قدَّمت محافظة بابل، بدءاً من مدينة الحلة، وإنتهاء بالمدحتية، مروراً بكل أقضية ونواحي وقرى هذه المحافظة، عدداً كبيراً من ألمع شعراء العراق.
والأجمل في الأمر أن بابل لم تزل تعطي للشعر العراقي شعراء شباب دون توقف. ولو أردنا أن نذكر كل شعراء بابل مع بعض قصائدهم، لأحتجنا لمئات الحلقات من هذا البرنامج، لذلك فسنقدم بين فترة وأخرى عدداً من شعراء بابل الكبار والشباب معاً، عسى أن نوفق في تقديم من لم يقدَّم بعد.
وسيساعدنا في هذه المهمة التعريفية الزملاء في إتحاد الشعراء الشعبيين في بابل، وفي مقدمتهم الباحث والشاعر الحلي الأستاذ محمد على محي الدين. وسيكون الشاعران المبدعان قاسم السلطاني، وصلاح عبود أول الأسماء الشعرية البابلية التي تطل اليوم من نافذة "مواويل وشعر" بما تجود به قريحتهما الشعرية، بعد أن كنا قد قدمنا في حلقات سابقة شعراء كباراً من بابل أمثال الشاعر كاظم الرويعي، وعبد الصاحب عبيد الحلي، ومحمد علي القصاب، وعلي بيعي، وحامد گعيد الجبوري، ومحمد علي محي الدين وغيرهم من شعراء الحلة الكبار.
الشاعر قاسم السلطاني
ولد الشاعر قاسم رحيم مرزوك خلف السلطاني في سدة الهندية عام1982 وقد تأثر في بدايته الشعرية بالشاعرين الكبيرين مظفر النواب وعريان السيد خلف، فكان يسعى للحصول على إشعارهما وقراءتها. فغرف من هذا النبع الصافي الكثير وهو ما ظهر واضحا في قصائده التي تحمل أنفاسا لا تمت بصلة لما عليه اغلب شعراء جيله الشباب.
كتب شاعرنا السلطاني الشعر في وقت مبكر وكانت تجارب جميلة واعدة نماها بالمتابعة والمواظبة والإصرار، على أن يكون مبدعا، وفعلا أصبحت قصائده بمرور الوقت مثالا للشعر الذي له الصدارة لما فيه من صور زاهية ومعان فريدة وأخيلة تحلق في الأعالي بحثا عن الجدة والرصانة وقوة السبك، وهو اليوم عضو في رابطة شعراء السدة وهذه الرابطة التي أصبح لها نشاطها المميز في المحافظة وخارجها وأيضاً عضو في اتحاد الشعراء الشعبيين في العراق فرع بابل. ومن قصائده الجميلة المعبرة "لا تعتب" التي يقول فيها:
لا تعتب بعد لو وشل الماي
ما يغرف رمل ﭽف النواعير
ولا تحشم اخوك وتحسب احساب
يطلع لو طحت ويدفنه للبير
يلرايد الليل بلايه خلان
يلرايد صبح ما بيه عصافير
الصبح بالدنيه كلها تغني فيروز
وصبحنه يغني كاف ويالشواجير
اذا انباگ الصبح لا تتهم الليل
تره الباگ الصبح ﭽف النواطير
خلصتوا عمركم بين راحه ونوم
وخلصنه عمرنه بالتدابير
لا تنسه وراكم باﭽر حساب
قابل ترشي ربك بالدنانير
مو كل الخشب يصبر على الضيم
تره هوايه خشب كسر مناشير
ومو كل الصـور تنحضن بالبوم
تره المو زين متحضنه التصاوير
بالحايط سهل تعـلگ البسمار
وصعبه الحايط تعلگه ابسامير
ذب جلد الأسد لا تخدع الناس
ورد لاصلك وانته ويه الخنازير
ولا تلبس بعد وجه التماسيح
ولا تلبس وجه يحتـاج تبرير
لبست الريح آني ولسه مستور
الستر بالروح مو بالملبس يصير
بلسان الحال تحـﭽـي وفاضح الناس
اسكت يا قلم لا تجرح الـغير
الشاعر صلاح عبود
ولد الشاعر صلاح عبود عبيد الطائي في ناحية السدة بمحافظة بابل عام 1979 كتب الشعر وهو في الخامسة عشر من عمره، متأثراً بالشاعر الكبير مظفر النواب. شارك في العديد من المهرجانات المحلية والوطنية. كما أسهم في الكثير من الأماسي الشعرية. نشر نتاجه في الصحف والمجلات العراقية. يتميز صلاح عبود برهافة الحس وإختياراته التي يحاول أن يكون متفرداً فيها عن أقرانه، خاصة في قاموسه الشعري، ومفرداته الخاصة التي قد لايألفها جيله الشعري كما يتميز بتوليد الصور الخيالية الحالمة من أرض الواقع.
يقول صلاح في قصيدة "الماعون"
ناس مدوهنَّة وخطوة على سجچه ليش
والسان الحقيقة استاطن الرعشة
إبساط الغيرة جارد لفَّه چف الخوف
إنطَّه، ونُص السلف ماتقبل إتفرشَّه
على باب الحرامي إنفتح باب العيد
وللطيبين وكتك سلَّم الطرشه
إذا وازاك جوعك لاتسب العوز
راعي البيت جابه إبابك وطشَّه
سنكتفي بهذا القدر من هذه القصيدة المميزة وهذا الفيض الشعري البابلي، المزدحم بالجمال والفن والمتعة.
