تشير أحدث إحصاءات حكومية لأعداد القتلى والمصابين العراقيين جرّاء عنف الشهر المنصرم إلى ارتفاع كبير في نسبة الضحايا المدنيين بالمقارنة مع فترة الشهور التسعة الأولى من العام الحالي وسط قلق من احتمال تدهور الأوضاع الأمنية خلال الشهرين المتبقيين من 2011 مع استكمال سحب جميع القوات الأميركية من البلاد.
الحصيلة الرسمية التي نُشرت الثلاثاء تُظهر أن عدد القتلى في تشرين الأول بلغ 258، بينهم 161 مدنياً بالإضافة إلى 55 من رجال الشرطة و42 جندياً. ووفقاً لبيانات جمعتها وزارات الداخلية والدفاع والصحة، بلغ عدد الجرحى 438، بينهم 195 من المدنيين و142 شرطياً و101 جندياً. وتشير الأرقام أيضاً إلى مقتل 85 مسلّحاً واعتقال 866 آخرين خلال الشهر الماضي، وفقاً للمصادر ذاتها.
وأفادت وكالة فرانس برس للأنباء بأن عدد قتلى الشهر الماضي يزيد بنسبة نحو 39 في المائة عن أيلول الذي أدت أعمال العنف خلاله إلى مقتل 185 عراقياً بينهم 110 من المدنيين، و42 شرطياً و33 عسكرياً. كما تزيد حصيلة ضحايا عنف الشهر الماضي بشكل كبير عن حصيلة الشهر ذاته من عام 2010 والذي سُجّل فيه مقتل 185 عراقياً ما يجعله أول شهر في عام 2011 يشهد ارتفاعاً في عدد القتلى بالمقارنة مع أرقام الشهر ذاته من العام المنصرم.
يشار في هذا الصدد إلى أن الأرقام الرسمية لضحايا العنف خلال الشهور بين شباط وأيلول 2011 كانت منخفضة بالمقارنة مع الشهور ذاتها من عام 2010.
وتُعد الهجمات المتكررة التي تُنفّذ بسيارات ملغمة وأحزمة ناسفة في مناطق متفرقة الأسلوب الأكثر دموية في استهداف عراقيين أبرياء معظمهم من المدنيين. وأُعلنت أحدث إحصاءات ضحايا العنف قبل شهرين فقط من موعد انسحاب جميع قوات الولايات المتحدة من العراق بحسب ما أكد الرئيس باراك أوباما في 21 تشرين الأول الماضي. وفي عرضها للحصيلة، أشارت وكالة رويترز للأنباء إلى أن الشهر الماضي شهد عدداً مما وصفتها بالهجمات الكبيرة منها تفجير في شارع تجاري مزدحم بشمال شرق بغداد الخميس الماضي أسفر عن مقتل 30 على الأقل وإصابة العشرات بالإضافة إلى سلسلةِ هجماتٍ انتحارية وتفجيراتٍ بعبواتٍ ناسفة استهدفت الشرطة في العاصمة يوم 12 تشرين الأول وأودت بحياة 28 على الأقل.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجربت مقابلة مع الناشط في حقوق الإنسان المحامي حسن شعبان الذي تحدث لإذاعة العراق الحر أولاً عن أسباب استمرار العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين، معتبراً أن ارتفاعها يعزى "إلى جملة من الأسباب وأبرزها ما يتعلق بالاختلافات السياسية وعدم توافق الكتل الرئيسية على موقف موحد، أو على الأقل أن تكون بحد أدنى من الاتفاقات .........".
من جهته، علّق أستاذ الإعلام في جامعة بغداد الدكتور هاشم حسن على أحدث حصيلةٍ رسمية لضحايا العنف بالقول إنه "انطلاقاً من معلومات واستطلاعات وليس انطباعات شخصية ينبغي علينا أن نقارن ونقيس التدهور والانهيار بكل المجالات. ربما الوضع الأمني بارز على السطح ولكن هناك انهيار ثقافي وانهيار بالسُلّم القيَمي وفي التربية وفي مجالات كثيرة.....ولن ينتهي الإرهاب بدون أن تكون هناك إدارة نزيهة وقوية تجتث الفساد...........".
وفي مقابلة أجريتها عبر الهاتف، تحدث الأكاديمي والصحافي العراقي لإذاعة العراق الحر عن مختلف المشاكل غير السياسية التي تهدد أمن المواطن والمجتمع وأجاب عن سؤال يتعلق بالـمَخرج المحتمل من دوامة العنف التي ما انفك العراقيون يعانون منها على مدى سنوات وشهور متتالية.
