيها ونسيانهم أحياء وأمواتا، لا تقتصر أسبابها على قضية سوء رعاية الدولة لمبدعي الوطن، بل تمتد إلى ضآلة معرفة الشعب لرموزه الثقافية والوطنية. فإذا جرب أحدنا استطلاع طلبة الجامعات عن أسماء إبداعية مهمة لأجيال ما بعد الستينيين، فإن المستطلع تصيبه الخيبة مما يسمع من أجوبة، هذا مدخلنا لمساءلة مؤسساتنا الثقافية الرسمية وغير الرسمية، ونخبتنا المثقفين عامة والشعراء خاصة عن استذكار شاعر منسي مات في الغربة العام 2003 وهو لما يتجاوز الأربعين من عمره" .
بعد هذا الاستهلال يمضي الكاتب في سرد ذكرياته عن الشاعر الراحل، وعن الاوضاع الصعبة التي كان يعيشها فيقول: "عبد الأمير جرص عرفته أواسط تسعينيات القرن الماضي، حينها أدركت أني أمام شاعر، مذ عرفته كان متسكعا، متشردا، عليلا مصابا بخلل في عموده الفقري، واضعا رباطا طبيا على عنقه يعيد توازنه في المشي قليلا، كان يشكو من مشاكل شخصية، مع عائلته ـ زوجته خاصة ـ كانت نتيجتها الطلاق، غالبية عوائل مثقفينا ـ ممن يعدون صادقين مع ذواتهم وتجاربهم الإبداعية ـ لا تتفهمهم، وهذه بؤرة مشاكل تنطلق من البيت إلى الشارع، العمل، المؤسسة ومن ثم السلطة،عقبات... عقبات توضع أمام شاعر حقيقي لا ورقي".
بعدها يتحول الكاتب الى ظروف تعرفه على الشاعر الراحل وعلى ظروف نشره لديوانه الاول "تعرفت عليه بصحبة عدد من الأصدقاء، وأخص بالذكر الشاعر سلمان داود محمد الذي كان على علاقة وثيقة به، في منتدى المسرح في ذروة شهرته، الذي كان منتدى للتجارب المسرحية الجادة، وملتقى للمثقفين ممن يتوددون لمكان يحترمهم .
عرفته مذ ديوانه الصغير (قصائد ضد الريح)، أتذكر أن الراحل أهدانيه، لم يكن يمتلك نفقة طباعته، يذكر الشاعر هادي الحسيني في مقالة موسعة عن الراحل نشرها في (كتابات)، أن صديقا موسرا اسمه (عزام حارث) تكفل بنفقة الطباعة في منشورات (الآن) في العام 1993. أتفق مع الشاعر الحسيني أن الديوان الصغير كانت له أصداء جيدة في الوسط الأدبي آنذاك، كونه قدم شاعرا جابه المألوف في الحياة والشعر، تمرد على كل شيء حتى على نفسه التي أهملها، ولم تشفع له الغربة في كندا في مداواة علله، بل اصطدم بعلة أخرى غير المرض، يذكرها الحسيني بقوله عن برودة الأجواء والعلاقات هناك (ليس من السهولة أن يلتقي الأصدقاء والأحبة في كل يوم ولا حتى في كل أسبوع)على عكس حميمية اللقاءات في بغداد.
يختم الكاتب مقاله بضروف موت الشاعر الراحل بعد ان يستعرض شيئا من تفاصيل حياته اليومية "كان جرص كثير التردد على مقهى حسن عجمي في النهار، وبار اتحاد الأدباء في الليل، إزاء افتقاد الحنين في بغداد، انصرف جرص، بحسب الحسيني، إلى التاقلم مع المنفى وطقوس الحياة المتحررة فيه، أحد هذه الطقوس كان مقتله، كان يهوى ركوب الدراجة الهوائية، التي سقط منها إحدى المرات على رأسه، فأصيب بنزف حاد، توفي على إثره سريعا .
أصدر جرص في بغداد مجموعة ثانية اسمها(أحزان وطنية) ويذكر الحسيني في المقال ذاته أن صديقا للراحل اسمه حازم ياسر، لاعب كرة قدم، أكد له (أنه يحتفظ بمخطوطات شعرية لعبد الأمير جرص في بغداد لم تر طريقها إلى النشر في ذلك الوقت). وهذه المعلومة تغري من يهمه الأمر بإضفاء لمسة وفاء للراحل وإبداعه وحياته غير السعيدة باعادة نشر أعماله المنشورة ونشر غير المنشورة.