المزيد في الملف الصوتي
والأجمل في الأمر أن بابل لم تزل تعطي للشعر العراقي شعراء شباب دون توقف. ولو أردنا أن نذكر كل شعراء بابل مع بعض قصائدهم، لأحتجنا لمئات الحلقات من هذا البرنامج، لذلك فسنقدم بين فترة وأخرى عدداً من شعراء بابل الكبار والشباب معاً، عسى أن نوفق في تقديم من لم يقدَّم بعد.
وسيساعدنا في هذه المهمة التعريفية الزملاء في إتحاد الشعراء الشعبيين في بابل، وفي مقدمتهم الباحث والشاعر الحلي الأستاذ محمد على محي الدين. وسيكون الشاعران المبدعان قاسم السلطاني، وصلاح عبود أول الأسماء الشعرية البابلية التي تطل اليوم من نافذة "مواويل وشعر" بما تجود به قريحتهما الشعرية، بعد أن كنا قد قدمنا في حلقات سابقة شعراء كباراً من بابل أمثال الشاعر كاظم الرويعي، وعبد الصاحب عبيد الحلي، ومحمد علي القصاب، وعلي بيعي، وحامد گعيد الجبوري، ومحمد علي محي الدين وغيرهم من شعراء الحلة الكبار.
الشاعر قاسم السلطاني
ولد الشاعر قاسم رحيم مرزوك خلف السلطاني في سدة الهندية عام1982 وقد تأثر في بدايته الشعرية بالشاعرين الكبيرين مظفر النواب وعريان السيد خلف، فكان يسعى للحصول على إشعارهما وقراءتها. فغرف من هذا النبع الصافي الكثير وهو ما ظهر واضحا في قصائده التي تحمل أنفاسا لا تمت بصلة لما عليه اغلب شعراء جيله الشباب.
كتب شاعرنا السلطاني الشعر في وقت مبكر وكانت تجارب جميلة واعدة نماها بالمتابعة والمواظبة والإصرار، على أن يكون مبدعا، وفعلا أصبحت قصائده بمرور الوقت مثالا للشعر الذي له الصدارة لما فيه من صور زاهية ومعان فريدة وأخيلة تحلق في الأعالي بحثا عن الجدة والرصانة وقوة السبك، وهو اليوم عضو في رابطة شعراء السدة وهذه الرابطة التي أصبح لها نشاطها المميز في المحافظة وخارجها وأيضاً عضو في اتحاد الشعراء الشعبيين في العراق فرع بابل. ومن قصائده الجميلة المعبرة "لا تعتب" التي يقول فيها:
لا تعتب بعد لو وشل الماي
ما يغرف رمل ﭽف النواعير
ولا تحشم اخوك وتحسب احساب
يطلع لو طحت ويدفنه للبير
يلرايد الليل بلايه خلان
يلرايد صبح ما بيه عصافير
الصبح بالدنيه كلها تغني فيروز
وصبحنه يغني كاف ويالشواجير
اذا انباگ الصبح لا تتهم الليل
تره الباگ الصبح ﭽف النواطير
خلصتوا عمركم بين راحه ونوم
وخلصنه عمرنه بالتدابير
لا تنسه وراكم باﭽر حساب
قابل ترشي ربك بالدنانير
مو كل الخشب يصبر على الضيم
تره هوايه خشب كسر مناشير
ومو كل الصـور تنحضن بالبوم
تره المو زين متحضنه التصاوير
بالحايط سهل تعـلگ البسمار
وصعبه الحايط تعلگه ابسامير
ذب جلد الأسد لا تخدع الناس
ورد لاصلك وانته ويه الخنازير
ولا تلبس بعد وجه التماسيح
ولا تلبس وجه يحتـاج تبرير
لبست الريح آني ولسه مستور
الستر بالروح مو بالملبس يصير
بلسان الحال تحـﭽـي وفاضح الناس
اسكت يا قلم لا تجرح الـغير
الشاعر صلاح عبود
ولد الشاعر صلاح عبود عبيد الطائي في ناحية السدة بمحافظة بابل عام 1979 كتب الشعر وهو في الخامسة عشر من عمره، متأثراً بالشاعر الكبير مظفر النواب. شارك في العديد من المهرجانات المحلية والوطنية. كما أسهم في الكثير من الأماسي الشعرية. نشر نتاجه في الصحف والمجلات العراقية. يتميز صلاح عبود برهافة الحس وإختياراته التي يحاول أن يكون متفرداً فيها عن أقرانه، خاصة في قاموسه الشعري، ومفرداته الخاصة التي قد لايألفها جيله الشعري كما يتميز بتوليد الصور الخيالية الحالمة من أرض الواقع.
يقول صلاح في قصيدة "الماعون"
ناس مدوهنَّة وخطوة على سجچه ليش
والسان الحقيقة استاطن الرعشة
إبساط الغيرة جارد لفَّه چف الخوف
إنطَّه، ونُص السلف ماتقبل إتفرشَّه
على باب الحرامي إنفتح باب العيد
وللطيبين وكتك سلَّم الطرشه
إذا وازاك جوعك لاتسب العوز
راعي البيت جابه إبابك وطشَّه
سنكتفي بهذا القدر من هذه القصيدة المميزة وهذا الفيض الشعري البابلي، المزدحم بالجمال والفن والمتعة.
المزيد في الملف الصوتي