مرةً أخرى يجدّد الرئيسُ الأميركي التـزامَهُ الوفاءَ بوعودِ إنهاء حرب العراق التي قطَعها أثناء حملته الانتخابية. وفي واحدٍ من أهم خطاباته الاثنين، أكد باراك أوباما أن المهمة القتالية للجيش الأميركي في العراق ستنتهي في موعدها المقرر في الحادي والثلاثين من آب. كما أعلنَ للأميركيين والعالم أنه بنهاية الشهر الحالي، تكون الولايات المتحدة قد أنجـَزت سَحبَ أكثر من تسعين ألف فرد من قواتها في العراق منذ تولّيه السلطة في العشرين من كانون الثاني 2009.
أوباما قال مخاطباً المؤتمر الوطني لقدامى المحاربين المعاقين في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا:
"بعد أن توليتُ المنصب بقليل أعلنتُ عن إستراتيجيتنا الجديدة في العراق والانتقال إلى مسؤوليةٍ عراقية كاملة. وأوضَحت انه بحلول 31 آب 2010 ستنتهي المهمة القتالية الأميركية في العراق. وهذا تماماً ما نفعله كما وعَدت ووفقاً للجدول الزمني."
يُذكر أن حرب العراق التي أطاحت نظام صدام حسين في عام 2003 كلّفت الولايات المتحدة ما يُقدّر بأكثر من 700 مليار دولار فيما بلغ مجموع قتلى الجيش الأميركي على مدى أكثر من سبعة أعوام 4413 عسكرياً، بحسب الأرقام المنشورة على الموقع الإلكتروني المتخصص بإحصاء أعداد ضحايا الحرب "icasualties.org" . أما عدد جرحى العسكريين الأميركيين فيُقدّر بأكثر من 31 ألف فرد.
الرئيس الأميركي أعلن أن الولايات المتحدة أغلَقت أو نقلَت إلى السلطات العراقية مئات القواعد، مضيفاً القول:
"لقد أغلَقنا أو نَقَلنا إلى العراق مئات القواعد. ونحن ننقل خارج العراق الملايين من قُطع الـمَعَدات في واحدةٍ من أكبر العمليات اللوجستية التي نراها منذ عقود. وبحلول نهاية الشهر الحالي، نكون قد أعَدنا من العراق إلى الوطن أكثر من تسعين ألف فرد من قواتنا، وذلك منذ أن توليت المنصب."
أوباما أكد أيضاً أن مَهمة الجيش الأميركي الذي سيبقى في العراق بعد انسحاب الوحدات القتالية نهاية آب سوف تنحصر في إطار إسناد وتدريب القوات الأمنية العراقية، قائلاً:
"العنف في العراق يتواصل قرب أدنى مستوياته خلال سنوات. وفي الشهر المقبل، سوف نحوّل مَهَمَتنا العسكرية من مَهَمة قتالية إلى مَهمةِ إسنادٍ وتدريب للقوات الأمنية العراقية."
وأضاف أوباما أن جميعَ قواتِ بلادِه التي ستبقى في العراق لأداء مهَماتٍ استشارية بعد الأول من أيلول، والبالغ قوامها نحو خمسين ألف فرد، سوف تنسحب هي أيضاً وبشكلٍ نهائي بحلول نهاية عام 2011:
"وفقاً لاتفاقنا مع الحكومة العراقية، سوف نُبقي قوةً انتقالية إلى حين سحب جميع قواتنا من العراق بحلول نهاية العام المقبل. وخلال هذه الفترة، سوف تُركّز قواتنا على مَهَمة إسناد وتدريب القوات العراقية، وتشارك العراقيين في مَهمات محاربة الإرهاب إضافةً إلى حماية جهودِنا المدنية والعسكرية."
وسائلُ الإعلام الأميركية والعالمية تابَعت باهتمام بالغ ما وُصف بخطاب العراق على الرغم من أن أوباما تحدث أيضاً عن شؤون أخرى بينها المهمة الأميركية في أفغانستان مؤكداً أن الولايات المتحدة تُحرز "تقدّماً" رغم "الصعوبات الهائلة" التي تواجهُها هناك. ومن المقالات التي خصصتها صحف أميركية بارزة لتحليل الخطاب افتتاحيةُ صحيفة (وول ستريت جورنال) المنشورة الثلاثاء تحت عنوان (التزام العراق) قائلةً إن إعلانَ أوباما "نهايةً مسؤولة" للمَهمة القتالية هو بالنسبة له بمثابة "طعم النجاح في زمن الحرب" ولكنه لا يعني نهاية التزام أميركا تجاه العراق.