**أعلنت وزارة الثقافة العراقية تشكيل لجنة لتقييم البرامج والطلبات الخاصة بمشروع النجف عاصمة للثقافة الإسلامية، مؤكدة أنه سيتم إضافة عناصر ذات اختصاص وكفاءة إلى بعض اللجان العاملة في المشروع، بعد إعفاء آخرين. وقال وكيل وزير الثقافة والمشرف على المشروع طاهر الحمود في بيان له إن اجتماعا عقد في النجف مع رؤساء لجان المشروع لبحث الإعمال المناطة بها والمشاكل التي تعترضها، مضيفا أنه "تقرر تشكيل لجنة فنية متخصصة لتقييم البرامج والطلبات المقدمة من قبل اللجان للبت فيها(...) وأن الاجتماع خرج أيضا بعدة مقررات بينها إعادة تشكيل بعض اللجان وتطعيمها بعناصر ذات اختصاص وكفاءة إلى جانب صدور قرار بإعفاء آخرين ".
وقد انبثقت عن مشروع النجف تسع لجان هي: المهرجانات، والترجمة والتأليف والنشر، والمرأة والطفل، والمنظمات غير الحكومية والإعلامية والأمنية والإدارية . وكانت وزارة الثقافة قد اتخذت سلسلة من الإجراءات منذ تولي وكيل الوزارة طاهر الحمود مهمة الإشراف على مشروع النجف عاصمة للثقافة الإسلامية اواخر الشهر الماضي، لتصويب العمل وتجاوز حالات التلكؤ، إضافة إلى عودة الأطراف المنسحبة لاسيما كتلة الأحرار إلى مزاولة عملها في المشروع بعد إعلان انسحابها في وقت سابق.
**نظمت الهيئة العامة للآثار والتراث العراقية وجامعة صلاح الدين باربيل أول مؤتمر دولي عن الآثار بمشاركة مختصين عراقيين وأجانب وممثلين عن المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الادنى.
**افتتحت وزارة التربية مهرجان الأوبريت المدرسي في محافظة الديوانية بمشاركة سبع مديريات للتربية، فيما أكدت تربية الديوانية أن المهرجان الذي ينظم للمرة الأولى في المحافظة سيساهم في صقل المواهب الأدبية والفنية للطلبة وتشجيعهم على الإبداع والعمل الجماعي.
ضيف العدد:
تستضيف "المجلة الثقافية" في عدد هذا الاسبوع الفنان التشكيلي علاء الماجد الذي تنوعت اهتماماته لتشمل مجالات اخرى منها المسرح والفنون التطبيقية، لكنه ظل يرى نفسه فنانا تشكيليا قبل كل شيء.
وكان الفنان اضطر في عهد نظام صدام الى التخلي عن دراسة الفن التشكيلي لان اكاديمية الفنون الجميلة كانت كحال الكليات التربوية الاخرى مغلقة على البعثيين، إلاّ انه استطاع مباشرة دراسته للفن التشكيلي، وانهاء كلية الفنون الجميلة بعد سقوط نظام حكم حزب البعث.
ولم ينقطع الفنان خلال الاعوام التي سبقت دراسته للفن عن ممارسته للفن، اذ انه صمم عددا من الاغلفة لبعض الكتب والمجاميع الشعرية لعدد من اصدقائه، فيما ظل يمارس الرسم بشكل محدود، دون التفكير باقامة معرض فني، إذ كان بعض اصدقائه يقتني بعض لوحاته.
ويقول الفنان ان انشغاله بالعمل الاعلامي خلال الاعوام الاخيرة كان ايضا على حساب انتاجه الفني.
عن سمات اسلوبه في الرسم يقول الفنان انه يفضل الاسلوب الواقعي، الذي يمكن ان يصل بسهولة الى الناس، ولا يرى مسوغا لممارسة التعقيد والتجريد، لا سيما وانه يعتقد ان العراق يمتلك موروثا حضاريا وثقافيا يمكن ان يمثل مادة خصبة للفنان التشكيلي.
وقـــفـــة:
في عدد هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" نستعرض مقالا لباقر صاحب في جريدة الصباح حمل عنوان (من يستذكر عبد الامير جرص).
وكما هو واضح من عنوان المقال ان الكاتب يحاول الكاتب تسليط الضوء على واحد ممن غيبهم المنفى ثم الموت عن المشهد الثقافي العراقي.
