"عين ثالثة" زارت هذا الأسبوع الكوت والفلوجة. ففي الاولى تعرفنا على رجل اختار مهنة غريبة هي تربية الأفاعي والعقارب. أما في الفلوجة فزرنا حي التنك لنرى كيف يعيش الناس هناك حياة لا تشبه حياة البشر في أي شئ.
*** *** ***
يبدو أن تربية الافاعي والعقارب مهنة مربحة، وتدرعلى أبو الحياية مالا، لاسيما عندما يكون سم الأفاعي مطلوبا لأغراض عدة، منها تسهيل الحمل والإنجاب، وما شابه من المعتقدات الشعبية.
قصة أبو الحيايه يرويها لنا سيف عبد الرحمن:
يمارس جمعة جبر تايه مهنة المداواة بسم الافاعي والعقـارب منذ اكثر من 30 عاما.
جمعة من مواليد 1965 ويلقب بـ"ابو الحيايه" ويتخذ من احد زوايا ساحة العامل، وسط مدينة الكوت، مكانا لعرض بضاعته من الافاعي والعقارب، وهي بضاعة تلقى رواجا بين الناس، خاصة بين النساء اللواتي يعشن في مناطق ريفية.
التداوي بسم الافاعي والعقارب انتتشر مثل طب الاعشاب والحجامة في المحافظة واصبحت لهذا النوع من العلاج اسواق وعيادات خاصة.
بدأ جمعة ممارسة التداوي بسم الافاعي منذ طفولته، أي قبل حوالى 30 عاما. ويقول إن السم مفيد لعلاج تساقط الشعر غير الوراثي، ولامراض المفاصل، ولمنع الاجهاض، ولغسل العين من الماء الملوث.
ويقول جمعة إن عمله يزدهر عادة خلال فصل الصيف، وهو موسم صيد الافاعي عند ضفاف الانهار والبساتين والمزارع لأن الافاعي تمر بفترة سبات في الشتاء.
وعادة ما يصطاد جمعة ما بين 10 الى 15 أفعى شهريا ليبيع بعد ذلك كل أفعى بسعر يتراوح بين 20 ألف الى 25 الف دينار عراقي.
هذا ومن المعروف ان البعض يستخدم سم الافعى للحماية من الحسد ولابعاد الجن الخبيث حسب المعتقدات الشعبية، كما يؤمن هؤلاء بفاعلية سم الافاعي والعقارب في علاج بعض الامراض.
جمعة اشار الى ان بعض النساء يربطن الافعى حول خصورهن اعتقادا منهن انها تثبت الجنين في الرحم.
ويقول الفلاح جواد كاظم الذي يسكن احدى قرى مدينة الاحرار إن زوجته استخدمت الحية حزاما للظهر لتثبيت الجنين عند الحمل وجربته في المولود الاول الذي يبلغ حاليا من العمر خمس سنوات.
كاظم اسمى ابنه البكر كوبرا تيمنا بالافعـى بعد تعرض زوجته الى حالتي اجهاض.
ويقول جمعة جبر تايه انه الوحيد الذي يمارس مهنة صيد الافاعي في مدينة الكوت، وإن لديه زبائن في مدن عراقية اخرى، علما انه كان يقيم في بغداد قبل نيسان 2003 ثم اضطرته الاوضاع الامنية الى التوجه الى الكوت ليواصل ممارسة مهنته هناك.
*** *** ***
في الفلوجة زرنا ما يعرف بـ"حي التنك" وهو حي يقيم فيه بشر، غير أن الحياة التي يعيشونها لا تشبه حياة البشر في أي شئ.
احد سكان هذا الحي قال: البعض يستورد المرمر ليبني داره، ونحن ليس فوق رؤوسنا غير "الـﭽينكو" ثم تساءل عن مصير المليارات التي تضخها الحكومة ثم لا تصل إلى أي من المحرومين لتحسن من ظروف حياتهم.
من حي التنك، هذه قصة: أم عبير والحاج نعمة، يرويها احمد الهيتي:
"مناظر منازل الصفيح، او البيوت الطينية، ليست غريبة على العراقيين. فهناك عدد كبير من الفقراء يعيشون تحت سقوف لا تقيهم حر الصيف، ولا برد الشتاء، وتسمى شعبيا بسقوف "الـﭽينكو".
