حَـصَد العنـفُ المتجدد الثلاثاء مزيداً من أرواح العراقيين الأبرياء مع سقوط عشراتٍ بين قتيل وجريح في تفجيرين متتاليين استهدفا مؤسسات حكومية في منطقة التاجي شمال العاصمة بغداد.
وأشارت حصيلة أولية أعلنتها مصادر أمنية وصحية في ساعات الظهيرة إلى مقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً وإصابة نحو 50 آخرين مع ترجيحات بارتفاع أعداد الضحايا.
وكانت سلسلةُ هجماتٍ شنّها انتحاريون ومسلّحون الاثنين استهدَفَت عناصر قوات الأمن في أنحاء متفرقة من البلاد وأسفرت عن مقتل ثمانية من أفراد الجيش والشرطة على الأقل وإصابة 20 آخرين.
وفي تقريرٍ عن هذه العمليات المسلّحة التي تتزايدُ مع اقتراب الموعد المقرر لانسحاب القوات الأميركية من البلاد نهاية العام، أفادت وكالة رويترز للأنباء بأن المسلحين استهدفوا الجيش والشرطة العراقييْن في 11 هجوماً على الأقل في وقتٍ متأخرٍ الأحد ويوم الاثنين في بغداد وكركوك والموصل وأماكن أخرى. فيما ذكر مسؤولون عسكريون أميركيون أن العراق يشهد في المتوسط 14 هجوماً يومياً، علماً بأن حزيران المنصرم كان أشد الشهور دمويةً للقوات الأميركية منذ عام 2008 فضلاً عن أنه كان الأسوأ بالنسبة للقتلى المدنيين العراقيين منذ كانون الثاني.
وفي تقريرٍ نَشرته صحيفة أميركية بارزة الثلاثاء تحت عنوان "موجة جديدة من الهجمات تستهدف الشرطة والجنود العراقيين"، بقلم إد أوكيف Ed O’Keefe بالاشتراك مع عزيز علوان، ذكرت (واشنطن بوست) أن أعمال العنف تأتي "فيما يستعد كبار الزعماء السياسيين في البلاد لعقدِ اجتماعٍ آخر خلال الأسبوع الحالي لمناقشة إمكانية طلب تمديد بقاء قوات أميركية في العراق إلى ما بعد انتهاء اتفاقية أمنية أمدها ثلاث سنوات في كانون الأول"، بحسب تعبيرها. وفي هذا الصدد، أشارت الصحيفةُ أيضاً إلى ما قالـَهُ السفير الأميركي في العراق جيمس جيفري يوم السبت الماضي بأن الولايات المتحدة "ما تزال مستعدة للنظر في مثل هذا الطلب."
ولتحليل انعكاس العنف المتواصل على مشاورات الزعماء السياسيين وخاصةً في شأن الطلب الـمُحتمَل لتمديد وجود بعض القوات الأميركية، أجريتُ مقابلة عبر الهاتف مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور سعدي كريم الذي علّق على موقفيْ السلطتين التنفيذية والتشريعية من هذا الموضوع قائلاً:
"لاحَظنا هناك أشبه بالتسابق بين البرلمان والحكومة..فالحكومة تقول إنها أعلنت موقفها وهو أن القطعات العراقية قادرة على مسك الأرض ولكنها غير قادرة على الدفاع ضد عدوان خارجي وبالتالي فإن البرلمان عليه أن يحدد موقفه من بقاء أو عدم بقاء القوات الأميركية. أما البرلمان فهو يقول على لسان رئيسه أسامة النجيفي إن المطلوب هو أن يكون موقف القيادات الأمنية واضحاً في شأن وجود أو عدم وجود قدرة للدفاع عن العراق، ليس داخلياً أو خارجياً، بل الدفاع عن العراق بشكل عام........."
وفيما يتعلق بتأثير العنف المتواصل على النواحي النفسية في المجتمع،
أجريتُ مقابلة مع المستشار الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة العراقية الدكتور عماد عبد الرزاق عبد الغني الذي قال لإذاعة العراق الحر "إن حياة الفرد العراقي لا تخلو من الضغوط والمشاكل النفسية التي تجعله يعاني أكثر من غيره في مجتمعات أخرى من إحباطات داخلية وخارجية. كما أن هذا الضغوط تتسبب بمضاعفات آنية وأخرى تظهر أعراضها في المستقبل........"
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ظهر الثلاثاء، تحدث عبد الغني عن الدراسات التي تُجرى بالتعاون مع منظمات عالمية عن تأثير العنف على الصحة النفسية في العراق. كما أجاب عن سؤال عما أشارت إليه دراسات سوسيولوجية بأن أفراد المجتمعات التي تعاني من عنفٍ متواصلٍ يكتسبون قدرات أكثر من غيرهم على مواجهة الشدائد.
وللحديث عن تأثير العنف المتواصل على الاقتصاد، أجريتُ مقابلة أخرى مع المحلل الاقتصادي سالم الجبوري الذي علّق بالقول "إن النشاط الاستثماري والحركة الاستثمارية لا يمكن أن تنشط وتترعرع وتنمو وتستمر ما لم يكن هناك وسَط آمِن يحتضن هذه النشاطات في أي بقعة من العالم...أما في العراق الذي يمر في مرحلة يواجه فيها تحديات كبيرة فإن الوضع الأمني يؤثر تأثيراً مباشراً على الحركة الاقتصادية بصورة عامة........."
وفي تحليله لانعكاس العنف المتواصل على القطاع الخاص، أشار إلى "ظاهرة هروب رؤوس الأموال العراقية إلى خارج البلاد حيث نقلت نشاطاتها إلى دول مجاورة بسبب استقرار الوضع الأمني في تلك الدول."
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلات مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د. سعدي كريم، والمستشار الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة العراقية د. عماد عبد الرزاق عبد الغني، والمحلل الاقتصادي سالم الجبوري:
وأشارت حصيلة أولية أعلنتها مصادر أمنية وصحية في ساعات الظهيرة إلى مقتل ما لا يقل عن 30 شخصاً وإصابة نحو 50 آخرين مع ترجيحات بارتفاع أعداد الضحايا.
وكانت سلسلةُ هجماتٍ شنّها انتحاريون ومسلّحون الاثنين استهدَفَت عناصر قوات الأمن في أنحاء متفرقة من البلاد وأسفرت عن مقتل ثمانية من أفراد الجيش والشرطة على الأقل وإصابة 20 آخرين.
وفي تقريرٍ عن هذه العمليات المسلّحة التي تتزايدُ مع اقتراب الموعد المقرر لانسحاب القوات الأميركية من البلاد نهاية العام، أفادت وكالة رويترز للأنباء بأن المسلحين استهدفوا الجيش والشرطة العراقييْن في 11 هجوماً على الأقل في وقتٍ متأخرٍ الأحد ويوم الاثنين في بغداد وكركوك والموصل وأماكن أخرى. فيما ذكر مسؤولون عسكريون أميركيون أن العراق يشهد في المتوسط 14 هجوماً يومياً، علماً بأن حزيران المنصرم كان أشد الشهور دمويةً للقوات الأميركية منذ عام 2008 فضلاً عن أنه كان الأسوأ بالنسبة للقتلى المدنيين العراقيين منذ كانون الثاني.
