يتواصلُ اهتمامُ العالم بـ(ثورة الياسمين) التي اندلعت شرارتـُها في تونس وأطاحَت بسرعةٍ غير متوقَعة، وعلى نحوٍ غير مسبوق في دولِ المنطقة، رئيساً حكمَ البلاد بقبضةٍ حديدية طوال أكثر من عشرين عاما.
ومنذ هروب الرئيس السابق زين العابدين بن علي وعائلته إلى المملكة العربية السعودية في الرابع عشر من كانون الثاني، تتوالى يومياً تداعياتُ الأحداث التاريخية في تونس مع توقّعاتٍ بأن تمتدَ شرارةُ الغضب الشعبي إلى مجتمعاتٍ أخرى في الشرق الأوسط والمغرب العربي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة وأسعار المواد الغذائية أو انعدام الحريات العامة.
وبالرغم من إعلان رئيس الوزراء المؤقت محمد الغنوشي تشكيل "حكومة وحدة وطنية" بهدف القضاء على الفساد وإجراء إصلاحات سياسية وتنظيم انتخابات عامة إلا أن الاحتجاجات الشعبية تواصلَت خلال اليومين الماضيين مطالبةً بإزاحة شخصيات محسوبة على النظام السابق، منهم الغنوشي ورئيس البرلمان فؤاد المبزّع الذي تولى أيضاً رئاسة الجمهورية بصورة مؤقتة.
وفيما بدا أن إعلان الغنوشي والمبزّع استقالتيهما الثلاثاء من حزب الرئيس المخلوع وانسحاب أربعة من وزراء الحكومة المؤقتة لم تفلح في تهدئة الشارع، يَتوقع خبراء أن تشهدَ الساعاتُ والأيام المقبلة مفاجآت أخرى في المشهد التونسي المتغير.
وكان الغنوشي وصَف هذا المشهد بأنه "صعب بل وصعب جداً"، مضيفاً القول إن "ظروفنا صعبة، والعمل..صعب جداً جداً، ولكن إذا نـجَحنا، سول تتحقق نقلة كبيرة.."
وأضاف في تصريحاتٍ أدلى بها الاثنين بعد إعلانه تشكيل الحكومة المؤقتة "الكلمة الأولى والأخيرة تبقى للشعب....."
وفي أحدث ردود الفعل الدولية، أُعلن في واشنطن أن الرئيس باراك أوباما بحث في اتصال هاتفي مع نظيره المصري حسني مبارك الثلاثاء رغبة الولايات المتحدة في عودة الهدوء إلى تونس.
وجاء في بيان البيت الأبيض أن أوباما أبلغ مبارك "أن الولايات المتحدة تدعو إلى الهدوء ونهاية للعنف في تونس وأن تطبّق الحكومة الانتقالية حقوق الإنسان الأساسية وتجري انتخابات حرة ونزيهة من أجل تلبية طموحات الشعب التونسي"، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز للأنباء.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة عبر الهاتف مع رئيس (الرابطة التونسية-الأميركية) جيري سوركين Jerry Sorkin الذي سكن في تونس لفترات متقطعة خلال العقود الثلاثة الماضية ويقيم حالياً في مدينة فيلادلفيا الأميركية.
سوركين، وهو أيضاً مؤسس شركة TunisUSA المتخصصة بالسياحة الثقافية، أوضح أولاً أن غضب الشعب التونسي كان موجّهاً بشكلٍ رئيسي ضد الرئيس السابق وأفراد أسرته:
"لـم تشهد التظاهرات والنشاطات السياسية التي جرت في الأسبوع الأخير مواجهات بين تونسيين ضد تونسيين آخرين أو ضد قوى أجنبية. ولكن الغضب كان موجّهاً ضد بن علي وعائلته."
وأضاف سوركين قائلا:
"إن مظاهر الفساد وقبضة بن علي الحديدية تفاقَمت إلى الحد الذي بدا للشعب أنه في الوقت الذي كان النظام الاستبدادي يحقق الاستقرار والمنافع إلا أن عائلة واحدة هي التي كانت تستحوذ على مقدّرات البلاد. وهذا هو الأمر الذي أشعل في الواقع غضب الشعب."
وفي ردّه على سؤال في شأن الاندلاع المفاجئ لثورة الياسمين، قال خبير الشؤون التونسية ورجل الأعمال الأميركي جيري سوركين:
"اندلاعُ ثورة، إذا جازَ لنا تسميتها كذلك، لم يكن أمراً يراود تفكير التونسيين قبل أسبوعين إذ أن تونس، أولاً، كانت من الدول التي تحظر تنظيم مثل هذا النوع من التظاهرات التي تصاعدت وتيرتـها. أما النقطة الثانية والأهم فهي أن هذا الغضب الشعبي حقق نتائجه بسرعة كبيرة مع رحيل بن علي."