يستهل الكاتب مقاله بهذه العبارات:" آفة إهمال الأمم ونكوصها وإهمال مبدعيها ونسيانهم أحياء وأمواتا، لا تقتصر أسبابها على قضية سوء رعاية الدولة لمبدعي الوطن، بل تمتد إلى ضآلة معرفة الشعب لرموزه الثقافية والوطنية. فإذا جرب أحدنا استطلاع طلبة الجامعات عن أسماء إبداعية مهمة لأجيال ما بعد الستينيين، فإن المستطلع تصيبه الخيبة مما يسمع من أجوبة، هذا مدخلنا لمساءلة مؤسساتنا الثقافية الرسمية وغير الرسمية، ونخبتنا المثقفين عامة والشعراء خاصة عن استذكار شاعر منسي مات في الغربة العام 2003 وهو لما يتجاوز الأربعين من عمره" .
بعد هذا الاستهلال يمضي الكاتب في سرد ذكرياته عن الشاعر الراحل، وعن الاوضاع الصعبة التي كان يعيشها فيقول: "عبد الأمير جرص عرفته أواسط تسعينيات القرن الماضي، حينها أدركت أني أمام شاعر، مذ عرفته كان متسكعا، متشردا، عليلا مصابا بخلل في عموده الفقري، واضعا رباطا طبيا على عنقه يعيد توازنه في المشي قليلا، كان يشكو من مشاكل شخصية، مع عائلته ـ زوجته خاصة ـ كانت نتيجتها الطلاق، غالبية عوائل مثقفينا ـ ممن يعدون صادقين مع ذواتهم وتجاربهم الإبداعية ـ لا تتفهمهم، وهذه بؤرة مشاكل تنطلق من البيت إلى الشارع، العمل، المؤسسة ومن ثم السلطة،عقبات... عقبات توضع أمام شاعر حقيقي لا ورقي".
بعدها يتحول الكاتب الى ظروف تعرفه على الشاعر الراحل وعلى ظروف نشره لديوانه الاول "تعرفت عليه بصحبة عدد من الأصدقاء، وأخص بالذكر الشاعر سلمان داود محمد الذي كان على علاقة وثيقة به، في منتدى المسرح في ذروة شهرته، الذي كان منتدى للتجارب المسرحية الجادة، وملتقى للمثقفين ممن يتوددون لمكان يحترمهم .
عرفته مذ ديوانه الصغير (قصائد ضد الريح)، أتذكر أن الراحل أهدانيه، لم يكن يمتلك نفقة طباعته، يذكر الشاعر هادي الحسيني في مقالة موسعة عن الراحل نشرها في (كتابات)، أن صديقا موسرا اسمه (عزام حارث) تكفل بنفقة الطباعة في منشورات (الآن) في العام 1993. أتفق مع الشاعر الحسيني أن الديوان الصغير كانت له أصداء جيدة في الوسط الأدبي آنذاك، كونه قدم شاعرا جابه المألوف في الحياة والشعر، تمرد على كل شيء حتى على نفسه التي أهملها، ولم تشفع له الغربة في كندا في مداواة علله، بل اصطدم بعلة أخرى غير المرض، يذكرها الحسيني بقوله عن برودة الأجواء والعلاقات هناك (ليس من السهولة أن يلتقي الأصدقاء والأحبة في كل يوم ولا حتى في كل أسبوع)على عكس حميمية اللقاءات في بغداد.
يختم الكاتب مقاله بضروف موت الشاعر الراحل بعد ان يستعرض شيئا من تفاصيل حياته اليومية "كان جرص كثير التردد على مقهى حسن عجمي في النهار، وبار اتحاد الأدباء في الليل، إزاء افتقاد الحنين في بغداد، انصرف جرص، بحسب الحسيني، إلى التاقلم مع المنفى وطقوس الحياة المتحررة فيه، أحد هذه الطقوس كان مقتله، كان يهوى ركوب الدراجة الهوائية، التي سقط منها إحدى المرات على رأسه، فأصيب بنزف حاد، توفي على إثره سريعا .
أصدر جرص في بغداد مجموعة ثانية اسمها(أحزان وطنية) ويذكر الحسيني في المقال ذاته أن صديقا للراحل اسمه حازم ياسر، لاعب كرة قدم، أكد له (أنه يحتفظ بمخطوطات شعرية لعبد الأمير جرص في بغداد لم تر طريقها إلى النشر في ذلك الوقت). وهذه المعلومة تغري من يهمه الأمر بإضفاء لمسة وفاء للراحل وإبداعه وحياته غير السعيدة باعادة نشر أعماله المنشورة ونشر غير المنشورة.