تمتـَدّ المظاهرات المطالبة بالتـَغيير في أنحاء المنطقة مع استمرار احتجاجاتٍ شعبية عراقية على الفساد وسوء الخدمات والبطالة وسط مساعٍ حكومية للحيلولة دون تناميها إلى مسيراتٍ حاشدة على غرار انتفاضتيْ تونس ومصر.
ومع ازدياد عدد التظاهرات الصغيرة التي تشهدها مناطق عراقية مختلفة بمشاركةِ بضع مئات من المحتجّين دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر أتباعه إلى تنظيم مسيرات مليونية. ونُقل عن بيانٍ للصدر تأكيده ضرورةَ أن تكون كل الأفعال والمطالبات الشعبية بالحقوق "سلمية وموحدة" وإنْ كانت الدولة "غير قادرة على تطبيقها، لأسباب منها وجود المحتل والفساد وضعف الحكومة"، بحسب تعبيره.
في غضون ذلك، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن "التـغيير" يحدث في سائر أرجاء الشرق الأوسط، وهو ما دعَت إليه الولايات المتحدة لأنه في مصلحة الشعوب. وأضافت كلينتون في مقابلة أجرتها قناة (الحرة) الفضائية الاثنين:
"حسناً، أعتقد أن التـَغيير يحدث، وهذا شيء دَعتَ إليه الولايات المتحدة وهذه الإدارة وأنا شخصياً لأننا نعتقد أنه ليس فقط في مصلحة المنطقة وكل دولة من دولِها فحسب بل الأهم من ذلك، إن التـغيير هو في مصلحة الشعوب ولا سيما الشباب إذ من الأهمية بمكان أن تتوفر لها فرصة التمتع بالإصلاح الاقتصادي والسياسي والديمقراطي."
من جهته، أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي في ختامِ اجتماعٍ عُقد على مستوى المندوبين في القاهرة الاثنين أكد وجود ما وصفه بـ "واقع عربي جديد" في ظل تطلعات الشباب نحو "التطوير والتحديث والديمقراطية." وأضاف أن المشاركين في الاجتماع اتفقوا على ضرورة تجسيد التضامن العربي في مجال ما يمكن تقديمه من "دعم اقتصادي وتنموي" لتونس ومصر.
وفيما تتكاثف التحركاتُ الشعبية في غير دولة تتواصَلُ في العراق استعدادات حكومية لاستضافة القمة العربية المقبلة مع صدور تصريحاتٍ رسمية جديدة بأنها ستُعقَد في التاسع والعشرين من آذار في بغداد على الرغم من الاضطرابات التي تشهدها المنطقة.
هذه التأكيداتُ تزامَنت مع تصريحاتٍ للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بأنه سوف يترك منصبه الشهر المقبل مشيراً إلى احتمال ترشّحه لرئاسة الجمهورية في مصر. وقال في مقابلةٍ نشرتها صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية الثلاثاء
www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2011/02/14/AR2011021406948.html
إنه لم يعد يرى دوره "كمدافعٍ عن الوضع الراهن" مضيفاً أنه أبلَغ مندوبي الدول الأعضاء في الجامعة العربية المجتمعين في القاهرة الاثنين رسالة مفادها "أن رياح التغيير تجتاح مجتمعاتنا"، على حد تعبيره.
وفي مقابلةٍ أجريتُها عبر الهاتف، أجاب الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق عن أهمية انعقاد القمة العربية المقبلة في العراق رغم الاحتجاجات التي تجتاح المنطقة، قائلا إنه في ظل التحولات الكبيرة هناك دور كبير "للشعب العراقي كما للحكومة العراقية في المدى المقبل لاستيعاب المشهد الدبلوماسي العربي وتحويل الجامعة العربية في ظل الانهماك المصري اليوم في الشأن الداخلي كي تكون هناك مبادرة تجعل العراق في طليعة الدول العربية الديمقراطية التي يمكن أن تؤثر في مسار التحوّل الديمقراطي لدول المنطقة."