وفي حديثه عن احتمالات عودة الهدوء إلى تونس، قال رئيس الرابطة التونسية الأميركية:
"اعتباراً من الأمس، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها خلال ساعات النهار مع إعادة تشغيل وسائل النقل العامة وإعادة فتح البنوك، ومع تشجيع الحكومة الناس على فتح محلاتهم. في ساعات الليل، ما يزال هناك حظر التجول. كما أن الأنشطة المقلقة التي كانت تحدث ليلاً خلال الفترة الأولى من الاضطرابات بدأت تتقلص. ويأمل الناس في عودة الأمور إلى طبيعتها.. علينا أن ننتظر ونرى."
وفي ردّه على سؤال بشأن المصير الـمُتوقَع للحكومة الانتقالية، قال سوركين:
"هذا بالفعل هو ما ينتظر التونسيون رؤيته...هل سيكون بالإمكان قبول حكومة لا تضمّ شخصيات معروفة من الماضي وإنْ كانت حكومة مؤقتة...وفي الطرف المناقض، في حال عدم وجود مثل هذه الشخصيات في الحكومة فلا يبدو أن بوسعِ أحد قيادة البلاد خلال عملية انتقالية."
وختمَ سوركين تصريحاته الخاصة لإذاعة العراق الحر بالقول:
"فترة الأسبوعين المقبلين ستكون حاسمة إذ سيُمكننا رؤية ما إذا كانت تونس سوف تتقدم على هذا الطريق نحو تشكيل حكومة جديدة، وتستمر في التعبير بصوتٍ واحد على غرار ما شاهدناه خلال الأسبوع الماضي.. أَمْ أنّ هذه الحالة قد تتحوّل إلى نوعٍ من الفوضى والاضطراب. ومن هنا فإن فترة الأسبوعين المقبلين مهمة جداً في تحديد نوع الحياة الطبيعية التي ستعود إلى تونس والتي ستُمكنّها من اجتياز المرحلة الراهنة والمتغيّرة بشكلٍ يومي."
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع رئيس (الرابطة التونسية – الأميركية) جيري سوركين.
ومنذ هروب الرئيس السابق زين العابدين بن علي وعائلته إلى المملكة العربية السعودية في الرابع عشر من كانون الثاني، تتوالى يومياً تداعياتُ الأحداث التاريخية في تونس مع توقّعاتٍ بأن تمتدَ شرارةُ الغضب الشعبي إلى مجتمعاتٍ أخرى في الشرق الأوسط والمغرب العربي تعاني من ارتفاع معدلات البطالة وأسعار المواد الغذائية أو انعدام الحريات العامة.
وبالرغم من إعلان رئيس الوزراء المؤقت محمد الغنوشي تشكيل "حكومة وحدة وطنية" بهدف القضاء على الفساد وإجراء إصلاحات سياسية وتنظيم انتخابات عامة إلا أن الاحتجاجات الشعبية تواصلَت خلال اليومين الماضيين مطالبةً بإزاحة شخصيات محسوبة على النظام السابق، منهم الغنوشي ورئيس البرلمان فؤاد المبزّع الذي تولى أيضاً رئاسة الجمهورية بصورة مؤقتة.
وفيما بدا أن إعلان الغنوشي والمبزّع استقالتيهما الثلاثاء من حزب الرئيس المخلوع وانسحاب أربعة من وزراء الحكومة المؤقتة لم تفلح في تهدئة الشارع، يَتوقع خبراء أن تشهدَ الساعاتُ والأيام المقبلة مفاجآت أخرى في المشهد التونسي المتغير.
وكان الغنوشي وصَف هذا المشهد بأنه "صعب بل وصعب جداً"، مضيفاً القول إن "ظروفنا صعبة، والعمل..صعب جداً جداً، ولكن إذا نـجَحنا، سول تتحقق نقلة كبيرة.."
وأضاف في تصريحاتٍ أدلى بها الاثنين بعد إعلانه تشكيل الحكومة المؤقتة "الكلمة الأولى والأخيرة تبقى للشعب....."
وفي أحدث ردود الفعل الدولية، أُعلن في واشنطن أن الرئيس باراك أوباما بحث في اتصال هاتفي مع نظيره المصري حسني مبارك الثلاثاء رغبة الولايات المتحدة في عودة الهدوء إلى تونس.