يُشار إلى التحليلات المتعددة التي يتواصل صدورها عن مراكز الدراسات والبحوث أو نشرها في كبريات الصحف العالمية عن أمن العراق والمنطقة بعد الانسحاب العسكري الأميركي الكامل نهاية العام. ولوحظ أن الموضوعة الأبرز في هذه التحليلات هي المساعي الإقليمية التي يُتوقَع أن تُمارَس بهدفِ "ملء الفراغ" الناتج عن هذا الانسحاب وذلك في ضوءِ تصريحاتٍ إيرانية رسمية سابقة عن استعداد طهران للقيام بذلك بالتزامن مع تنامي الدور الذي تلعبه تركيا في الشرق الأوسط.
وفيما رجّح عدة محللين وأكاديميين غربيين احتمال أن تُسارع إيران إلى توسيع نفوذها أعرب الكاتب الأميركي المعروف توماس فريدمان Thomas L. Friedman عن اعتقاده بأن نجاح التجربة الديمقراطية العراقية سيزيد من تأثير العراق على إيران وليس العكس. وأضاف في مقال نشرَه في صحيفة (نيويورك تايمز) "أعتقد أنه فور انسحابنا سوف يتدفق النفوذ المهيمن من العراق نحو إيران إذا، وهنا أؤكد على كلمة إذا، استمرت الديمقراطية العراقية. إذا استمرت فسوف ينظر الإيرانيون كل يوم عبر الحدود إلى العراقيين الذين ينشرون عشرات الصحف الحرة مع حرية تشكيل أي حزب والتصويت لصالح أي زعيم، وسوف يتساءلون لماذا يتمتع العراقيون بكل هذه الحريات فيما يُحرَمون هم منها رغم اعتقادهم بأنهم أكثر تفوقاً من جيرانهم."
وفي تعليقه على رأي فريدمان، أعرب الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط الدكتور علي رضا نوري زاده عن اعتقاده بأن تدخل طهران في شؤون العراق "هو من أجل إفشال التجربة العراقية..إذ أنها تتخوّف من الديمقراطية فعندما يزور الإيراني العراق فإنه يرى رغم انعدام الأمن أن هناك العشرات من القنوات التلفزيونية الحرة......وهناك العشرات من الصحف..ويرى أن المواطنين العراقيين يتحدثون بحرية عن القضايا السياسية فإنه بالتأكيد عندما يعود سيتحدث عن هذه الأمور...".
وفي مقابلة أُجريت عبر الهاتف، تحدث الخبير الإيراني من لندن لإذاعة العراق الحر عن موضوعات أخرى ذات صلة بالأمن الإقليمي. كما أجاب عن سؤال يتعلق بـ"الفراغ" الذي يرى عدة محللين غربيين أن طهران سوف تسعى نحو ملئه بعد الانسحاب الأميركي من العراق.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلات مع أستاذ الإعلام في جامعة بغداد د. هاشم حسن، والناشط في حقوق الإنسان المحامي حسن شعبان، والخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط د. علي رضا نوري زاده.
الحصيلة الرسمية التي نُشرت الثلاثاء تُظهر أن عدد القتلى في تشرين الأول بلغ 258، بينهم 161 مدنياً بالإضافة إلى 55 من رجال الشرطة و42 جندياً. ووفقاً لبيانات جمعتها وزارات الداخلية والدفاع والصحة، بلغ عدد الجرحى 438، بينهم 195 من المدنيين و142 شرطياً و101 جندياً. وتشير الأرقام أيضاً إلى مقتل 85 مسلّحاً واعتقال 866 آخرين خلال الشهر الماضي، وفقاً للمصادر ذاتها.
وأفادت وكالة فرانس برس للأنباء بأن عدد قتلى الشهر الماضي يزيد بنسبة نحو 39 في المائة عن أيلول الذي أدت أعمال العنف خلاله إلى مقتل 185 عراقياً بينهم 110 من المدنيين، و42 شرطياً و33 عسكرياً. كما تزيد حصيلة ضحايا عنف الشهر الماضي بشكل كبير عن حصيلة الشهر ذاته من عام 2010 والذي سُجّل فيه مقتل 185 عراقياً ما يجعله أول شهر في عام 2011 يشهد ارتفاعاً في عدد القتلى بالمقارنة مع أرقام الشهر ذاته من العام المنصرم.
يشار في هذا الصدد إلى أن الأرقام الرسمية لضحايا العنف خلال الشهور بين شباط وأيلول 2011 كانت منخفضة بالمقارنة مع الشهور ذاتها من عام 2010.
