نفتتح عدد هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" بخبر إقامة مهرجانين في محافظة السليمانية ألاول للمقام العراقي وقد اقيم في قضاء كفري والثاني للمسرح وشهده قضاء ﭽمـﭽمال. وقال مسؤولون في المحافظة انه رصدت للمهرجانين ميزانية بمبلغ 40 مليون دينار عراقي.
**أطلقت محافظة صلاح الدين أسبوعها الثقافي الأول في العاصمة الأميركية واشنطن، وتخللت الاسبوع أمسيات شعرية، وعزف مقطوعات موسيقية، ومحاضرات عن الارث الثقافي والحضاري للمحافظة.
هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" يستضيف الشاعر مروان عادل حمزة، رئيس نادي الشعر العراقي، لا للحديث عن الشعر، بل عن ظاهرة ملفتة اصبحت شائعة في الوسط الثقافي العراقي، بحكم تماسه المستمر مع هذا الوسط، لاشرافه على تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية.
يرى الشاعر ان شيئا من المجاملات والاخوانيات كان شائعا في المجتمعات الادبية العربية والعراقية المختلفة، لأن هناك سمة جماعية في التجمعات الادبية، ولهذا فان بعضا من هذا المجاملات هي مجاملات طبيعية. ولكن ما يجري حاليا في الوسط الثقافي العراقي شيء مختلف، اذ ان الامر تجاوز حدوده، واصبح المديح يكال هنا وهناك على حساب النقد الحقيقي، الذي يركز على العمل او المنجز او النص نفسه.
وما التزاحم على المنصات أو على المايكروفونات خلال الندوات المختلفة، كما يقول الشاعر، إلاّ تعبير عن حب الظهور والمجاملة المجانية. أما في المهرجانات الشعرية وغيرها فالأمر اسوأ بكثير، إذ ان الاتصالات بالمسؤولين عن تنظيم المهرجان تبدأ قبل فترة طويلة من بدء المهرجان نفسه، للتنسيق معهم، وكثيرا ما يتم دعوة العديد من الكتاب، وتدرج اسماؤهم ضمن قائمة المشاركين في القراءات على سبيل المجاملة، ولكي يتم التصفيق لهم مجاملة ايضا، واحيانا يكتب عنهم لاحقا في الصحف من باب المجاملة كذلك!!
ويضرب الشاعر مثلا على ذلك بان قائمة معينة لتسلسل الشعراء الذين يقرأون في مهرجان معين، تستمر بتكرار نفسها، مثلما هي لعدة مهرجانات تالية بحكم المجاملات، والتحرج من احداث تغيير في الاسماء أو في تسلسلها.
اما عن ظاهرة المجاملة في التغطيات الاعلامية للفعاليات الثقافية، فيقول الشاعر انه بدأ يعرف مسبقا أي الفضائيات ستحضر، أو ستغيب عن الفعالية الفلانية، بحكم معرفته بشبكة العلاقات الاجتماعية والشخصية في الوسط الثقافي والاعلامي.
وينهي الشاعر مروان عادل حمزة، رئيس نادي الشعر العراقي حديثه بالقول انه تطرق الى بعض مظاهر المجاملات السلبية في المشهد الثقافي العراقي، ولكن هناك ما هو اسوأ بكثير ما يصعب البوح به.
يقول الانباري "أثيرت قضية الرقابة على المطبوعات قبل سنوات، بعد أن تم ضبط شاحنة محملة بكتب ذات أغلفة عادية، لكن داخلها كان عبارة عن منشورات، وكتب مذهبية ذات نفس تحريضي. وكانت تلك الكتب، حسب ما تناقلته وسائل الاعلام، قد دخلت من الحدود السورية.
وعلى الرغم من أن هذه الحادثة ليست الوحيدة التي دفعت بالقائمين على السلطة الى المطالبة باعادة الرقابة على المطبوعات من جديد، وعلى الرغم من ان التحريض المذهبي في العراق أصبح من المحرمات، ويثير الحساسية لدى الفرد العادي، الا ان هاجس اعادة الرقابة ما زال يدغدغ خيال بعض المسؤولين العراقيين، إذ ان طعم حرية النشر غير مستساغ على ما يبدو لدى كهنوت الفكر والسياسة والفن والأدب".
ويمضي الكاتب في وصف حال رقابة المطبوعات في العراق خلال الفترة الماضية والحاضرة بقوله"المعروف ان قليلا من الدول العربية تخلصت من وباء الرقابة على المطبوعات والأعمال الفنية، ومنها العراق في عهده الجديد. وكان الغاء رقابة وزارة الاعلام على ما يطبع في الداخل أو يستورد من السوق الخارجية، مثار ارتياح معظم المثقفين والاعلاميين، بعد أن عانوا الأمرين من الرقابة خلال العقود السابقة. لكن هذه القضية عادت الى الواجهة مرة أخرى، حين أثيرت من قبل أكثر من طرف، منها الجمارك الحدودية، ووزارتا الداخلية والثقافة، وأمانة مجلس الوزراء، حتى أن دائرة الثقافة والنشر الكردية كرست ندوة للموضوع قبل فترة، شارك فيها متخصصون، ومثقفون، ما يكشف حجم هذا الهاجس في الأوساط الثقافية والاعلامية".
ثم يأتي الكاتب على ذكر بعض حوادث رقابة المطبوعات في العهود الماضية، ويجول على جوانب مختلفة من رقابة المطبوعات، وما سببته الرقابة وما يمكن ان تسببه من اشكالات في الواقع الثقافي العراقي. وينهي الكاتب شاكر الانباري مقاله بالقول: "ان عودة الرقابة هو القضاء على أهم ركائز الديمقراطية، إذ لا يمكن لنظام ديمقراطي ما ان ينمو ويترسخ إلاّ باحترام حرية التعبير، التي تعد المرتكز الأساس للحريات جميعا، ولحقوق الانسان ومعتقده على وجه الخصوص".
**أطلقت محافظة صلاح الدين أسبوعها الثقافي الأول في العاصمة الأميركية واشنطن، وتخللت الاسبوع أمسيات شعرية، وعزف مقطوعات موسيقية، ومحاضرات عن الارث الثقافي والحضاري للمحافظة.
ضيـف العدد:
هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" يستضيف الشاعر مروان عادل حمزة، رئيس نادي الشعر العراقي، لا للحديث عن الشعر، بل عن ظاهرة ملفتة اصبحت شائعة في الوسط الثقافي العراقي، بحكم تماسه المستمر مع هذا الوسط، لاشرافه على تنظيم العديد من الفعاليات الثقافية.
يرى الشاعر ان شيئا من المجاملات والاخوانيات كان شائعا في المجتمعات الادبية العربية والعراقية المختلفة، لأن هناك سمة جماعية في التجمعات الادبية، ولهذا فان بعضا من هذا المجاملات هي مجاملات طبيعية. ولكن ما يجري حاليا في الوسط الثقافي العراقي شيء مختلف، اذ ان الامر تجاوز حدوده، واصبح المديح يكال هنا وهناك على حساب النقد الحقيقي، الذي يركز على العمل او المنجز او النص نفسه.
وما التزاحم على المنصات أو على المايكروفونات خلال الندوات المختلفة، كما يقول الشاعر، إلاّ تعبير عن حب الظهور والمجاملة المجانية. أما في المهرجانات الشعرية وغيرها فالأمر اسوأ بكثير، إذ ان الاتصالات بالمسؤولين عن تنظيم المهرجان تبدأ قبل فترة طويلة من بدء المهرجان نفسه، للتنسيق معهم، وكثيرا ما يتم دعوة العديد من الكتاب، وتدرج اسماؤهم ضمن قائمة المشاركين في القراءات على سبيل المجاملة، ولكي يتم التصفيق لهم مجاملة ايضا، واحيانا يكتب عنهم لاحقا في الصحف من باب المجاملة كذلك!!
ويضرب الشاعر مثلا على ذلك بان قائمة معينة لتسلسل الشعراء الذين يقرأون في مهرجان معين، تستمر بتكرار نفسها، مثلما هي لعدة مهرجانات تالية بحكم المجاملات، والتحرج من احداث تغيير في الاسماء أو في تسلسلها.
اما عن ظاهرة المجاملة في التغطيات الاعلامية للفعاليات الثقافية، فيقول الشاعر انه بدأ يعرف مسبقا أي الفضائيات ستحضر، أو ستغيب عن الفعالية الفلانية، بحكم معرفته بشبكة العلاقات الاجتماعية والشخصية في الوسط الثقافي والاعلامي.
وينهي الشاعر مروان عادل حمزة، رئيس نادي الشعر العراقي حديثه بالقول انه تطرق الى بعض مظاهر المجاملات السلبية في المشهد الثقافي العراقي، ولكن هناك ما هو اسوأ بكثير ما يصعب البوح به.
وقفـــة:
في عدد هذا الاسبوع من "المجلة الثقافية" نتوقف مع مقال في جريدة الصباح للكاتب شاكر الانباري حمل عنوان: "رقابة على المطبوعات مجددا".يقول الانباري "أثيرت قضية الرقابة على المطبوعات قبل سنوات، بعد أن تم ضبط شاحنة محملة بكتب ذات أغلفة عادية، لكن داخلها كان عبارة عن منشورات، وكتب مذهبية ذات نفس تحريضي. وكانت تلك الكتب، حسب ما تناقلته وسائل الاعلام، قد دخلت من الحدود السورية.
وعلى الرغم من أن هذه الحادثة ليست الوحيدة التي دفعت بالقائمين على السلطة الى المطالبة باعادة الرقابة على المطبوعات من جديد، وعلى الرغم من ان التحريض المذهبي في العراق أصبح من المحرمات، ويثير الحساسية لدى الفرد العادي، الا ان هاجس اعادة الرقابة ما زال يدغدغ خيال بعض المسؤولين العراقيين، إذ ان طعم حرية النشر غير مستساغ على ما يبدو لدى كهنوت الفكر والسياسة والفن والأدب".
ويمضي الكاتب في وصف حال رقابة المطبوعات في العراق خلال الفترة الماضية والحاضرة بقوله"المعروف ان قليلا من الدول العربية تخلصت من وباء الرقابة على المطبوعات والأعمال الفنية، ومنها العراق في عهده الجديد. وكان الغاء رقابة وزارة الاعلام على ما يطبع في الداخل أو يستورد من السوق الخارجية، مثار ارتياح معظم المثقفين والاعلاميين، بعد أن عانوا الأمرين من الرقابة خلال العقود السابقة. لكن هذه القضية عادت الى الواجهة مرة أخرى، حين أثيرت من قبل أكثر من طرف، منها الجمارك الحدودية، ووزارتا الداخلية والثقافة، وأمانة مجلس الوزراء، حتى أن دائرة الثقافة والنشر الكردية كرست ندوة للموضوع قبل فترة، شارك فيها متخصصون، ومثقفون، ما يكشف حجم هذا الهاجس في الأوساط الثقافية والاعلامية".
ثم يأتي الكاتب على ذكر بعض حوادث رقابة المطبوعات في العهود الماضية، ويجول على جوانب مختلفة من رقابة المطبوعات، وما سببته الرقابة وما يمكن ان تسببه من اشكالات في الواقع الثقافي العراقي. وينهي الكاتب شاكر الانباري مقاله بالقول: "ان عودة الرقابة هو القضاء على أهم ركائز الديمقراطية، إذ لا يمكن لنظام ديمقراطي ما ان ينمو ويترسخ إلاّ باحترام حرية التعبير، التي تعد المرتكز الأساس للحريات جميعا، ولحقوق الانسان ومعتقده على وجه الخصوص".