وجاء في بيان البيت الأبيض أن أوباما أبلغ مبارك "أن الولايات المتحدة تدعو إلى الهدوء ونهاية للعنف في تونس وأن تطبّق الحكومة الانتقالية حقوق الإنسان الأساسية وتجري انتخابات حرة ونزيهة من أجل تلبية طموحات الشعب التونسي"، بحسب ما نقلت عنه وكالة رويترز للأنباء.
ولمزيدٍ من المتابعة والتحليل، أجريتُ مقابلة عبر الهاتف مع رئيس (الرابطة التونسية-الأميركية) جيري سوركين Jerry Sorkin الذي سكن في تونس لفترات متقطعة خلال العقود الثلاثة الماضية ويقيم حالياً في مدينة فيلادلفيا الأميركية.
سوركين، وهو أيضاً مؤسس شركة TunisUSA المتخصصة بالسياحة الثقافية، أوضح أولاً أن غضب الشعب التونسي كان موجّهاً بشكلٍ رئيسي ضد الرئيس السابق وأفراد أسرته:
"لـم تشهد التظاهرات والنشاطات السياسية التي جرت في الأسبوع الأخير مواجهات بين تونسيين ضد تونسيين آخرين أو ضد قوى أجنبية. ولكن الغضب كان موجّهاً ضد بن علي وعائلته."
وأضاف سوركين قائلا:
"إن مظاهر الفساد وقبضة بن علي الحديدية تفاقَمت إلى الحد الذي بدا للشعب أنه في الوقت الذي كان النظام الاستبدادي يحقق الاستقرار والمنافع إلا أن عائلة واحدة هي التي كانت تستحوذ على مقدّرات البلاد. وهذا هو الأمر الذي أشعل في الواقع غضب الشعب."
وفي ردّه على سؤال في شأن الاندلاع المفاجئ لثورة الياسمين، قال خبير الشؤون التونسية ورجل الأعمال الأميركي جيري سوركين:
"اندلاعُ ثورة، إذا جازَ لنا تسميتها كذلك، لم يكن أمراً يراود تفكير التونسيين قبل أسبوعين إذ أن تونس، أولاً، كانت من الدول التي تحظر تنظيم مثل هذا النوع من التظاهرات التي تصاعدت وتيرتـها. أما النقطة الثانية والأهم فهي أن هذا الغضب الشعبي حقق نتائجه بسرعة كبيرة مع رحيل بن علي."
وفي حديثه عن احتمالات عودة الهدوء إلى تونس، قال رئيس الرابطة التونسية الأميركية:
"اعتباراً من الأمس، بدأت الحياة تعود إلى طبيعتها خلال ساعات النهار مع إعادة تشغيل وسائل النقل العامة وإعادة فتح البنوك، ومع تشجيع الحكومة الناس على فتح محلاتهم. في ساعات الليل، ما يزال هناك حظر التجول. كما أن الأنشطة المقلقة التي كانت تحدث ليلاً خلال الفترة الأولى من الاضطرابات بدأت تتقلص. ويأمل الناس في عودة الأمور إلى طبيعتها.. علينا أن ننتظر ونرى."
وفي ردّه على سؤال بشأن المصير الـمُتوقَع للحكومة الانتقالية، قال سوركين:
"هذا بالفعل هو ما ينتظر التونسيون رؤيته...هل سيكون بالإمكان قبول حكومة لا تضمّ شخصيات معروفة من الماضي وإنْ كانت حكومة مؤقتة...وفي الطرف المناقض، في حال عدم وجود مثل هذه الشخصيات في الحكومة فلا يبدو أن بوسعِ أحد قيادة البلاد خلال عملية انتقالية."
وختمَ سوركين تصريحاته الخاصة لإذاعة العراق الحر بالقول:
"فترة الأسبوعين المقبلين ستكون حاسمة إذ سيُمكننا رؤية ما إذا كانت تونس سوف تتقدم على هذا الطريق نحو تشكيل حكومة جديدة، وتستمر في التعبير بصوتٍ واحد على غرار ما شاهدناه خلال الأسبوع الماضي.. أَمْ أنّ هذه الحالة قد تتحوّل إلى نوعٍ من الفوضى والاضطراب. ومن هنا فإن فترة الأسبوعين المقبلين مهمة جداً في تحديد نوع الحياة الطبيعية التي ستعود إلى تونس والتي ستُمكنّها من اجتياز المرحلة الراهنة والمتغيّرة بشكلٍ يومي."
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع رئيس (الرابطة التونسية – الأميركية) جيري سوركين.