فعلى الرغم من الوعود الكثيرة التي أعطيت لمثل أسرة ام عبير، الا انها ما تزال تعيش في ما يسمى بالمنزل، الذي يتكون من حائط وسقف من الصفيح وباب لا يمكن اغلاقه.
تتكون هذه الأسرة من أحد عشرة فردا، وأم عبير هي المعيل الوحيد لها وتعاني من مشكلة اخرى وهي ان ثلاثة من افرادها لا يملكون اي مستمسك رسمي يثبت بانهم عراقيون.
معاناة ام عبير وافراد اسرتها كبيرة. فهم يعيشون في حال من الفقر المدقع ولا يمكنهم حتى الاحتفال بالعيد لعدم قدرة والدتهم على شراء ملابس لأولادها.
وليس بعيدا عن أسرة أم عبير يجلس الحاج نعمة أمام باب منزله الذي لا يختلف عن منزل أم عبير، لكنه واطفاله وأسرته المتكونة من ثلاثة عشر فردا يعملون في جمع القناني الفارغة وبيعها لقاء مبلغ زهيد ليواصلوا به مسيرة الحياة الصعبة التي يعيشونها.
الحاج نعمة هُدد لاكثر من مرة بالطرد من منزله بسبب تجاوزه على ارض حكومية، إلاّ انه رفض الخروج لأنه لا يمتلك أي مكان اخر يلجأ اليه.
عضو مجلس محافظة الانبار علي الدرب وعد هذه الأسر بشمولها بالخطة الجديدة، التي اقرها المجلس لبناء مجمعات سكنية بكلفة تتجاوز ملياري دينار، لتوزعها على الاسر الفقيرة في المحافظة.
ووعد الدرب في حديثه لاذاعة العراق الحر أسرة أم عبير وغيرها بأنهم لن يبقوا في منازلهم الحالية خلال فصل الشتاء المقبل لانهم سينتقلون الى منازل جديدة.
مئات بل آلآف منازل الصفيح العشوائية توجد في العراق وللأنبار نصيبها ايضا. ففي الفلوجة يعيش معظم سكان حي التنك على صدقات اغنياء البلد، ومثل هذه الأسر تبقى تنتظر العون الذي يتأخر على الدوام".
*** *** ***
أبو الحيايه: الحيّـــة حــزام وسمُّهــا عــلاج
يبدو أن تربية الافاعي والعقارب مهنة مربحة، وتدرعلى أبو الحياية مالا، لاسيما عندما يكون سم الأفاعي مطلوبا لأغراض عدة، منها تسهيل الحمل والإنجاب، وما شابه من المعتقدات الشعبية.
قصة أبو الحيايه يرويها لنا سيف عبد الرحمن:
يمارس جمعة جبر تايه مهنة المداواة بسم الافاعي والعقـارب منذ اكثر من 30 عاما.
جمعة من مواليد 1965 ويلقب بـ"ابو الحيايه" ويتخذ من احد زوايا ساحة العامل، وسط مدينة الكوت، مكانا لعرض بضاعته من الافاعي والعقارب، وهي بضاعة تلقى رواجا بين الناس، خاصة بين النساء اللواتي يعشن في مناطق ريفية.
التداوي بسم الافاعي والعقارب انتتشر مثل طب الاعشاب والحجامة في المحافظة واصبحت لهذا النوع من العلاج اسواق وعيادات خاصة.
بدأ جمعة ممارسة التداوي بسم الافاعي منذ طفولته، أي قبل حوالى 30 عاما. ويقول إن السم مفيد لعلاج تساقط الشعر غير الوراثي، ولامراض المفاصل، ولمنع الاجهاض، ولغسل العين من الماء الملوث.
ويقول جمعة إن عمله يزدهر عادة خلال فصل الصيف، وهو موسم صيد الافاعي عند ضفاف الانهار والبساتين والمزارع لأن الافاعي تمر بفترة سبات في الشتاء.
وعادة ما يصطاد جمعة ما بين 10 الى 15 أفعى شهريا ليبيع بعد ذلك كل أفعى بسعر يتراوح بين 20 ألف الى 25 الف دينار عراقي.
هذا ومن المعروف ان البعض يستخدم سم الافعى للحماية من الحسد ولابعاد الجن الخبيث حسب المعتقدات الشعبية، كما يؤمن هؤلاء بفاعلية سم الافاعي والعقارب في علاج بعض الامراض.