وفي إطار المتابعات الإعلامية الغربية للمشهد العراقي المتأثر بأحداث تونس ومصر، نشرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية الثلاثاء تقريراً تحت عنوان (عراقيون يحتجون على انقطاعات الكهرباء والفساد)
online.wsj.com/article/SB10001424052748703584804576144554140076350.html
اسـتَهلّته بالقول إن مطالبات مئات المتظاهرين الذين تجمعوا الاثنين تمحورت حول قضايا يومية ملحّة "مثل انقطاع التيار الكهربائي ورداءة السكن، بدلا من أن أي محاولة لإطاحة الحكومة العراقية."
ولوّح المحتجوّن بالأعلام العراقية متّهمين مسؤولين حكوميين بأنهم
"جميعاً لصوص." وأضافت الصحيفة أن "انقطاع التيار الكهربائي المستمر يتصدر قائمة المظالم، ولكن العراقيين يشكون أيضاً من الفساد وانعدام فرص العمل وهدر عائدات النفط الحكومية."
عضو مجلس النواب العراقي محمود عثمان تحدث لإذاعة العراق الحر عن هذه المظاهرات قائلا إن المواطنين "يطالبون بالخدمات وبحقوقهم الأخرى ومنها حقهم الدستوري في أن يتظاهروا بمختلف مناطق العراق جراء معاناتهم ...وأعتقد أن الحكومة والهياكل الرسمية لم تقم بواجباتها في هذا المجال إذ كان المفروض منذ سنوات أن يتصدّر الأولوية موضوع الخدمات وتلبية مطالب المواطنين ومكافحة الفقر والبطالة والفساد............."
من جهته، اعتبر رئيس تحرير صحيفة (العالم) العراقية سرمد الطائي ما يجري اليوم من احتجاجاتٍ شعبية في مدن عراقية مختلفة اعتبرَها امتداداً لمظاهرات مماثلة نُظمّت على مدى العام المنصرم، ومنها ما عُرفت بانتفاضة الكهرباء التي عمّت عشر محافظات أو أكثر خلال الصيف الماضي "وبالتالي فإن ما يحصل اليوم يقوم على أرضية احتجاج موجودة أصلاً وكانت تعبّر عن غضب يومي لدى المواطنين العراقيين الذين انتظروا سنوات طويلة تحسّن الأمور ولكنهم لا يلمحون حتى الآن أي خارطة طريق حكومية بهذا الاتجاه....."، على حد تعبيره.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلات مع عضو مجلس النواب العراقي محمود عثمان، ورئيس تحرير صحيفة (العالم) العراقية سرمد الطائي، والباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق.
ومع ازدياد عدد التظاهرات الصغيرة التي تشهدها مناطق عراقية مختلفة بمشاركةِ بضع مئات من المحتجّين دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر أتباعه إلى تنظيم مسيرات مليونية. ونُقل عن بيانٍ للصدر تأكيده ضرورةَ أن تكون كل الأفعال والمطالبات الشعبية بالحقوق "سلمية وموحدة" وإنْ كانت الدولة "غير قادرة على تطبيقها، لأسباب منها وجود المحتل والفساد وضعف الحكومة"، بحسب تعبيره.
في غضون ذلك، قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إن "التـغيير" يحدث في سائر أرجاء الشرق الأوسط، وهو ما دعَت إليه الولايات المتحدة لأنه في مصلحة الشعوب. وأضافت كلينتون في مقابلة أجرتها قناة (الحرة) الفضائية الاثنين:
"حسناً، أعتقد أن التـَغيير يحدث، وهذا شيء دَعتَ إليه الولايات المتحدة وهذه الإدارة وأنا شخصياً لأننا نعتقد أنه ليس فقط في مصلحة المنطقة وكل دولة من دولِها فحسب بل الأهم من ذلك، إن التـغيير هو في مصلحة الشعوب ولا سيما الشباب إذ من الأهمية بمكان أن تتوفر لها فرصة التمتع بالإصلاح الاقتصادي والسياسي والديمقراطي."
من جهته، أكد الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي في ختامِ اجتماعٍ عُقد على مستوى المندوبين في القاهرة الاثنين أكد وجود ما وصفه بـ "واقع عربي جديد" في ظل تطلعات الشباب نحو "التطوير والتحديث والديمقراطية." وأضاف أن المشاركين في الاجتماع اتفقوا على ضرورة تجسيد التضامن العربي في مجال ما يمكن تقديمه من "دعم اقتصادي وتنموي" لتونس ومصر.
