ينتمي العراق الى مجموعة من الدول التي مرت عليها ظروف استثنائية بقسوتها وآثارها المدمرة. وإذا كانت الدكتاتورية وباء ابتلت به كثرة من شعوب العالم الثالث بخاصة فان قلة منها تفننت دكتاتوريتها في تعذيب شعبها مثلما فعلت دكتاتورية النظام السابق في العراق.
وكأن اضطهاد الداخل لا يكفي حرصت دكتاتورية العراق على إقحامه في مغامرات وحروب خارجية تضافرت مع القمع الداخلي لإشاعة الخراب في حياة العراقيين بكل نواحيها.
إزاء هذا التاريخي الزاخر بالفجائع اكتسب الشعب العراقي حساسية متميزة في تقديره للسلام بوصفه قيمة طال غيابها عن بلاد الرافدين ومهد الحضارات الانسانية.
وبمناسبة يوم السلام العالمي في 21 ايلول وجهت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) كلمة اكدت فيها ما يصبو اليه العراقيون باعلانها ان السلام يُعتبر من أغلى الاحتياجات الإنسانية.
وجاء في الكلمة التي القاها مادو اتشاريا مدير الشؤون السياسية والدستورية في يونامي ان العراقيين ما زالوا يدفعون ثمنا باهظا من اجل ترسيخ السلام في بلدهم. وقال المسؤول الدولي ان الدرب يبقى طويلا واعمال العنف العشوائية تقع بصورة يومية.
ولفت اتشاريا في كلمته الى ان العراق ما زال يواجه العديد من التحديات مؤكدا "ان هناك انتهاكات مستمرة لحقوق الانسان وقضايا سياسية يتعين ان تُعالج".
ودعا المسؤول الدولي الى توسيع مشاركة المرأة في العملية السياسية وتوفير حماية أشد فاعلية للأقليات والاستجابة لتطلعات الشباب على نحو أفضل وتعزيز المؤسسات على أساس المبادئ الديمقراطية. وشدد على أهمية ان يستعيد العراق مكانته الدولية ويخرج من احكام الفصل السابع قريبا.
اذاعة العراق الحر التقت عضو مجلس النواب عن التحالف الوطني محمد صيهود الذي اعتبر ان إبقاء العراق تحت احكام الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة فقد مبرراته لأنه لم يعد يشكل خطرا على السلم العالمي ، كما كان في زمن النظام السابق.
وفيما يتعلق بتحذير بعثة الأمم المتحدة من استمرار انتهاكات حقوق الانسان قال النائب صيهود ان سجل الحكم في مجال حقوق الانسان نظيف بالمقارنة مع أنظمة عديدة أخرى في حين اعرب عن اقتناعه بحل القضايا العالقة التي اشارت اليها الأمم المتحدة في بيانها.
عضو مجلس النواب عن القائمة العراقية عبد الكريم الحطاب طالب الولايات المتحدة بالتحرك لإخراج العراق من احكام الفصل السابع وتعويضه عما لحق به من اضرار منذ الاحتلال وحتى الآن. ولاحظ الحطاب ان العراق ما زال بحاجة الى مساعدة في مجال حقوق الانسان داعيا الى احترامها بعد اعتماد الديمقراطية نظاما سياسيا.
عضو مجلس النواب عن التحالف الكردستاني والشخصية السياسية المستقلة محمود عثمان من جهته اعاد التذكير بوعود الولايات المتحدة منذ سنتين بمساعدة العراق على الخروج من الفصل السابع. واتفق عثمان مع ما استعرضه بيان بعثة الأمم المتحدة من مشاكل وقضايا عالقة ودعا المنظمة الدولية الى مساعدة العراق على تجاوزها لا سيما وانه ورث تركة خطيرة من القمع والحروب.
استاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية اسامة مرتضى أوضح ان العراق ما زال في بداية تجربته الديمقراطية ومشاكله لن تُحل بين ليلة وضحاها.
المزيد في الملف الصوتي أدناه الذي ساهم فيه مراسل اذاعة العراق الحر في بغداد خالد وليد