شهدت الأيامُ الأخيرة تغيّراً ملحوظاً في شعارات الاحتجاجات العراقية من التركيز على مطالب داخلية مُـلحّة مثل تحسين الخدمات ومكافحة البطالة إلى اهتماماتٍ إقليمية كالتضامن مع البحرين.
وفي إطار هذا التحوّل، تجددت السبت تظاهرات في مدينتيْ بغداد والبصرة بمشاركة آلاف العراقيين فيما لم تكن الاحتجاجات الـمُطالِبة بتوفير الخدمات الأساسية تجتذبُ أكثر من بضع مئاتٍ من المشاركين.
وفي تغطيتها لمسيرات البصرة، أفادت وكالات أنباء عالمية بأن المتظاهرين حملوا أعلاماً عراقية وبحرينية ورفعوا لافتات كُتبت عليها شعارات تندد بدولٍ خليجية مجاورة شاركت الأسبوع الماضي في إرسال قواتٍ لاحتواء الوضع في البحرين. ولاحظَت وكالة فرانس برس للأنباء أن من بين اللافتات التي رُفعت في ساحة الفردوس بوسط بغداد السبت واحدة كُتب عليها "نطالب بفتح باب التطوع للدفاع عن شعب البحرين".
من جهته، ربَط أحد مراكز الدراسات الغربية التي ترصد هذه التظاهرات ربَط مسيرات التضامن بما اعتبَره "نفوذاً إيرانياً في منطقة الخليج يتصارع مع قوى إقليمية ودولية أبرزها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية." وقال موقع (ستراتفور كومنتري) Stratfor Commentary لتحليل الشؤون الدولية والإستراتيجية السبت:
إن التظاهرات التي جرت في العراق الجمعة تركّزت على الحكومة العراقية بشكل أقل من تركيزها على إبداء الدعم الطائفي لمتظاهرين في البحرين مشيراً إلى مشاركة نحو 5000 آلاف متظاهر في شوارع مدن عراقية مثل بغداد والنجف وبعقوبة والخالص والبصرة والديوانية والعمارة وغيرها.
وارتأى التحليل أن "كل هذه الأحداث تدخل في إطارِ صراعٍ إستراتيجي أوسع أطرافُه الولايات المتحدة وإيران والسعودية" معتبراً أن طهران استفادت بشكل كبير من انتشار الاضطرابات من تونس إلى الخليج على نحوٍ مَـكّنَها من إحراز بعض التقدم في ما يتعلق بقدرتها التفاوضية مع واشنطن حول مناطق النفوذ الإقليمي، بحسب ما وردَ في دراسة (ستراتفور كومنتري).
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع أستاذ الإعلام في جامعة بغداد الدكتور هاشم حسن الذي قال لإذاعة العراق الحر في تعليقٍ على أسباب تحوّل شعارات الاحتجاجات الشعبية العراقية إنه "في إطار مفهوم الرأي العام، يشكّل الشارع العراقي جزءا من منظومة عالمية تتدفق إليها المعلومات ووسائل الإعلام وتظهر أنه في الأجندة تنسحب قضايا مهمة معاً، كأحداث تونس ومصر وما أعقبها في اليمن والآن في ليبيا، وهي قضايا أساسية وجوهرية مثل الحرية والمطالبة بمكافحة الفساد. كما أن هذه القضايا تتعلق أيضاً بالشارع العراقي حيث كانت هنالك مطالب حقيقية للإصلاح والتغيير في بعض المجالات...ولكن أيضاً في المجتمع العراقي ربما تتغير الأجندة نظراً لوجود قوة فاعلة لمكوّنات سياسية فاعلة ووسائل إعلام...وربما في الوقت الحاضر تحوّلت الاتجاهات إزاء القضايا العربية وفي مقدمتها قضايا في البحرين......."، بحسب تعبيره.
من جهته، أجاب الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق عن سؤال في شأن الترابط بين مظاهرات التأييد للبحرين والصراع الإستراتيجي بين أطراف إقليمية ودولية في منطقة الخليج معرباً عن اعتقاده بأن "تصاعد الأزمة والعقوبات الإضافية المشددة على إيران ربما دفعها إلى الخروج من إطار الصراع الداخلي على جبهات كانت معروفة في السابق إلى الدخول في جبهات جديدة بينها المواجهة المباشرة مع دول الخليج................"
وفي مقابلةٍ أخرى أجريتُها عبر الهاتف ظهر الأحد، تحدثَت الكاتبة والإعلامية الإماراتية فضيلة المعيني لإذاعة العراق الحر عن إرسال قوات (درع الجزيرة) إلى البحرين باعتباره إجراء اتُـخِذ "بموجب اتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون الخليجي وبالتالي لا يمكن اعتباره تدخلاً في الشؤون الداخلية لإحدى الدول الأعضاء في هذا المجلس."
وأعربت عن اعتقادها بأن تغيّر شعارات متظاهرين في بعض الدول العربية من المطالبة بحقوق داخلية مشروعة إلى شؤون خارجية يشير إلى احتمال وجود تأثيرات خارجية للاستفادة من الاحتجاجات.
كما أجابت المعيني أيضاً عن سؤال بشأن التركيز الإعلامي الأخير على تطورات البحرين بالمقارنة مع انتفاضات شعبية في دول عربية أخرى لم تطلب إسناداً إقليمياً للحيلولة دون تفاقم الوضع الأمني فيها.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلات مع أستاذ الإعلام في جامعة بغداد د. هاشم حسن، والباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق، والكاتبة الإماراتية فضيلة المعيني.
