جَدّدت الولايات المتحدة القول إن الميليشيات المدعومة إيرانياً تشكّل خطراً على أمن العراق أكبر من خطر تنظيم القاعدة.
وفي أحدث تصريحاتٍ لكبير الناطقين باسم الجيش الأميركي في العراق
الميجر جنرال جيفري بيوكانان Major General Jeffrey Buchanan ،
كشف المسؤول العسكري أيضاً أن الولايات المتحدة نفّذت في حزيران الماضي ضربتين جويتين في العراق دون مشاركة من القوات العراقية.
بيوكانان الذي كان يتحدث إلى الصحافيين في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في واشنطن الثلاثاء ذكر أن الضربتين نُـفّذتا "دفاعاً عن النفس" لمنع هجماتٍ كانت الجماعات المسلّحة المتطرفة والمدعومة إيرانياً صعّدتها ضد قواعد أميركية في العراق ما أسفر عن سقوط أكبر عدد من القتلى العسكريين الأميركيين منذ عام 2008.
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الأميرال مايك مولن صرح خلال زيارته الأخيرة لبغداد بأن هذه الهجمات "تراجعت بشكل كبير" دون الخوض في التفاصيل التي تَـكشّفَ جانبٌ منها في تصريحات بيوكانان الذي أكد حقّ قوات بلاده في الدفاع عن نفسها بموجب اتفاقية (صوفا) السارية حتى 31 كانون الأول المقبل.
وفي عرضها للتصريحات، نقلت وكالتا رويترز وأسوشييتد برس للأنباء عنه القول إن إحدى الضربتين الجويتين نَفّذها فريق من سَـمتيات(أباتشي) على مسلّحين كانوا يطلقون صواريخ تستهدف قاعدة أميركية متاخمة لمطار البصرة الدولي. وأضاف أن العمليات الأميركية-العراقية المشتركة هي الخيار الأول "لكنها ليست ممكنة دائماً."
وفي إشارتـِه إلى سلسلةِ الهجمات التي استهدَفَت عدة مدن عراقية الاثنين ولم تعلن أي جهة المسؤولية عنها بعد، قال بيوكانان إنه في الوقت الذي قد تكون القاعدة مسؤولة عن العنف الأخير "إلا أن هذا التنظيم لا يشكّل تهديداً كبيراً على استقرار الدولة بقدر ما تُشكّله الميليشيات الشيعية"، على حد تعبيره.
وفي مُقارَنـتِها مع القاعدة، ذكر أن هذه الميليشيات هي "أكبر بكثير فضلاً عن أن لديها علاقات أعمق مع الأحزاب السياسية بالإضافة إلى صلاتها مع إيران."
وفيما يتعلق بالقاعدة، قَـدّرَ المسؤول العسكري الأميركي عددَ عناصرها في العراق ما بين 800 و1000 فرد بِمـَن فيهم المقاتلون والإعلاميون ومنسّقو الشؤون المالية للجماعة. لكنه ذكر أن هؤلاء، ومعظمهم عراقيون مع قلةٍ من المقاتلين الأجانب الذين يعبرون الحدود من سوريا "ما زالوا خطرين وما زالوا قادرين وسيواصلون من حين لآخر الإطلال برأسهم القبيح لشنّ هجمات بشعة ودنيئة"، بحسب تعبيره.
وفي تقريرٍ نَشَرته الأربعاء تحت عنوان (أكبر تهديد للعراق؟ الميليشيات المدعومة إيرانياً وليس القاعدة، وفقاً لمسؤول أميركي)، أبْـرَزت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) ما قالَـهُ بيوكانان في شأن القاعدة التي اعتَـبر أن التهديد الذي تُشكّلُه على أمن العراق يقلّ عن خطورة الميليشيات التي تـمدّها إيران بالدعم "على أساس يومي"، بحسب تعبيره.
وفي عرضها للتصريحات، ذكرت الصحيفة الأميركية البارزة أن جيش الولايات المتحدة يسعى جاهداً من أجل توفير التدريب الأفضل للقوات العراقية كي تتمكنّ من مواجهة التهديدات الأمنية بعد الانسحاب المقرر نهاية العام. وأضافَت أن بيوكانان تحدث أيضاً عما وصفها بـ"تحسينات في أداء قوات الأمن العراقية."
