بَـرّر وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس فكرة إبقاء جزءٍ من قواتِ بلاده في العراق بعد نهاية العام الحالي بضرورتِـها للحفاظ على الاستقرار ومواجهة ما وصفه بالخطر الإيراني الذي يهدد منطقة الخليج.
غيتس كان يتحدث في أحد مراكز الدراسات والبحوث في العاصمة الأميركية الثلاثاء واصفاً خطابه بأنه ربما "سيكون الخطاب السياسي الرئيسي الأخير" له قبل أن يتقاعد نهاية الشهر المقبل من منصبه في رئاسة البنتاغون والذي تولاه منذ عام 2006 في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش ليصبح أول وزير دفاع أميركي يخدم في إدارتين جمهورية وديمقراطية بعد أن طلب منه الرئيس باراك أوباما البقاء على رأس المؤسسة العسكرية عندما وصل إلى البيت الأبيض في كانون الثاني 2009.
وفي عرضها لتفاصيل الكلمة التي ألقاها في معهد المشروع الأميركي American Enterprise Institute ، نقلت صحيفة (نيويورك تايمز) عنه القول إن بقاء بعض القوات الأميركية في العراق بعد الموعد المقرر للانسحاب النهائي من شأنه أن "يُطمئنَ دولَ الخليج، ولكن ليس إيران." وأعرب عن اعتقاده بأن الرغبة التي عبّر عنها بوضوح سياسيون عراقيون من التيار الصدري بمغادرة الأميركيين ربما تدعمها إيران.
وفي هذا السياق، ذكرت الصحيفة "أن التيار الصدري الذي تقول الولايات المتحدة إنه يرتبط بتحالف وثيق مع إيران يصرّ منذ فترة طويلة على خروج جميع القوات الأميركية بحلول نهاية كانون الأول بموجب الاتفاق المبرم بين العراق والولايات المتحدة"، بحسب تعبيرها.
من جهتها، أفادت صحيفة أميركية بارزة أخرى هي (وول ستريت جورنال) الأربعاء بأن غيتس حضّ العراق على استضافةِ جزءٍ من القوات الأميركية بعد نهاية العام "للحفاظ على الاستقرار ولإبعاد إيران"، مكرراً مشاعر القلق المتزايدة التي أبداها غير مسؤول عسكري أميركي من أن الحكومة في بغداد لا تتحرك بالسرعة الكافية لطلب التمديد الجزئي لقوات بلادهم.
وتَـوقّع غيتس بأن توافق واشنطن على مثل هذا الطلب لأنه سيبعث رسالة إلى حلفاء الولايات المتحدة وإيران مفادها أن أميركا "ليست مُـنْسَحِبة من المنطقة"، بحسب تعبيره.
ونقلت (وول ستريت جورنال) عن بعض المسؤولين العسكريين في الولايات المتحدة القول إن من المرجّح وقوع العراق في دائرة النفوذ الإيراني في حال عدم استمرار الوجود الأميركي هناك.
وفي دراسةٍ نشرَها معهد المشروع الأميركي الثلاثاء، قال المحلل الدفاعي المرموق فريدريك كيغان Frederick Kagan إنه في ظل عدم استمرار الوجود العسكري الأميركي فإن العراق سيكون أيضاً عرضة لهجماتٍ متواصلة ينفذها مسلّحون تدعمهم طهران "أو حتى لغزوٍ واسع النطاق من جانب إيران"، بحسب تعبيره.
وأشارت (وول ستريت جورنال) في هذا السياق إلى ازدياد عدد الهجمات التي باتت تستهدف خلال الفترة الأخيرة قواعد وقوات أميركية في العراق.
