ثمة مطربون صعدوا للنجومية بسرعة عجيبة، حتى تخال أنهم صعدوا لهذه "القمة" بصاروخ عابر القارات، على الرغم من أن بعضهم يفتقد لأدنى الشروط الفنية المطلوبة. ويقيناً أن الجمهور يعرف الكثير من هؤلاء، ولا يحتاج لذكر أمثلة على ذلك. في حين أن هناك مطربين يمتلكون المؤهلات الفنية الكاملة، لكنهم للأسف لم يتحركوا عن مواقع بداياتهم سوى خطوة أو خطوتين. فظلوا "محلك سر" كما يقال لسنوات عديدة.
وأمامي الآن قائمة طويلة تضم الكثير من هؤلاء المطربين الذين لم ينالوا إستحقاقهم الفني والإبداعي في عالم الشهرة والنجومية.
والمطرب عدي أنور، هو واحد من هذه القائمة المظلومة. فهو شاب متعلم، خريج كلية الآداب. يمتلك موهبة غنائية جميلة. وله حس فني عال. وذائقة غنائية متقدمة، فضلاً عن إمكاناته الموسيقية الجيدة، ومقدرته الأدائية المتنوعة. ناهيك عن كونه من عائلة فنية موسيقية. فشقيقه الأكبر الفنان (مهند أنور) موسيقي معروف. ووالده يمتلك صوتاً غنائياً جميلاً. إلاَّ ان عمله كمحام أبعده عن إحتراف الغناء.
واليوم إذ يستضيف "موبعيدين" عدي أنور، على عتبة العام الجديد. فإنه يحاول أن يسلَّط الضوء على إمكانيات المبدعين العراقيين المنسيين في بقاع الدنيا. وهي أيضاً محاولة للوصول للأسباب التي وقفت حائلاً دون شهرة هذا الفنان. وكذلك شهرة الفنانين الآخرين المماثلين.
يقول الفنان عدي أنور ((ولدت في منطقة الأعظمية في بغداد. ثم إنتقلنا لشارع فلسطين. أكملت دراستي الإبتدائية في مدرسة الكلدان السريان رغم أني مسلم ثم أكملت الدراسة المتوسطة في المتوسطة الغربية وكذلك الثانوية، ثم أنهيت الدراسة الجامعية في كلية الآداب. وقد كان لتأثير العائلة دور كبير في توجهي الفني دون غيره، فضلاً عن دعم وتشجيع أساتذتي. وأذكر مثلاً أن مُدرستي في الإبتدائية كانت تغلق باب الصف عندما يكون لدينا فسحة من الوقت، لتطلب مني أن أغني لها بعضاً من أغنيات الفنان الكبير عبد الحليم حافظ. ومن تلك الأيام بدأت علاقتي الأولى مع الموسيقى والغناء الجاد، والرصين))
اما عن بداياته الغنائية الإحترافية فقال: ((بدأتُ الغناء كمحترف عام 1990 ضمن الفرق الغنائية. وقد كنت منذ البداية أميل الى التراث، وأداء الأغاني الستينية والسبعينية حتى أذكر أن هناك برنامجاً غنائياً تلفزيونياً يقدمه المخرج ساهر ميرزا من شاشة تلفزيون بغداد، وهو برنامج خاص بالفرق الغنائية، وعندما جاء الدور لفرقتنا حيث كنتُ المطرب "الصولو" الذي يؤدي الغناء الإنفرادي، قدمت أغنية (الردته سويته إشعندك بعد گول) للفنان الراحل رضا علي. وقد فوجيء الفنان ساهر ميرزا بتقديمي مثل هذه الأغنية، بخاصة وإن جميع الفرق المشاركة في البرنامج قدمت أغنيات جديدة، وكذلك أغنيات (وطنية) حيث كانت هذه الألوان هي السائدة آنذاك))
وعن سبب عدم شهرة عدي أنور رغم مضي أكثر من عشرين عاماً على إحترافه الغناء أجاب قائلاً: ((أعتقد إن السبب الرئيس في عدم شهرتي يعود، لكوني إخترت طريق الأغنية التراثية، والأغنية الجادة الثقيلة أيضاً دون غيرهما، بخاصة اللون الغنائي الستيني والسبعيني، إذ لم أركب موجة الغناء الجديدة مثل زملائي الذين ركبوها، وبقيت محافظاً على الخط الغنائي الأصيل حتى هذه الساعة، فضلاً عن أني كنت قد غادرت العراق الى عمان قبل ستة عشر عاماً، أي في أول صعودي درجات الغناء، وهي برأيي الفترة الذهبية لصعود أي مطرب شاب. ومن المؤكد فإن مغادرة العراق في تلك الفترة، يعني الإبتعاد عن الجمهور العراقي، وهو الجمهور الذواق، والمحب للغناء الأصيل، وهو المساعد الأول والأخير لنجاح المطرب الرصين والجاد. إذاً فإن إبتعادي عن الجمهور العراقي طيلة هذه السنوات قد حرمني من أهم حاضنة، ورافعة داعمة لمسيرتي الفنية. فالمطرب العراقي الذي لايحقق نجاحه في العراق أولاً، لن يستطيع تحقيق النجاح بعد ذلك في بلدان أخرى قطعاً. فالفنان الكبير كاظم الساهر مثلاً لم يحقق هذا النجاح العربي الهائل، لو لم يكن قد نجح أولاً في بلده العراق وبقي الجمهور العراقي يدعمه حتى هذه اللحظة ويمكن أن يقال نفس الكلام عن المطربين العراقيين الآخرين أيضاً)).
