أثار توغل قوات إيرانية في الأراضي العراقية في منطقة كردستان في أطار عملية عسكرية لملاحقة مقاتلين أكراد من أصل إيراني أسئلة عديدة حول نوايا ايران الحقيقية وراء ذلك في وقت تستعد فيه الولايات المتحدة لسحب ما تبقى من قواتها المقاتلة في العراق مع نهاية العام الحالي.
إذ أعلنت إيران بعد أيام قليلة من إرسال وحدة كبيرة من قواتها الى المناطق الحدودية مع العراق توغلها الى داخل إقليم كردستان وتحقيق نصر ساحق على جماعة كردية مسلحة متمردة على نظام الحكم في طهران حسب وصفها.
إذ أبلغ القائد المحلي لفيلق الحرس الثوري الإيراني العقيد دلاور رنجبرزادة وكالة الأنباء المحلية أن قواته ألحقت ما وصفها بالهزيمة الساحقة والتاريخية على مجموعة بيجاك الكردية المتمردة، وأن عددا كبيرا من أفرادها قتلوا، لكنه لم يحدد عددهم، كما لم يفصح عن الخسائر البشرية في صفوف قواته، لكن مصادر محلية أشارت الى إصابة ثلاثة من أفراد الحرس الثوري في العملية. وأعلنت طهران انها تمكنت من تحييد "بيجاك" ومنعها من شن هجمات مستقبلا ضد أهداف داخل ايران.
لكن منظمة "بيجاك" والتي تعني بالكردية "الحياة الحرة" أبلغت وكالة أسوشيتد برس للأنباء أن عناصرها تمكنوا من قتل 53 من افراد الحرس الثوري الإيراني في المعركة وإصابة 43 آخرين.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري ذكرت محطة بارس الإيرانية المتلفزة ان طهران نشرت نحو 5000 جندي على طول الحدود الشمالية الغربية للبلاد مع العراق، كما أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه قد عبر الحدود واستولى على ثلاث قواعد للحركة.
وحركة "الحياة الحرة" الكردية في ايران هي حركة مسلحة تهدف الى إسقاط النظام الحاكم في ايران وإقامة نظام اتحادي فيدرالي من شأنه أن يضمن للأقليات العرقية في إيران الحكم الذاتي الواسع النطاق، لكن الحركة مازالت مصنفة في الولايات المتحدة على انها مجموعة إرهابية.
وتوغل القوات الإيرانية داخل الأراضي العراقية جاء في وقت حرج للغاية حيث دعت واشنطن الحكومة العراقية الى تمديد بقاء قواتها في العراق، لكن الى الآن لا يزال الجدول الزمني المتفق عليه بين البلدين قائما، والذي ينص على مغادرة القوات الأميركية المقاتلة العراق بحلول نهاية هذا العام.
وطهران تتهم رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس الحكومة الاقليمية الكردية في العراق برهم صالح بمساعدة المتمردين الكرد الإيرانيين دون علم الحكومة المركزية في بغداد، لكن المسؤولين الكرد ينفون هذه الاتهامات جملة وتفصيلا.
ويقول الخبير في الشؤون الكردية في لندن هاشم كريمي بهذا الصدد: "أن حزب بيجاك لا وجود له في أي بقعة من إقليم كردستان العراق، ورئيس الإقليم مسعود بارزاني لا اتصال سياسي له معه، لكن مجموعة أخرى كردية مسلحة تملك قواعد لها بالقرب من الحدود مع ايران في منطقة جبال قنديل هي حزب العمال الكردستاني-التركي".
ويؤكد مراقبون ان الأشهر الاخيرة شهدت نشاطا محموما من قبل حركة "بيجاك" وقيام ايران بعمليات عسكرية واسعة النطاق في المنطقة مما يثير تساؤلات حول نوايا طهران الحقيقية.
ويقول خبراء ان الحكومة الإيرانية متوترة جراء التطورات السياسية التي تشهدها منطقة كردستان-العراق، حيث يتمتع الأكراد فيها بحقوق ثقافية ولغوية واسعة، وتمكنوا من بناء العديد من المؤسسات الديمقراطية، مما جعلهم يصبحون نموذجا يحتذى به من قبل الأقلية الكردية الهائجة لديها، كما ان الحكومة الإقليمية في كردستان العراق حققت نجاحا باهرا في التنمية الاقتصادية على عكس ما هو الحال عليه في المناطق الكردية في ايران.
هذا إضافة إلى أن طهران تشعر بالقلق إزاء وجود وأنشطة الأحزاب الكردية الإيرانية التي يقع مقرها في كردستان العراقية، ويمكن أن يكون الهدف من وراء العملية العسكرية الحالية للقوات الإيرانية هو للحد من نشاطات هذه الأحزاب، والتي تشمل الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني والحزب الاشتراكي المعروف كومله.
