أشارت أنباء إلى مقتل أكثر من خمسين شخصا منهم رهائن ورجال امن عندما اقتحمت الشرطة في وقت متأخر من يوم الأحد كنيسة سيدة النجاة في منطقة الكرادة وتعود لطائفة السريان الكاثوليك.
الاقتحام جاء بعد أن هاجم مسلحون الكنيسة واحتجزوا أكثر من 100 رهينة خلال قداس يوم الأحد وطالبوا بالإفراج عن معتقلين من تنظيم القاعدة في العراق وفي مصر.
كانت إطلاقات نار متفرقة قد سمعت لساعات عديدة في منطقة الكرادة وحلقت مروحيات أميركية وعراقية بينما طوقت قوات امن الكنيسة وقال شهود عيان إن بعض المسلحين كانوا يرتدون أحزمة ناسفة وإنهم قتلوا راعيها بعد دخولهم مباشرة كما كانوا يحملون قنابل يدوية.
مصدر في الشرطة الاتحادية رفض الكشف عن هويته قال إن عملية تحرير الرهائن كانت صعبة للغاية واضاف أن المهاجمين كانوا يقفون بين مجموعة من الأطفال.
الناطق باسم عمليات بغداد قاسم عطا قال (الاثنين) لإذاعة العراق الحر إن المعركة مع الإرهاب لا زالت مستمرة وأضاف أن العملية انتهت دون أن يتمكن المسلحون من تحقيق أي هدف.
هذا وقد أعلن تنظيم القاعدة في العراق عن مسؤوليته عن العملية وقال في بيان نشره على الانترنيت إن العملية تأتي ضد الأقباط في مصر.
البيان هدد " بالقضاء على مسيحيي العراق" إن لم يتم إطلاق سراح المعتقلين في تنظيم القاعدة في العراق ومصر وهو ما أكده الناطق باسم عمليات بغداد قاسم عطا.
واشارت أنباء أخرى إلى أن عملية اقتحام كنيسة سيدة النجاة تمت بتعاون وتنسيق بين قوات أميركية وعراقية.
في حديث خص به إذاعة العراق الحر، قال الناطق باسم القوات الأميركية البريغادير جنرال جيف بوكانان:
"إضافة إلى قيادة عمليات بغداد، شاركت قوات العمليات الخاصة في هذه العملية. وكانت القوات الأميركية الخاصة التي تقدم المشورة منذ سنوات، موجودة أيضا خلال العملية".
بوكانان أضاف أنه كان هناك طلبان للمساعدة الأميركية. الأول يتعلق بالتصوير الجوي والاستطلاع والثاني بتوفير مروحية بهدف الإشراف والدعم عند الضرورة. و كان دور المستشارين الأميركيين هو تحقيق التواصل بين هاتين الوسيلتين والقيادة العراقية للعمليات.
وأدان بابا الفاتيكان بندكت السادس عشر في حديث بساحة القديس بطرس الاثنين، استخدام العنف ضد المسيحيين في العراق وعبّر عن تضامنه معهم، كما جدد دعوته إلى السلام والمحبة في منطقة الشرق الأوسط.
إذاعة العراق الحر تحدثت إلى رعد عمانوئيل مدير عام الوقف المسيحي الذي عبر عن ألمه وسخطه لهذا الحادث الأليم، مشيرا إلى عدم وضوح عدد ضحايا الهجوم والى وجود مفقودين أيضا ثم وصف ما شاهده داخل الكنيسة بعد انتهاء الاقتحام بالقول إنه دخل الكنيسة ورأى جثثاً منتشرة في كل مكان تقريباً وإنه شاهد دماءً وأشلاءً حتى في سقف الكنيسة.
وكان وزير الدفاع عبد القادر العبيدي أشار في حديث للصحفيين مساء الأحد إلى نجاح عملية الاقتحام منبها إلى وجود أشخاص غير عراقيين بين المهاجمين، وهو ما أشار إليه أيضا رعد عمانوئيل أيضا، والذي وجه اللوم إلى الجهات الحكومية لعدم توفيرها الحماية الكافية لاماكن العبادة المسيحية ثم أدان تنظيم القاعدة الذي أعلن مسؤوليته عن الهجوم وعن قتل الأبرياء.
كان المسيحيون في العراق يمثلون قرابة 3% من السكان غير أن تعرضهم إلى أعمال عنف متكررة منذ عام 2003 دفعهم إلى مغادرة البلاد في شكل جماعات حتى بلغت نسبتهم المسجلة في عام 2008، 0.90 % فقط.
وكالات أنباء عالمية نقلت عن مواطنين مسيحيين تعبيرهم عن مخاوف كبيرة من المستقبل وتساءلوا عن سبب استهدافهم وهم أناس مسالمون ومن أهل الكتاب ولا يسببون أذى لأحد.
هؤلاء المواطنون الذين لم يكشفوا عن أسمائهم قالوا أيضاً إن من الأفضل لهم أن يغادروا العراق حيث لم يعد فيه أي أمل.
هذا الاتجاه وهذه المشاعر أكد وجودها مدير عام الوقف المسيحي رعد عمانوئيل الذي قال إنه يسمع مثل هذا الخطاب وعبر عن أسفه له.
المسلحون الذين هاجموا الكنيسة طالبوا أيضا بإطلاق سراح امرأتين من الأقباط محتجزتين في مصر وكانتا قد تحولتا إلى الإسلام ومن المعتقد أن التحول سببه رغبتهما في الانفصال عن الزوج لان الطلاق محرم لدى الأقباط.
بيان تنظيم القاعدة قال إن المرأتين مسلمتان ودعا الفاتيكان إلى إطلاق سراحهما، فيما استغرب مدير عام الوقف المسيحي رعد عمانوئيل هذا الطلب وتساءل عن العلاقة بين مسيحيي العراق وأقباط مصر وشكك أيضا في حقيقة مثل هذه القصة التي قال انه لم يسمع عنها سابقاً.
احد المواطنين المسيحيين ممن كانوا رهائن وصف الوضع الذي عاشه داخل الكنيسة، كما عبر مواطنون عن استنكارهم هذه الهجمات التي استهدفت كنيسة سيدة النجاة في الكرادة في بغداد.
المسؤولون العراقيون أدانوا أيضا استهداف المسيحيين وهو ما عبر عنه محافظ بغداد صلاح عبد الرزاق الذي أكد في الوقت نفسه قيام قوات الأمن بواجبها المعتاد كل يوم غير انه قال إن مثل هذه العمليات يمكن أن تقع.
يذكر أيضا أن أعمال العنف انخفضت بشكل حاد في العراق مقارنة بأعمال العنف في 2006-2007 وكان آخر انفجار كبير قد وقع يوم الجمعة الماضي في مقهى في ديالى وقتل فيه 22 شخصا. أما آخر عملية انتحارية ضخمة فوقعت في الخامس من أيلول الماضي عندما اقتحم مسلحون قاعدة عسكرية في بغداد. غير أن مناطق مختلفة من العراق تشهد بين الحين والحين هجمات متفرقة يومية تنسب إلى القاعدة أو إلى ميليشيات.
في هذه الأثناء فشل قادة العراق في الاتفاق على حكومة جديدة بعد مرور ثمانية أشهر على الانتخابات وهو أمر يوجه العديدون إليه أصابع الاتهام، لاسيما عند وقوع مثل هذه الهجمات وعندما تستهدف عمليات إرهابية مواطنين أبرياء.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي ساهم في إعداده مراسلا إذاعة العراق الحر في بغداد ليث احمد وخالد وليد.