حين بدأت حرب 2003 خاضها جيش النظام السابق بأسلحة عتيقة ومعدات صدئة. فكانت حربا غير متكافئة على كل المستويات.
وبعد سقوط النظام اصدرت سلطة الاحتلال قرارا بحل الجيش. وحين شُكل مجلس الحكم اعتمد على وجود أكثر من 150 ألف جندي اميركي.
وهكذا ورثت الحكومات التي جاءت بانتخابات عامة بقايا دولة بلا جيش من الناحية العملية. وذهب رئيس اركان الجيش الفريق بابكر زيباري الى حد القول في مثل هذا الوقت قبل عام ان الجيش العراقي لن يكون قادرا على النهوض بمهماته قبل عام 2020.
في هذه الأثناء واصل العراق مساعيه لإعادة بناء قواته المسلحة في ظل توافق بين القوى السياسية المختلفة على ان هذه مهمة وطنية تسمو على كل الخلافات والصراعات الحزبية والفئوية.
وتتوالى تصريحات المسؤولين عن اعداد خطط متكاملة لتطوير قدرات الجيش العراقي وتوقيع عقود كبيرة مع دول مختلفة لتجهيزه بأسلحة حديثة. وتأتي في مقدمة هذه الدول الولايات المتحدة التي نشأت معها علاقة استراتيجية سواء بحكم الواقع أو انطلاقا من رغبة حقيقية في التعامل مع دولة تطمح دول عديدة في اقتناء تكنولوجيتها ومعداتها العسكرية المتطورة.
وفي حين ان رئيس الوزراء نوري المالكي أكد ان القوات المسلحة أصبحت الآن قادرة على حماية الأمن الداخلي فانه اتفق مع الرأي القائل بضرورة بناء الدفاع الجوي وسلاح الطيران ومنظومات الرادار لحماية أجواء العراق.
اذاعة العراق الحر التقت المتحدث باسم القوات الاميركية في العراق البريغادير جنرال جيفري بيوكانن الذي اوضح ان الولايات المتحدة تتولى الآن حماية المجال الجوي العراقي حتى نهاية العام، موعد رحيل آخر جندي اميركي عن العراق:
"نتولى حاليا الدفاع عن المجال الجوي العراقي. ولكن سريان الاتفاقية ذات العلاقة ينتهي في الحادي والثلاثين من كانون الأول هذا العام. وبعد ذلك لن نكون مخولين بمواصلة هذه المهمة. وبالتالي إذا كانت لدى الحكومة العراقية رغبة في استمرار الولايات المتحدة بتقديم مساعدتها في هذا المجال سيتعين ان يكون ذلك موضع تفاوض".
وأكد المسؤول العسكري الاميركي ان الحكومتين العراقية والاميركية تبحثان اعداد خطة متكاملة للدفاع الجوي ، بما في ذلك شراء طائرات حربية
ومنظومات رادار:
"كان الطلب الأولي على شراء 18 طائرة من طراز أف 16. واتفقت حكومتا البلدين على تفاصيل ما سيكون مطلوبا للمضي قدما بالصفقة. ولكن الدفاع عن المجال الجوي لا يتحقق بالطائرات المقاتلة وحدها بل يتطلب منظومة رادار جيدة وشبكة قيادة وتحكم جيدة ومنظومات أرضية كالصواريخ والقواعد الجوية لمواجهة كل التهديدات. لذا نحن نعمل مع وزارة الدفاع لدراسة كل الخيارات والنظر في الحاجات ثم إعداد خطة شاملة تأخذ كل هذه التهديدات في الحسبان وتلبي حاجات العراق على أحسن وجه في المستقبل".
واستعرض الناطق باسم القوات الاميركية البريغادير جنرال جيفري بيوكانن الخطوات المتخذة لبناء دفاعات العراق الجوية بكل عناصرها:
"يستمر نصب الرادارات بعيدة المدى في مواقعها خلال هذا العام وشطرٍ من العام المقبل. كما يجري بناء منظومة القيادة والتحكم. وتواصل القوة الجوية العراقية تدريب منتسبيها وإعدادهم ليس للمقاتلات متعددة الأغراض فحسب بل لكل طائراتها. وهناك الآن خمسة عشر طيارا عراقيا يتدبرون في الولايات المتحدة. فالتدريب مستمر حتى وصول الطائرات".
واشار المسؤول العسكري الاميركي الى تركيز القيادة العراقية على بناء القدرات لمواجهة التهديدات الخارجية معربا عن ثقته بقدرات القوات العراقية على مواجهة التحديات الداخلية وخاصة الجماعات الارهابية:
"تمكن طيران الجيش والقوة الجوية من بناء قدرات متزايدة على تنفيذ عمليات استخباراتية واستطلاعية واعتراض الاتصالات للتعامل مع التهديدات الارهابية مثلا. فعلى مستوى التصدي للارهاب ومتطلبات الأمن الداخلي اعتقد ان السلاح الجوي وطيران الجيش قادران على مواجهة هذه التحديات. المهمة الأكبر وما تركز عليه القيادة العراقية هو التهديدات الخارجية".
ما يُقال عن بناء قدرات القوة الجوية وطيران الجيش يصح على الأسلحة الأخرى بما في ذلك البحرية وتزويدها بزوارق وسفن أكبر والقوات البرية ورفدها بالدروع ، كما أكد الناطق باسم القوات الاميركية البريغادير جنرال جيفري بيوكانن في حديثه الخاص لاذاعة العراق الحر:
"هناك اتفاقيات محدَّدة بشأن الدبابات واتفاقيات محددة بشأن المدفعية. وكذلك الزوارق الحربية. فالاتفاقيات الحالية تنص على اثني عشر زورقا حربيا بالاضافة الى قطعتين بحريتين للاسناد. وعلى الأرض ابتاعت الحكومة العراقية مئة واربعين دبابة. ويجري التدريب على المدفعية ايضا. واخيرا ناقلات الأفراد المصفحة. ففي نهاية العام المقبل سيبلغ العدد الاجمالي 1026 ناقلة مصفحة".
تأسس الجيش العراقي في السادس من كانون الثاني عام 1921 وأعقبه تشكيل القوة الجوية بعد عشر سنوات ثم بناء القوة البحرية في عام 1937. ويتطلع العراقيون الى بناء جيش وطني بقيادة تستوفي معايير الاحتراف العسكري والكفاءة المهنية.
ساهم في الملف مراسل اذاعة العراق الحر خالد وليد بلقاء اجراه مع البريغادير جنرال جيفري بيوكانن.