واضاف الخبير في الشؤون الكردية في لندن كريمي بهذا الصدد قائلا: "ايران تستخدم الأنشطة العسكرية لهذه الأطراف في المناطق الكردية داخل العراق ذريعة للقيام بعمليات عسكرية، علما بان الحزب الديمقراطي الكردستاني وكومله تخليا عن الكفاح المسلح ويقومون بالعمل السياسي والدعاية".
ان التوغل الإيراني داخل الأراضي العراقية في المناطق الكردية ربما يهدف ايضا الى تعزيز النفوذ الإيراني في العراق، وربما تسعى إيران الى الضغط على الأكراد الذين لا يزالون من بين أقوى المدافعين عن الوجود الأميركي طويل الأمد في العراق حسب قول كريمي، ويضيف ان الأكراد يخافون من ان اي انسحاب للقوات الاميركية ربما يفتح الباب مشرعا أمام الإيرانيين للتدخل في شؤونهم الداخلية، وكذلك أمام الجماعات الإرهابية السنية مثل القاعدة.
ايران تعتبر أي استمرار لوجود القوات الاميركية في العراق تهديدا لمصالحها القومية العليا، وتأمل في الاستفادة من علاقاتها الوثيقة مع العديد من المجموعات الشيعية في العراق لضمان تلك المصالح، بعد مغادرة القوات الاميركية. وفي الوقت نفسه ، فان القوى الإقليمية الأخرى مثل الأردن والسعودية وتركيا حريصة على منع طهران من الاستفادة من انسحاب القوات الاميركية. لذا يرى بعض الخبراء ان التوغل الإيراني في كردستان العراق قد تكون جزءا من خطة إيرانية لتعزيز موقفها في العراق.
ويرى الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى باتريك كلوسون، التوغل الإيراني داخل الأراضي العراقية له جذور متعلقة بالمخاوف الأمنية، واضاف :"اذا كانت عمليات القوات الإيرانية تقتصر على منطقة في جبال قنديل حيث حصلت بيجاك على قاعدتها الرئيسية فيها وفي غيرها من المناطق الجبلية المعزولة، فان التوغل الإيراني سيبقى محدود الأثر بالنسبة للسياسة العراقية ومستقبل العلاقات الاميركية - العراقية والإيرانية- العراقية، لأنها فعلا مشكلة وجود جماعة إرهابية تنشط في منطقة وعرة جدا ومعزولة في العراق وتهدد ايران".
إذ أعلنت إيران بعد أيام قليلة من إرسال وحدة كبيرة من قواتها الى المناطق الحدودية مع العراق توغلها الى داخل إقليم كردستان وتحقيق نصر ساحق على جماعة كردية مسلحة متمردة على نظام الحكم في طهران حسب وصفها.
إذ أبلغ القائد المحلي لفيلق الحرس الثوري الإيراني العقيد دلاور رنجبرزادة وكالة الأنباء المحلية أن قواته ألحقت ما وصفها بالهزيمة الساحقة والتاريخية على مجموعة بيجاك الكردية المتمردة، وأن عددا كبيرا من أفرادها قتلوا، لكنه لم يحدد عددهم، كما لم يفصح عن الخسائر البشرية في صفوف قواته، لكن مصادر محلية أشارت الى إصابة ثلاثة من أفراد الحرس الثوري في العملية. وأعلنت طهران انها تمكنت من تحييد "بيجاك" ومنعها من شن هجمات مستقبلا ضد أهداف داخل ايران.
لكن منظمة "بيجاك" والتي تعني بالكردية "الحياة الحرة" أبلغت وكالة أسوشيتد برس للأنباء أن عناصرها تمكنوا من قتل 53 من افراد الحرس الثوري الإيراني في المعركة وإصابة 43 آخرين.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري ذكرت محطة بارس الإيرانية المتلفزة ان طهران نشرت نحو 5000 جندي على طول الحدود الشمالية الغربية للبلاد مع العراق، كما أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه قد عبر الحدود واستولى على ثلاث قواعد للحركة.
وحركة "الحياة الحرة" الكردية في ايران هي حركة مسلحة تهدف الى إسقاط النظام الحاكم في ايران وإقامة نظام اتحادي فيدرالي من شأنه أن يضمن للأقليات العرقية في إيران الحكم الذاتي الواسع النطاق، لكن الحركة مازالت مصنفة في الولايات المتحدة على انها مجموعة إرهابية.
