نبدأ عدد هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" وكالمعتاد بباقة من الاخبار نبدؤها بمهرجان حلبجة الثاني للافلام الوثائقية الذي اقيم في مدينة السليمانية وإستمر اربعة أيام بمشاركة 31 فيلما لمخرجين كرد من اقليم كردستان ومن تركيا وايران وسوريا وبريطانيا والمانيا ونيوزلندا.
** أقيم في العاصمة السويدية ستوكهولم معرض للتصوير الفوتوغرافي للمصور سمير مزبان، وضم المعرض عشرين صورة فوتوغرافية سعت لتصوير جوانب مختلفة من معاناة العراقيين ولا سيما الاطفال والنساء.
نستضيف في عدد هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" المترجم والناقد عبد الله راضي حسين ليحدثتنا عن تصوراته عن واقع الترجمة في العراق، والعقبات التي تحول دون تطوير هذا الجانب الهام من كل ثقافة.
يقول عبد الله راضي حسين إن هذا القطاع الهام من الثقافة يحتاج الى هيئة، أو مؤسسة ترعاه بصورة منتظمة، أسوة ببعض البلدان العربية مثل مصر.
وعن واقع بعض الدور الحالية مثل دار المأمون للترجمة، يقول عبد الله راضي حسين انها كانت ولا تزال دارا للنخبة، وبالتالي فانها غير فاعلة في تنشيط حركة الترجمة بصورة فعلية. وكذا هو الحال بالنسبة الى جمعية المترجمين العراقيين، التي لم تستطع ان تقدم شيئا ملموسا لاعضائها أو في مجال الترجمة.
ويعتقد عبد الله راضي حسين ان الخطوة المطلوبة لتطوير الترجمة في العراق هي ان تقوم وزارة الثقافة بتشكيل هيئة مختصة بالموضوع، تقوم برعاية الترجمة والمترجمين، والتنسيق مع الجهات الاخرى مثل الاتحاد العام للادباء والكتاب، وان تكون قادرة عى دعم عملية الترجمة وطبع ونشر الكتب المترجمة، ودعم المترجمين انفسهم ماديا.
في عدد هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" نتوقف مع مقال عن المسرح السرياني الذي نشره موقع المديرية العامة للفنون والثقافة السريانية، للكاتب سعيد شامايا وحمل عنوان "هل لمسرحنا السرياني تأثير في ثقافتنا الوطنية؟".
واستهل الكاتب مقاله بهذه العبارات:"كانت ثقافتنا السريانية رائدة في كثير من الاجناس الثقافية في وطننا كالطباعة والنشر وكذلك فن الموسيقى والغناء والادب شعرا وقصة ومسرحا. واثار اولئك الرواد لا زالت شاخصة في تراثنا الثقافي الوطني. وبمراجعة بسيطة للحركة الثقافية في مصر وسوريا ولبنان نجد ذلك ايضا شاخصا وموثقا".
بعد هذا الاستهلال يمضي الكاتب ليتطرق الى جوانب مختلفة من العقبات التي تحول دون تطوير هذا المسرح لجهة النص المسرحي، واستعمال الفصحى او العامية، في العرض المسرحي، وغير ذلك من المجالات، ليقول:
"ان من يبنى العمل، ويطور النسيج الملائم بعملية اخراجية واخرى مصاحبة، من ملابس وديكور واكسسوارات واضاءة وتزويده بما يتطلب من عوامل فاعلة، ليتناوله المؤدون على المسرح فيكون فاعلا بما هو مطلوب منه، هذا النص يصل المسرح بمواضيع يعتمدها مؤلفه وباسلوب له درجته من المستوى الفكري والبلاغي. ومنهم من يقدم نصا بسيطا بلغة قريبة من ادراك رجل الشارع البعيد عن الثقافة، معتمدا على ما يتضمنه من اثارة ان كان باللغة او بالحركة او بالايماءات الواردة".
اما عن موضوع اللهجة المستخدمة في العرض المسرحي وهل هي الفصحى أم العامية فيقول الكاتب: "كثيرا ما شغلتنا الكتابة ما بين الفصحى والعامية بالنسبة للغتنا الجميلة السريانية المكتوبة او المحكية منها. ليس لاستعمال الفصحى (لغة الطقوس) اقبال كبير، لعدم جدوى ذلك، إذ ان من يفهمها هم القلة لا تتجاوز3% من المتلقين. ولكن من المهم تصويب النص لغويا بانتقاء العبارات المناسبة من الفصحى لتقوية العامية وتخليصها من المفردات الغريبة والسمو بها لغويا. لكننا في تجارب عدة ترددنا في استخدام الفصحى لانه ان اثقلنا النص بالعبارات الفصحى واكثرنا منها يصبح فهمه من قبل الذين ليس لهم المامٌ بها صعبا، وصعب اداؤه ما دام لا يؤدي تأثيره المطلوب" .
ويواصل الكاتب "المسرح بلغته يتميز عن الاجناس الادبية الاخرى انه اقرب الى الجمهور ويحتاج الى انتباه المتلقي وسرعة تفاعله معه، يقول بارث (اهمية اللغة الادبية هي ما يندمج فيها من التزامات اجتماعية وتاريخية وعلى الخصوص ايديولوجية تشكل اسطورية الاديب) وهذا يتطلب من النص سهولة وسرعة الوصول الى المتلقي وسرعة التفاعل مع اللغة وليس التامل الذي يحصل في القراءة والتوقف عند الضرورة أو الانقطاع مع الخيال ليعطي للقارئ فرصة من التشكيل والخلق الشخصي او التأمل، إذ يمضغ القارئ احيانا بضع جمل عند القراءة بتأن إلى ان ينتقل إلى الاخرى، لكن هذا غير ممكن في المسرح لان الممثل في الاداء يرمي بحواراته كاطلاقات تصيب المتلقي ليقع فريسة لها دون ان تعطيه فرصة التأمل وحتى التنفس".
وينقل الكاتب سعيد شامايا "في همسة في اذن كاتبنا المسرحي" ينقل هذا الكاتب الى بعض متطبات ثقافة الكاتب المسرحي التي يوجظها بالأتي:
"على كاتبنا الا يحصر نفسه في ابناء مجتمعه (منطقته او قريته) ثم يراوح في مشاكلهم ويسمعها بتعابيرهم، عليه ان يتوسع في اطلاعه حتى الى الحدود اللغوية الاخرى كالعربية مثلا، ثم الى مترجمات من الادب المسرحي العالمي، فهؤلاء الكتاب ايضا كانت لهم مصاعب ومشاكل استطاعوا حلها، ومن خلال هذا الاطلاع يكتسب خبرة ويتعلم كيف استطاعوا او تمكنوا من تطويع لغتهم لتصبح مسرحية . اما عن استعارة النصوص العالمية فهو امر مفيد لتطوير ذائقة الكاتب والمتلقي في الوقت نفسه، على ان يجيد المستعير اختيار النص للظرف الملائم وللبيئة الملائمة او ان يكون موفقا في تكييف النص بما يلائم البيئة على ان لا يفقد النص قيمته الاصلية".
وبعد هذا التطواف في مجالات مختلفة تتعلق بالمسرح عموما، والمسرح السرياني بشكل خاص، ينهي الكاتب سعيد شامايا مقاله بالفقرة الآتية:
"المسرح السرياني قابل للتطور وله دوما اثره في مجال تطور الثقافة العربية كما في الاجناس الثقافية الاخرى كالادب والشعر والقصة وهكذا في الموسيقى والغناء، ولا زالت الاغنيات الموصلية المؤداة من قبل فناني السريان (واقصد بهم كلدانا وسريانا واشوريين). وليس مبالغة ان نقول ان من اولى المجلات والمطابع كانت بادارة فاعلينا السريان. وهكذا يبقى جمهورنا المتلقي مستعدا ايضا لتقبل التطور لانه منفتح اجتماعيا ولا تقيده التقاليد الاجتماعية المحافظة جدا او التقاليد والضغوط الدينية باسم العفة والاخلاق، بينما المسرح الهادف يكون ملتزما اخلاقيا وهو يعالج قضية اجتماعية انسانية".
