بين فجيعة كنيسة سيدة النجاة، وأعياد الميلاد، مسافة زمنية قصيرة، حين تُحسب هذه المسافة بالأيام والساعات، لكنها ستكون طويلة حتماً عندما تقاس بالدموع، والآلآم والأحزان.
والعراقيون، مسلمين كانوا، أم مسيحيين، أو من أديان وطوائف أخرى، جبلوا على الصبر، وإجترار الهموم، وتجرع المر، لا يوقفهم نزيف الجرح، ولا يثني عزمهم حجم الأسى، إذ تراهم ينهضون بعد كل مصيبة وهم أشد عزيمة، وأقوى شكيمة.
ولأن المسيحيين العراقيين جدول جميل من جداول العراق، وجبل عنيد من جباله الشماء, فقد نهضوا بقوة من تحت ركام إحزان "سيدة النجاة" حاملين بأيديهم قيثارهم الكلداني الآشوري الباهر، وهم ينشدون للأمل، والفرح القادم على أجنحة الميلاد المجيد. وأينما تمضي سترى شموعاً، وقيثاراً، وحناجر تنشد للأماني الخضر. إنهم العراقيون.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، ثمة ثلاثة من مبدعي العراق الشباب، خلعوا "قمصان" الحزن الأسود الذي أرتدوه بعد فجيعة الكنيسة الدامية، وجاءوا ليغنوا للعراقيين المحتفين بميلاد السيد المسيح عليه السلام.
وقبل ساعات من الإحتفال الميلادي كان لـ"مو بعيدين" لقاءات قصيرة معهم، إذ بدأ الفنان الشاب رائد عادل "القادم من أستراليا" حديثه بكلمات موال عراقي دافىء، ثم راح يدندن بأغنيته التي قدمها لشهداء الكنيسة قبل أيام، والمسماة "إحنه الدار.. وأهل الدار" والتي حيث يقول في مطلعها متحدياً الإرهابيين:
بكل غيرة إنگول وناموس
مانركع ونطِّخ الروس
يومية ندگ الناقوس
ويومية نصَّليلك إحنه
توقف رائد عن إلانشاد، ثم قال: نعم لقد كانت مأساة "النجاة" مؤلمة، ومفجعة حقاً. لكننا بقوة الحياة، وقوة الإيمان بالمستقبل أقوى من الأسى، وأشد من الوجع. فالفرح والأمل والأماني أمامنا جميعاً. وما علينا إلا أن نرفع أبصارنا نحو المستقبل لنر الأمل، ونغني "لميلاد" الأماني المقبلة. لقد جئت من أستراليا لأغني للعراقيين المتطلعين لأعياد الميلاد المجيد.
قلنا لرائد: وماذا أعددت لهذا الحفل؟ أجاب: هناك أغنيات جديدة وقديمة تليق بيوم الميلاد المجيد. كما سأقدم أغنيتي المعروفة "يامسيحيينه العراقي"، وكذلك أغنية عاطفية جميلة من كلمات الشاعر الغنائي كاظم السعدي، وألحان الفنان كريم هميم. فضلاً عن أغنية وطنية من ألحان الفنان الكبير عبد الحسين السماوي، وغير ذلك من الأغاني والمواويل العراقية.
بعد ذلك تحدثت الفنانة سحر خضر السناطي قائلة: سنقدم حفلة مشتركة أنا، ورائد عادل، ومؤيد شليمون. وقد ولدت هذه الفكرة من رحم الظروف، إذ لم يكن يخطر ببالنا أن نقيم مثل هذه الحفلة سوية، لكن وجود الفنان رائد بيننا شجعنا على ذلك، ناهيك عن حلول أعياد الميلاد، إذ حيث تهيأت الظروف لإقامة مثل هذا الحفل، علماً بأننا سنذهب الى كندا لنقيم حفلاً غنائياً آخراً أيضاً.
وعن بداياتها الغنائية قالت الفنانة سحر السناطي لـ"مو بعيدين": ربما لايعرف الكثير من الناس بأني أبنة موسيقي عراقي معروف هو عازف العود خضر السناطي، وقد كان والدي ضمن فرقة الإذاعة والتلفزيون الموسيقية في ستينيات القرن الماضي. وللحق فإن الوالد شجعني كثيراً لأتوجه نحو الوجهة الفنية. فأخذني للأستاذ كمال عاكف ليقدمني في برنامجه الشهير (ركن الهواة) وقدمت أغنية "حمام يلي على روس المباني" وأظن أن هناك الكثير من الناس يتذكرون تلك الصبية التي غنت هذه الأغنية قبل ثلاثين عاماً تقريباً.
بعد تقديمي لهذه الأغنية بفترة قصيرة هاجرنا الى الولايات المتحدة الأمريكية. وفي أمريكا أكملت مشواري الغنائي.
وفي سؤال عن اللغة التي تغني بها أغنياتها في أمريكا، لاسيما وهي تجيد الغناء باللغة العربية، والكلدانية، والإنگليزية؟ أجابت سحر السناطي: انا أغني باللغة العربية في أوساط الجالية العراقية العربية. وأغني بالكلدانية عندما أغني في حفلات العراقيين الكلدانيين، ثم راحت تغني أغنية كلدانية تراثية عن الحب والفراق، واللوعة والحنين بينما كان المطرب، والموسيقي مؤيد شليمون يعزف لها على الأورغن.
