روابط للدخول

خبر عاجل

في المسيرة الإبداعية للفنان التشكيلي سعد الطائي


لوحة للفنان سعد الطائي
لوحة للفنان سعد الطائي
كانت لبيئة وتراث مدينة بابل التي عاش وترعرع فيها الأثر الكبير على أعماله الفنية حيث رسم في بداية مشواره الفني الصيادين والبنائين والوجوه البشرية المتعبة، وفي فترتي الستينات والسبعينات من القرن الماضي رسم الأهوار التي أخذت حيزا كبيرا من أعماله فيما بعد.. انه الفنان سعد الطائي الذي كتب عنه الناقد التشكيلي بلاسم محمد شهادة نقدية قال فيها: "ليس من بحث في تاريخ الفن العراقي من دون حضور اسم الفنان سعد الطائي في مفاصله.. هذا ليس على مستوى الرسم وحسب وانما في الحقل النظري ومجاورات اخرى في إسهاماته منذ تأسيس هذا الفن الى يومنا هذا"..
الفنان سعد الطائي

مع مرور السنين طرأت تغيرات على أسلوب وثيمة أعماله الفنية حيث بدأ يرسم الأمل عند الإنسان وفي فترةالتسعينات أنجز أعمالا تجسد حالات شظف العيش الذي عانى منه العراقيون خلال الحصار الإقتصادي ثم توالت أعماله التي اختلفت من حيث الأفكار التي حملتها .

ينتمي الفنان التشكيلي سعد الطائي المولود في مدينة بابل عام 1935 الى جيل الخمسينات من ذلك الجيل الذي أنجب عشرات التشكيليين العراقيين المبدعين والذين اثروا المشهد التشكيلي العراقي بالعديد من الأعمال المتميزة، وقد إقتنت أعمالهم العديد من المتاحف ودور الفن في مختلف دول العالم ..

بدأ الطائي اهتمامه بالفن عندما كان طفلاً، وبعد التحاقه بالمدرسة اكتشف معلم مادة الرسم موهبته فأهداه مواد تلوين وطلب منه مرة أن يري لوحاته الى مدير المدرسة الذي كان بدوره مهتما بالرسم كثيرا وبعد أن أعجب بها ألحقه المدير بمرسم المدرسة الذي ساعده في صقل موهبته من خلال مراقبته للطلبة الذين يرسمون فيه وهكذا بدأت رسوماته تشارك في المعارض المدرسية وكان يحقق غالبا المركز الأول على محافظته.

في الصف السادس الابتدائي حصل على جائزة وهي عبارة عن كتاب يتحدث عن فن عصر النهضة الذي رسخ في ذهنه فكرة السفر والدراسة في إيطاليا التي تعد مركز الفن في ذلك العصر.

في عام 1952 أرسله والده الى ايطاليا ليدرس الفن على حسابه الخاص، وبقي هناك خمس سنوات متواصلة كما درس هناك بالإضافة إلى الرسم فن السيراميك وتقنية صك النقود. حصل في وقتها على وسام الفارس من رئيس جمهورية إيطاليا، وكان يستغل فترة العطلات في التجوّل في أوروبا وزيارة المتاحف والاطلاع على حركة الفن.

خلال فترة الدراسة في ايطاليا وتحديدا في عام 1956اقام معرضا مشتركا مع الفنانين النحاتين محمد غني حكمت وخالد الرحال الذي تجمعه بهما علاقة صداقة حميمة وذكريات جميلة
في عام 1965 رافق التشكيلي حافظ الدروبي في معرض مشترك جال عدة مدن في اوروبا ونال في وقتها استحسان المتلقي هناك.
من أعمال الفنان سعد الطائي

بدأ التدريس في كلية الفنون الجميلة منذ عام 1976، وترأس لسنوات قسم الفنون التشكيلية فيها. كما أسس قسم اللغة الإيطالية في كلية اللغات في بغداد عام 2003. وهو ما يزال يواصل التدريس في هذه الكلية.
اقام الطائي خلال مسيرته الفنية الطويلة عشرات المعارض الشخصية داخل العراق وخارجه وكانت له مشاركات في اغلب المعارض الجماعية كان آخر معرض شخصي له في كاليري الاورفلي بعمان في شهر شباط حمل عنوان "عودة الى المجهول"، حيث عرض الفنان 26 عملا فنياً تتحدث عن الإنسان وحبه الدائم للبحث عن المستقبل المجهول، كما اتسمت معظم الأعمال المعروضة بالتجديد والتغريب، مثلا الإنسان يركب زورقا ويتجول بين الجبال او يسير في غابة، حاول الطائي من خلالها المزج بين الخيال والواقع وان يجسد أحلامه الوردية وأمنياته المؤجلة في معرضه حاله كحال أبناء الشعب العراقي الذين عانوا طويلا.

ورافق المعرض حفل توقيع كتابه "الرسم على حواف الواقع" الذي يقع في 220 صفحة بالألوان، وهو معزز بشهادات نقاد أجانب وكتاب عراقيين وفنانين سجلوا ملاحظاتهم وآرائهم حول أعمال الطائي، كما يحتوي على صور وثائقية تؤرخ بعض المراحل الحياتية والدراسية للفنان.

للفنان اهتمامات بالقراءة والشعر والموسيقى وهو دائم الاستماع الى إذاعة العراق الحر لما تبثه من مواد متنوعة.
وبالرغم من انه لم يغادر العراق كغيره من الفنانين الذين تركوا البلاد بعد أحداث عام 2003 الا انه يشعر بمعاناتهم وهم في غربتهم وفي هذا السياق كتب قصيدة نثرية عن الغربة جاء فيها:
انا أبن دجلة والفرات اصالة
لا الشرق يؤنسني لا الغرب يغنيني
فلقمة خبز تحت ظل نخيل
تفوق موائد الذل الدفين
وماء رغم عكرته زلال
تصاحبه النسائم كل حين
غريب في بلاد لست منها
ولا أهل ليرحموني
وما حب العراق سوى إفتخار
لأهليه يداعبني حنيني

سيتحدث الفنان سعد الطائي في الجزء الثاني من اللقاء الذي أجرته معه مراسلة إذاعة العراق الحر في عمان فائقة رسول سرحان عن التطور الذي حدث في أسلوبه الفني وأفكاره ورأيه بجيل الشباب من التشكيليين وتقيميه للحركة النقدية التشكيلية وأثر الأحداث الأخيرة التي مر بها العراق على أعماله بشكل كبير والأجواء والأوقات التي يحب أن يرسم فيها وكذلك اهتماماته الأخرى مثل سماع الموسيقى والقراءة وكتابة الشعر.

مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.
XS
SM
MD
LG