تواصلَت مع حلول عيد الأضحى المبارك الثلاثاء هجمات إرهابية استهدَفت مدنيين أبرياء. وأفادت وكالات أنباء عالمية بأن من بين ضحايا الاعتداءات المتجددة مواطنين مسيحيين في منطقة الموصل.
التقاريرُ أشارت إلى استمرار تعرّض أبناء هذا المكوّن العراقي الأصيل لهجماتٍ تستهدفُهم تحديداً على الرغم من التصريحات الرسمية المتكررة التي صدَرت أخيراً في شأن تكثيف إجراءات حماية المواطنين المسيحيين.
ونقلت وكالة أسوشييتد برس للأنباء عن مسؤولين عراقيين قولهم إن اثنين من هؤلاء المواطنين استشهدوا في اعتداءات نفّذها من وُصفوا بمسلحين مجهولين في الموصل وذلك بعد فترة قصيرة من الهجوم الذي استهدف كنيسة سيدة النجاة في بغداد الشهر الماضي ما أسفر عن مقتل 68 شخصاً واعتداءات أخرى على منازل مسيحيين في أحياء متفرقة من العاصمة العراقية. وفي تقرير منفصل عن ضحايا العنف الأخير، نسبت فرانس برس إلى مصادر في الشرطة العراقية أن ثمانية مواطنين، بينهم مسيحيان، قُتلوا فيما أصيب عدد آخر بجروح الاثنين جرّاء هجمات متفرقة بينها تفجير سيارتين مفخختين استهدفتا سجن بادوش قرب مدينة الموصل.
عضو مجلس النواب العراقي ورئيس قائمة الرافدين يونادم كنا تحدث لإذاعة الحر الثلاثاء عن أسباب استمرار الهجمات الإرهابية، ومنها الاعتداء الأخير في الموصل، قائلا "لا شك أن جماعات إرهابية هي التي تنفذ هذه الجرائم ..ولكن من يقف خلفها؟ فأنا لا اتفق مع كل هذه الاختزالات والشماعات التي تقول بالإرهاب الدولي..إذ أن الإرهاب الدولي لا يمكنه التسلل واختراق كل الأجهزة الأمنية دون أي تواطؤ معه أو اختراقات داخل البلد...هناك أجندات سياسية، ولكنها تلتقي وتنفذ عبر أيادي مجرمين ومنحرفين..ونحن ضحايا الأجندات السياسية..سواء كنا في بغداد أو الموصل............."
من جهته، قال مدير عام الوقف المسيحي في العراق رعد عمانوئيل "إن الإجراءات جارية لتوفير الأمن للمسيحيين، ولكن الأمن في العراق كله ضعيف...ونحن نأمل أن يتوفر الأمن للعراقيين جميعاً وليس فقط للمسيحيين إذ أنهم شريحة من هذا المجتمع...ونحن مكوّن أساسي نعيش في هذا الوطن منذ آلاف السنين...."
وفي مقابلة أجريت عبر الهاتف الثلاثاء، أجاب عمانوئيل عن سؤال يتعلق بظاهرة الهجرة المتزايدة لمسيحيي دول المنطقة والتي كانت أخيراً محور مناقشات مستفيضة في سينودس أساقفة الشرق الأوسط الذي عقد في الفاتيكان. وخَتم حديثه بتوجيه التهنئة لجميع العراقيين والمسلمين في شتى دول العالم بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
يشار إلى أن العديد من المدن الأوربية شهدت أخيراً فعاليات نظّمتها جمعيات ومنظمات إنسانية بمشاركة شخصيات إسلامية ومسيحية للتضامن مع مسيحيي العراق. وفي إطار هذه النشاطات، أقيمت في لندن عدة فعاليات جرى خلالها تأكيد أهمية عدم الهجرة وتشبّث المسيحيين بموطنهم الأصلي. وفي حديثه لإذاعة العراق الحر عن تفاصيل هذه الفعاليات، ذكر المستشار الثقافي في مؤسسة الإمام الخوئي وممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان في العاصمة البريطانية وسام ترحيني أن الهدف من إقامتها هو "لتسليط الضوء على أهمية دعم الوجود المسيحي العراقي في العراق" وذلك على خلفية التقارير التي تشير إلى الأعداد الهائلة المتزايدة من المهاجرين بسبب الإرهاب وعدم الاستقرار الأمني.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلات مع عضو مجلس النواب العراقي ورئيس قائمة الرافدين يونادم كنا، ومدير عام الوقف المسيحي في العراق رعد عمانوئيل، والمستشار الثقافي في مؤسسة الإمام الخوئي وممثل المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى في لبنان بالعاصمة البريطانية وسام ترحيني.