يطل برنامج (مواويل وشعر) هذا الإسبوع على جمهوره الكريم بقصيدتين جميلتين تستحقان الإعجاب والتقدير كتبهما شاعران عراقيان مبدعان، لهما نتاجات شعرية متقدمة. سواء في الحقل الوجداني، او الوطني.
فقصيدتا (أكميلة) للشاعر عارف مأمون و(لوحة الصليب) للشاعر كاظم الوائلي يمتازان بخصائص فارقة عن باقي القصائد الشعرية. فإذا ما إعتبرنا ان الشعر حقل ربيعي يضم في أغصانه أزهاراً ووروداً مختلفة. فلكل قصيدة كما لكل وردة عطر ولون خاص.
فلو جئنا لقصيدة (أكميلة) التي مهَّد لها شاعرها بمقدمة ضرورية، سنجدها تترجم مشهداً مأساوياً حدث في (ساحة النهضة) ببغداد. وهو مشهد سيوجع الكثير من القلوب الرقيقة، خاصة وإن الشاعر عارف مأمون قد نجح في رسم صورة الحدث المريع الذي أدى الى أستشهاد الفتاة (أكميلة)، الكادحة الشجاعة التي تعيل والدها وشقياتها بشرف، لاسيما ذلك المونلوج الشعري الداخلي، والحوار الصامت المؤلم بين الوالد المفجوع وإبنته الشهيدة.
أما قصيدة (لوحة الصليب) التي أبدع فيها الشاعر كاظم الوائلي إبداعاً مقتدراً. فهي (شكل ثان) من حيث الفكرة واللغة والمضمون. فكاظم الوائلي قد نفذ عبر هذه القصيدة من باب (الجمال الأنثوي) الى بستان الوطن المتنوع، واصفاً فتنة المرأة (ذات الصليب) التي قابلها صدفة وصفاً باهراً، ليسحب المتلقي عبر هذا الإسترسال الوصفي الى النقطة المطلوبة. نقطة النسيج العراقي المتين الذي يجمع كل الأطياف العراقية، فضلاً عن الصورة الإنسانية التي عرضها كاظم الوائلي في القصيدة.
ولعل الشيء الذي لم نذكره هنا. هو إن حلقة هذا الاسبوع من (مواويل وشعر) لم تقتصر على هاتين القصيدتين فقط، وإنما هناك ايضا عدد كبير من الأبوذيات العراقية القديمة والجديدة، والغنائيات الجميلة. ولكن اليكم أولاً قصيدة (أكميلة) للشاعر عارف مأمون:
أكميله
ضاملچ محبس شذر
منتظرچ اتعرسين
مابعته حتى بوكت ماعدنه
صَّم اطحين
يكميَّله..ماكو زلم
بالنهضه ماكو زلم؟
لمن تفجّر لغم
وتطشريتي شرف
الشيله صارت وصل
غطتچ عن العين
يكمَّيله يا گعدتي
عوضتي فكَد الولد
شنهو الولد (يم علي)
انتي عوض خمسين
چا ليش مستهدفه
البسطيه كرسي حكم
لو چايچ اشكد حلو
ذبحوه دعاة الدين؟
شو ما سمعنه حَضُر
لو سقطت العاصمه
بس خبر عاجل طلع
ماتوا عراقيين!
اي بويه احنه خبر
تتناقله المكَبره
ودمنه صفه للنشر
للزين والموزين
ما حسّبت (يم علي)
عل الارصفه معركه
وانتي بطرگ غيرتچ
للمعركه تروحين
شمخلي بيچ الغدر
ردت ألم بس الوجه
ما شفت بس كَصتچ
ونكَطة حيه امبسمَّره
رغم العصف والشظه
ظلت تحامي الجسد
ما ترضه تنشافين
يكميله ردتچ ذخر
لو غرّبت للنجف
تبرين وي النعش
وكل دمعه منچ أجر
اتبرد كَبر مسكين
*** ***
وهذا نص قصيدة (لوحة الصليب) للشاعر كاظم الوائلي:
لَمَّت الليل بشَعَرهه
والگمر أِلِههْ صحيب
وناغَت انجوم الثريّة
چن حبيبة أويا الحبيب
حُمرة اخدود الشفايف
وبطعم تنضح زبيب
بيهه تتباهه الانوثة
وچنهه شمس او ما تغيب
هيَّ شافتني وشِفِتههْ
وگِلِت خافَن نززته
هْو ثاني مرّة تأملته
هو رِحِت أتمايز رسمهْ
وآني حاير..ابتعد عنها وأكابر؟
لو أظل يمههْ گريب؟
***
وبسمة من بين الشِفايِف
طلعِت وعطرّههْ جوري
وگالت
أِگرَب يا غريب
وچانت أحچايات عندي
وحضَرِتهِن من شِفِتههْ
گالَت
أبعينك قريته
يا سؤال الحضَرَيته
تريد تُعرف لون شَعري؟
وليش لون الوجهْ خمري؟
وعينك أتحوُم اعلى صدري!!
آني من بغداد جذري
ولِسه احبّن كل عراقي
وحُبّي عِذري
وخلني اراويك الحقيقة
وشنهو سِرّي
فتحَت الزيج بخجله
هْو رادَت ظنوني تخيب
وِصلَت لأخِر زرار
وشِفِت كل الرِدت اشوفه
شِفِت
أجمل لوحة مرسومة أبحياتي
شفِت
دجلة
والفرات
وبينهن
سهل الرسوبي
ويلمع ابنصهه الصليب
المزيد في الملف الصوتي
فقصيدتا (أكميلة) للشاعر عارف مأمون و(لوحة الصليب) للشاعر كاظم الوائلي يمتازان بخصائص فارقة عن باقي القصائد الشعرية. فإذا ما إعتبرنا ان الشعر حقل ربيعي يضم في أغصانه أزهاراً ووروداً مختلفة. فلكل قصيدة كما لكل وردة عطر ولون خاص.
فلو جئنا لقصيدة (أكميلة) التي مهَّد لها شاعرها بمقدمة ضرورية، سنجدها تترجم مشهداً مأساوياً حدث في (ساحة النهضة) ببغداد. وهو مشهد سيوجع الكثير من القلوب الرقيقة، خاصة وإن الشاعر عارف مأمون قد نجح في رسم صورة الحدث المريع الذي أدى الى أستشهاد الفتاة (أكميلة)، الكادحة الشجاعة التي تعيل والدها وشقياتها بشرف، لاسيما ذلك المونلوج الشعري الداخلي، والحوار الصامت المؤلم بين الوالد المفجوع وإبنته الشهيدة.
أما قصيدة (لوحة الصليب) التي أبدع فيها الشاعر كاظم الوائلي إبداعاً مقتدراً. فهي (شكل ثان) من حيث الفكرة واللغة والمضمون. فكاظم الوائلي قد نفذ عبر هذه القصيدة من باب (الجمال الأنثوي) الى بستان الوطن المتنوع، واصفاً فتنة المرأة (ذات الصليب) التي قابلها صدفة وصفاً باهراً، ليسحب المتلقي عبر هذا الإسترسال الوصفي الى النقطة المطلوبة. نقطة النسيج العراقي المتين الذي يجمع كل الأطياف العراقية، فضلاً عن الصورة الإنسانية التي عرضها كاظم الوائلي في القصيدة.
ولعل الشيء الذي لم نذكره هنا. هو إن حلقة هذا الاسبوع من (مواويل وشعر) لم تقتصر على هاتين القصيدتين فقط، وإنما هناك ايضا عدد كبير من الأبوذيات العراقية القديمة والجديدة، والغنائيات الجميلة. ولكن اليكم أولاً قصيدة (أكميلة) للشاعر عارف مأمون:
أكميله
ضاملچ محبس شذر
منتظرچ اتعرسين
مابعته حتى بوكت ماعدنه
صَّم اطحين
يكميَّله..ماكو زلم
بالنهضه ماكو زلم؟
لمن تفجّر لغم
وتطشريتي شرف
الشيله صارت وصل
غطتچ عن العين
يكمَّيله يا گعدتي
عوضتي فكَد الولد
شنهو الولد (يم علي)
انتي عوض خمسين
چا ليش مستهدفه
البسطيه كرسي حكم
لو چايچ اشكد حلو
ذبحوه دعاة الدين؟
شو ما سمعنه حَضُر
لو سقطت العاصمه
بس خبر عاجل طلع
ماتوا عراقيين!
اي بويه احنه خبر
تتناقله المكَبره
ودمنه صفه للنشر
للزين والموزين
ما حسّبت (يم علي)
عل الارصفه معركه
وانتي بطرگ غيرتچ
للمعركه تروحين
شمخلي بيچ الغدر
ردت ألم بس الوجه
ما شفت بس كَصتچ
ونكَطة حيه امبسمَّره
رغم العصف والشظه
ظلت تحامي الجسد
ما ترضه تنشافين
يكميله ردتچ ذخر
لو غرّبت للنجف
تبرين وي النعش
وكل دمعه منچ أجر
اتبرد كَبر مسكين
*** ***
وهذا نص قصيدة (لوحة الصليب) للشاعر كاظم الوائلي:
لَمَّت الليل بشَعَرهه
والگمر أِلِههْ صحيب
وناغَت انجوم الثريّة
چن حبيبة أويا الحبيب
حُمرة اخدود الشفايف
وبطعم تنضح زبيب
بيهه تتباهه الانوثة
وچنهه شمس او ما تغيب
هيَّ شافتني وشِفِتههْ
وگِلِت خافَن نززته
هْو ثاني مرّة تأملته
هو رِحِت أتمايز رسمهْ
وآني حاير..ابتعد عنها وأكابر؟
لو أظل يمههْ گريب؟
***
وبسمة من بين الشِفايِف
طلعِت وعطرّههْ جوري
وگالت
أِگرَب يا غريب
وچانت أحچايات عندي
وحضَرِتهِن من شِفِتههْ
گالَت
أبعينك قريته
يا سؤال الحضَرَيته
تريد تُعرف لون شَعري؟
وليش لون الوجهْ خمري؟
وعينك أتحوُم اعلى صدري!!
آني من بغداد جذري
ولِسه احبّن كل عراقي
وحُبّي عِذري
وخلني اراويك الحقيقة
وشنهو سِرّي
فتحَت الزيج بخجله
هْو رادَت ظنوني تخيب
وِصلَت لأخِر زرار
وشِفِت كل الرِدت اشوفه
شِفِت
أجمل لوحة مرسومة أبحياتي
شفِت
دجلة
والفرات
وبينهن
سهل الرسوبي
ويلمع ابنصهه الصليب
المزيد في الملف الصوتي