الصحيفة أشارت إلى الثمن الباهظ الذي دفعته الولايات المتحدة في الأرواح والأموال لاستبدالِ نظامٍ عدواني مُستَبد بديمقراطية فاعلة ولكنها أضافت أنه على الرغم من التقدم الـمُحرَز فإن "التحوّل السياسي الأوسع غير مُكتَمَل".
(وول ستريت جورنال) أشارت إلى "التقدم" المحرز على طريق ترسيخ الديمقراطية في العراق بالرغم من عدم تطرّق أوباما إلى العملية السياسة وأزمة تشكيل الحكومة مكتفياً فقط بإبراز "الإنجازات" التي تحققت
ولا سيما في مجال الأمن. وفي هذا الصدد، قال "إن العنف في أدنى مستوياته اليوم بالرغم من سعي الإرهابيين إلى وقف التقدم وذلك بفَضل تَضحياتِ جنودِنا"، على حد تعبيره.
وفي تحليله لمضامين الخطاب، قال الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق لإذاعة العراق الحر إن بالإمكان قراءة الرسائل التي وجّهها أوباما على ثلاثة مستويات، الأولى إلى الداخل الأميركي بأن "تجربة العراق لن تكون فييتنام أخرى"، والثانية إلى الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة لطَمأنَتها بأن جهود واشنطن على مدى السنوات الماضية "لن تذهب هدراً وأنها ستحمي إنجازاتها في المستقبل".
أما على المستوى الثالث، وهي رسالته إلى العراقيين بأن الجهود التي بدأتها الولايات المتحدة لإحلال الديمقراطية في بلادهم سوف تبقى ضمن أولويات إدارته خلال المرحلة المقبلة التي تُفعّلُ فيها بنود اتفاقية التعاون الإستراتيجي بعيد المدى بين الدولتين.
وفي مقابلةٍ أُجريت عبر الهاتف الثلاثاء، تحدث رزق عن موضوعات أخرى ذات صلة بينها الجوانب اللوجستية لعملية سحب القوات
الأميركية ومَعداتها العسكرية من العراق والتي وُصفت في الخطاب بأنها الأكبر منذ عقود. كما توقعّ أن يكون لمستقبل العلاقات
الأميركية-العراقية بعد انسحاب الوحدات القتالية انعكاسات إيجابية على عدة مستويات أبرزها الاقتصاد العراقي والأمن الإقليمي.
وأعرب رزق عن اعتقاده بأن خطاب أوباما تضمّن أيضاً رسالة إلى الدول المجاورة مفادها أن الولايات المتحدة الماضية قُدُماً بسحب قواتها من العراق "تسعى إلى عدم توتير الأجواء في المنطقة."
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق.
أوباما قال مخاطباً المؤتمر الوطني لقدامى المحاربين المعاقين في مدينة أتلانتا بولاية جورجيا:
"بعد أن توليتُ المنصب بقليل أعلنتُ عن إستراتيجيتنا الجديدة في العراق والانتقال إلى مسؤوليةٍ عراقية كاملة. وأوضَحت انه بحلول 31 آب 2010 ستنتهي المهمة القتالية الأميركية في العراق. وهذا تماماً ما نفعله كما وعَدت ووفقاً للجدول الزمني."
يُذكر أن حرب العراق التي أطاحت نظام صدام حسين في عام 2003 كلّفت الولايات المتحدة ما يُقدّر بأكثر من 700 مليار دولار فيما بلغ مجموع قتلى الجيش الأميركي على مدى أكثر من سبعة أعوام 4413 عسكرياً، بحسب الأرقام المنشورة على الموقع الإلكتروني المتخصص بإحصاء أعداد ضحايا الحرب "icasualties.org" . أما عدد جرحى العسكريين الأميركيين فيُقدّر بأكثر من 31 ألف فرد.
الرئيس الأميركي أعلن أن الولايات المتحدة أغلَقت أو نقلَت إلى السلطات العراقية مئات القواعد، مضيفاً القول:
"لقد أغلَقنا أو نَقَلنا إلى العراق مئات القواعد. ونحن ننقل خارج العراق الملايين من قُطع الـمَعَدات في واحدةٍ من أكبر العمليات اللوجستية التي نراها منذ عقود. وبحلول نهاية الشهر الحالي، نكون قد أعَدنا من العراق إلى الوطن أكثر من تسعين ألف فرد من قواتنا، وذلك منذ أن توليت المنصب."
أوباما أكد أيضاً أن مَهمة الجيش الأميركي الذي سيبقى في العراق بعد انسحاب الوحدات القتالية نهاية آب سوف تنحصر في إطار إسناد وتدريب القوات الأمنية العراقية، قائلاً:
"العنف في العراق يتواصل قرب أدنى مستوياته خلال سنوات. وفي الشهر المقبل، سوف نحوّل مَهَمَتنا العسكرية من مَهَمة قتالية إلى مَهمةِ إسنادٍ وتدريب للقوات الأمنية العراقية."
وأضاف أوباما أن جميعَ قواتِ بلادِه التي ستبقى في العراق لأداء مهَماتٍ استشارية بعد الأول من أيلول، والبالغ قوامها نحو خمسين ألف فرد، سوف تنسحب هي أيضاً وبشكلٍ نهائي بحلول نهاية عام 2011:
"وفقاً لاتفاقنا مع الحكومة العراقية، سوف نُبقي قوةً انتقالية إلى حين سحب جميع قواتنا من العراق بحلول نهاية العام المقبل. وخلال هذه الفترة، سوف تُركّز قواتنا على مَهَمة إسناد وتدريب القوات العراقية، وتشارك العراقيين في مَهمات محاربة الإرهاب إضافةً إلى حماية جهودِنا المدنية والعسكرية."
وسائلُ الإعلام الأميركية والعالمية تابَعت باهتمام بالغ ما وُصف بخطاب العراق على الرغم من أن أوباما تحدث أيضاً عن شؤون أخرى بينها المهمة الأميركية في أفغانستان مؤكداً أن الولايات المتحدة تُحرز "تقدّماً" رغم "الصعوبات الهائلة" التي تواجهُها هناك. ومن المقالات التي خصصتها صحف أميركية بارزة لتحليل الخطاب افتتاحيةُ صحيفة (وول ستريت جورنال) المنشورة الثلاثاء تحت عنوان (التزام العراق) قائلةً إن إعلانَ أوباما "نهايةً مسؤولة" للمَهمة القتالية هو بالنسبة له بمثابة "طعم النجاح في زمن الحرب" ولكنه لا يعني نهاية التزام أميركا تجاه العراق.
الصحيفة أشارت إلى الثمن الباهظ الذي دفعته الولايات المتحدة في الأرواح والأموال لاستبدالِ نظامٍ عدواني مُستَبد بديمقراطية فاعلة ولكنها أضافت أنه على الرغم من التقدم الـمُحرَز فإن "التحوّل السياسي الأوسع غير مُكتَمَل".
(وول ستريت جورنال) أشارت إلى "التقدم" المحرز على طريق ترسيخ الديمقراطية في العراق بالرغم من عدم تطرّق أوباما إلى العملية السياسة وأزمة تشكيل الحكومة مكتفياً فقط بإبراز "الإنجازات" التي تحققت
ولا سيما في مجال الأمن. وفي هذا الصدد، قال "إن العنف في أدنى مستوياته اليوم بالرغم من سعي الإرهابيين إلى وقف التقدم وذلك بفَضل تَضحياتِ جنودِنا"، على حد تعبيره.
وفي تحليله لمضامين الخطاب، قال الباحث في الشؤون الإستراتيجية الدكتور عماد رزق لإذاعة العراق الحر إن بالإمكان قراءة الرسائل التي وجّهها أوباما على ثلاثة مستويات، الأولى إلى الداخل الأميركي بأن "تجربة العراق لن تكون فييتنام أخرى"، والثانية إلى الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة لطَمأنَتها بأن جهود واشنطن على مدى السنوات الماضية "لن تذهب هدراً وأنها ستحمي إنجازاتها في المستقبل".
أما على المستوى الثالث، وهي رسالته إلى العراقيين بأن الجهود التي بدأتها الولايات المتحدة لإحلال الديمقراطية في بلادهم سوف تبقى ضمن أولويات إدارته خلال المرحلة المقبلة التي تُفعّلُ فيها بنود اتفاقية التعاون الإستراتيجي بعيد المدى بين الدولتين.
وفي مقابلةٍ أُجريت عبر الهاتف الثلاثاء، تحدث رزق عن موضوعات أخرى ذات صلة بينها الجوانب اللوجستية لعملية سحب القوات
الأميركية ومَعداتها العسكرية من العراق والتي وُصفت في الخطاب بأنها الأكبر منذ عقود. كما توقعّ أن يكون لمستقبل العلاقات
الأميركية-العراقية بعد انسحاب الوحدات القتالية انعكاسات إيجابية على عدة مستويات أبرزها الاقتصاد العراقي والأمن الإقليمي.
وأعرب رزق عن اعتقاده بأن خطاب أوباما تضمّن أيضاً رسالة إلى الدول المجاورة مفادها أن الولايات المتحدة الماضية قُدُماً بسحب قواتها من العراق "تسعى إلى عدم توتير الأجواء في المنطقة."
مزيد من التفاصيل في الملف الصوتي الذي يتضمن مقابلة مع الباحث في الشؤون الإستراتيجية د. عماد رزق.