وفي إطار هذا التحوّل، تجددت السبت تظاهرات في مدينتيْ بغداد والبصرة بمشاركة آلاف العراقيين فيما لم تكن الاحتجاجات الـمُطالِبة بتوفير الخدمات الأساسية تجتذبُ أكثر من بضع مئاتٍ من المشاركين.
وفي تغطيتها لمسيرات البصرة، أفادت وكالات أنباء عالمية بأن المتظاهرين حملوا أعلاماً عراقية وبحرينية ورفعوا لافتات كُتبت عليها شعارات تندد بدولٍ خليجية مجاورة شاركت الأسبوع الماضي في إرسال قواتٍ لاحتواء الوضع في البحرين. ولاحظَت وكالة فرانس برس للأنباء أن من بين اللافتات التي رُفعت في ساحة الفردوس بوسط بغداد السبت واحدة كُتب عليها "نطالب بفتح باب التطوع للدفاع عن شعب البحرين".
من جهته، ربَط أحد مراكز الدراسات الغربية التي ترصد هذه التظاهرات ربَط مسيرات التضامن بما اعتبَره "نفوذاً إيرانياً في منطقة الخليج يتصارع مع قوى إقليمية ودولية أبرزها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية." وقال موقع (ستراتفور كومنتري) Stratfor Commentary لتحليل الشؤون الدولية والإستراتيجية السبت:
إن التظاهرات التي جرت في العراق الجمعة تركّزت على الحكومة العراقية بشكل أقل من تركيزها على إبداء الدعم الطائفي لمتظاهرين في البحرين مشيراً إلى مشاركة نحو 5000 آلاف متظاهر في شوارع مدن عراقية مثل بغداد والنجف وبعقوبة والخالص والبصرة والديوانية والعمارة وغيرها.
وارتأى التحليل أن "كل هذه الأحداث تدخل في إطارِ صراعٍ إستراتيجي أوسع أطرافُه الولايات المتحدة وإيران والسعودية" معتبراً أن طهران استفادت بشكل كبير من انتشار الاضطرابات من تونس إلى الخليج على نحوٍ مَـكّنَها من إحراز بعض التقدم في ما يتعلق بقدرتها التفاوضية مع واشنطن حول مناطق النفوذ الإقليمي، بحسب ما وردَ في دراسة (ستراتفور كومنتري).
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة مع أستاذ الإعلام في جامعة بغداد الدكتور هاشم حسن الذي قال لإذاعة العراق الحر في تعليقٍ على أسباب تحوّل شعارات الاحتجاجات الشعبية العراقية إنه "في إطار مفهوم الرأي العام، يشكّل الشارع العراقي جزءا من منظومة عالمية تتدفق إليها المعلومات ووسائل الإعلام وتظهر أنه في الأجندة تنسحب قضايا مهمة معاً، كأحداث تونس ومصر وما أعقبها في اليمن والآن في ليبيا، وهي قضايا أساسية وجوهرية مثل الحرية والمطالبة بمكافحة الفساد. كما أن هذه القضايا تتعلق أيضاً بالشارع العراقي حيث كانت هنالك مطالب حقيقية للإصلاح والتغيير في بعض المجالات...ولكن أيضاً في المجتمع العراقي ربما تتغير الأجندة نظراً لوجود قوة فاعلة لمكوّنات سياسية فاعلة ووسائل إعلام...وربما في الوقت الحاضر تحوّلت الاتجاهات إزاء القضايا العربية وفي مقدمتها قضايا في البحرين......."، بحسب تعبيره.
من جهته، أجاب الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق عن سؤال في شأن الترابط بين مظاهرات التأييد للبحرين والصراع الإستراتيجي بين أطراف إقليمية ودولية في منطقة الخليج معرباً عن اعتقاده بأن "تصاعد الأزمة والعقوبات الإضافية المشددة على إيران ربما دفعها إلى الخروج من إطار الصراع الداخلي على جبهات كانت معروفة في السابق إلى الدخول في جبهات جديدة بينها المواجهة المباشرة مع دول الخليج................"
وفي مقابلةٍ أخرى أجريتُها عبر الهاتف ظهر الأحد، تحدثَت الكاتبة والإعلامية الإماراتية فضيلة المعيني لإذاعة العراق الحر عن إرسال قوات (درع الجزيرة) إلى البحرين باعتباره إجراء اتُـخِذ "بموجب اتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون الخليجي وبالتالي لا يمكن اعتباره تدخلاً في الشؤون الداخلية لإحدى الدول الأعضاء في هذا المجلس."
وأعربت عن اعتقادها بأن تغيّر شعارات متظاهرين في بعض الدول العربية من المطالبة بحقوق داخلية مشروعة إلى شؤون خارجية يشير إلى احتمال وجود تأثيرات خارجية للاستفادة من الاحتجاجات.
كما أجابت المعيني أيضاً عن سؤال بشأن التركيز الإعلامي الأخير على تطورات البحرين بالمقارنة مع انتفاضات شعبية في دول عربية أخرى لم تطلب إسناداً إقليمياً للحيلولة دون تفاقم الوضع الأمني فيها.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلات مع أستاذ الإعلام في جامعة بغداد د. هاشم حسن، والباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق، والكاتبة الإماراتية فضيلة المعيني.