وكان بيوكانان أدلى في بغداد في الثالث من آب الحالي بتصريحاتٍ خاصة لإذاعة العراق الحر، قال فيها:
"فيما يتعلق بإستراتيجية إيران الشاملة وكيفية تشكيلها لدعم الجماعات المتشددة، أعتقد أننا شهدنا على العموم أن هذه الإستراتيجية لم تتغير على مرّ السنين. ذلك أن عناصر داخل إيران، وخاصةً فيلق القدس، كانت تُـركّز على إستراتيجيةٍ تستهدف إبقاء العراق ضعيفاً ومعزولاً.. بمعنى إبقائه معزولاً ليس فقط عن الولايات المتحدة بل عن بقية المنطقة أيضاً. ولقد استخدَمَت هذه العناصر داخل إيران وسائل سياسية واقتصادية بالإضافة طبعاً إلى الوسائل العسكرية في دعم الجماعات المتشددة العنيفة مثل عصائب أهل الحق وكتائب اليوم الموعود وبالتأكيد كتائب حزب الله من خلال تزويدهم بالأفراد وتجهيزهم وتدريبهم بهدفِ إبقاء الأمور غير مستقرة وبهدفِ إبقاء العراق ضعيفاً ومعزولا".
وفي ردّه على سؤال بشأن احتمالات وجود صلة بين إيران وتنظيم القاعدة في العراق، قال بيوكانان لإذاعة العراق الحر:
"أعلم أنه كانت هناك تقارير عن وجود صلة بين عناصر داخل إيران والقيادة العليا للقاعدة في أفغانستان وباكستان. لكننا لم نتوصل إلى تحديد أدلة تُظهر وجودَ تعاون بين أي عناصر داخل إيران مع القاعدة في العراق. يمكن أن يكون هناك تعاون من وقت لآخر على مستوى منخفض للغاية، أي على المستوى التكتيكي بمعنى أن إحدى المجموعات قد تستخدم فريقاً لإطلاق قذائف الهاون تابعاً لمجموعة أخرى لمجرد أنه يمتلك قدرة على إطلاق هذه القذائف. لكننا لم نرَ أي شيء يُظهر أن القيادة الإيرانية أو قيادة فيلق القدس تشارك بدعم القاعدة في العراق. وفي الواقع، كما تعلمون، إن الطرفين يتعارضان إيديولوجياً."
وفي تحليله لأحدث التصريحات التي أدلى بها بيوكانان في واشنطن الثلاثاء، أعرب الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط الدكتور علي رضا نوري زاده عن اعتقاده بأنها ليست جديدة في محتواها ولا تشكّل تحوّلاً في موقف واشنطن تجاه طهران.
وأضاف أنه "لفترة محددة وخاصةً بسبب توصيات حكومة المالكي، أعطت الولايات المتحدة الأميركية لجهازها العسكري والأمني في العراق فرصة لهذه الحكومة وبعض الوسطاء لتلطيف الأجواء بشكل أو آخر قبل خروج القوات الأميركية.
ولكن يبدو أنه بعد التفجيرات الأخيرة في عدة مدن عراقية والتي كانت تحمل بصمات بعض الجهات القريبة من إيران وسوريا..كل ذلك يدل على أن إيران قد غيّرت موقفها تجاه التواجد الأميركي في العراق. وسوف نرى تطوراً شكلياً في نوعية العمليات الموجّهة ليس فقط ضد المواقع العسكرية الأميركية بل أيضاً ضد الأهداف العراقية لأن إيران تريد أن توصل رسالة معيّنة إلى الولايات المتحدة بأنها موجودة في العراق ولن تغادرَه......."، على حد تعبيره.
من جهته، اتَـفَق أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور حميد فاضل مع رأي الخبير الإيراني بأن التصريحات الأخيرة ليست جديدة في محتواها، مشيراً إلى مواقف رسمية مماثلة أعلَنها وزيرا الدفاع الأميركي السابق والحالي بشأن ما توصَف بخطورة الجماعات المسلّحة المتطرفة التي تدعمها إيران في العراق.
واعتَبر أن الخطر اليوم في العراق هو "خطر متنوع ومتعدد الأبعاد والاتجاهات" على نحوِ ما أوضَحَته التفجيرات الأخيرة. كما أعرب عن اعتقاده بأن تصريحات "المسؤولين الأميركيين الواحد تلو الآخر تشير بوضوح إلى محاولة إيصال رسالة للرأي العام العراقي والعالمي بأن الوضع في العراق غير مستقر وأنه في حال خروج القوات الأميركية من العراق سوف ينشأ فراغ وأن هذا الفراغ ستملؤه الجماعات المرتبطة بإيران......."، بحسب رأيه.
المزيد في الملف الصوتي أدناه الذي يتضمن مقطعيْن من تصريحات الجنرال جيفري بيوكانان لإذاعة العراق الحر، ومقابلتيْن مع الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط د.علي رضا نوري زاده، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د.حميد فاضل.
وفي أحدث تصريحاتٍ لكبير الناطقين باسم الجيش الأميركي في العراق
الميجر جنرال جيفري بيوكانان Major General Jeffrey Buchanan ،
كشف المسؤول العسكري أيضاً أن الولايات المتحدة نفّذت في حزيران الماضي ضربتين جويتين في العراق دون مشاركة من القوات العراقية.
بيوكانان الذي كان يتحدث إلى الصحافيين في مقر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في واشنطن الثلاثاء ذكر أن الضربتين نُـفّذتا "دفاعاً عن النفس" لمنع هجماتٍ كانت الجماعات المسلّحة المتطرفة والمدعومة إيرانياً صعّدتها ضد قواعد أميركية في العراق ما أسفر عن سقوط أكبر عدد من القتلى العسكريين الأميركيين منذ عام 2008.
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية الأميرال مايك مولن صرح خلال زيارته الأخيرة لبغداد بأن هذه الهجمات "تراجعت بشكل كبير" دون الخوض في التفاصيل التي تَـكشّفَ جانبٌ منها في تصريحات بيوكانان الذي أكد حقّ قوات بلاده في الدفاع عن نفسها بموجب اتفاقية (صوفا) السارية حتى 31 كانون الأول المقبل.
وفي عرضها للتصريحات، نقلت وكالتا رويترز وأسوشييتد برس للأنباء عنه القول إن إحدى الضربتين الجويتين نَفّذها فريق من سَـمتيات(أباتشي) على مسلّحين كانوا يطلقون صواريخ تستهدف قاعدة أميركية متاخمة لمطار البصرة الدولي. وأضاف أن العمليات الأميركية-العراقية المشتركة هي الخيار الأول "لكنها ليست ممكنة دائماً."
وفي إشارتـِه إلى سلسلةِ الهجمات التي استهدَفَت عدة مدن عراقية الاثنين ولم تعلن أي جهة المسؤولية عنها بعد، قال بيوكانان إنه في الوقت الذي قد تكون القاعدة مسؤولة عن العنف الأخير "إلا أن هذا التنظيم لا يشكّل تهديداً كبيراً على استقرار الدولة بقدر ما تُشكّله الميليشيات الشيعية"، على حد تعبيره.
وفي مُقارَنـتِها مع القاعدة، ذكر أن هذه الميليشيات هي "أكبر بكثير فضلاً عن أن لديها علاقات أعمق مع الأحزاب السياسية بالإضافة إلى صلاتها مع إيران."
وفيما يتعلق بالقاعدة، قَـدّرَ المسؤول العسكري الأميركي عددَ عناصرها في العراق ما بين 800 و1000 فرد بِمـَن فيهم المقاتلون والإعلاميون ومنسّقو الشؤون المالية للجماعة. لكنه ذكر أن هؤلاء، ومعظمهم عراقيون مع قلةٍ من المقاتلين الأجانب الذين يعبرون الحدود من سوريا "ما زالوا خطرين وما زالوا قادرين وسيواصلون من حين لآخر الإطلال برأسهم القبيح لشنّ هجمات بشعة ودنيئة"، بحسب تعبيره.
وفي تقريرٍ نَشَرته الأربعاء تحت عنوان (أكبر تهديد للعراق؟ الميليشيات المدعومة إيرانياً وليس القاعدة، وفقاً لمسؤول أميركي)، أبْـرَزت صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) ما قالَـهُ بيوكانان في شأن القاعدة التي اعتَـبر أن التهديد الذي تُشكّلُه على أمن العراق يقلّ عن خطورة الميليشيات التي تـمدّها إيران بالدعم "على أساس يومي"، بحسب تعبيره.
وفي عرضها للتصريحات، ذكرت الصحيفة الأميركية البارزة أن جيش الولايات المتحدة يسعى جاهداً من أجل توفير التدريب الأفضل للقوات العراقية كي تتمكنّ من مواجهة التهديدات الأمنية بعد الانسحاب المقرر نهاية العام. وأضافَت أن بيوكانان تحدث أيضاً عما وصفها بـ"تحسينات في أداء قوات الأمن العراقية."