وتوغل القوات الإيرانية داخل الأراضي العراقية جاء في وقت حرج للغاية حيث دعت واشنطن الحكومة العراقية الى تمديد بقاء قواتها في العراق، لكن الى الآن لا يزال الجدول الزمني المتفق عليه بين البلدين قائما، والذي ينص على مغادرة القوات الأميركية المقاتلة العراق بحلول نهاية هذا العام.
وطهران تتهم رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ورئيس الحكومة الاقليمية الكردية في العراق برهم صالح بمساعدة المتمردين الكرد الإيرانيين دون علم الحكومة المركزية في بغداد، لكن المسؤولين الكرد ينفون هذه الاتهامات جملة وتفصيلا.
ويقول الخبير في الشؤون الكردية في لندن هاشم كريمي بهذا الصدد: "أن حزب بيجاك لا وجود له في أي بقعة من إقليم كردستان العراق، ورئيس الإقليم مسعود بارزاني لا اتصال سياسي له معه، لكن مجموعة أخرى كردية مسلحة تملك قواعد لها بالقرب من الحدود مع ايران في منطقة جبال قنديل هي حزب العمال الكردستاني-التركي".
ويؤكد مراقبون ان الأشهر الاخيرة شهدت نشاطا محموما من قبل حركة "بيجاك" وقيام ايران بعمليات عسكرية واسعة النطاق في المنطقة مما يثير تساؤلات حول نوايا طهران الحقيقية.
ويقول خبراء ان الحكومة الإيرانية متوترة جراء التطورات السياسية التي تشهدها منطقة كردستان-العراق، حيث يتمتع الأكراد فيها بحقوق ثقافية ولغوية واسعة، وتمكنوا من بناء العديد من المؤسسات الديمقراطية، مما جعلهم يصبحون نموذجا يحتذى به من قبل الأقلية الكردية الهائجة لديها، كما ان الحكومة الإقليمية في كردستان العراق حققت نجاحا باهرا في التنمية الاقتصادية على عكس ما هو الحال عليه في المناطق الكردية في ايران.
هذا إضافة إلى أن طهران تشعر بالقلق إزاء وجود وأنشطة الأحزاب الكردية الإيرانية التي يقع مقرها في كردستان العراقية، ويمكن أن يكون الهدف من وراء العملية العسكرية الحالية للقوات الإيرانية هو للحد من نشاطات هذه الأحزاب، والتي تشمل الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني والحزب الاشتراكي المعروف كومله.
واضاف الخبير في الشؤون الكردية في لندن كريمي بهذا الصدد قائلا: "ايران تستخدم الأنشطة العسكرية لهذه الأطراف في المناطق الكردية داخل العراق ذريعة للقيام بعمليات عسكرية، علما بان الحزب الديمقراطي الكردستاني وكومله تخليا عن الكفاح المسلح ويقومون بالعمل السياسي والدعاية".
ان التوغل الإيراني داخل الأراضي العراقية في المناطق الكردية ربما يهدف ايضا الى تعزيز النفوذ الإيراني في العراق، وربما تسعى إيران الى الضغط على الأكراد الذين لا يزالون من بين أقوى المدافعين عن الوجود الأميركي طويل الأمد في العراق حسب قول كريمي، ويضيف ان الأكراد يخافون من ان اي انسحاب للقوات الاميركية ربما يفتح الباب مشرعا أمام الإيرانيين للتدخل في شؤونهم الداخلية، وكذلك أمام الجماعات الإرهابية السنية مثل القاعدة.
ايران تعتبر أي استمرار لوجود القوات الاميركية في العراق تهديدا لمصالحها القومية العليا، وتأمل في الاستفادة من علاقاتها الوثيقة مع العديد من المجموعات الشيعية في العراق لضمان تلك المصالح، بعد مغادرة القوات الاميركية. وفي الوقت نفسه ، فان القوى الإقليمية الأخرى مثل الأردن والسعودية وتركيا حريصة على منع طهران من الاستفادة من انسحاب القوات الاميركية. لذا يرى بعض الخبراء ان التوغل الإيراني في كردستان العراق قد تكون جزءا من خطة إيرانية لتعزيز موقفها في العراق.
ويرى الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى باتريك كلوسون، التوغل الإيراني داخل الأراضي العراقية له جذور متعلقة بالمخاوف الأمنية، واضاف :"اذا كانت عمليات القوات الإيرانية تقتصر على منطقة في جبال قنديل حيث حصلت بيجاك على قاعدتها الرئيسية فيها وفي غيرها من المناطق الجبلية المعزولة، فان التوغل الإيراني سيبقى محدود الأثر بالنسبة للسياسة العراقية ومستقبل العلاقات الاميركية - العراقية والإيرانية- العراقية، لأنها فعلا مشكلة وجود جماعة إرهابية تنشط في منطقة وعرة جدا ومعزولة في العراق وتهدد ايران".