كان لشركة نفط العراق IPC في اوائل خمسينيات القرن العشرين وحدة ٌخاصة لإنتاج الأفلام السينمائية تضم عددا محدودا من الفنيين والفنانين العراقيين وهم: سيمون مهران، وعبد اللطيف صالح، خاجيك ميساك، وفكتور حداد، ومحمد شكري جميل، وماجد كامل، وعاطف الظاهر، وآزاد هوفانسيان، واحمد سلمان، إضافة الى ضيف برنامج "حوارات" المخرج والمونتير كاظم العطري، وكان يرأس هذه المجموعة منتج انكليزي هو جاك ديفدسن.
وكانت مهمة وحدة الافلام هذه إنتاجَ أفلامٍ عن انجازات ونشاطات شركة نفط العراق في المواقع النفطية المختلفة، فضلا عن التعريف بالمشاريع الكبيرة التي كانت تنفذ حينذاك في مختلف إنحاء العراق.
يروي كاظم العطري كيف انه بقي في شركة نفط العراق بعد ثورة 14 تموز 1958 لغرض منتجة الأفلام التي أنتجتها الوحدة لقطع اللقطات التي تتضمن شخصيات من رموز النظام الملكي، لتكون ملائمة للعرض في العهد الجمهوري الجديد!
ويستعيد العطري خلال تصفحه لذاكرته الثرية بالأحداث والأسماء والمواقف، كيف عرض عليه مدير التلفزيون حينذاك يوسف جرجيس حمد القيام بإنتاج سلسلة من الأفلام الإخبارية والتسجيلية لحساب التلفزيون العراقي من خلال وحدة إنتاج صغيرة ترأسها جرجيس نفسه، وضمت: المصور ماجد كامل، ومهندس الصوت داود السامرائي، والمذيع حافظ القباني، إضافة الى ضيفنا كاظم العطري، الذي يتذكر كيف حظيت الأفلام التي أنتجوها بمتابعة وإعجاب العراقيين من خلال عرضها على شاشة التلفزيون او دور السينما في بغداد والمحافظات التي كانت تتلاقفها لتكون عنصر تشويق للجمهور تساعد على ترويج بعض الأفلام البائرة.
حملت تلمك الأفلام عنوان "أخبار العراق" وكان طول الواحد منها في حدود عشر دقائق، تابعت ووَثقت نشاطات الزعيم عبد الكريم قاسم، وفعاليات وضع الحجر الأساس للمشاريع العمرانية المختلفة او افتتاحها، ونقل المسيرات الجماهيرية في المناسبات الوطنية والعالمية المختلفة، التي طبعت تلك الفترة، اضافة الى توثيق مشاهد من جلسات محكمة الشعب، التي كانت تبث على الهواء حينذاك، وغيرها من الفعاليات الاحتفالية والفنية.
ويستعيد ضيفنا كاظم العطري كيف ان الفنان يوسف العاني بادر الى اختيار فلمين من تلك الأفلام لعرضهما على وزير الإرشاد حينذاك الدكتور فيصل السامر، لغرض عرضهما على الزعيم عبد الكريم قاسم، لإقناعه بالموافقة على شراء معدات وأجهزة وحدة الأفلام السينمائية التابعة لمكتب المعلومات الأمريكية في بغداد، والذي تم تجميد أعماله بعد ثورة تموز. وفعلا صدرت الموافقة على شراء جميع الأجهزة والمعدات والكاميرات التي كان يستخدمها المركز بمبلغ خمسين الف دينار. ولتشكل بمجموعها أساس وحدة سينمائية متكاملة اندمجت في مؤسسة أطلق عليها "مصلحة السينما والمسرح" وذلك في عام 1960. ولتحتل بناية قديمة في شارع ابي نؤاس بالقرب من فندق شيراتون الحالي وليرأسها الفنان يوسف العاني.
الحوار مع المونتير والمخرج كاظم العطري ليس مجرد عرض ذكريات شخصية بل هو شهادة حية ودقيقة لصفحات من تاريخ السينما والتلفزيون العراقي ربما لم تُكشف من قبل، ومنها قصة حصول فلم "وجه العراق الحديث" الذي أخرجه العطري على جائزة إتحاد النقاد السينمائيين العالميين في مهرجان موسكو السينمائي في سبعينيات القرن العشرين، ومحاولات البعض سرقة جهوده وانجازه كما سيرد ذلك في المذكرات التي يدأب على كتابتها هذه الأيام.