ونقلت عن غيتس قوله أيضاً إن استمرار الوجود العسكري الأميركي في العراق من شأنه أن يساعد في الحفاظ على ما استثمَرته الولايات المتحدة هناك في الأرواح والأموال، وسيُظهر لدولٍ أخرى في الشرق الأوسط أن ديمقراطية "متعددة الطوائف والأعراق" في العالم العربي ستعمل. كما ذكرت الصحيفة أن الجيش الأميركي يرغب بإبقاء نحو عشرة آلاف جندي في العراق مضيفةً أن من المرجّح أن توافق إدارة أوباما، وفقاً لمسؤولين أميركيين.
وفي تقرير منفصل بَـثّته من واشنطن الأربعاء، أفادت وكالة رويترز للأنباء نقلاً عمّن وصَفَتهما بمصدريْن مطلعين بأن الجيش العراقي يُـعدّ تقييماً قد يقر بوجود ثغرات في القوات الأمنية وذلك في خطوة من شأنها أن تعزز الرأي الـمُطالِب بتمديد الوجود العسكري الأميركي في العراق.
ونُسِب لمساعدٍ في الكونغرس القول إن من المتوقع عرض هذا التقييم على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وكبار الزعماء السياسيين العراقيين. وأضاف المساعد الذي طلب عدم نشر اسمه أن "الغرض من هذا هو تخفيف الاحتقان السياسي في الجدل حول استمرار وجود القوات الأميركية والتركيز على المسألة الحقيقية وهي القدرات الفعلية للجيش العراقي." وصرح هذا المصدر بأن عملية التقييم "في مراحلها الأخيرة" فيما وصَف مصدر مطلع آخر تحدث من بغداد طالباً عدم ذكر اسمه وصَف المراجعة بأنها عملية "تقييم للجاهزية."
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري الذي يدرّس مادة (النظام السياسي في تركيا وإيران) قال فيها "إن هذا الموضوع مرتبط بمسعى الولايات المتحدة لتطوير الاتفاقية الأمنية في واحد من خيارين إما تمديدها لفترة أخرى أو محاولة الطلب من الحكومة العراقية تحديد وقت معيّن لبقاء القوات كأن يكون ستة أشهر أو ربما أكثر، وهي الآن تقدم المبررات لدعم هذا الطلب..ومن هذه المبررات ما يسمى بالخطر الإيراني....."
من جهته، قال المحلل السياسي العراقي خالد السراي إن "المتابع لمفهوم الانسحاب الأميركي يرى أن هناك تغيرات في موقف الولايات المتحدة في هذه الفترة بناءً على التغيرات التي حصلت في المنطقة خصوصاً وأن هذه التغيرات أصبحت في قلب منطقة الخليج العربي، وبالتالي أصبحت ضرورة عدم ترك الساحة العراقية مفتوحة لموازنات مستجدة بحكم الجذب الإقليمي....."
وفي تحليله لتصريح رئيس البنتاغون بأن استمرار الوجود العسكري الأميركي في العراق بعد نهاية العام الحالي من شأنه أن "يُطمئن" دول الخليج إزاء التهديدات الإيرانية، قال الدكتور وحيد حمزة هاشم رئيس المركز العربي للنشر والإعلام والأبحاث وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبد العزيز في جدة "من الواضح أن الخطر الإيراني على المنطقة سواء كان العراق، من شدة وكثافة التدخل الإيراني في الشؤون العراقية، أو فيما يتعلق بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الخليجية الست إن هذا الخطر كان ولا يزال قائماً بالنظر لأطماع إيران في المنطقة....."
