ضيّفَت أنقرة الثلاثاء اجتماعاتٍ أمنيةً رفيعة المستوى بحضور وزيريْ الدفاع التركي والعراقي والقائد العام للقوات الأميركية في العراق.
وانعقدت هذه اللقاءات التي لم يُعلن عنها مسبقاً في إطار اللجنة الثلاثية التي شكّلتها واشنطن وأنقرة وبغداد لتنسيق سياسات التصدي لتهديداتٍ أمنية مشتركة، ولا سيما العمليات المسلحة التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني المحظور داخل تركيا انطلاقاً من قواعد في شمال العراق.
زيارةُ وزير الدفاع العراقي عبد القادر محمد جاسم المفاجئة أُعلنت بعد بضع ساعات فقط من وصول القائد العام للقوات الأميركية في العراق الجنرال لويد أوستن للاجتماع مع وزير الدفاع التركي وجدي غونول وقادة عسكريين أتراك. واللافت أن هذه المحادثات الأمنية تُجرى مباشرةً بعد انتهاء زيارة وزير الداخلية التركي بشير أتالاي إلى أربيل حيث اجتمع مع مسؤولين في حكومة إقليم كردستان العراق، كما انها تأتي في الوقت الذي تعرّضت قرى حدودية عراقية لقصفٍ متجدد من الجانبين التركي والإيراني.
وكان مسلّحون كرد إيرانيون يُعتقد أنهم من عناصر حزب الحياة الحرة (بيجاك) نفوا الاثنين قيام قوات إيرانية بعبور الحدود مع العراق. ونُقل عن ناطق باسم هؤلاء المسلحين في منطقة جبال قنديل إن أي اشتباكات مع القوات الإيرانية لم تقع خلال الأيام الماضية وإنْ كانت المدفعية الإيرانية جددت قصفها لقرى حدودية في وقتٍ متأخرٍ الأحد. وبَثّت وكالة أسوشييتد برس للأنباء تصريحات النفي بعد أن كان الحرس الثوري الإيراني أعلن الأحد أنه قتل "في كمين بالقرب من الحدود الإيرانية العراقية" أعضاء جماعة كردية مسلحة مسؤولة عن هجومٍ استهدَف استعراضاً عسكرياً أُقيم في مهاباد بشمال غرب إيران الأربعاء الماضي لمناسبة الذكرى الثلاثين لاندلاع حرب السنوات الثماني بين العراق وإيران.
وفي متابعته لمستجدات الوضع الميداني في المنطقة الحدودية، أجرى مراسل إذاعة العراق الحر في دهوك عبد الخالق سلطان مقابلة مع قائمقام قضاء العمادية إسماعيل محمد الذي أكد تعرّض قرى نائية لقصفٍ تركي وإيراني. وأضاف أن القصف الأخير أسفر عن إصابة مواطن مسيحي يدعى "شماشه ادوين" من قرية باشي الحدودية التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن مجمع سيري المأهول بالسكان. كما أشار إلى الأضرار الاقتصادية الجسيمة التي ألحقتها عمليات القصف المستمرة لتلك المنطقة "إذ احترقت مساحات واسعة من الغابات والمزروعات خلال هذا العام." فيما أكد مصدر عسكري مطلع في المنطقة الحدودية أن القوات الإيرانية قصفت من جهتها أيضاً مناطق في جبال قنديل خلال اليومين الماضيين.
يشار إلى أن اجتماعات الثلاثاء في أنقرة انعقدت في الوقت الذي تعتزم الحكومة التركية الطلب من البرلمان تمديد التفويض للجيش بالقيام بعمليات عبر الحدود مع العراق ضد قواعد المسلحين الكرد لفترةٍ عام آخر. وينتهي هذا التفويض في 17 تشرين الأول.
وزيرُ الدفاع العراقي حمل رسالة من رئيس الوزراء نوري المالكي إلى الحكومة التركية تعبّر عن حرص بغداد على تطوير العلاقات مع أنقرة وخاصةً في المجالين الأمني والاقتصادي.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية محمد العسكري إن المحادثات تناولت بالإضافة إلى التنسيق وتبادل المعلومات في إطار اللجنة الثلاثية المشتركة "مسائل عدة منها تسليح قوات الجيش العراقي، والتعاون في مجال طيران الجيش وتقوية المنظومة الدفاعية والإدارية وقضايا الحدود"، بحسب ما نقلت عنه وكالة فرانس برس للأنباء.
وفي تحليله للمحادثات العراقية-التركية-الأميركية الأمنية، ذكر الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق لإذاعة العراق الحر أن وجود مسلّحين كرد في مناطق حدودية جبلية نائية "هو الموضوع المشترك أمنياً بين تركيا وإيران والعراق وبإمكانه أن يُشكّل عامل تقاطع لدخول الولايات المتحدة في لجنة يمكن أن تتوفر لها فرصة في تقريب وجهات النظر الإقليمية.......".
وفي مقابلة أٌجريت عبر الهاتف الثلاثاء، تحدث رزق عن قضايا أخرى ذات صلة بالتنسيق الأمني الإقليمي في مواجهة تهديدات مسلّحة تنطلق من مناطق حدودية مشتركة بين دول المنطقة مـُحلِّلاً احتمالات انضمام إيران إلى محادثات اللجنة الثلاثية العراقية-التركية-الأميركية في مرحلة مستقبلية.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق، ومساهمة من مراسل إذاعة العراق الحر في دهوك عبد الخالق سلطان.
وانعقدت هذه اللقاءات التي لم يُعلن عنها مسبقاً في إطار اللجنة الثلاثية التي شكّلتها واشنطن وأنقرة وبغداد لتنسيق سياسات التصدي لتهديداتٍ أمنية مشتركة، ولا سيما العمليات المسلحة التي يقوم بها حزب العمال الكردستاني المحظور داخل تركيا انطلاقاً من قواعد في شمال العراق.
زيارةُ وزير الدفاع العراقي عبد القادر محمد جاسم المفاجئة أُعلنت بعد بضع ساعات فقط من وصول القائد العام للقوات الأميركية في العراق الجنرال لويد أوستن للاجتماع مع وزير الدفاع التركي وجدي غونول وقادة عسكريين أتراك. واللافت أن هذه المحادثات الأمنية تُجرى مباشرةً بعد انتهاء زيارة وزير الداخلية التركي بشير أتالاي إلى أربيل حيث اجتمع مع مسؤولين في حكومة إقليم كردستان العراق، كما انها تأتي في الوقت الذي تعرّضت قرى حدودية عراقية لقصفٍ متجدد من الجانبين التركي والإيراني.
وكان مسلّحون كرد إيرانيون يُعتقد أنهم من عناصر حزب الحياة الحرة (بيجاك) نفوا الاثنين قيام قوات إيرانية بعبور الحدود مع العراق. ونُقل عن ناطق باسم هؤلاء المسلحين في منطقة جبال قنديل إن أي اشتباكات مع القوات الإيرانية لم تقع خلال الأيام الماضية وإنْ كانت المدفعية الإيرانية جددت قصفها لقرى حدودية في وقتٍ متأخرٍ الأحد. وبَثّت وكالة أسوشييتد برس للأنباء تصريحات النفي بعد أن كان الحرس الثوري الإيراني أعلن الأحد أنه قتل "في كمين بالقرب من الحدود الإيرانية العراقية" أعضاء جماعة كردية مسلحة مسؤولة عن هجومٍ استهدَف استعراضاً عسكرياً أُقيم في مهاباد بشمال غرب إيران الأربعاء الماضي لمناسبة الذكرى الثلاثين لاندلاع حرب السنوات الثماني بين العراق وإيران.
وفي متابعته لمستجدات الوضع الميداني في المنطقة الحدودية، أجرى مراسل إذاعة العراق الحر في دهوك عبد الخالق سلطان مقابلة مع قائمقام قضاء العمادية إسماعيل محمد الذي أكد تعرّض قرى نائية لقصفٍ تركي وإيراني. وأضاف أن القصف الأخير أسفر عن إصابة مواطن مسيحي يدعى "شماشه ادوين" من قرية باشي الحدودية التي تبعد نحو عشرة كيلومترات عن مجمع سيري المأهول بالسكان. كما أشار إلى الأضرار الاقتصادية الجسيمة التي ألحقتها عمليات القصف المستمرة لتلك المنطقة "إذ احترقت مساحات واسعة من الغابات والمزروعات خلال هذا العام." فيما أكد مصدر عسكري مطلع في المنطقة الحدودية أن القوات الإيرانية قصفت من جهتها أيضاً مناطق في جبال قنديل خلال اليومين الماضيين.
يشار إلى أن اجتماعات الثلاثاء في أنقرة انعقدت في الوقت الذي تعتزم الحكومة التركية الطلب من البرلمان تمديد التفويض للجيش بالقيام بعمليات عبر الحدود مع العراق ضد قواعد المسلحين الكرد لفترةٍ عام آخر. وينتهي هذا التفويض في 17 تشرين الأول.
وزيرُ الدفاع العراقي حمل رسالة من رئيس الوزراء نوري المالكي إلى الحكومة التركية تعبّر عن حرص بغداد على تطوير العلاقات مع أنقرة وخاصةً في المجالين الأمني والاقتصادي.
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع العراقية محمد العسكري إن المحادثات تناولت بالإضافة إلى التنسيق وتبادل المعلومات في إطار اللجنة الثلاثية المشتركة "مسائل عدة منها تسليح قوات الجيش العراقي، والتعاون في مجال طيران الجيش وتقوية المنظومة الدفاعية والإدارية وقضايا الحدود"، بحسب ما نقلت عنه وكالة فرانس برس للأنباء.
وفي تحليله للمحادثات العراقية-التركية-الأميركية الأمنية، ذكر الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق لإذاعة العراق الحر أن وجود مسلّحين كرد في مناطق حدودية جبلية نائية "هو الموضوع المشترك أمنياً بين تركيا وإيران والعراق وبإمكانه أن يُشكّل عامل تقاطع لدخول الولايات المتحدة في لجنة يمكن أن تتوفر لها فرصة في تقريب وجهات النظر الإقليمية.......".
وفي مقابلة أٌجريت عبر الهاتف الثلاثاء، تحدث رزق عن قضايا أخرى ذات صلة بالتنسيق الأمني الإقليمي في مواجهة تهديدات مسلّحة تنطلق من مناطق حدودية مشتركة بين دول المنطقة مـُحلِّلاً احتمالات انضمام إيران إلى محادثات اللجنة الثلاثية العراقية-التركية-الأميركية في مرحلة مستقبلية.
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق، ومساهمة من مراسل إذاعة العراق الحر في دهوك عبد الخالق سلطان.