المزيد في الملف الصوتي
وكانت مهمة وحدة الافلام هذه إنتاجَ أفلامٍ عن انجازات ونشاطات شركة نفط العراق في المواقع النفطية المختلفة، فضلا عن التعريف بالمشاريع الكبيرة التي كانت تنفذ حينذاك في مختلف إنحاء العراق.
يروي كاظم العطري كيف انه بقي في شركة نفط العراق بعد ثورة 14 تموز 1958 لغرض منتجة الأفلام التي أنتجتها الوحدة لقطع اللقطات التي تتضمن شخصيات من رموز النظام الملكي، لتكون ملائمة للعرض في العهد الجمهوري الجديد!
ويستعيد العطري خلال تصفحه لذاكرته الثرية بالأحداث والأسماء والمواقف، كيف عرض عليه مدير التلفزيون حينذاك يوسف جرجيس حمد القيام بإنتاج سلسلة من الأفلام الإخبارية والتسجيلية لحساب التلفزيون العراقي من خلال وحدة إنتاج صغيرة ترأسها جرجيس نفسه، وضمت: المصور ماجد كامل، ومهندس الصوت داود السامرائي، والمذيع حافظ القباني، إضافة الى ضيفنا كاظم العطري، الذي يتذكر كيف حظيت الأفلام التي أنتجوها بمتابعة وإعجاب العراقيين من خلال عرضها على شاشة التلفزيون او دور السينما في بغداد والمحافظات التي كانت تتلاقفها لتكون عنصر تشويق للجمهور تساعد على ترويج بعض الأفلام البائرة.
حملت تلمك الأفلام عنوان "أخبار العراق" وكان طول الواحد منها في حدود عشر دقائق، تابعت ووَثقت نشاطات الزعيم عبد الكريم قاسم، وفعاليات وضع الحجر الأساس للمشاريع العمرانية المختلفة او افتتاحها، ونقل المسيرات الجماهيرية في المناسبات الوطنية والعالمية المختلفة، التي طبعت تلك الفترة، اضافة الى توثيق مشاهد من جلسات محكمة الشعب، التي كانت تبث على الهواء حينذاك، وغيرها من الفعاليات الاحتفالية والفنية.
ويستعيد ضيفنا كاظم العطري كيف ان الفنان يوسف العاني بادر الى اختيار فلمين من تلك الأفلام لعرضهما على وزير الإرشاد حينذاك الدكتور فيصل السامر، لغرض عرضهما على الزعيم عبد الكريم قاسم، لإقناعه بالموافقة على شراء معدات وأجهزة وحدة الأفلام السينمائية التابعة لمكتب المعلومات الأمريكية في بغداد، والذي تم تجميد أعماله بعد ثورة تموز. وفعلا صدرت الموافقة على شراء جميع الأجهزة والمعدات والكاميرات التي كان يستخدمها المركز بمبلغ خمسين الف دينار. ولتشكل بمجموعها أساس وحدة سينمائية متكاملة اندمجت في مؤسسة أطلق عليها "مصلحة السينما والمسرح" وذلك في عام 1960. ولتحتل بناية قديمة في شارع ابي نؤاس بالقرب من فندق شيراتون الحالي وليرأسها الفنان يوسف العاني.
الحوار مع المونتير والمخرج كاظم العطري ليس مجرد عرض ذكريات شخصية بل هو شهادة حية ودقيقة لصفحات من تاريخ السينما والتلفزيون العراقي ربما لم تُكشف من قبل، ومنها قصة حصول فلم "وجه العراق الحديث" الذي أخرجه العطري على جائزة إتحاد النقاد السينمائيين العالميين في مهرجان موسكو السينمائي في سبعينيات القرن العشرين، ومحاولات البعض سرقة جهوده وانجازه كما سيرد ذلك في المذكرات التي يدأب على كتابتها هذه الأيام.
المزيد في الملف الصوتي