وفي تقريرٍ نَشرته صحيفة أميركية بارزة الثلاثاء تحت عنوان "موجة جديدة من الهجمات تستهدف الشرطة والجنود العراقيين"، بقلم إد أوكيف Ed O’Keefe بالاشتراك مع عزيز علوان، ذكرت (واشنطن بوست) أن أعمال العنف تأتي "فيما يستعد كبار الزعماء السياسيين في البلاد لعقدِ اجتماعٍ آخر خلال الأسبوع الحالي لمناقشة إمكانية طلب تمديد بقاء قوات أميركية في العراق إلى ما بعد انتهاء اتفاقية أمنية أمدها ثلاث سنوات في كانون الأول"، بحسب تعبيرها. وفي هذا الصدد، أشارت الصحيفةُ أيضاً إلى ما قالـَهُ السفير الأميركي في العراق جيمس جيفري يوم السبت الماضي بأن الولايات المتحدة "ما تزال مستعدة للنظر في مثل هذا الطلب."
ولتحليل انعكاس العنف المتواصل على مشاورات الزعماء السياسيين وخاصةً في شأن الطلب الـمُحتمَل لتمديد وجود بعض القوات الأميركية، أجريتُ مقابلة عبر الهاتف مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور سعدي كريم الذي علّق على موقفيْ السلطتين التنفيذية والتشريعية من هذا الموضوع قائلاً:
"لاحَظنا هناك أشبه بالتسابق بين البرلمان والحكومة..فالحكومة تقول إنها أعلنت موقفها وهو أن القطعات العراقية قادرة على مسك الأرض ولكنها غير قادرة على الدفاع ضد عدوان خارجي وبالتالي فإن البرلمان عليه أن يحدد موقفه من بقاء أو عدم بقاء القوات الأميركية. أما البرلمان فهو يقول على لسان رئيسه أسامة النجيفي إن المطلوب هو أن يكون موقف القيادات الأمنية واضحاً في شأن وجود أو عدم وجود قدرة للدفاع عن العراق، ليس داخلياً أو خارجياً، بل الدفاع عن العراق بشكل عام........."
وفيما يتعلق بتأثير العنف المتواصل على النواحي النفسية في المجتمع،
أجريتُ مقابلة مع المستشار الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة العراقية الدكتور عماد عبد الرزاق عبد الغني الذي قال لإذاعة العراق الحر "إن حياة الفرد العراقي لا تخلو من الضغوط والمشاكل النفسية التي تجعله يعاني أكثر من غيره في مجتمعات أخرى من إحباطات داخلية وخارجية. كما أن هذا الضغوط تتسبب بمضاعفات آنية وأخرى تظهر أعراضها في المستقبل........"
وفي المقابلة التي أجريتُها عبر الهاتف ظهر الثلاثاء، تحدث عبد الغني عن الدراسات التي تُجرى بالتعاون مع منظمات عالمية عن تأثير العنف على الصحة النفسية في العراق. كما أجاب عن سؤال عما أشارت إليه دراسات سوسيولوجية بأن أفراد المجتمعات التي تعاني من عنفٍ متواصلٍ يكتسبون قدرات أكثر من غيرهم على مواجهة الشدائد.
وللحديث عن تأثير العنف المتواصل على الاقتصاد، أجريتُ مقابلة أخرى مع المحلل الاقتصادي سالم الجبوري الذي علّق بالقول "إن النشاط الاستثماري والحركة الاستثمارية لا يمكن أن تنشط وتترعرع وتنمو وتستمر ما لم يكن هناك وسَط آمِن يحتضن هذه النشاطات في أي بقعة من العالم...أما في العراق الذي يمر في مرحلة يواجه فيها تحديات كبيرة فإن الوضع الأمني يؤثر تأثيراً مباشراً على الحركة الاقتصادية بصورة عامة........."
وفي تحليله لانعكاس العنف المتواصل على القطاع الخاص، أشار إلى "ظاهرة هروب رؤوس الأموال العراقية إلى خارج البلاد حيث نقلت نشاطاتها إلى دول مجاورة بسبب استقرار الوضع الأمني في تلك الدول."
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلات مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د. سعدي كريم، والمستشار الوطني للصحة النفسية في وزارة الصحة العراقية د. عماد عبد الرزاق عبد الغني، والمحلل الاقتصادي سالم الجبوري: