روابط للدخول

خبر عاجل

تسريب لوثائق حرب العراق وأنباء عن تحوّل ولاءات الصحوة


كشف تقرير إعلامي فى الولايات المتحدة أن أعداداً من عناصر مجالس الصحوة انضمّوا في الشهور الاخيرة الى تنظيمات عراقية مسلّحة.
ونقل التقرير المنشور في "نيويورك تايمز" وصحف أميركية أخرى الأحد عن مسؤولين أمنيين وسياسيين أنه على الرغم من عدم معرفة هذه الأعداد بدقّة فإن المئات ممن وصُفوا بالمقاتلين المنضبطين الذين اكتَسبَ العديدُ منهم درايةً واسعة عن العسكرية الأميركية عادوا كما ما يبدو إلى صفوف القاعدة في بلاد الرافدين، بحسب تعبيره.

كما نسَب التقرير إلى مسؤولين القول إن العديد من مقاتلي الصحوة الذين يستمرون في تسلّم رواتب من الحكومة العراقية، والذين يقدّر عددهم بالآلاف، يساعدون التمرد بشكل سرّي، على حد تعبير “نيويورك تايمز”.
www.nytimes.com/2010/10/17/world/middleeast/17awakening.html
وأضافت الصحيفة الأميركية البارزة أن "الدافع وراء هذا الانشقاق يُعزى جزئياً إلى إحباط المقاتلين من الحكومة الحالية والتي يقول أعضاء الصحوة إنها عازمة على سحقهم إضافةً إلى تعرّضهم لضغوطٍ من القاعدة."

وأشار التقرير إلى تسارع وتيرة "النزوح" منذ انتخابات آذار البرلمانية غير الحاسمة التي "تَركت السنّة غير واثقين من الاحتفاظ بما كان لديهم من نفوذٍ سياسي ضئيل الأمر الذي يبدو أنه وفّر فُرَصاً جديدة للقاعدة كي تجتذب المقاتلين ثانيةً إلى صفوفها"، بحسب تعبيره.

وجاء في التقرير أن "تبديل ولاءات أعضاء الصحوة يشكّل تهديداً جديدا لتحقيق التوازن الاجتماعي والسياسي الهش في العراق أثناء الأزمة السياسية المتواصلة وفي الوقت الذي تستعد الولايات المتحدة لسحب جيشها العام المقبل."

د.عماد رزق
وفي تحليله لما أوردََته “نيويورك تايمز”، قال الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق لإذاعة العراق الحر إن أفراد الصحوة تعاملوا مع الأميركيين في البدء "من باب المصالح المشتركة وكان تعاونهم نتيجة ضعف تنظيم القاعدة والخسائر التي تكبدها عناصر القاعدة وربما أيضاً اختلاف وجهات النظر بين مشروع تنظيم القاعدة في ذلك الوقت وأحلام الصحوات المرتبطة بالعشائرية والحكم ووجودهم في العراق.....". كما أعرب رزق عن اعتقاده بأن تغيّر مواقف عناصر الصحوة "لا يمكن أن ينعكس سلباً على الوضع الأمني وإنما سوف يكون له انعكاس على الوضع السياسي......."

المعلوماتُ التي أورَدتها “نيويورك تايمز” في شأن تغيّر مواقف مقاتلي الصحوة تتزامن مع النشر الـمُرتقب لوثائق سرية عن حرب العراق على موقع “ويكيليكس” الإلكتروني ابتداءً من الاثنين على الأرجح.

وأُعلن في واشنطن أن وزارة الدفاع الأميركية “البنتاغون” كلّفت فريقاً من المدققين يضمّ 120 عضواً لتقييم العواقب المحتملة لنشر نحو 400 ألف وثيقة سرية تتعلق بالحرب في العراق على هذا الموقع.

وكان “ويكيليكس” اكتسب شهرة عالمية وإعلامية واسعة إثر نشره في أواخر تموز نحو 77 ألف وثيقة سرية ومفصّلة عن حرب أفغانستان تضمّنت معلومات عن الضحايا المدنيين والصلات المفترضة بين باكستان والمتمردين.