وفيما تتكاثف التحركاتُ الشعبية في غير دولة تتواصَلُ في العراق استعدادات حكومية لاستضافة القمة العربية المقبلة مع صدور تصريحاتٍ رسمية جديدة بأنها ستُعقَد في التاسع والعشرين من آذار في بغداد على الرغم من الاضطرابات التي تشهدها المنطقة.
هذه التأكيداتُ تزامَنت مع تصريحاتٍ للأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بأنه سوف يترك منصبه الشهر المقبل مشيراً إلى احتمال ترشّحه لرئاسة الجمهورية في مصر. وقال في مقابلةٍ نشرتها صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية الثلاثاء
www.washingtonpost.com/wp-dyn/content/article/2011/02/14/AR2011021406948.html
إنه لم يعد يرى دوره "كمدافعٍ عن الوضع الراهن" مضيفاً أنه أبلَغ مندوبي الدول الأعضاء في الجامعة العربية المجتمعين في القاهرة الاثنين رسالة مفادها "أن رياح التغيير تجتاح مجتمعاتنا"، على حد تعبيره.
وفي مقابلةٍ أجريتُها عبر الهاتف، أجاب الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق عن أهمية انعقاد القمة العربية المقبلة في العراق رغم الاحتجاجات التي تجتاح المنطقة، قائلا إنه في ظل التحولات الكبيرة هناك دور كبير "للشعب العراقي كما للحكومة العراقية في المدى المقبل لاستيعاب المشهد الدبلوماسي العربي وتحويل الجامعة العربية في ظل الانهماك المصري اليوم في الشأن الداخلي كي تكون هناك مبادرة تجعل العراق في طليعة الدول العربية الديمقراطية التي يمكن أن تؤثر في مسار التحوّل الديمقراطي لدول المنطقة."
وفي إطار المتابعات الإعلامية الغربية للمشهد العراقي المتأثر بأحداث تونس ومصر، نشرت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأميركية الثلاثاء تقريراً تحت عنوان (عراقيون يحتجون على انقطاعات الكهرباء والفساد)
online.wsj.com/article/SB10001424052748703584804576144554140076350.html
اسـتَهلّته بالقول إن مطالبات مئات المتظاهرين الذين تجمعوا الاثنين تمحورت حول قضايا يومية ملحّة "مثل انقطاع التيار الكهربائي ورداءة السكن، بدلا من أن أي محاولة لإطاحة الحكومة العراقية."
ولوّح المحتجوّن بالأعلام العراقية متّهمين مسؤولين حكوميين بأنهم
"جميعاً لصوص." وأضافت الصحيفة أن "انقطاع التيار الكهربائي المستمر يتصدر قائمة المظالم، ولكن العراقيين يشكون أيضاً من الفساد وانعدام فرص العمل وهدر عائدات النفط الحكومية."
عضو مجلس النواب العراقي محمود عثمان تحدث لإذاعة العراق الحر عن هذه المظاهرات قائلا إن المواطنين "يطالبون بالخدمات وبحقوقهم الأخرى ومنها حقهم الدستوري في أن يتظاهروا بمختلف مناطق العراق جراء معاناتهم ...وأعتقد أن الحكومة والهياكل الرسمية لم تقم بواجباتها في هذا المجال إذ كان المفروض منذ سنوات أن يتصدّر الأولوية موضوع الخدمات وتلبية مطالب المواطنين ومكافحة الفقر والبطالة والفساد............."
من جهته، اعتبر رئيس تحرير صحيفة (العالم) العراقية سرمد الطائي ما يجري اليوم من احتجاجاتٍ شعبية في مدن عراقية مختلفة اعتبرَها امتداداً لمظاهرات مماثلة نُظمّت على مدى العام المنصرم، ومنها ما عُرفت بانتفاضة الكهرباء التي عمّت عشر محافظات أو أكثر خلال الصيف الماضي "وبالتالي فإن ما يحصل اليوم يقوم على أرضية احتجاج موجودة أصلاً وكانت تعبّر عن غضب يومي لدى المواطنين العراقيين الذين انتظروا سنوات طويلة تحسّن الأمور ولكنهم لا يلمحون حتى الآن أي خارطة طريق حكومية بهذا الاتجاه....."، على حد تعبيره.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلات مع عضو مجلس النواب العراقي محمود عثمان، ورئيس تحرير صحيفة (العالم) العراقية سرمد الطائي، والباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق.