تمر الأجيال الشعرية، وتأتي غيرها، لكن بعض الأسماء الكبيرة تظل ثابة على خارطة الأجيال جميعاً. فهي ترفض أن تغيب عن قلوب الناس. وترفض أن تغادر ذاكرة الزمن.
والشاعر الراحل عبد الحسين أبو شبع واحد من هذه القمم الشعرية الشعبية التي لن يستطيع الموت أن يغيبها. ولا السنين أن تبعدها عن أفئدة الناس. ولأن أبو شبع قمة شعرية كبيرة. وقامة وطنية باسقة، فقد أبى الشاعر مظفر النواب إلا أن يكتب بنفسه مقدمة ديوانه الكبير الذي حمل إسم (روائع عبد الحسين أبو شبع)، والصادر في أوائل هذا العام، إذ يقول في جزء من هذه المقدمة:
((تعارفنا مع شاعرنا ابو شبع بالكلمة والنظرة والإحساس، وتلاقينا بالمشاعر، فصغرت إذ ذاك مسافات اللقاء الجسدي، وإنعدمت كل أمتار البعد الطيني النشأة.
فأكاد أقول أنه الوحيد في زمانه مزق مكانه، وقفز من دون الكثير فوق مسرح وجوده الجسدي ليرى من كان في آخر صف في القاعة حتى تجاعيد وجهه المنهك التعِب، من أنَّة عاشق بكى فراق حبيبه. وسالت دموعه على وجه أم كانت أعواد المشانق سارقة لفلذة كبدها. لقد أردنا في هذه المجموعة أن نقف على غير المسموع وغير المرئي وغير المعتاد، فوجدناها فيّاضة بالإحساس، دفاقة بالمشاعر، باكية، متحسرة، على شيء كان يتيماً في داخل شاعرنا ألا وهو الإنسان، فمن هذه الرؤيا ومن هذا الباب دعونا ندخل سويَّة الى يتم عبد الحسين أبو شبع، الذي أبكى العيون، ولم يجد أحداً يبكي عليه))
بهذه الروعة، وهذا الإخلاص الوطني والشعري، كتب النواب عن أبو شبع أيضاً، ما كان يدور في خاطره، وما يتألق في مشاعره عن هذا الشاعر والعراقي الكبير. لذا فإن برنامج مواويل وشعر إذ يقدم اليوم قصيدة "أجلب الليل" لشاعرنا الراحل عبد الحسين أبو شبع، فإننا نرجو أن لا نقف عند حدود هذه القصيدة، بل أن نمضي مع شاعرية هذه القمة الإبداعية الكبيرة.
يقول أبو شبع في أجلب الليل:
أجلب الليل وفراشي دمع عيناي
أجلب الليل وهموم الغرام إغطاي
أجلب الليل والتجليب يآذيني
والحسبات تفرشلي وتغطيني
غفت عين التضدني وساهره عيني
أحسِّب بيك يالساكن بنص إحشاي
أجلب الليل وفراشي دمع عيناي
أجلب الليل وهموم الغرام إغطاي
أجلب الليل والتجليب إلي عاده
وراسي ما وضعته فوگ الوساده
خليني يولفي بصدرك إگلاده
أشمك وأنتعش وأنسه الذي وياي
أجلب الليل عن حالي الصَدَه يخبرك
عگب عيناك سني بعد ما يضحك
طفه ضي الينور ويشع من وجهك
عگب عيناك يمدَّلل وحش ليلاي
أجلب الليل يل دربك عليَّ بعيد
عگبك ما فرح گلبي ولبست إجديد
طوگ الشوگ گيَّد رگبتي تگييد
گمت أشرگ وأغص يمدللي بالماي
أجلب الليل وأتذكر مواعيدك
ترچيه بذانك لو ذهب إيدك
لو معضد يسارك لو عقد جيدك
وين تريد خليِّني يبعد چلاي
أجلب الليل مثل الماي فوگ النار
وأتذكر يميني إعليك من تندار
يوم الچنت تتعنه لربوع الدار
تضحك للهوه للي يحبك جاي
أجلب الليل وأحسب ساعته بتسعة
أذوب بنار گلبي ذوبة الشمعة
شمل عِزنه يولفي تگدر إتجمعه
ترِّد ليَّه وأطشر بيك شمل إعداي
أجلب الليل والتجليب للمالوم
والعاف العمر هم ينشد إعله النوم
أحلفلك وحگ صبرك صرت محروم
منك والنياحه أثرَّت بعضاي
أجلب الليل وصواب الهوه بيَّه
ناصب مأتمي بغمرة نواعيه
لو صفگت المله ألتمت عليَّه
أهل ودي وجاري ولبچه إعله إبچاي
أجلب الليل والتجليب إلي تعذيب
صرت مثل الذي تهموا بدمه الذيب
مثل حَّني چذب يگدر يحن النيب
الخنسه ما توِّن يَغيَد مثل ونَّاي
أجلب الليل والعاذل سگم روحي
إحچاياته بدليلي إتچمِّل إجروحي
اليحاچيني يبچيني وأنه بنوحي
مجروح الهوه ونشد ودور إشفاي
أجلب الليل والوادم بحالي إتقيس
للمجنون والمايفهم التدريس
شوگ العامرية صاب چبدة قيس
آنه وقيس صرانه بفد قياس وراي
أجلب الليل وعيون الخلگ نامت
عيني شحمَّت ومن البچه ذابت
صرت مثل اليتيمه الربَّت وعافت
لإبن المستريحة صار كله إرباي
أجلب الليل ما أدري شبعد بالليل
لاهبني الونين ولوعتي والويل
لو صار الصبح أنهض وأشد الحيل
للشوغات والحسرات آ يهواي
أجلب الليل وعذيبي الفجر نسَّم
مثل ما چان عالگذله يمر يشتم
أون وألتم حمام الدوح يتعلم
من وني درِس ويوِّن على بلواي
أجلب الليل وخيالك يباريني
وعنك ياعزيز الروح يحچيلي
يوم الچنت تطلعلي وتوميلي
أجي يمَّك وترضع شفتك بشفاي
أجلب الليل وفراشي دمع عيناي
أجلب الليل وهموم الغرام إغطاي
وفي الملف الصوتي ستجدون بعد هذه القصيدة الرائعة قصيدة أخرى، وعدداً من الأبوذيات القديمة والجديدة، والمواويل العراقية الدافئة.
المزيد في الملف الصوتي
والشاعر الراحل عبد الحسين أبو شبع واحد من هذه القمم الشعرية الشعبية التي لن يستطيع الموت أن يغيبها. ولا السنين أن تبعدها عن أفئدة الناس. ولأن أبو شبع قمة شعرية كبيرة. وقامة وطنية باسقة، فقد أبى الشاعر مظفر النواب إلا أن يكتب بنفسه مقدمة ديوانه الكبير الذي حمل إسم (روائع عبد الحسين أبو شبع)، والصادر في أوائل هذا العام، إذ يقول في جزء من هذه المقدمة:
((تعارفنا مع شاعرنا ابو شبع بالكلمة والنظرة والإحساس، وتلاقينا بالمشاعر، فصغرت إذ ذاك مسافات اللقاء الجسدي، وإنعدمت كل أمتار البعد الطيني النشأة.
فأكاد أقول أنه الوحيد في زمانه مزق مكانه، وقفز من دون الكثير فوق مسرح وجوده الجسدي ليرى من كان في آخر صف في القاعة حتى تجاعيد وجهه المنهك التعِب، من أنَّة عاشق بكى فراق حبيبه. وسالت دموعه على وجه أم كانت أعواد المشانق سارقة لفلذة كبدها. لقد أردنا في هذه المجموعة أن نقف على غير المسموع وغير المرئي وغير المعتاد، فوجدناها فيّاضة بالإحساس، دفاقة بالمشاعر، باكية، متحسرة، على شيء كان يتيماً في داخل شاعرنا ألا وهو الإنسان، فمن هذه الرؤيا ومن هذا الباب دعونا ندخل سويَّة الى يتم عبد الحسين أبو شبع، الذي أبكى العيون، ولم يجد أحداً يبكي عليه))
بهذه الروعة، وهذا الإخلاص الوطني والشعري، كتب النواب عن أبو شبع أيضاً، ما كان يدور في خاطره، وما يتألق في مشاعره عن هذا الشاعر والعراقي الكبير. لذا فإن برنامج مواويل وشعر إذ يقدم اليوم قصيدة "أجلب الليل" لشاعرنا الراحل عبد الحسين أبو شبع، فإننا نرجو أن لا نقف عند حدود هذه القصيدة، بل أن نمضي مع شاعرية هذه القمة الإبداعية الكبيرة.