المزيد في الملف الصوتي.
والعراقيون، مسلمين كانوا، أم مسيحيين، أو من أديان وطوائف أخرى، جبلوا على الصبر، وإجترار الهموم، وتجرع المر، لا يوقفهم نزيف الجرح، ولا يثني عزمهم حجم الأسى، إذ تراهم ينهضون بعد كل مصيبة وهم أشد عزيمة، وأقوى شكيمة.
ولأن المسيحيين العراقيين جدول جميل من جداول العراق، وجبل عنيد من جباله الشماء, فقد نهضوا بقوة من تحت ركام إحزان "سيدة النجاة" حاملين بأيديهم قيثارهم الكلداني الآشوري الباهر، وهم ينشدون للأمل، والفرح القادم على أجنحة الميلاد المجيد. وأينما تمضي سترى شموعاً، وقيثاراً، وحناجر تنشد للأماني الخضر. إنهم العراقيون.
وفي الولايات المتحدة الأمريكية، ثمة ثلاثة من مبدعي العراق الشباب، خلعوا "قمصان" الحزن الأسود الذي أرتدوه بعد فجيعة الكنيسة الدامية، وجاءوا ليغنوا للعراقيين المحتفين بميلاد السيد المسيح عليه السلام.
وقبل ساعات من الإحتفال الميلادي كان لـ"مو بعيدين" لقاءات قصيرة معهم، إذ بدأ الفنان الشاب رائد عادل "القادم من أستراليا" حديثه بكلمات موال عراقي دافىء، ثم راح يدندن بأغنيته التي قدمها لشهداء الكنيسة قبل أيام، والمسماة "إحنه الدار.. وأهل الدار" والتي حيث يقول في مطلعها متحدياً الإرهابيين:
بكل غيرة إنگول وناموس
مانركع ونطِّخ الروس
يومية ندگ الناقوس
ويومية نصَّليلك إحنه
توقف رائد عن إلانشاد، ثم قال: نعم لقد كانت مأساة "النجاة" مؤلمة، ومفجعة حقاً. لكننا بقوة الحياة، وقوة الإيمان بالمستقبل أقوى من الأسى، وأشد من الوجع. فالفرح والأمل والأماني أمامنا جميعاً. وما علينا إلا أن نرفع أبصارنا نحو المستقبل لنر الأمل، ونغني "لميلاد" الأماني المقبلة. لقد جئت من أستراليا لأغني للعراقيين المتطلعين لأعياد الميلاد المجيد.
قلنا لرائد: وماذا أعددت لهذا الحفل؟ أجاب: هناك أغنيات جديدة وقديمة تليق بيوم الميلاد المجيد. كما سأقدم أغنيتي المعروفة "يامسيحيينه العراقي"، وكذلك أغنية عاطفية جميلة من كلمات الشاعر الغنائي كاظم السعدي، وألحان الفنان كريم هميم. فضلاً عن أغنية وطنية من ألحان الفنان الكبير عبد الحسين السماوي، وغير ذلك من الأغاني والمواويل العراقية.
بعد ذلك تحدثت الفنانة سحر خضر السناطي قائلة: سنقدم حفلة مشتركة أنا، ورائد عادل، ومؤيد شليمون. وقد ولدت هذه الفكرة من رحم الظروف، إذ لم يكن يخطر ببالنا أن نقيم مثل هذه الحفلة سوية، لكن وجود الفنان رائد بيننا شجعنا على ذلك، ناهيك عن حلول أعياد الميلاد، إذ حيث تهيأت الظروف لإقامة مثل هذا الحفل، علماً بأننا سنذهب الى كندا لنقيم حفلاً غنائياً آخراً أيضاً.
وعن بداياتها الغنائية قالت الفنانة سحر السناطي لـ"مو بعيدين": ربما لايعرف الكثير من الناس بأني أبنة موسيقي عراقي معروف هو عازف العود خضر السناطي، وقد كان والدي ضمن فرقة الإذاعة والتلفزيون الموسيقية في ستينيات القرن الماضي. وللحق فإن الوالد شجعني كثيراً لأتوجه نحو الوجهة الفنية. فأخذني للأستاذ كمال عاكف ليقدمني في برنامجه الشهير (ركن الهواة) وقدمت أغنية "حمام يلي على روس المباني" وأظن أن هناك الكثير من الناس يتذكرون تلك الصبية التي غنت هذه الأغنية قبل ثلاثين عاماً تقريباً.
بعد تقديمي لهذه الأغنية بفترة قصيرة هاجرنا الى الولايات المتحدة الأمريكية. وفي أمريكا أكملت مشواري الغنائي.
وفي سؤال عن اللغة التي تغني بها أغنياتها في أمريكا، لاسيما وهي تجيد الغناء باللغة العربية، والكلدانية، والإنگليزية؟ أجابت سحر السناطي: انا أغني باللغة العربية في أوساط الجالية العراقية العربية. وأغني بالكلدانية عندما أغني في حفلات العراقيين الكلدانيين، ثم راحت تغني أغنية كلدانية تراثية عن الحب والفراق، واللوعة والحنين بينما كان المطرب، والموسيقي مؤيد شليمون يعزف لها على الأورغن.
المزيد في الملف الصوتي.