اقامت كاتدرائية مار يوسف ببغداد عصر الثلاثاء قداساً كبيراً على أرواح ضحايا الهجوم على كنيسة "سيدة النجاة" الاحد الماضي الذي نفذته مجموعة مسلحة نسبتها قوى الامن العراقية الى ما يعرف بتنظيم "دولة العراق الاسلامية".
القداس الذي شهد حضوراً من كبار المسؤولين الحكوميين ورؤساء الكتل السياسية وقادة القوات الامنية، شهد حضوراً أكثر تميّزاً من قبل ذوي الضحايا الذين كان بعضهم قد شهدوا الواقعة، كالمواطنة فيان جبوري التي تعرّضت ووالدها الى اطلاق نار من أحد المهاجمين وقت احتجازهم كرهائن داخل الكنسية، ليلقى والدها حتفه جراء ذلك، وتخرج هي باصابة بليغة بذراعيها.
وتصف فيان في حديث لاذاعة العراق الحر ما حصل بانه "اقرب ما يكون الى الخيال او الكابوس الذي استمر قرابة خمس ساعات، وهم يعانون الرعب والالم ونزيف دمائهم دون مغيث".
ويجد عدد من ذوي الضحايا في استهداف كنيسة "سيدة النجاة" رسالة الى ابناء الطائفة المسيحية في العراق لدفعهم الى ترك بلادهم والهجرة الى بلدان اخرى، الا ان هؤلاء الناس اكدوا انهم باقون ولن يغادروا بلادهم مهما حصل، وتقول المواطنة حنان فاضل:
" مضى 54 عاماً من عمري، وانا اعيش في العراق، ولدت فيه وعشت أيامه، بمرّها وحلوها.. لن اغادره لادفن في بلاد غريبة".
القس لويس الشابي، احد الذين كانوا قائمين على قداس الثلاثاء اكد ان من قاموا بالهجوم على كنيسة "سيدة النجاة" لايمثلون، بأي شكل من الاشكال، الدين الاسلامي او أيّاً من المسلمين او ايا من الديانات السماوية الاخرى، وان المسلمين في نهاية الامر مستهدفين كالمسيحين وغيرهم كونهم عراقيين ليس إلاّ".
من جهته انتقد عضو مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي أداء القوات الأمنية والقائمين على الملف الامني، مشددا على ان عملية اقتحام كنيسة "سيدة النجا"ة ليست الا رسالة واضحة للساسة العراقيين مفادها ان "الارهاب اعاد ترتيب اوراقه وإستجمع قواه من جديد، ما ينذر بتعرض البلاد الى التمزيق اذا لم يسرعوا بتوحيد مواقفهم وتشكيل حكومة قادرة على حفظ الامن وادامته".
نينوى تودّع أبناءها بالزغاريد
في نينوى، ودّع أهالي قضاء الحمدانية، جنوب شرق مدينة الموصل، أبناءهم من ضحايا اعتداء كنيسة "سيدة النجاة" بالدموع والزغاريد والتراتيل الدينية الى مثواهم الاخير بعد وصول جثامينهم من بغداد.
العائلات المفجوعة حمّلت الحكومة مسوؤلية هذا الحادث الاليم، وقال مواطن :"لماذا تستهدف الكنائس وفي أيام الآحاد بالذات، أين دور الحكومة؟ نحن نحملها مسوؤلية الحادث وليفسحوا لنا المجال نحن نستطيع حماية انفسنا بانفسنا". وقالت مواطنة اخرى: "ما هو ذنب هؤلاء المواطنين ليقتلوا واغلبهم شباب ، نحن مسالمين نريد الامان فقط ". وقال مواطن آخر :"العميلة مدبرة من قبل الحكومة اذ رفعت الحواجز قبل ايام من مكانها قرب الكنيسة وانا شاهد عيان على ذلك" .
شجب واستنكار شديدين نددت به التظاهرات الشعبية الحاشدة في العديد من بلدات محافظة نينوى، وبخاصة الشرقية، منها ناحية برطلة، مطالبين الحكومة والمجتمع الدولي باخذ الدور لحماية المسيحيين، وقال أحد المواطنين : "نستنكر هذا العمل الاجرامي ولن يؤثر على علاقتنا مع بقية الاديان والمكونات ونريد من المجتمع الدولي التدخل لحماية المسيحيين" . مواطن اخر قال :"نريد من الشعب العراقي كافة ادانة هذا العمل الاجرامي الهادف الى زرع الفتنة بين مكونات هذا الشعب" .
الاب قرياقوس من كنيسة برطلة أكد ان المسيحيين لن يتركوا ارضهم مهما حدث، وأضاف :"استنكر هذا العمل وسيبقى العراق عظيماً ولن نترك ارضنا ابدا مهما جرى وحتى لو سالت دمائنا" .
وربما زاد حادث تفجير كنسية سيدة النجاة التماسك بين ابناء الديانات في العراق كما قال ممثل مكتب الشهيد الصدر في نينوى عبد الله الاعرجي:"هذا الحادث الأليم زاد من اللحمة والتماسك بين المسيحيين وبقية الاديان الاخرى والدليل على ذلك هو هذه التظاهرة التي تضم جميع المكونات العراقية".
الهجوم على كنسية "سيدة النجاة" كان دافعاً لاجراءات وخطط امنية جديدة أعلن عنها لتشديد الحماية على الكنائس ودور العبادة في مدينة الموصل وضواحيها، كما قال مدير حماية المنشات في نينوى العقيد موفق الزيدي: " نحن مستمرين بواجباتنا في تامين حماية اماكن العبادة والكنائس وبعد هذا التفجير هناك خطط اخرى وتكثيف للجهود ومطالب للمراجع بتعزيزات اخرى من اجل منع تكرار مثل هذه الحوادث" .
وكان لمسيحيي محافظة نينوى حصة كبيرة من الاستهداف الذي طال هذه الطائفة منذ اعوام ، ودون ان يكون هناك فاعلية للاجراءات الامنية المتخذة لحمايتهم والحيلولة دون هجرتهم داخل وخارج البلاد تحت ضغط القتل والتهديد .
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.
القداس الذي شهد حضوراً من كبار المسؤولين الحكوميين ورؤساء الكتل السياسية وقادة القوات الامنية، شهد حضوراً أكثر تميّزاً من قبل ذوي الضحايا الذين كان بعضهم قد شهدوا الواقعة، كالمواطنة فيان جبوري التي تعرّضت ووالدها الى اطلاق نار من أحد المهاجمين وقت احتجازهم كرهائن داخل الكنسية، ليلقى والدها حتفه جراء ذلك، وتخرج هي باصابة بليغة بذراعيها.
وتصف فيان في حديث لاذاعة العراق الحر ما حصل بانه "اقرب ما يكون الى الخيال او الكابوس الذي استمر قرابة خمس ساعات، وهم يعانون الرعب والالم ونزيف دمائهم دون مغيث".
ويجد عدد من ذوي الضحايا في استهداف كنيسة "سيدة النجاة" رسالة الى ابناء الطائفة المسيحية في العراق لدفعهم الى ترك بلادهم والهجرة الى بلدان اخرى، الا ان هؤلاء الناس اكدوا انهم باقون ولن يغادروا بلادهم مهما حصل، وتقول المواطنة حنان فاضل:
" مضى 54 عاماً من عمري، وانا اعيش في العراق، ولدت فيه وعشت أيامه، بمرّها وحلوها.. لن اغادره لادفن في بلاد غريبة".
القس لويس الشابي، احد الذين كانوا قائمين على قداس الثلاثاء اكد ان من قاموا بالهجوم على كنيسة "سيدة النجاة" لايمثلون، بأي شكل من الاشكال، الدين الاسلامي او أيّاً من المسلمين او ايا من الديانات السماوية الاخرى، وان المسلمين في نهاية الامر مستهدفين كالمسيحين وغيرهم كونهم عراقيين ليس إلاّ".