أما الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط الدكتور علي رضا نوري زاده فقد اعتبر أن مسألة وجود القوات الأميركية في العراق أو التمديد الجزئي هي "شأن من شؤونه الداخلية وحقوقه السيادية إذا ما أراد اتخاذ قرارات إستراتيجية حول هذا الموضوع.......وبالتالي فإن معارضة إيران هي في غير محلها"، بحسب تعبيره.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلات مع رئيس المركز العربي للنشر والإعلام والأبحاث وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبد العزيز في جدة د. وحيد حمزة هاشم، والخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط د. علي رضا نوري زاده، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د. علي الجبوري، والمحلل السياسي العراقي خالد السراي:
غيتس كان يتحدث في أحد مراكز الدراسات والبحوث في العاصمة الأميركية الثلاثاء واصفاً خطابه بأنه ربما "سيكون الخطاب السياسي الرئيسي الأخير" له قبل أن يتقاعد نهاية الشهر المقبل من منصبه في رئاسة البنتاغون والذي تولاه منذ عام 2006 في عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش ليصبح أول وزير دفاع أميركي يخدم في إدارتين جمهورية وديمقراطية بعد أن طلب منه الرئيس باراك أوباما البقاء على رأس المؤسسة العسكرية عندما وصل إلى البيت الأبيض في كانون الثاني 2009.
وفي عرضها لتفاصيل الكلمة التي ألقاها في معهد المشروع الأميركي American Enterprise Institute ، نقلت صحيفة (نيويورك تايمز) عنه القول إن بقاء بعض القوات الأميركية في العراق بعد الموعد المقرر للانسحاب النهائي من شأنه أن "يُطمئنَ دولَ الخليج، ولكن ليس إيران." وأعرب عن اعتقاده بأن الرغبة التي عبّر عنها بوضوح سياسيون عراقيون من التيار الصدري بمغادرة الأميركيين ربما تدعمها إيران.
وفي هذا السياق، ذكرت الصحيفة "أن التيار الصدري الذي تقول الولايات المتحدة إنه يرتبط بتحالف وثيق مع إيران يصرّ منذ فترة طويلة على خروج جميع القوات الأميركية بحلول نهاية كانون الأول بموجب الاتفاق المبرم بين العراق والولايات المتحدة"، بحسب تعبيرها.
من جهتها، أفادت صحيفة أميركية بارزة أخرى هي (وول ستريت جورنال) الأربعاء بأن غيتس حضّ العراق على استضافةِ جزءٍ من القوات الأميركية بعد نهاية العام "للحفاظ على الاستقرار ولإبعاد إيران"، مكرراً مشاعر القلق المتزايدة التي أبداها غير مسؤول عسكري أميركي من أن الحكومة في بغداد لا تتحرك بالسرعة الكافية لطلب التمديد الجزئي لقوات بلادهم.
وتَـوقّع غيتس بأن توافق واشنطن على مثل هذا الطلب لأنه سيبعث رسالة إلى حلفاء الولايات المتحدة وإيران مفادها أن أميركا "ليست مُـنْسَحِبة من المنطقة"، بحسب تعبيره.
ونقلت (وول ستريت جورنال) عن بعض المسؤولين العسكريين في الولايات المتحدة القول إن من المرجّح وقوع العراق في دائرة النفوذ الإيراني في حال عدم استمرار الوجود الأميركي هناك.
وفي دراسةٍ نشرَها معهد المشروع الأميركي الثلاثاء، قال المحلل الدفاعي المرموق فريدريك كيغان Frederick Kagan إنه في ظل عدم استمرار الوجود العسكري الأميركي فإن العراق سيكون أيضاً عرضة لهجماتٍ متواصلة ينفذها مسلّحون تدعمهم طهران "أو حتى لغزوٍ واسع النطاق من جانب إيران"، بحسب تعبيره.
وأشارت (وول ستريت جورنال) في هذا السياق إلى ازدياد عدد الهجمات التي باتت تستهدف خلال الفترة الأخيرة قواعد وقوات أميركية في العراق.
ونقلت عن غيتس قوله أيضاً إن استمرار الوجود العسكري الأميركي في العراق من شأنه أن يساعد في الحفاظ على ما استثمَرته الولايات المتحدة هناك في الأرواح والأموال، وسيُظهر لدولٍ أخرى في الشرق الأوسط أن ديمقراطية "متعددة الطوائف والأعراق" في العالم العربي ستعمل. كما ذكرت الصحيفة أن الجيش الأميركي يرغب بإبقاء نحو عشرة آلاف جندي في العراق مضيفةً أن من المرجّح أن توافق إدارة أوباما، وفقاً لمسؤولين أميركيين.