المزيد في الملف الصوتي.
وأمامي الآن قائمة طويلة تضم الكثير من هؤلاء المطربين الذين لم ينالوا إستحقاقهم الفني والإبداعي في عالم الشهرة والنجومية.
والمطرب عدي أنور، هو واحد من هذه القائمة المظلومة. فهو شاب متعلم، خريج كلية الآداب. يمتلك موهبة غنائية جميلة. وله حس فني عال. وذائقة غنائية متقدمة، فضلاً عن إمكاناته الموسيقية الجيدة، ومقدرته الأدائية المتنوعة. ناهيك عن كونه من عائلة فنية موسيقية. فشقيقه الأكبر الفنان (مهند أنور) موسيقي معروف. ووالده يمتلك صوتاً غنائياً جميلاً. إلاَّ ان عمله كمحام أبعده عن إحتراف الغناء.
واليوم إذ يستضيف "موبعيدين" عدي أنور، على عتبة العام الجديد. فإنه يحاول أن يسلَّط الضوء على إمكانيات المبدعين العراقيين المنسيين في بقاع الدنيا. وهي أيضاً محاولة للوصول للأسباب التي وقفت حائلاً دون شهرة هذا الفنان. وكذلك شهرة الفنانين الآخرين المماثلين.
يقول الفنان عدي أنور ((ولدت في منطقة الأعظمية في بغداد. ثم إنتقلنا لشارع فلسطين. أكملت دراستي الإبتدائية في مدرسة الكلدان السريان رغم أني مسلم ثم أكملت الدراسة المتوسطة في المتوسطة الغربية وكذلك الثانوية، ثم أنهيت الدراسة الجامعية في كلية الآداب. وقد كان لتأثير العائلة دور كبير في توجهي الفني دون غيره، فضلاً عن دعم وتشجيع أساتذتي. وأذكر مثلاً أن مُدرستي في الإبتدائية كانت تغلق باب الصف عندما يكون لدينا فسحة من الوقت، لتطلب مني أن أغني لها بعضاً من أغنيات الفنان الكبير عبد الحليم حافظ. ومن تلك الأيام بدأت علاقتي الأولى مع الموسيقى والغناء الجاد، والرصين))
اما عن بداياته الغنائية الإحترافية فقال: ((بدأتُ الغناء كمحترف عام 1990 ضمن الفرق الغنائية. وقد كنت منذ البداية أميل الى التراث، وأداء الأغاني الستينية والسبعينية حتى أذكر أن هناك برنامجاً غنائياً تلفزيونياً يقدمه المخرج ساهر ميرزا من شاشة تلفزيون بغداد، وهو برنامج خاص بالفرق الغنائية، وعندما جاء الدور لفرقتنا حيث كنتُ المطرب "الصولو" الذي يؤدي الغناء الإنفرادي، قدمت أغنية (الردته سويته إشعندك بعد گول) للفنان الراحل رضا علي. وقد فوجيء الفنان ساهر ميرزا بتقديمي مثل هذه الأغنية، بخاصة وإن جميع الفرق المشاركة في البرنامج قدمت أغنيات جديدة، وكذلك أغنيات (وطنية) حيث كانت هذه الألوان هي السائدة آنذاك))
وعن سبب عدم شهرة عدي أنور رغم مضي أكثر من عشرين عاماً على إحترافه الغناء أجاب قائلاً: ((أعتقد إن السبب الرئيس في عدم شهرتي يعود، لكوني إخترت طريق الأغنية التراثية، والأغنية الجادة الثقيلة أيضاً دون غيرهما، بخاصة اللون الغنائي الستيني والسبعيني، إذ لم أركب موجة الغناء الجديدة مثل زملائي الذين ركبوها، وبقيت محافظاً على الخط الغنائي الأصيل حتى هذه الساعة، فضلاً عن أني كنت قد غادرت العراق الى عمان قبل ستة عشر عاماً، أي في أول صعودي درجات الغناء، وهي برأيي الفترة الذهبية لصعود أي مطرب شاب. ومن المؤكد فإن مغادرة العراق في تلك الفترة، يعني الإبتعاد عن الجمهور العراقي، وهو الجمهور الذواق، والمحب للغناء الأصيل، وهو المساعد الأول والأخير لنجاح المطرب الرصين والجاد. إذاً فإن إبتعادي عن الجمهور العراقي طيلة هذه السنوات قد حرمني من أهم حاضنة، ورافعة داعمة لمسيرتي الفنية. فالمطرب العراقي الذي لايحقق نجاحه في العراق أولاً، لن يستطيع تحقيق النجاح بعد ذلك في بلدان أخرى قطعاً. فالفنان الكبير كاظم الساهر مثلاً لم يحقق هذا النجاح العربي الهائل، لو لم يكن قد نجح أولاً في بلده العراق وبقي الجمهور العراقي يدعمه حتى هذه اللحظة ويمكن أن يقال نفس الكلام عن المطربين العراقيين الآخرين أيضاً)).
المزيد في الملف الصوتي.