من جهته انتقد عضو مجلس محافظة بغداد محمد الربيعي أداء القوات الأمنية والقائمين على الملف الامني، مشددا على ان عملية اقتحام كنيسة "سيدة النجا"ة ليست الا رسالة واضحة للساسة العراقيين مفادها ان "الارهاب اعاد ترتيب اوراقه وإستجمع قواه من جديد، ما ينذر بتعرض البلاد الى التمزيق اذا لم يسرعوا بتوحيد مواقفهم وتشكيل حكومة قادرة على حفظ الامن وادامته".
نينوى تودّع أبناءها بالزغاريد
في نينوى، ودّع أهالي قضاء الحمدانية، جنوب شرق مدينة الموصل، أبناءهم من ضحايا اعتداء كنيسة "سيدة النجاة" بالدموع والزغاريد والتراتيل الدينية الى مثواهم الاخير بعد وصول جثامينهم من بغداد.
العائلات المفجوعة حمّلت الحكومة مسوؤلية هذا الحادث الاليم، وقال مواطن :"لماذا تستهدف الكنائس وفي أيام الآحاد بالذات، أين دور الحكومة؟ نحن نحملها مسوؤلية الحادث وليفسحوا لنا المجال نحن نستطيع حماية انفسنا بانفسنا". وقالت مواطنة اخرى: "ما هو ذنب هؤلاء المواطنين ليقتلوا واغلبهم شباب ، نحن مسالمين نريد الامان فقط ". وقال مواطن آخر :"العميلة مدبرة من قبل الحكومة اذ رفعت الحواجز قبل ايام من مكانها قرب الكنيسة وانا شاهد عيان على ذلك" .
شجب واستنكار شديدين نددت به التظاهرات الشعبية الحاشدة في العديد من بلدات محافظة نينوى، وبخاصة الشرقية، منها ناحية برطلة، مطالبين الحكومة والمجتمع الدولي باخذ الدور لحماية المسيحيين، وقال أحد المواطنين : "نستنكر هذا العمل الاجرامي ولن يؤثر على علاقتنا مع بقية الاديان والمكونات ونريد من المجتمع الدولي التدخل لحماية المسيحيين" . مواطن اخر قال :"نريد من الشعب العراقي كافة ادانة هذا العمل الاجرامي الهادف الى زرع الفتنة بين مكونات هذا الشعب" .
الاب قرياقوس من كنيسة برطلة أكد ان المسيحيين لن يتركوا ارضهم مهما حدث، وأضاف :"استنكر هذا العمل وسيبقى العراق عظيماً ولن نترك ارضنا ابدا مهما جرى وحتى لو سالت دمائنا" .
وربما زاد حادث تفجير كنسية سيدة النجاة التماسك بين ابناء الديانات في العراق كما قال ممثل مكتب الشهيد الصدر في نينوى عبد الله الاعرجي:"هذا الحادث الأليم زاد من اللحمة والتماسك بين المسيحيين وبقية الاديان الاخرى والدليل على ذلك هو هذه التظاهرة التي تضم جميع المكونات العراقية".
الهجوم على كنسية "سيدة النجاة" كان دافعاً لاجراءات وخطط امنية جديدة أعلن عنها لتشديد الحماية على الكنائس ودور العبادة في مدينة الموصل وضواحيها، كما قال مدير حماية المنشات في نينوى العقيد موفق الزيدي: " نحن مستمرين بواجباتنا في تامين حماية اماكن العبادة والكنائس وبعد هذا التفجير هناك خطط اخرى وتكثيف للجهود ومطالب للمراجع بتعزيزات اخرى من اجل منع تكرار مثل هذه الحوادث" .
وكان لمسيحيي محافظة نينوى حصة كبيرة من الاستهداف الذي طال هذه الطائفة منذ اعوام ، ودون ان يكون هناك فاعلية للاجراءات الامنية المتخذة لحمايتهم والحيلولة دون هجرتهم داخل وخارج البلاد تحت ضغط القتل والتهديد .
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي.