ويرجح مراقبون أن تركز هذه المحادثات على مستقبل القوات الأميركية في العراق مع اقتراب موعد الانسحاب النهائي في نهاية هذا العام.
زيارة بايدن هي الأولى منذ تشكيل الحكومة الجديدة في بغداد حيث قال للصحفيين عند وصوله إلى بغداد إنه جاء ليشارك في الاحتفاء بالتقدم المحرز غير انه لاحظ في الوقت نفسه أن الطريق أمام العراقيين ما يزال طويلا.
مسؤولون عراقيون توقعوا أن تركز محادثات بايدن على مسألة إبقاء بعض القوات الأميركية في العراق بعد انتهاء هذا العام.
بايدن قال في بغداد قبل لقاء الرئيس جلال طلباني إن نجاح التجربة العراقية يصب في مصلحة الولايات المتحدة.
عضو التحالف الوطني محمد مشكور رأى أن زيارة نائب الرئيس الأميركي التي تزامنت مع زيارة رئيس الوزراء الكويتي إنما تعبر عن انفتاح العراق على العالم وعلى دول الجوار وأضاف أن العراق لا يمانع أن يشارك مسؤولون أجانب وعرب في إنضاج فكرة ما وتطويرها غير أن العراق يرفض رفضا قاطعا أن يحاول طرف ما فرض فكرة أو موقف معين عليه.
أما المتحدث الرسمي باسم القائمة العراقية، شاكر كتاب فرأى أن زيارة بايدن جاءت بسبب عدم استكمال تشكيل الحكومة العراقية لاسيما في ما يتعلق بالوزارات الأمنية مشيرا إلى أن الأميركيين ومع قرب انسحابهم النهائي حريصون على الجانب الأمني في العراق.
النائب كتاب رجح أن يكون هناك ارتباط بين زيارة بايدن وزيارة رئيس الوزراء الكويتي معبرا عن أمله في أن تساعد الولايات المتحدة العراق في التخلص من العقوبات الدولية التي لا يزال بعضها مفروضا عليه.
أما القيادي في التحالف الكردستاني محمود عثمان فاعترض بادئ ذي بدء على عدم الإعلان عن زيارات المسؤولين الأميركيين وعزا ذلك إلى أنهم لا يعتبرون العراق دولة حقيقية.
محمود عثمان رجح أن يبحث بايدن الاتفاقية الموقعة بين واشنطن وبغداد إضافة إلى تفاصيل الوضع العراقي لاسيما في ما يتعلق بالمجلس الوطني للسياسات العليا.
هذا وتنص الاتفاقية الأمنية الموقعة بين واشنطن وبغداد على انسحاب كامل القوات الأميركية بحلول نهاية هذا العام غير أن مسؤولين منهم رئيس أركان الجيش العراقي كانوا قد أشاروا في وقت سابق إلى ضرورة بقاء القوات الأميركية لحين تمكن قوات الأمن العراقية من الدفاع عن الحدود وهو ما توقع ألا يتم قبل عام 2020.
في هذه الأثناء تؤكد أطراف أخرى على ضرورة استكمال سحب القوات الأميركية وفقا للجدول الموضوع ومنهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي عاد مؤخرا إلى العراق وأكد على هذا الأمر.
المحلل السياسي خالد السراي رأى أن هناك معسكرين في العراق يضغط احدهما في اتجاه رحيل القوات الأميركية والآخر في اتجاه بقائها وأشار إلى أن العام الحالي عام مهم جدا بالنسبة للعراق لأنه سيحدد نتيجة الضغوطات المختلفة والمتصارعة.
هذا وقد استقبلت بغداد خلال هذا الأسبوع عددا من المسؤولين العرب والأجانب. يوم السبت الماضي استقبلت بغداد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى ويوم الأربعاء وصل في زيارة تاريخية إلى بغداد رئيس وزراء الكويت محمد السالم الصباح وبعدها وصل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن.
زيارة رئيس الوزراء الكويتي أسفرت عن تشكيل لجنة مشتركة في أسرع وقت ممكن لحل جميع المشاكل العالقة بين البلدين وأهمها العقوبات الدولية التي تتضمن ترسيم الحدود والتعويضات والأسرى وإعادة الممتلكات الكويتية .
المزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي ساهم في إعداده مراسل إذاعة العراق الحر في بغداد غسان علي.