قصة هذا الاسبوع قد تحدث كل يوم، وفي مناطق عديدة من العراق. بطلها شاب أصله من الأرياف، طلب الزواج من فتاة من أهل المدينة، غير أن أهل الفتاة رفضوه ووصفوه بأنه معيدي.
تعددت الآراء في أصل كلمة معيدي. خبير قال إنها صفة تطلق على شخص يرفض كل ما هو جديد، بينما يقول الزمخشري إن أصل الكلمة تعني الغلاظة، والتقشف، والخشونة. أما سيبوية فيقول انها تطلق على من يعتبر حقيراً متدني القدر. والمثل الشائع يقول: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه.
وتذكر المصادر أن النعمان بن المنذر ملك الحيرة كان أول من أطلق هذا القول على رجل سمع عن شجاعته غير أنه عندما رآه إحتقره.
تجدر الإشارة أيضا إلى أن المعروف في العراق أن كلمة معدان تطلق على سكنة منطقة الأهوار، ويرجع البعض أصولهم إلى السومريين، فيما يقول آخرون إن أصولهم هندية، غير أن هذه الآراء غير مؤكدة وغير مثبتة علميا.
وأيا كانت أصول هذه الفئة، فكلمة معيدي تطلق بشكل عام على أي شخص نستهجن تصرفه، وسلوكه، وتخلفه، أو نريد تحقيره.
مراسل اذاعة العراق الحر في السماوة هادي ماهود يروي لـ"عين ثاثلة" قصة شاب وصفه أهل الفتاة التي أحبها وطلب يدها بأنه معيدي، لأنه ليس من أهل المدينة أو ما يدعى شعبيا بالولاية:
((الوسط الجامعي مكان خصب لنشوء علاقات عاطفية تنتهي أحياناً بالزواج وهذا بفعل زمالة تمتد لأربع سنوات.
ليس في ذلك ما هو معيب، لكن أن يتقدم طالب لخطوبة زميلته وهو من الأرياف فذلك تجاوز لخطوط تعد حمراء عند بعض عوائل المدينة كما حدث للطالب الجامعي س من سكنة أرياف الوركاء.
حدثنا س عن تفاصيل قصته العاطفية التي تعرضت لمطبات عصية عن التجاوز من طرف أهل زميلته، الذين رفضوا طلبه بالتقدم لخطوبتها لأنه من منطقة ريفية، ولم تتردد العائلة في إطلاق كلمة (معيدي) على زميل إبنتهم، ما دفعنا لسؤال عماد عبد حمزة العتابي الأختصاصي في الإرشاد النفسي والبرامج الإرشادية العلاجية في جامعة المثنى عن معنى كلمة (معيدي) فأجاب أنه الشخص الذي يحارِبُ ويعادي كل ما هو جديد، موضحا أن هناك من يسكن في المنصور أرقى مناطق بغداد، لكنه لا يستخدم الـ"ساتيلايت" ومفردات التطور الحديثة، فهو معيدي، وبالمقابل هناك من يسكن في أقصى الريف لكنه يعتبر الـ"ساتيلايت" وسيلة اتصال حضارية ينبغي التعامل معها، وعليه لا تنطبق عليه صفة معيدي.
الشاب س تساءل بقلق عن مصير زميلته وسط شعور بالإهانة جراء إطلاق كلمة معيدي عليه. ويؤكد أنه زميلها وهو طالب متفوق على أقرانه من طلاب المدينة وتساءل هل أن سكنهم في الريف يمنعهم من حق الحب والزواج من بنات المدينة؟!.
سألنا أم كرار وهي سيدة من أهل الولاية عن رأيها بما حصل للطالب س فأجابت أنها تؤيد موقف أهل الفتاة لأنها لا يمكن أن تعطي ابنتها لشخص نشأ في الريف وسيرجع اليه. وأضافت "لن أدع ابنتي تصرف سنوات من حياتها لترى هل يتغير هذا الشخص أم يبقى ريفي الطباع".
عدنا الى الأختصاصي في جامعة المثنى لنسأله ما اذا كان بطلنا معيدي كما تدعي عائلة الفتاة فأجاب بالنفي وتمنى أن تقتدي العوائل بوصية الرسول(ص) الذي قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه" وليس هناك ما يشير إلى عدم تزويج من يسكن في منطقة جغرافية معينة.
يبدو أن الطالب س لم يقطع الأمل، إذ أستنجد بمن يؤثر على عائلة الزميلة كما روى لنا "إن العائلة رفضت وساطة رجل دين، لكن شيخ عشيرتهم أبدى استعداده للتدخل والتأثير، ما دعا أخوة الفتاة للموافقة بشروط. أما والدها فمتذبذب، لكن الأم تصر على الرفض.
الصحفي يوسف المحسن وفي تحليله لهذه الظاهرة المتفشية في مجتمعنا العراقي وبالخصوص في مناطق الجنوب، أشار الى أن هناك نظرة دونية لممارسي الكثير من الحرف مثل الحياكة، وتربية الأغنام، والزراعة، وهذا ما يصعّد عند هذه الفئة إحساساً مقابلاً بالرفض للمجتمع الحضري.
أما الإختصاصي في الإرشاد النفسي عماد عبد حمزة العتابي فأكد إن نظريات علم النفس، والنظريات البايولوجية أثبتت أن الناس على مستوى واحد من القدرات العقلية، وكلهم يحملون عددا متساويا من الخلايا الدماغية، لا فرق بين ذكر وأنثى وبين من يسكن المدينة أو الريف)).
المزيد في الملف الصوتي:
تعددت الآراء في أصل كلمة معيدي. خبير قال إنها صفة تطلق على شخص يرفض كل ما هو جديد، بينما يقول الزمخشري إن أصل الكلمة تعني الغلاظة، والتقشف، والخشونة. أما سيبوية فيقول انها تطلق على من يعتبر حقيراً متدني القدر. والمثل الشائع يقول: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه.
وتذكر المصادر أن النعمان بن المنذر ملك الحيرة كان أول من أطلق هذا القول على رجل سمع عن شجاعته غير أنه عندما رآه إحتقره.
تجدر الإشارة أيضا إلى أن المعروف في العراق أن كلمة معدان تطلق على سكنة منطقة الأهوار، ويرجع البعض أصولهم إلى السومريين، فيما يقول آخرون إن أصولهم هندية، غير أن هذه الآراء غير مؤكدة وغير مثبتة علميا.
وأيا كانت أصول هذه الفئة، فكلمة معيدي تطلق بشكل عام على أي شخص نستهجن تصرفه، وسلوكه، وتخلفه، أو نريد تحقيره.
مراسل اذاعة العراق الحر في السماوة هادي ماهود يروي لـ"عين ثاثلة" قصة شاب وصفه أهل الفتاة التي أحبها وطلب يدها بأنه معيدي، لأنه ليس من أهل المدينة أو ما يدعى شعبيا بالولاية:
((الوسط الجامعي مكان خصب لنشوء علاقات عاطفية تنتهي أحياناً بالزواج وهذا بفعل زمالة تمتد لأربع سنوات.
ليس في ذلك ما هو معيب، لكن أن يتقدم طالب لخطوبة زميلته وهو من الأرياف فذلك تجاوز لخطوط تعد حمراء عند بعض عوائل المدينة كما حدث للطالب الجامعي س من سكنة أرياف الوركاء.
حدثنا س عن تفاصيل قصته العاطفية التي تعرضت لمطبات عصية عن التجاوز من طرف أهل زميلته، الذين رفضوا طلبه بالتقدم لخطوبتها لأنه من منطقة ريفية، ولم تتردد العائلة في إطلاق كلمة (معيدي) على زميل إبنتهم، ما دفعنا لسؤال عماد عبد حمزة العتابي الأختصاصي في الإرشاد النفسي والبرامج الإرشادية العلاجية في جامعة المثنى عن معنى كلمة (معيدي) فأجاب أنه الشخص الذي يحارِبُ ويعادي كل ما هو جديد، موضحا أن هناك من يسكن في المنصور أرقى مناطق بغداد، لكنه لا يستخدم الـ"ساتيلايت" ومفردات التطور الحديثة، فهو معيدي، وبالمقابل هناك من يسكن في أقصى الريف لكنه يعتبر الـ"ساتيلايت" وسيلة اتصال حضارية ينبغي التعامل معها، وعليه لا تنطبق عليه صفة معيدي.
الشاب س تساءل بقلق عن مصير زميلته وسط شعور بالإهانة جراء إطلاق كلمة معيدي عليه. ويؤكد أنه زميلها وهو طالب متفوق على أقرانه من طلاب المدينة وتساءل هل أن سكنهم في الريف يمنعهم من حق الحب والزواج من بنات المدينة؟!.
سألنا أم كرار وهي سيدة من أهل الولاية عن رأيها بما حصل للطالب س فأجابت أنها تؤيد موقف أهل الفتاة لأنها لا يمكن أن تعطي ابنتها لشخص نشأ في الريف وسيرجع اليه. وأضافت "لن أدع ابنتي تصرف سنوات من حياتها لترى هل يتغير هذا الشخص أم يبقى ريفي الطباع".
عدنا الى الأختصاصي في جامعة المثنى لنسأله ما اذا كان بطلنا معيدي كما تدعي عائلة الفتاة فأجاب بالنفي وتمنى أن تقتدي العوائل بوصية الرسول(ص) الذي قال: "إذا جاءكم من ترضون دينه فزوجوه" وليس هناك ما يشير إلى عدم تزويج من يسكن في منطقة جغرافية معينة.
يبدو أن الطالب س لم يقطع الأمل، إذ أستنجد بمن يؤثر على عائلة الزميلة كما روى لنا "إن العائلة رفضت وساطة رجل دين، لكن شيخ عشيرتهم أبدى استعداده للتدخل والتأثير، ما دعا أخوة الفتاة للموافقة بشروط. أما والدها فمتذبذب، لكن الأم تصر على الرفض.
الصحفي يوسف المحسن وفي تحليله لهذه الظاهرة المتفشية في مجتمعنا العراقي وبالخصوص في مناطق الجنوب، أشار الى أن هناك نظرة دونية لممارسي الكثير من الحرف مثل الحياكة، وتربية الأغنام، والزراعة، وهذا ما يصعّد عند هذه الفئة إحساساً مقابلاً بالرفض للمجتمع الحضري.
أما الإختصاصي في الإرشاد النفسي عماد عبد حمزة العتابي فأكد إن نظريات علم النفس، والنظريات البايولوجية أثبتت أن الناس على مستوى واحد من القدرات العقلية، وكلهم يحملون عددا متساويا من الخلايا الدماغية، لا فرق بين ذكر وأنثى وبين من يسكن المدينة أو الريف)).
المزيد في الملف الصوتي: