يستحوذ الاحتجاج الجمعي الذي قادته جماهير الشباب في تونس، ومن ثم في مصر، على اهتمام وتفكير الباحثين والمختصين النفسين والاجتماعيين في العراق، باعتباره سلوكاً خارج التوقعات، ومثار بحثٍ عميق نظراً لكونه نادر الحدوث في مجتمعات أدمنت الظلم والكبت والحرمان، وتتحرك وفق آليات التحكم بها عن طريق الأحزاب والتجمعات السياسية فقط.
ويشير الدكتور فارس كمال نظمي، أستاذ علم النفس في جامعة بغداد إلى ان في جميع المجتمعات المكبوتة والمحرومة التي تتعرض حقوقها إلى عملية قمع، تكون فكرة الاحتجاج واردة وحية ويمكن تحقيقها إذا ما توفرت الأرضية المناسبة والفعل المحفز وهناك معتقدات واحتياجات عليها إن تتسق وتتماثل مع الحراك والهدف، وهذا ما حصل في تونس ومصر إذ انطلقت الجماهير الشبابية نتيجة تراكم الكبت وتزايد الحرمان والسخط على أداء الدولة في توزيع الثروات مع الثراء الفاحش للسياسيين على حساب عامة الناس.
ويقول نظمي ان توفّر شبكات الانترنت سهلت تبادل الآراء والتوحد على رغبة الانطلاق، مشيراً الى إن تلك الاحتجاجات غير منظمة سياسياً كما كان يحدث في البلدان العربية سابقا، وان الفقر ورغبة تغيير الحال حمّست الشباب على القيام بفعل خرج عن توقعات الباحثين الذين كانوا يتصورون إن المحرك دوماً هو حزب أو تجمع.
ويرى نظمي ان الحرمان والضجر من الكبت وقمع الحريات كان هو الحافز النفسي الذي فجر هذه الاحتجاجات والتي يرى فيها أنها ليست بعيدة عن الكثير من الشعوب، ومنها العراق، التي تتوفر فيها بيئة مناسبة بحكم وجود سلطات تحاول قمع الحريات وتتجه الى إثراء النخب الحاكمة السياسية على حساب معاناة الناس وقلة حيلتهم، مع شعور الشباب بالضياع واللا جدوى وفقدان الأمل في المستقبل، لافتاً الى ان كل ذلك يؤسس لانطلاق سلوك جمعي تحتاج إلى إعادة نظر من قبل الحكومات التي تتجاهل مطالب الناس في الحصول على حقوقهم الطبيعية بالعيش الكريم ويتملكها الشعور بالإحباط واليأس الذي قد يتحول في لحظة إلى ثورة شعبية غاضبة.
من جهته يجد الباحث الاجتماعي لؤي خزعل جبر إن هناك استعداداً نفسياً يتوفر تماماً عند العراقيين للقيام بمظاهرات غضب احتجاجية تطالب بالعدالة، إلا إنه يقول ان هناك بالمقابل غياباً في توحيد الجهود بحو الهدف المتفق عليه، إذ تسيطر على نفوس الكثير من الجماهير والشباب النزعة الفردية والمصلحة الخاصة التي تبدد فكرة التجمّع حول هدف مشترك تقوم على أساسه النشاطات الجماعية المطالبة بتحقيق فكرة العدالة.
ويلفت جبر إلى وجود مخاوف تاريخية وحالة حذر وتوجس من القيام بأي فعل احتجاجي ناتجة من التراكمات التاريخية لحالات قمع توزعت على حقبات متعددة في التاريخ العراق العراقي المعاصر ولدت تلك الموانع من التعرض إلى عمليات قمع حكومية قاسية، مشيراً الى ضرورة زرع بذور التصدي عبر مجتمع مدني فاعل يستثمر طاقات الشباب ويزيل مخاوف القمع ويحرك في نفوسهم ثقافة المطالبة بالعدالة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.
ويشير الدكتور فارس كمال نظمي، أستاذ علم النفس في جامعة بغداد إلى ان في جميع المجتمعات المكبوتة والمحرومة التي تتعرض حقوقها إلى عملية قمع، تكون فكرة الاحتجاج واردة وحية ويمكن تحقيقها إذا ما توفرت الأرضية المناسبة والفعل المحفز وهناك معتقدات واحتياجات عليها إن تتسق وتتماثل مع الحراك والهدف، وهذا ما حصل في تونس ومصر إذ انطلقت الجماهير الشبابية نتيجة تراكم الكبت وتزايد الحرمان والسخط على أداء الدولة في توزيع الثروات مع الثراء الفاحش للسياسيين على حساب عامة الناس.
ويقول نظمي ان توفّر شبكات الانترنت سهلت تبادل الآراء والتوحد على رغبة الانطلاق، مشيراً الى إن تلك الاحتجاجات غير منظمة سياسياً كما كان يحدث في البلدان العربية سابقا، وان الفقر ورغبة تغيير الحال حمّست الشباب على القيام بفعل خرج عن توقعات الباحثين الذين كانوا يتصورون إن المحرك دوماً هو حزب أو تجمع.
ويرى نظمي ان الحرمان والضجر من الكبت وقمع الحريات كان هو الحافز النفسي الذي فجر هذه الاحتجاجات والتي يرى فيها أنها ليست بعيدة عن الكثير من الشعوب، ومنها العراق، التي تتوفر فيها بيئة مناسبة بحكم وجود سلطات تحاول قمع الحريات وتتجه الى إثراء النخب الحاكمة السياسية على حساب معاناة الناس وقلة حيلتهم، مع شعور الشباب بالضياع واللا جدوى وفقدان الأمل في المستقبل، لافتاً الى ان كل ذلك يؤسس لانطلاق سلوك جمعي تحتاج إلى إعادة نظر من قبل الحكومات التي تتجاهل مطالب الناس في الحصول على حقوقهم الطبيعية بالعيش الكريم ويتملكها الشعور بالإحباط واليأس الذي قد يتحول في لحظة إلى ثورة شعبية غاضبة.
من جهته يجد الباحث الاجتماعي لؤي خزعل جبر إن هناك استعداداً نفسياً يتوفر تماماً عند العراقيين للقيام بمظاهرات غضب احتجاجية تطالب بالعدالة، إلا إنه يقول ان هناك بالمقابل غياباً في توحيد الجهود بحو الهدف المتفق عليه، إذ تسيطر على نفوس الكثير من الجماهير والشباب النزعة الفردية والمصلحة الخاصة التي تبدد فكرة التجمّع حول هدف مشترك تقوم على أساسه النشاطات الجماعية المطالبة بتحقيق فكرة العدالة.
ويلفت جبر إلى وجود مخاوف تاريخية وحالة حذر وتوجس من القيام بأي فعل احتجاجي ناتجة من التراكمات التاريخية لحالات قمع توزعت على حقبات متعددة في التاريخ العراق العراقي المعاصر ولدت تلك الموانع من التعرض إلى عمليات قمع حكومية قاسية، مشيراً الى ضرورة زرع بذور التصدي عبر مجتمع مدني فاعل يستثمر طاقات الشباب ويزيل مخاوف القمع ويحرك في نفوسهم ثقافة المطالبة بالعدالة.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.