وكان بيوكانان أدلى في بغداد في الثالث من آب الحالي بتصريحاتٍ خاصة لإذاعة العراق الحر، قال فيها:
"فيما يتعلق بإستراتيجية إيران الشاملة وكيفية تشكيلها لدعم الجماعات المتشددة، أعتقد أننا شهدنا على العموم أن هذه الإستراتيجية لم تتغير على مرّ السنين. ذلك أن عناصر داخل إيران، وخاصةً فيلق القدس، كانت تُـركّز على إستراتيجيةٍ تستهدف إبقاء العراق ضعيفاً ومعزولاً.. بمعنى إبقائه معزولاً ليس فقط عن الولايات المتحدة بل عن بقية المنطقة أيضاً. ولقد استخدَمَت هذه العناصر داخل إيران وسائل سياسية واقتصادية بالإضافة طبعاً إلى الوسائل العسكرية في دعم الجماعات المتشددة العنيفة مثل عصائب أهل الحق وكتائب اليوم الموعود وبالتأكيد كتائب حزب الله من خلال تزويدهم بالأفراد وتجهيزهم وتدريبهم بهدفِ إبقاء الأمور غير مستقرة وبهدفِ إبقاء العراق ضعيفاً ومعزولا".
وفي ردّه على سؤال بشأن احتمالات وجود صلة بين إيران وتنظيم القاعدة في العراق، قال بيوكانان لإذاعة العراق الحر:
"أعلم أنه كانت هناك تقارير عن وجود صلة بين عناصر داخل إيران والقيادة العليا للقاعدة في أفغانستان وباكستان. لكننا لم نتوصل إلى تحديد أدلة تُظهر وجودَ تعاون بين أي عناصر داخل إيران مع القاعدة في العراق. يمكن أن يكون هناك تعاون من وقت لآخر على مستوى منخفض للغاية، أي على المستوى التكتيكي بمعنى أن إحدى المجموعات قد تستخدم فريقاً لإطلاق قذائف الهاون تابعاً لمجموعة أخرى لمجرد أنه يمتلك قدرة على إطلاق هذه القذائف. لكننا لم نرَ أي شيء يُظهر أن القيادة الإيرانية أو قيادة فيلق القدس تشارك بدعم القاعدة في العراق. وفي الواقع، كما تعلمون، إن الطرفين يتعارضان إيديولوجياً."
وفي تحليله لأحدث التصريحات التي أدلى بها بيوكانان في واشنطن الثلاثاء، أعرب الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط الدكتور علي رضا نوري زاده عن اعتقاده بأنها ليست جديدة في محتواها ولا تشكّل تحوّلاً في موقف واشنطن تجاه طهران.
وأضاف أنه "لفترة محددة وخاصةً بسبب توصيات حكومة المالكي، أعطت الولايات المتحدة الأميركية لجهازها العسكري والأمني في العراق فرصة لهذه الحكومة وبعض الوسطاء لتلطيف الأجواء بشكل أو آخر قبل خروج القوات الأميركية.
ولكن يبدو أنه بعد التفجيرات الأخيرة في عدة مدن عراقية والتي كانت تحمل بصمات بعض الجهات القريبة من إيران وسوريا..كل ذلك يدل على أن إيران قد غيّرت موقفها تجاه التواجد الأميركي في العراق. وسوف نرى تطوراً شكلياً في نوعية العمليات الموجّهة ليس فقط ضد المواقع العسكرية الأميركية بل أيضاً ضد الأهداف العراقية لأن إيران تريد أن توصل رسالة معيّنة إلى الولايات المتحدة بأنها موجودة في العراق ولن تغادرَه......."، على حد تعبيره.
من جهته، اتَـفَق أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور حميد فاضل مع رأي الخبير الإيراني بأن التصريحات الأخيرة ليست جديدة في محتواها، مشيراً إلى مواقف رسمية مماثلة أعلَنها وزيرا الدفاع الأميركي السابق والحالي بشأن ما توصَف بخطورة الجماعات المسلّحة المتطرفة التي تدعمها إيران في العراق.
واعتَبر أن الخطر اليوم في العراق هو "خطر متنوع ومتعدد الأبعاد والاتجاهات" على نحوِ ما أوضَحَته التفجيرات الأخيرة. كما أعرب عن اعتقاده بأن تصريحات "المسؤولين الأميركيين الواحد تلو الآخر تشير بوضوح إلى محاولة إيصال رسالة للرأي العام العراقي والعالمي بأن الوضع في العراق غير مستقر وأنه في حال خروج القوات الأميركية من العراق سوف ينشأ فراغ وأن هذا الفراغ ستملؤه الجماعات المرتبطة بإيران......."، بحسب رأيه.
المزيد في الملف الصوتي أدناه الذي يتضمن مقطعيْن من تصريحات الجنرال جيفري بيوكانان لإذاعة العراق الحر، ومقابلتيْن مع الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط د.علي رضا نوري زاده، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د.حميد فاضل.