لكن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس ذكر في أحدث تصريحاتٍ نُشرت الأحد
روبرت غيتس
أن تلك الوثائق لم تكشف معلومات حساسة ولكنها "قد تعرّض الأفغان الذين يتعاونون مع الولايات المتحدة للخطر" مضيفاً أن "التقييم المبدئي لا يقلل بأي حال من الخطر على الأمن القومي." وأفادت وكالة رويترز للأنباء بأن ملاحظات غيتس وَرَدت في سياق رسالة بعثها في 16 آب إلى السيناتور كارل ليفن رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي.
الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية الكولونيل ديفيد لابان صرح الجمعة بأن فريق المدققين كُلّفَ "تقدير التأثير المحتمل" لنشر الوثائق السرية التي سُرّبت عن حرب العراق داعياً “ويكيليكس” إلى إعادتها إلى "صاحبها الشرعي" أي الجيش الأميركي.

وفي مقابلة أجريت عبر الهاتف الأحد، تحدث الباحث رزق لإذاعة العراق الحر عن تسريب وثائق سرية عن الحرب سواء في أفغانستان أو العراق، مشيراً إلى عدة مستويات لتحليل المسألة أبرزها ما يتعلق بحقيقة "تصنيف" هذه الوثائق إنْ كانت فعلا "سرّية" أم أنها لا تحتوي سوى معلومات عامة عن نشاطات مختلفة للجيش الأميركي.

في غضون ذلك، أظهرت حصيلة جديدة لضحايا العنف في العراق مقتل نحو 77 ألف عراقي بين كانون الثاني 2004 وآب 2008. ونُقل عن هذه الحصيلة التي نُشرت على موقع عسكري أميركي أن 63 ألفا و185 مدنيا عراقيا و13 ألفا و754 عنصرا في قوات الأمن العراقية قتلوا خلال تلك الفترة. كما جرح 121 ألفا و649 عراقيا، فيما قتل 3 آلاف و592 جنديا من الائتلاف و30 ألفا و68 جرحوا أثناء الفترة نفسها. وذكر ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية أنه يجهل ما إذا كانت هذه الحصيلة تشمل المتمردين الذين قتلوا في العراق، موضحاً أن هذه الوفيات قد تكون ناتجة عن عمليات لقوات الائتلاف أو القاعدة أو غيرها من جماعات المتمردين.

وفي تعليقه على الحصيلة، أشار وكيل وزارة الداخلية لشؤون الإسناد أحمد الخفاجي في حديث لإذاعة العراق الحر إلى التحسّن الملحوظ في الوضع الأمني خلال العامين المنصرمين ما أدى إلى انخفاض أعداد الضحايا بشكل كبير.

من جهته، أشار الناطق باسم وزارة حقوق الإنسان كامل أمين إلى وجود عدد كبير من الجرحى والآلاف من الأرامل والأيتام ضمن ضحايا العنف في الحصيلة الأخيرة. فيما دعا عضو لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب السابق عادل برواري الحكومة العراقية المقبلة إلى رعاية أفراد أُسر ضحايا العنف ومنحهم التعويضات التي يستحقونها "دون تمييز."

مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن تصريحات لوكيل وزارة الداخلية العراقية أحمد الخفاجي، والناطق باسم وزارة حقوق الإنسان كامل أمين، والنائب عادل برواري، إضافةً إلى مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق، ومساهمة من مراسلنا في بغداد خالد وليد.
  • 16x9 Image

    ناظم ياسين

    الاسم الإذاعي للإعلامي نبيل زكي أحمد. خريج الجامعة الأميركية في بيروت ( BA علوم سياسية) وجامعة بنسلفانيا (MA و ABD علاقات دولية). عمل أكاديمياً ومترجماً ومحرراً ومستشاراً إعلامياً، وهو مذيع صحافي في إذاعة أوروبا الحرة منذ 1998.
XS
SM
MD
LG