فيما بدأت إيران عمليةً جديدة ضد مسلّحين كرد في المنطقة الحدودية العراقية أكدت منظمة دولية تعنى بحقوق الإنسان أهمية أن تستثني أي هجمات إيرانية وتركية مدنيين عراقيين واصفةً الوضعَ الحالي بأنه "في غاية السوء."
الحرسُ الثوري الإيراني أعلنَ السبت أن العملية العسكرية التي أطلقَها ظهر الجمعة أسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن ثلاثين من عناصر حزب "الحياة الحرة" المعروف باسم (بيجاك). ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن مسؤول عسكري أن العملية التي "ما تزال مستمرة" بدأت بعد انتهاء رمضان الذي مُنحَت خلاله (بيجاك) مهلةَ شهرٍ لوقفِ نشاطاتها التي تضمّنت نصبَ كمائن وشنّ هجمات على خطوط أنابيب الغاز. فيما نقلت وكالة رويترز للأنباء عن شهود عيان أن منطقة الحدود الجبلية مع العراق شهدت السبت "قتالاً وقصفاً عنيفاً." كما أعلن مسؤول محلي عراقي مقتل أحد المدنيين من سكان منطقة حاجي عمران برصاص قناصة إيرانيين. وفي تأكيده هذا النبأ، أوضح قائمقام قضاء جومان عبد الواحد كواني لإذاعة العراق الحر أن الضحية الذي كان من رعاة الأغنام أصيب بجروح خطيرة قبل أن يفارق الحياة أثناء نقله إلى أحد مستشفيات أربيل. وأضاف أن القصف من الجانب الإيراني على المنطقة الحدودية العراقية كان ما يزال مستمراً حتى ساعة إدلائه بالتصريح يوم السبت.
يذكر أن منطقة الحدود العراقية المتاخمة لإيران وتركيا تعرّضت الشهر الماضي لعملياتِ قصفٍ أو ضربات جوية من جانبيْ الدولتين الجارتين اللتين قالتا إنهما تستهدفان مسلحين كرد من أعضاء (بيجاك) وحزب العمال الكردستاني التركي المعروف اختصاراً باسم (بي.كي.كي.) والذي يقاتل منذ 27 عاماً للحصول على حكم ذاتي للكرد بجنوب شرقي تركيا في صراع سقط خلاله نحو 45 ألف قتيل.
وفي عرضها للتطورات، ذكرت رويترز أن التعامل مع هذا الحزب يُشكّل "مهمة صعبة لحكومة إقليم كردستان العراق.. مع وجود إيران إلى الشرق وتركيا إلى الشمال والحكومة المركزية العراقية الهشّة إلى الجنوب والتي ما يزال الكرد على خلاف معها بشأن حقوق تتعلق بالأرض والنفط." كما نقلت هذه الوكالة عن الناطق باسم حزب العمال الكردستاني دوزدار حمو القول "بعد أن أدركنا أن القوات الإيرانية لا تستهدف فحسب حزب بيجاك بل تستهدف جميع الكرد وانجازاتهم فلهذا السبب نعلن أننا سنبدأ اعتباراً من الآن فصاعداً القتال ضد القوات الإيرانية جنباً إلى جنب مع مقاتلي بيجاك".
في غضون ذلك، أكد سكان ومسؤولون محليون أن العمليات العسكرية التركية والإيرانية دفعت مئات المدنيين العراقيين إلى الفرار من منازلهم إلى مخيمات صغيرة منذ منتصف تموز.
وفي أحدث تقرير نَشَرته الجمعة تحت عنوان (كردستان العراق: لابد أن تستثني الهجمات الحدودية المدنيين العراقيين)، قالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" Human Rights Watch الدولية غير الحكومية التي تعنى بحقوق الإنسان إن الهجمات الحدودية التي تشنّها إيران وتركيا على منطقة كردستان العراق أسفرت عن مقتل عشرة مدنيين على الأقل وأدت إلى نزوح المئات منذ منتصف تموز 2011. وأضافت أن بعض الهجمات ربما شُنّت "دون بذل محاولات كافية لضمان تقليص الضرر اللاحق بالمدنيين لأقصى حد."
التقرير المنشور على الموقع الإلكتروني لمنظمة (هيومان رايتس ووتش) بتاريخ الثاني من أيلول: http://www.hrw.org/ar/news/2011/09/02
نَقل عن سكان ومسؤولين عراقيين ن العديد من المناطق المستهدَفة مدنية تماماً ولا تستخدمها جماعات مسلّحة. وأضافت المنظمة أن الأدلة والقرائن تظهر "أن القصف الإيراني المنظّم ربما كان محاولة لإجبار المدنيين العراقيين على الابتعاد عن بعض المناطق القريبة من الحدود الإيرانية."
ونسَبت إلى جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش" قوله إن المدنيين في شمال العراق "يعانون عاماً بعد عام من الهجمات على الحدود، لكن الوضع الآن في غاية السوء. على كل من إيران وتركيا بذل كل المستطاع لحماية المدنيين وأملاكهم من الضرر، مهما كانت أسباب هجماتهما على كردستان العراق".
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري الذي قال لإذاعة العراق الحر "إن موضوع التجاذبات بين كل من تركيا من جهة وإيران من جهة أخرى وتجاوز هاتين الدولتين على سيادة العراق في المنطقة الشمالية تحديداً يعود إلى الكثير من الأسباب التي يتعلق بعضها بالجانب العراقي وبعضها الآخر بالجوانب الداخلية في هذين البلدين اللذين يشتركان الآن بالقول إن مسلحين كرد يتواجدون في مناطق داخل العراق ويشكّلون تهديداً على أمنهما القومي.....وإزاء ذلك ينبغي على الجانب العراقي أن تكون لديه رؤية سياسية حكيمة لا تسمح لهذين البلدين أن يتخذا هذه الذريعة للتجاوز على سيادة العراق........"
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ظهر الأحد، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن موضوعات أخرى ذات صلة بالمواقف التي يعتقد أن كلاً من حكومة إقليم كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد أن تتخذها لردع أنقرة وطهران من مواصلة عمليات عسكرية داخل أراضٍ في شمال البلاد. كما أجاب عن سؤال يتعلق بما يمكن أيضاً للجانب الأميركي أن يبذله باعتبار أنه يشارك في لجنة أمنية مشتركة مع العراق وتركيا.
من جهته، قال الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط الدكتور علي رضا نوري زاده لإذاعة العراق الحر "يبدو أن العمليات الأخيرة ضد بيجاك من قبل النظام الإيراني لم تكن منسّقة مع الجانب التركي..إيران تبحث عن أهداف غير محددة، وفي الوقت الحاضر لديها هدف للضغط على الأكراد في شمال العراق إذ أنها ليست مرتاحة لما يدور في كردستان العراق.......".
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د. علي الجبوري، والخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط د. علي رضا نوري زاده.
الحرسُ الثوري الإيراني أعلنَ السبت أن العملية العسكرية التي أطلقَها ظهر الجمعة أسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن ثلاثين من عناصر حزب "الحياة الحرة" المعروف باسم (بيجاك). ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن مسؤول عسكري أن العملية التي "ما تزال مستمرة" بدأت بعد انتهاء رمضان الذي مُنحَت خلاله (بيجاك) مهلةَ شهرٍ لوقفِ نشاطاتها التي تضمّنت نصبَ كمائن وشنّ هجمات على خطوط أنابيب الغاز. فيما نقلت وكالة رويترز للأنباء عن شهود عيان أن منطقة الحدود الجبلية مع العراق شهدت السبت "قتالاً وقصفاً عنيفاً." كما أعلن مسؤول محلي عراقي مقتل أحد المدنيين من سكان منطقة حاجي عمران برصاص قناصة إيرانيين. وفي تأكيده هذا النبأ، أوضح قائمقام قضاء جومان عبد الواحد كواني لإذاعة العراق الحر أن الضحية الذي كان من رعاة الأغنام أصيب بجروح خطيرة قبل أن يفارق الحياة أثناء نقله إلى أحد مستشفيات أربيل. وأضاف أن القصف من الجانب الإيراني على المنطقة الحدودية العراقية كان ما يزال مستمراً حتى ساعة إدلائه بالتصريح يوم السبت.
يذكر أن منطقة الحدود العراقية المتاخمة لإيران وتركيا تعرّضت الشهر الماضي لعملياتِ قصفٍ أو ضربات جوية من جانبيْ الدولتين الجارتين اللتين قالتا إنهما تستهدفان مسلحين كرد من أعضاء (بيجاك) وحزب العمال الكردستاني التركي المعروف اختصاراً باسم (بي.كي.كي.) والذي يقاتل منذ 27 عاماً للحصول على حكم ذاتي للكرد بجنوب شرقي تركيا في صراع سقط خلاله نحو 45 ألف قتيل.
وفي عرضها للتطورات، ذكرت رويترز أن التعامل مع هذا الحزب يُشكّل "مهمة صعبة لحكومة إقليم كردستان العراق.. مع وجود إيران إلى الشرق وتركيا إلى الشمال والحكومة المركزية العراقية الهشّة إلى الجنوب والتي ما يزال الكرد على خلاف معها بشأن حقوق تتعلق بالأرض والنفط." كما نقلت هذه الوكالة عن الناطق باسم حزب العمال الكردستاني دوزدار حمو القول "بعد أن أدركنا أن القوات الإيرانية لا تستهدف فحسب حزب بيجاك بل تستهدف جميع الكرد وانجازاتهم فلهذا السبب نعلن أننا سنبدأ اعتباراً من الآن فصاعداً القتال ضد القوات الإيرانية جنباً إلى جنب مع مقاتلي بيجاك".
في غضون ذلك، أكد سكان ومسؤولون محليون أن العمليات العسكرية التركية والإيرانية دفعت مئات المدنيين العراقيين إلى الفرار من منازلهم إلى مخيمات صغيرة منذ منتصف تموز.
وفي أحدث تقرير نَشَرته الجمعة تحت عنوان (كردستان العراق: لابد أن تستثني الهجمات الحدودية المدنيين العراقيين)، قالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" Human Rights Watch الدولية غير الحكومية التي تعنى بحقوق الإنسان إن الهجمات الحدودية التي تشنّها إيران وتركيا على منطقة كردستان العراق أسفرت عن مقتل عشرة مدنيين على الأقل وأدت إلى نزوح المئات منذ منتصف تموز 2011. وأضافت أن بعض الهجمات ربما شُنّت "دون بذل محاولات كافية لضمان تقليص الضرر اللاحق بالمدنيين لأقصى حد."
التقرير المنشور على الموقع الإلكتروني لمنظمة (هيومان رايتس ووتش) بتاريخ الثاني من أيلول: http://www.hrw.org/ar/news/2011/09/02
نَقل عن سكان ومسؤولين عراقيين ن العديد من المناطق المستهدَفة مدنية تماماً ولا تستخدمها جماعات مسلّحة. وأضافت المنظمة أن الأدلة والقرائن تظهر "أن القصف الإيراني المنظّم ربما كان محاولة لإجبار المدنيين العراقيين على الابتعاد عن بعض المناطق القريبة من الحدود الإيرانية."
ونسَبت إلى جو ستورك، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في "هيومن رايتس ووتش" قوله إن المدنيين في شمال العراق "يعانون عاماً بعد عام من الهجمات على الحدود، لكن الوضع الآن في غاية السوء. على كل من إيران وتركيا بذل كل المستطاع لحماية المدنيين وأملاكهم من الضرر، مهما كانت أسباب هجماتهما على كردستان العراق".
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري الذي قال لإذاعة العراق الحر "إن موضوع التجاذبات بين كل من تركيا من جهة وإيران من جهة أخرى وتجاوز هاتين الدولتين على سيادة العراق في المنطقة الشمالية تحديداً يعود إلى الكثير من الأسباب التي يتعلق بعضها بالجانب العراقي وبعضها الآخر بالجوانب الداخلية في هذين البلدين اللذين يشتركان الآن بالقول إن مسلحين كرد يتواجدون في مناطق داخل العراق ويشكّلون تهديداً على أمنهما القومي.....وإزاء ذلك ينبغي على الجانب العراقي أن تكون لديه رؤية سياسية حكيمة لا تسمح لهذين البلدين أن يتخذا هذه الذريعة للتجاوز على سيادة العراق........"
وفي المقابلة التي أجريتها عبر الهاتف ظهر الأحد، تحدث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي عن موضوعات أخرى ذات صلة بالمواقف التي يعتقد أن كلاً من حكومة إقليم كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد أن تتخذها لردع أنقرة وطهران من مواصلة عمليات عسكرية داخل أراضٍ في شمال البلاد. كما أجاب عن سؤال يتعلق بما يمكن أيضاً للجانب الأميركي أن يبذله باعتبار أنه يشارك في لجنة أمنية مشتركة مع العراق وتركيا.
من جهته، قال الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط الدكتور علي رضا نوري زاده لإذاعة العراق الحر "يبدو أن العمليات الأخيرة ضد بيجاك من قبل النظام الإيراني لم تكن منسّقة مع الجانب التركي..إيران تبحث عن أهداف غير محددة، وفي الوقت الحاضر لديها هدف للضغط على الأكراد في شمال العراق إذ أنها ليست مرتاحة لما يدور في كردستان العراق.......".
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلتين مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د. علي الجبوري، والخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط د. علي رضا نوري زاده.