جمعة اشار الى ان بعض النساء يربطن الافعى حول خصورهن اعتقادا منهن انها تثبت الجنين في الرحم.
ويقول الفلاح جواد كاظم الذي يسكن احدى قرى مدينة الاحرار إن زوجته استخدمت الحية حزاما للظهر لتثبيت الجنين عند الحمل وجربته في المولود الاول الذي يبلغ حاليا من العمر خمس سنوات.
كاظم اسمى ابنه البكر كوبرا تيمنا بالافعـى بعد تعرض زوجته الى حالتي اجهاض.
ويقول جمعة جبر تايه انه الوحيد الذي يمارس مهنة صيد الافاعي في مدينة الكوت، وإن لديه زبائن في مدن عراقية اخرى، علما انه كان يقيم في بغداد قبل نيسان 2003 ثم اضطرته الاوضاع الامنية الى التوجه الى الكوت ليواصل ممارسة مهنته هناك.
*** *** ***
سكان بيوت "الـﭽينكو" بانتظار الفرج
في الفلوجة زرنا ما يعرف بـ"حي التنك" وهو حي يقيم فيه بشر، غير أن الحياة التي يعيشونها لا تشبه حياة البشر في أي شئ.
احد سكان هذا الحي قال: البعض يستورد المرمر ليبني داره، ونحن ليس فوق رؤوسنا غير "الـﭽينكو" ثم تساءل عن مصير المليارات التي تضخها الحكومة ثم لا تصل إلى أي من المحرومين لتحسن من ظروف حياتهم.
من حي التنك، هذه قصة: أم عبير والحاج نعمة، يرويها احمد الهيتي:
"مناظر منازل الصفيح، او البيوت الطينية، ليست غريبة على العراقيين. فهناك عدد كبير من الفقراء يعيشون تحت سقوف لا تقيهم حر الصيف، ولا برد الشتاء، وتسمى شعبيا بسقوف "الـﭽينكو".
فعلى الرغم من الوعود الكثيرة التي أعطيت لمثل أسرة ام عبير، الا انها ما تزال تعيش في ما يسمى بالمنزل، الذي يتكون من حائط وسقف من الصفيح وباب لا يمكن اغلاقه.
تتكون هذه الأسرة من أحد عشرة فردا، وأم عبير هي المعيل الوحيد لها وتعاني من مشكلة اخرى وهي ان ثلاثة من افرادها لا يملكون اي مستمسك رسمي يثبت بانهم عراقيون.
معاناة ام عبير وافراد اسرتها كبيرة. فهم يعيشون في حال من الفقر المدقع ولا يمكنهم حتى الاحتفال بالعيد لعدم قدرة والدتهم على شراء ملابس لأولادها.
وليس بعيدا عن أسرة أم عبير يجلس الحاج نعمة أمام باب منزله الذي لا يختلف عن منزل أم عبير، لكنه واطفاله وأسرته المتكونة من ثلاثة عشر فردا يعملون في جمع القناني الفارغة وبيعها لقاء مبلغ زهيد ليواصلوا به مسيرة الحياة الصعبة التي يعيشونها.
الحاج نعمة هُدد لاكثر من مرة بالطرد من منزله بسبب تجاوزه على ارض حكومية، إلاّ انه رفض الخروج لأنه لا يمتلك أي مكان اخر يلجأ اليه.
عضو مجلس محافظة الانبار علي الدرب وعد هذه الأسر بشمولها بالخطة الجديدة، التي اقرها المجلس لبناء مجمعات سكنية بكلفة تتجاوز ملياري دينار، لتوزعها على الاسر الفقيرة في المحافظة.
ووعد الدرب في حديثه لاذاعة العراق الحر أسرة أم عبير وغيرها بأنهم لن يبقوا في منازلهم الحالية خلال فصل الشتاء المقبل لانهم سينتقلون الى منازل جديدة.
مئات بل آلآف منازل الصفيح العشوائية توجد في العراق وللأنبار نصيبها ايضا. ففي الفلوجة يعيش معظم سكان حي التنك على صدقات اغنياء البلد، ومثل هذه الأسر تبقى تنتظر العون الذي يتأخر على الدوام".