يقول أبو شبع في أجلب الليل:
أجلب الليل وفراشي دمع عيناي
أجلب الليل وهموم الغرام إغطاي
أجلب الليل والتجليب يآذيني
والحسبات تفرشلي وتغطيني
غفت عين التضدني وساهره عيني
أحسِّب بيك يالساكن بنص إحشاي
أجلب الليل وفراشي دمع عيناي
أجلب الليل وهموم الغرام إغطاي
أجلب الليل والتجليب إلي عاده
وراسي ما وضعته فوگ الوساده
خليني يولفي بصدرك إگلاده
أشمك وأنتعش وأنسه الذي وياي
أجلب الليل عن حالي الصَدَه يخبرك
عگب عيناك سني بعد ما يضحك
طفه ضي الينور ويشع من وجهك
عگب عيناك يمدَّلل وحش ليلاي
أجلب الليل يل دربك عليَّ بعيد
عگبك ما فرح گلبي ولبست إجديد
طوگ الشوگ گيَّد رگبتي تگييد
گمت أشرگ وأغص يمدللي بالماي
أجلب الليل وأتذكر مواعيدك
ترچيه بذانك لو ذهب إيدك
لو معضد يسارك لو عقد جيدك
وين تريد خليِّني يبعد چلاي
أجلب الليل مثل الماي فوگ النار
وأتذكر يميني إعليك من تندار
يوم الچنت تتعنه لربوع الدار
تضحك للهوه للي يحبك جاي
أجلب الليل وأحسب ساعته بتسعة
أذوب بنار گلبي ذوبة الشمعة
شمل عِزنه يولفي تگدر إتجمعه
ترِّد ليَّه وأطشر بيك شمل إعداي
أجلب الليل والتجليب للمالوم
والعاف العمر هم ينشد إعله النوم
أحلفلك وحگ صبرك صرت محروم
منك والنياحه أثرَّت بعضاي
أجلب الليل وصواب الهوه بيَّه
ناصب مأتمي بغمرة نواعيه
لو صفگت المله ألتمت عليَّه
أهل ودي وجاري ولبچه إعله إبچاي
أجلب الليل والتجليب إلي تعذيب
صرت مثل الذي تهموا بدمه الذيب
مثل حَّني چذب يگدر يحن النيب
الخنسه ما توِّن يَغيَد مثل ونَّاي
أجلب الليل والعاذل سگم روحي
إحچاياته بدليلي إتچمِّل إجروحي
اليحاچيني يبچيني وأنه بنوحي
مجروح الهوه ونشد ودور إشفاي
أجلب الليل والوادم بحالي إتقيس
للمجنون والمايفهم التدريس
شوگ العامرية صاب چبدة قيس
آنه وقيس صرانه بفد قياس وراي
أجلب الليل وعيون الخلگ نامت
عيني شحمَّت ومن البچه ذابت
صرت مثل اليتيمه الربَّت وعافت
لإبن المستريحة صار كله إرباي
أجلب الليل ما أدري شبعد بالليل
لاهبني الونين ولوعتي والويل
لو صار الصبح أنهض وأشد الحيل
للشوغات والحسرات آ يهواي
أجلب الليل وعذيبي الفجر نسَّم
مثل ما چان عالگذله يمر يشتم
أون وألتم حمام الدوح يتعلم
من وني درِس ويوِّن على بلواي
أجلب الليل وخيالك يباريني
وعنك ياعزيز الروح يحچيلي
يوم الچنت تطلعلي وتوميلي
أجي يمَّك وترضع شفتك بشفاي
أجلب الليل وفراشي دمع عيناي
أجلب الليل وهموم الغرام إغطاي
وفي الملف الصوتي ستجدون بعد هذه القصيدة الرائعة قصيدة أخرى، وعدداً من الأبوذيات القديمة والجديدة، والمواويل العراقية الدافئة.
المزيد في الملف الصوتي