** أقيم في العاصمة السويدية ستوكهولم معرض للتصوير الفوتوغرافي للمصور سمير مزبان، وضم المعرض عشرين صورة فوتوغرافية سعت لتصوير جوانب مختلفة من معاناة العراقيين ولا سيما الاطفال والنساء.
ضيـف العـدد:
نستضيف في عدد هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" المترجم والناقد عبد الله راضي حسين ليحدثتنا عن تصوراته عن واقع الترجمة في العراق، والعقبات التي تحول دون تطوير هذا الجانب الهام من كل ثقافة.
يقول عبد الله راضي حسين إن هذا القطاع الهام من الثقافة يحتاج الى هيئة، أو مؤسسة ترعاه بصورة منتظمة، أسوة ببعض البلدان العربية مثل مصر.
وعن واقع بعض الدور الحالية مثل دار المأمون للترجمة، يقول عبد الله راضي حسين انها كانت ولا تزال دارا للنخبة، وبالتالي فانها غير فاعلة في تنشيط حركة الترجمة بصورة فعلية. وكذا هو الحال بالنسبة الى جمعية المترجمين العراقيين، التي لم تستطع ان تقدم شيئا ملموسا لاعضائها أو في مجال الترجمة.
ويعتقد عبد الله راضي حسين ان الخطوة المطلوبة لتطوير الترجمة في العراق هي ان تقوم وزارة الثقافة بتشكيل هيئة مختصة بالموضوع، تقوم برعاية الترجمة والمترجمين، والتنسيق مع الجهات الاخرى مثل الاتحاد العام للادباء والكتاب، وان تكون قادرة عى دعم عملية الترجمة وطبع ونشر الكتب المترجمة، ودعم المترجمين انفسهم ماديا.
وقــــفــــة:
في عدد هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" نتوقف مع مقال عن المسرح السرياني الذي نشره موقع المديرية العامة للفنون والثقافة السريانية، للكاتب سعيد شامايا وحمل عنوان "هل لمسرحنا السرياني تأثير في ثقافتنا الوطنية؟".
واستهل الكاتب مقاله بهذه العبارات:"كانت ثقافتنا السريانية رائدة في كثير من الاجناس الثقافية في وطننا كالطباعة والنشر وكذلك فن الموسيقى والغناء والادب شعرا وقصة ومسرحا. واثار اولئك الرواد لا زالت شاخصة في تراثنا الثقافي الوطني. وبمراجعة بسيطة للحركة الثقافية في مصر وسوريا ولبنان نجد ذلك ايضا شاخصا وموثقا".
بعد هذا الاستهلال يمضي الكاتب ليتطرق الى جوانب مختلفة من العقبات التي تحول دون تطوير هذا المسرح لجهة النص المسرحي، واستعمال الفصحى او العامية، في العرض المسرحي، وغير ذلك من المجالات، ليقول:
"ان من يبنى العمل، ويطور النسيج الملائم بعملية اخراجية واخرى مصاحبة، من ملابس وديكور واكسسوارات واضاءة وتزويده بما يتطلب من عوامل فاعلة، ليتناوله المؤدون على المسرح فيكون فاعلا بما هو مطلوب منه، هذا النص يصل المسرح بمواضيع يعتمدها مؤلفه وباسلوب له درجته من المستوى الفكري والبلاغي. ومنهم من يقدم نصا بسيطا بلغة قريبة من ادراك رجل الشارع البعيد عن الثقافة، معتمدا على ما يتضمنه من اثارة ان كان باللغة او بالحركة او بالايماءات الواردة".
اما عن موضوع اللهجة المستخدمة في العرض المسرحي وهل هي الفصحى أم العامية فيقول الكاتب: "كثيرا ما شغلتنا الكتابة ما بين الفصحى والعامية بالنسبة للغتنا الجميلة السريانية المكتوبة او المحكية منها. ليس لاستعمال الفصحى (لغة الطقوس) اقبال كبير، لعدم جدوى ذلك، إذ ان من يفهمها هم القلة لا تتجاوز3% من المتلقين. ولكن من المهم تصويب النص لغويا بانتقاء العبارات المناسبة من الفصحى لتقوية العامية وتخليصها من المفردات الغريبة والسمو بها لغويا. لكننا في تجارب عدة ترددنا في استخدام الفصحى لانه ان اثقلنا النص بالعبارات الفصحى واكثرنا منها يصبح فهمه من قبل الذين ليس لهم المامٌ بها صعبا، وصعب اداؤه ما دام لا يؤدي تأثيره المطلوب" .
ويواصل الكاتب "المسرح بلغته يتميز عن الاجناس الادبية الاخرى انه اقرب الى الجمهور ويحتاج الى انتباه المتلقي وسرعة تفاعله معه، يقول بارث (اهمية اللغة الادبية هي ما يندمج فيها من التزامات اجتماعية وتاريخية وعلى الخصوص ايديولوجية تشكل اسطورية الاديب) وهذا يتطلب من النص سهولة وسرعة الوصول الى المتلقي وسرعة التفاعل مع اللغة وليس التامل الذي يحصل في القراءة والتوقف عند الضرورة أو الانقطاع مع الخيال ليعطي للقارئ فرصة من التشكيل والخلق الشخصي او التأمل، إذ يمضغ القارئ احيانا بضع جمل عند القراءة بتأن إلى ان ينتقل إلى الاخرى، لكن هذا غير ممكن في المسرح لان الممثل في الاداء يرمي بحواراته كاطلاقات تصيب المتلقي ليقع فريسة لها دون ان تعطيه فرصة التأمل وحتى التنفس".
وينقل الكاتب سعيد شامايا "في همسة في اذن كاتبنا المسرحي" ينقل هذا الكاتب الى بعض متطبات ثقافة الكاتب المسرحي التي يوجظها بالأتي:
"على كاتبنا الا يحصر نفسه في ابناء مجتمعه (منطقته او قريته) ثم يراوح في مشاكلهم ويسمعها بتعابيرهم، عليه ان يتوسع في اطلاعه حتى الى الحدود اللغوية الاخرى كالعربية مثلا، ثم الى مترجمات من الادب المسرحي العالمي، فهؤلاء الكتاب ايضا كانت لهم مصاعب ومشاكل استطاعوا حلها، ومن خلال هذا الاطلاع يكتسب خبرة ويتعلم كيف استطاعوا او تمكنوا من تطويع لغتهم لتصبح مسرحية . اما عن استعارة النصوص العالمية فهو امر مفيد لتطوير ذائقة الكاتب والمتلقي في الوقت نفسه، على ان يجيد المستعير اختيار النص للظرف الملائم وللبيئة الملائمة او ان يكون موفقا في تكييف النص بما يلائم البيئة على ان لا يفقد النص قيمته الاصلية".
وبعد هذا التطواف في مجالات مختلفة تتعلق بالمسرح عموما، والمسرح السرياني بشكل خاص، ينهي الكاتب سعيد شامايا مقاله بالفقرة الآتية:
"المسرح السرياني قابل للتطور وله دوما اثره في مجال تطور الثقافة العربية كما في الاجناس الثقافية الاخرى كالادب والشعر والقصة وهكذا في الموسيقى والغناء، ولا زالت الاغنيات الموصلية المؤداة من قبل فناني السريان (واقصد بهم كلدانا وسريانا واشوريين). وليس مبالغة ان نقول ان من اولى المجلات والمطابع كانت بادارة فاعلينا السريان. وهكذا يبقى جمهورنا المتلقي مستعدا ايضا لتقبل التطور لانه منفتح اجتماعيا ولا تقيده التقاليد الاجتماعية المحافظة جدا او التقاليد والضغوط الدينية باسم العفة والاخلاق، بينما المسرح الهادف يكون ملتزما اخلاقيا وهو يعالج قضية اجتماعية انسانية".