بين من يؤكد ان الأرقام والإحصاءات عن عدد الأرمل ومعيلات الأسر لا تعكس الواقع بسبب غياب إحصاءات دقيقة، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق عن وجود أكثر من مليون امرأة تكافحن في ظل ظروف معيشية قاسية، من اجل إعالة أسرهن، وتأمين الطعام لأفرادها.
وقدم رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق ماغني بارث خلال مؤتمر صحفي عقده في الرابع والعشرين من شهر آب نتائج دراسة استقصائية قامت بها اللجنة الدولية من أجل التوصل إلى فهم أفضل لوضع النساء اللواتي يتحملن وحدهن وزر رعاية العائلة.
وتضمنت الدراسة مقابلات مع 119 امرأة وعرضت صورة للخيارات الصعبة التي يتعين على المرأة اتخاذها من أجل تأمين لقمة العيش للعائلة في غياب الزوج أو الأب أو الأخ.
وذكر ماغني بارث ان حوالي 70 % من هؤلاء النساء ينفقن أكثر مما يكسبن. ويعتمدن على حلول مؤقتة لمواجهة الأزمة مثل الاقتراض والاستدانة وبيع الممتلكات وخفض الانفاق على حاجات ضرورية مثل التعليم والصحة.
وأشارت الدراسة إلى إن 40% من الأسر التي قابلها الصليب الأحمر اضطرت الى إرسال أبنائها الذين لا تتجاوز أعمارهم 12 او 13 عاما الى العمل.
وعلى الرغم من إقرار اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالجهود التي بذلت حتى الآن لتحسين أوضاع هؤلاء النساء من خلال برامج الدعم وحصولهن على راتب الرعاية الاجتماعية، قال ماغني بارث ان نتائج الدراسة التي قامت بها اللجنة اشارت الى حصول 20% فقط من المعيلات لاسرهن على رواتب الرعاية. وان ما يقدم للمعيلات من رعاية اجتماعية لايناسب عددهن.
رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر في العراق ماغني بارث تحدث عن مشاكل تواجه عملية دعم المعيلات لاسرهن بسبب الخلل في نظام شبكة الرعاية الاجتماعية، وناشد بارث الجهات المعنية بتوحيد الجهود واتخاذ مزيد من الاجراءات للحد من مشاكل تواجه هذه الشريحة من النسا.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر باشرت منذ عام 2009 تقديم منح ومساعدات مالية لاكثر من الف امرأة معيلة، واعلن ماغني بارث ان اللجنة الدولية ستقدم هذه السنة والسنة المقبلة مساعدات مالية إلى حوالي 6000 امرأة أخرى اضافة الى تقديم منح مالية لمساعدة بعض النساء على فتح مشاريع صغيرة.
قالت نائبة رئيسة لجنة المرأة والأسرة والطفولة في مجلس النواب سميرة الموسوي ان الجميع يعرف الأزمة التي تمر بها المرأة المعيلة ولكن من الصعب الحديث عن حجم هذه المشكلة وتقدير عدد النساء المعيلات لأسرهن بسبب غياب إحصاءات رسمية دقيقة.
وأقرت الموسوي بوجود تلكوء في دعم المعيلات ولكن ليس بالطريقة التي نقلتها اللجنة الدولية للصليب الاحمر.
ولم تنف الموسوي وجود خلل في نظام الرعاية الاجتماعية في الماضي ولكنها أشارت الى التطور الكبير الذي تحقق لاحقا في نظام شبكة الرعاية الاجتماعية الذي يقدم إعانات ورواتب الى أكثر من مليون اسرة.
نائبة رئيس لجنة المرأة والاسرة والطفولة في مجلس النواب ذكرت ان دعم المرأة المعيلة لم يقتصر فقط على تقديم راتب لها وان تشكيل دائرة خاصة تحمل اسم المرأة المعيلة ما هو الا دليل على مدى اهتمام الجهات المعنية بهذه الشريحة
ذكرت اللجنة الدولية للصليب الاحمر – بعثة العراق ان الكثير من النساء في العراق يواجهن تحديات في ما يتعلق برعاية أُسَرهُنَّ وكسب الدخل والمشاركة في الحياة الاجتماعية والمهنية. ومنذ اندلاع أعمال العنف بعد عام 2003، تزايدت مخاطر وقوعهن بين تبادل النيران، ما أدى الى مقتلهن أو جرحهن أو طردهن من منازلهن. ومع مقتل أزواجهن أو غيابهم، وقع وزر رعاية العائلة فجأة على أكتافهن.
وتقول كارولين دوييه مديرة برنامج "النساء والحرب" في اللجنة الدولية للصليب الأحمر- بعثة العراق، إنه بغض النظر عن ظروف الخسارة، فإن مجرد غياب المعيل التقليدي يؤثر مباشرة على وضع العائلة المادي. وأضافت ان ملاحظات اللجنة الدولية في أنحاء العراق قادت إلى الاستنتاج المؤلم بأن غياب الموارد الكافية والمنتظمة على مدى السنوات الماضية ألقت بالكثير من العائلات في فقر مدقع.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي ساهمت في اعداده مراسلة الاذاعة في بغداد ليلى أحمد