وتُعد الهجمات المتكررة التي تُنفّذ بسيارات ملغمة وأحزمة ناسفة في مناطق متفرقة الأسلوب الأكثر دموية في استهداف عراقيين أبرياء معظمهم من المدنيين. وأُعلنت أحدث إحصاءات ضحايا العنف قبل شهرين فقط من موعد انسحاب جميع قوات الولايات المتحدة من العراق بحسب ما أكد الرئيس باراك أوباما في 21 تشرين الأول الماضي. وفي عرضها للحصيلة، أشارت وكالة رويترز للأنباء إلى أن الشهر الماضي شهد عدداً مما وصفتها بالهجمات الكبيرة منها تفجير في شارع تجاري مزدحم بشمال شرق بغداد الخميس الماضي أسفر عن مقتل 30 على الأقل وإصابة العشرات بالإضافة إلى سلسلةِ هجماتٍ انتحارية وتفجيراتٍ بعبواتٍ ناسفة استهدفت الشرطة في العاصمة يوم 12 تشرين الأول وأودت بحياة 28 على الأقل.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجربت مقابلة مع الناشط في حقوق الإنسان المحامي حسن شعبان الذي تحدث لإذاعة العراق الحر أولاً عن أسباب استمرار العمليات الإرهابية التي تستهدف المدنيين، معتبراً أن ارتفاعها يعزى "إلى جملة من الأسباب وأبرزها ما يتعلق بالاختلافات السياسية وعدم توافق الكتل الرئيسية على موقف موحد، أو على الأقل أن تكون بحد أدنى من الاتفاقات .........".
من جهته، علّق أستاذ الإعلام في جامعة بغداد الدكتور هاشم حسن على أحدث حصيلةٍ رسمية لضحايا العنف بالقول إنه "انطلاقاً من معلومات واستطلاعات وليس انطباعات شخصية ينبغي علينا أن نقارن ونقيس التدهور والانهيار بكل المجالات. ربما الوضع الأمني بارز على السطح ولكن هناك انهيار ثقافي وانهيار بالسُلّم القيَمي وفي التربية وفي مجالات كثيرة.....ولن ينتهي الإرهاب بدون أن تكون هناك إدارة نزيهة وقوية تجتث الفساد...........".
وفي مقابلة أجريتها عبر الهاتف، تحدث الأكاديمي والصحافي العراقي لإذاعة العراق الحر عن مختلف المشاكل غير السياسية التي تهدد أمن المواطن والمجتمع وأجاب عن سؤال يتعلق بالـمَخرج المحتمل من دوامة العنف التي ما انفك العراقيون يعانون منها على مدى سنوات وشهور متتالية.
يُشار إلى التحليلات المتعددة التي يتواصل صدورها عن مراكز الدراسات والبحوث أو نشرها في كبريات الصحف العالمية عن أمن العراق والمنطقة بعد الانسحاب العسكري الأميركي الكامل نهاية العام. ولوحظ أن الموضوعة الأبرز في هذه التحليلات هي المساعي الإقليمية التي يُتوقَع أن تُمارَس بهدفِ "ملء الفراغ" الناتج عن هذا الانسحاب وذلك في ضوءِ تصريحاتٍ إيرانية رسمية سابقة عن استعداد طهران للقيام بذلك بالتزامن مع تنامي الدور الذي تلعبه تركيا في الشرق الأوسط.
وفيما رجّح عدة محللين وأكاديميين غربيين احتمال أن تُسارع إيران إلى توسيع نفوذها أعرب الكاتب الأميركي المعروف توماس فريدمان Thomas L. Friedman عن اعتقاده بأن نجاح التجربة الديمقراطية العراقية سيزيد من تأثير العراق على إيران وليس العكس. وأضاف في مقال نشرَه في صحيفة (نيويورك تايمز) "أعتقد أنه فور انسحابنا سوف يتدفق النفوذ المهيمن من العراق نحو إيران إذا، وهنا أؤكد على كلمة إذا، استمرت الديمقراطية العراقية. إذا استمرت فسوف ينظر الإيرانيون كل يوم عبر الحدود إلى العراقيين الذين ينشرون عشرات الصحف الحرة مع حرية تشكيل أي حزب والتصويت لصالح أي زعيم، وسوف يتساءلون لماذا يتمتع العراقيون بكل هذه الحريات فيما يُحرَمون هم منها رغم اعتقادهم بأنهم أكثر تفوقاً من جيرانهم."
وفي تعليقه على رأي فريدمان، أعرب الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط الدكتور علي رضا نوري زاده عن اعتقاده بأن تدخل طهران في شؤون العراق "هو من أجل إفشال التجربة العراقية..إذ أنها تتخوّف من الديمقراطية فعندما يزور الإيراني العراق فإنه يرى رغم انعدام الأمن أن هناك العشرات من القنوات التلفزيونية الحرة......وهناك العشرات من الصحف..ويرى أن المواطنين العراقيين يتحدثون بحرية عن القضايا السياسية فإنه بالتأكيد عندما يعود سيتحدث عن هذه الأمور...".
وفي مقابلة أُجريت عبر الهاتف، تحدث الخبير الإيراني من لندن لإذاعة العراق الحر عن موضوعات أخرى ذات صلة بالأمن الإقليمي. كما أجاب عن سؤال يتعلق بـ"الفراغ" الذي يرى عدة محللين غربيين أن طهران سوف تسعى نحو ملئه بعد الانسحاب الأميركي من العراق.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلات مع أستاذ الإعلام في جامعة بغداد د. هاشم حسن، والناشط في حقوق الإنسان المحامي حسن شعبان، والخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط د. علي رضا نوري زاده.