وفي تقرير منفصل بَـثّته من واشنطن الأربعاء، أفادت وكالة رويترز للأنباء نقلاً عمّن وصَفَتهما بمصدريْن مطلعين بأن الجيش العراقي يُـعدّ تقييماً قد يقر بوجود ثغرات في القوات الأمنية وذلك في خطوة من شأنها أن تعزز الرأي الـمُطالِب بتمديد الوجود العسكري الأميركي في العراق.
ونُسِب لمساعدٍ في الكونغرس القول إن من المتوقع عرض هذا التقييم على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وكبار الزعماء السياسيين العراقيين. وأضاف المساعد الذي طلب عدم نشر اسمه أن "الغرض من هذا هو تخفيف الاحتقان السياسي في الجدل حول استمرار وجود القوات الأميركية والتركيز على المسألة الحقيقية وهي القدرات الفعلية للجيش العراقي." وصرح هذا المصدر بأن عملية التقييم "في مراحلها الأخيرة" فيما وصَف مصدر مطلع آخر تحدث من بغداد طالباً عدم ذكر اسمه وصَف المراجعة بأنها عملية "تقييم للجاهزية."
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد الدكتور علي الجبوري الذي يدرّس مادة (النظام السياسي في تركيا وإيران) قال فيها "إن هذا الموضوع مرتبط بمسعى الولايات المتحدة لتطوير الاتفاقية الأمنية في واحد من خيارين إما تمديدها لفترة أخرى أو محاولة الطلب من الحكومة العراقية تحديد وقت معيّن لبقاء القوات كأن يكون ستة أشهر أو ربما أكثر، وهي الآن تقدم المبررات لدعم هذا الطلب..ومن هذه المبررات ما يسمى بالخطر الإيراني....."
من جهته، قال المحلل السياسي العراقي خالد السراي إن "المتابع لمفهوم الانسحاب الأميركي يرى أن هناك تغيرات في موقف الولايات المتحدة في هذه الفترة بناءً على التغيرات التي حصلت في المنطقة خصوصاً وأن هذه التغيرات أصبحت في قلب منطقة الخليج العربي، وبالتالي أصبحت ضرورة عدم ترك الساحة العراقية مفتوحة لموازنات مستجدة بحكم الجذب الإقليمي....."
وفي تحليله لتصريح رئيس البنتاغون بأن استمرار الوجود العسكري الأميركي في العراق بعد نهاية العام الحالي من شأنه أن "يُطمئن" دول الخليج إزاء التهديدات الإيرانية، قال الدكتور وحيد حمزة هاشم رئيس المركز العربي للنشر والإعلام والأبحاث وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبد العزيز في جدة "من الواضح أن الخطر الإيراني على المنطقة سواء كان العراق، من شدة وكثافة التدخل الإيراني في الشؤون العراقية، أو فيما يتعلق بالتدخل في الشؤون الداخلية للدول الخليجية الست إن هذا الخطر كان ولا يزال قائماً بالنظر لأطماع إيران في المنطقة....."
أما الخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط الدكتور علي رضا نوري زاده فقد اعتبر أن مسألة وجود القوات الأميركية في العراق أو التمديد الجزئي هي "شأن من شؤونه الداخلية وحقوقه السيادية إذا ما أراد اتخاذ قرارات إستراتيجية حول هذا الموضوع.......وبالتالي فإن معارضة إيران هي في غير محلها"، بحسب تعبيره.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلات مع رئيس المركز العربي للنشر والإعلام والأبحاث وأستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبد العزيز في جدة د. وحيد حمزة هاشم، والخبير الإيراني في شؤون الشرق الأوسط د. علي رضا نوري زاده، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد د. علي الجبوري، والمحلل السياسي العراقي خالد السراي: